9،زفاف رهف المأسوي

"عودة الى سيمران"

شعورها بالخزى والرعب كان يقتلها بالبطيء، بسبب هذا الشعور المؤلم تغيرت في معاًملتها مع سيف كثيراً لم تعد باردة المشاعر معه كالعادة، أيضاً لم تبادله معاملته؛ بل أصبحت تتحدث إليه بخوف وقلق طوال الوقت.

شعورها بالخوف من ان يكتشف اتفاقها مع ذاك المخلوق عليه يسير الرعب بداخلها طوال الوقت اما سيف تراجع في قرارة في طلب المساعدة من سند بخصوص ذلك الجن الذي وسم سيمران.

وهذا بسبب تغيرها معه في المعامله أصبح كلما يضمها كل ليله تنام بين يديه بلا جفاء ونفور.

كأنها في حاجة لحضنه وحمايته طوال الوقت، احب هذا كثيراً ورأى انه لطالما هي لا تشتكي من رؤية اشياء ترعبها او تتعرض لأذى نفسي او جسدي؛ فلا داعي لأن ينتهي هذا.

رأى ان ما حدث معها وارعبها صب في صالحه من جهة علاقتهم معاً تعجب سيف كثيراً بجانب حبة لهذا الامر فهي تعيش معه قرابة العشرون عام ولم تحاول مسامحته او منحة فرصة ولو لمرة واحدة.

وفجأة، بسبب رؤيتها لكائن افزعها تغيرت معه وأصبحت في حاجة إليه وبجواره طوال الوقت، كان امر محير ومثير للفضول بالنسبة له لانها لكنة خشى ان يفاتحها في هذا الأمر كي لا تعود لجفائها معه من جديد.

فترك الامور كما هي؛ بل تمنى ان يستمر الوضع حتى تشعر بحبة لها عشقه الذي وصل حد الجنون.

مرت الأيام ثقيلة على الجميع، خاصة رهف التي وجدت نفسها بعدما كانت مراهقة مدلله اصبحت محط اهتمام العائلة كلها بما انها ستكون رابط الوصل لحل معضلة كبيرة.

كانت ستؤدي بالعائلة كلها وتتاثر تجارتها ونفوذها في الصعيد وفي مصر.

جاء يوم رهف الموعود كان الجميع يتصرف بوجوم وهم يتجهزون لموكب الزفاف حتى فندق سيف.

كانت الأجواء كئيبة، محزنة بالرغم من الأضواء، الزينة، اللباس الثمين الذي يرتديه الجميع، الحلي، وكل شيء يوحي بالفخامة والرقي.

لكن رجال ونساء عائله السيناوي بدو كمن يجهزون لعزاء وليس لزفاف كبير يحضرة المئات من شخصيات المجتمع كله اخيرا وصل العريس في موكب مع عائلتة لاصطحاب العروس وعائلتها من القصر حتى الفندق.

خرجت رهف من غرفتها ووالدتها واقاربها النساء خلفها، لم يزغرد احدهم او يهلل كعادة الافراح وحفلات الزفاف.

فقط يسيرون خلف العروس وهي مزينة بفستان إيطالي الصنع، تضع افخم حلي صنع خصيصا لها، تضع أجمل العطور الفرنسية الفاخرة.

تزين وجهها الجميل الذي لا يحتاج للزينة بأجمل ميك اب ارتست، كانت في ابهى حلى يمكن لعروس ان تكون فيها.

لكن وجوم وجهها مخيف، لم ترفع عينها عن الأرض تأبط سيف يدها وقادها على الدرج المزين باضواء رائعة تاثر الألباب.

اقترب من ليث الذي وقف بين اقاربة من عائلة الزيات منتظر ان يصل سيف بنفسه إليه ليسلمه ابنتة وسط الجميع.

فهم سيف حركة ليث الخبيثة، لكنة ابتلع غضبه وحنقه، سار حتى وصل إليه مد يده مصافحا إياه ببرود وهو يقول بكل جفاء:
_اعتني بابنتي جيداً.

دفع رهف برفق تأبط ذراعها ليث وهو يؤمي لسيف موافقاً بدون تعليق.

خرجوا جميعا من القصر وسط طلقات الرصاص من العائلتين وكانت تلك تقاليد العائلات في صعيد مصر.

ركب الجميع سيارتهم الفاخرة حتى الفندق، تضايقت سيمران من جفاء ليث مع ابنتها طوال حفل الزفاف.

لم يحاول التودد إليها او حتى مخاطبتها ولو لمرة، كان يتجاهلها ويقف مع افراد عائلته طوال الوقت.

رهف أيضاً لم ترفع وجهها عن الأرض، رأت دموع ابنتها وهم يعقدون قرانها على ليث.

لكن سيمران ليس بيدها حيله في الأمر، ترى ابنتها تتعرض للذبح وهي حية ولا تستطيع مساعدتها.

لكن بسبب هذا تلاشى شعورها بالندم لاتفاقها مع الجن على زوجها الكريه، وصممت ان تعود لقبو القصر لتسأل الكائن متى موعد الانتقام؟


قبل ختام حفل الزفاف طلب والد العريس منه ان يأخذ زوجته ويرحلا لأن المسافة بعيدة جداً.

اخيرا اقترب ليث من رهف التي تجاهلها طوال الزفاف متعمداً، مسك يدها وقادها الى السيارة لكن قبل ان تركب رهف في السيارة ركضت سيمران عليها

اخذتها بين يديها وهي تبكي كأنها لن تراها مجدداً، رفعت رهف وجهها لوالدتها، رأت سيمران عيون رهف الحمراء من كثرة البكاء الصامت.

كم شعرت بألم رهيب يمزق قلبها قالت لها سيمران وهي تبكي:
_آسفة حبيبتي، انا جداً اسفة، لأنني لم استطيع منع هذا، سامحيني يا رهف، سامحيني ابنتي.

لمحت رهف سيف واشقائها قادمين نحوهم قالت لامها ببكاء:
_لا، لن اسامحك، لا انتي، ولا ابي، ولا اشقائي، لن اسامحكم طالما حييت.

نظرت رهف لوالدها بعتاب والدموع تملأ وجهها، لم تنتظر قدومه، ركبت بجوار ليث واغلقت الباب أسرع سيف خطاه ليودع رهف، لكن رهف قالت للسائق باقتضاب:
_هيا تحرك بسرعة.

نظر السائق عبر المرآة الى ليث، اشار له ببرود ان يتحرك، انطلقت السيارة بسرعة وخلفها سيارات عائلة الزيات.

لم يتسنى لسيف وأبناءه ان يودعون رهف، حزن سيف وقضب وجهه وهو يقف بجوار سيمران، وضع يده على كتفها بتلقائية ليؤازرها لكنها دفعت يدة بعيداً

وهي تنظر له بكل غضب وتقول:
_لن تسامحنا ابنتك طالما حييت، تلك هي جملتها الوحيدة التي نطقتها طيلة اليوم، كل هذا بسببك انت، انا أيضاً لن اسامحك.

رمقته بنظرات احتقار باردة وتركتة وعادت للقاعه.

"مع سند وتيا"

مرت الأيام الماضية عليهم في تقدم كبير، تعمل تيتو طيلة النهار بلا كلل او ملل، بالعكس تحمست كثيراً وهي تعمل وحدها بكل مهارة.

وسعيدة لانها ستبتكر انواع حديثة من السيارات من هذة الخردة لكنها بسبب حماسها وعملها الجديد نسيت تماما مهمتها الاساسية ولما جاءت الى سند اتصل بنصر زعيم العصابة بها مرارا لكنها لم تكن تاخذ هاتفها معها معظم الوقت اثناء العمل كان عليها ان تصمم رافعة يدوية ترفع السيارات عن الارض بحوالي متر كي تعمل اسفل منها لكن تيتو صنعة الرافعة من الخوص

الحديد والاخشاب القديمة في المصنع كي توفر المال لسند، لكن وهي تعمل في احدى المرات ارادت براغ كان بعيد عنها قليلاً مدت يدها تمسكة باليد الاخرى تسند الشكمان في السيارة المعلقة وهي اسفلها.

اضطرد تيتو ان تستند على الخوص الحديد بقدمها كي تستطيع جلب البراغ لكن فجاة قدم الحديد المتاكل من الشمس وتحطمت الرافعة والسيارة عليها صرخة تيتو وهي تسقط على ظهرها في الفراغ

البسيط بين قطب قطبان الرافعة والارض سمع سند صراخها وهو جالس في الخيمة الصغيرة التي صنعتها تيا له ليستظل تحتها وهو يعمل فية اوراقه.

القى بالاوراق كلها فجاة ونهض يركض نحوها وجد الرافعة محطمة والسيارة سقطت على اكوام الحديد لكن يسندها بعض الخوص المتهالك الذي على وشك التحتم هو ايضا وحينها سيتحطم جسد

تيا تحت الانقاض جسا سند بسرعة ينظر على تيا راها من الفتحة الصغيرة التي اظهرت جسدها تحت الانقاض وجدها تحاول الحركة لكن الانقاد سقطت عليها جعلتها محصورة لا تستطيع الحركة ناداها سند بخوف:
_تيتو هل انت بخير ماذا حدث هنا؟

يتبع في الفصل التالي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي