5، اول ظهورللأوكركس

ابتسم "سند" وتوجه لمكان السائق ركب السياره وظل يحدق امامه صامتاً، نظرت له "تيا" طويلاً لاحظت ملامحها بدقه من قرب لاول مره.

‏ وجهه صلب عظام وجنتاه بارزه قليلا ذقنه خفيفه مشذبه بعنايه عيناه لوزيه تشبه غروب الشمس حاجباه كثيفان شعره ناعم مهندم على راسه بترتيب.

‏ هيئته المهندمه توحي انه رجل اعمال هادئ الطباع، رزين، ذكي لكن من يخترق عينيه وينظر لروحه بتمعن يرى بان هذا الرجل بداخله غضب مكبوت، جامح، مغامر، قاسي يعشق الصيد، مميز بالصبر، صفاته الحقيقيه توحي بانه رجل غجري سادي، وليس بالرجل الانيق المتحضر.

‏ بدأ جسدها يقشر فجأة عندما نظر لها مره واحده جفلت منه واغمضت عيناها عده مرات كي تعود لوضعها الرجولي الطبيعي بالنسبه له ولها لكن صدمها "سند" حين اخرج السيجاره واعطاها لها.

‏أضاقت عينيها بتفكير خبيث وهي تاخذها منه لكنه قال لها فجاة دون مقدمات--

"عودة إلى سيف وسيمران"

دخل "سيف" غرفته وهو يستعد للدخول في مشاحنة جديدة مع سيمران، وجدها كما توقعها تجلس بالقرب من الشرفة على المقعد الهزاز.

عندما وقعت عيناها عليه وقفت وهي تضرب يد بيدها لكن "سيف" منعها من قول اي شيء بشارة من يده وقال بتحذير:
_لا تتفوهي بكلمه واحده في هذا الامر اتفهمين.

قالت له بحدة صارخة:
_لكن لماذا؟ انها ابنتي كما هي ابنتك، لماذا ترفض حتى النقاش في هذا الأمر؟ لما اشعر انك غير راضي عن هذه الزيجة؟ وانك تجبر نفسك على تقبلها.

_لا احد يجبرني على شيء ايتها الحمقاء، انا فقط أرى ما لم يراه امثالك من السطحيين، مصلحة العائلة اولاً.

نظرت له بكره شديد، ضربت الأرض بقدمها بكل غل وغضب قالت بدون تفكير:
_اللعنة على العائلة، اللعنة عليك ايها القائد الأعمى، لقد عمى قلبك أيضاً اذهب الى الجحيم انت وعائلتك.

لم تدرك "سيمران" مقدار تهورها واندفاعها، إلا عندما انهالت عليها الصفعات من قبضة "سيف".

جذبها من شعرها يجرها عبر الباب السري في غرفته لقبو هذا القصر، صرخ فيها وهو يجرها ارضا بكل عنف:
_سوف تدفعين الثمن غالياً ايتها الوقحة، ساعلمك كيف تحترمين زوجك؟ سيدك ومالكك ايتها القذرة، ساعود لمعاملتك كجاريه في قصري حتى لا تتخطي حدودك معي"مره"اخرى.

وصل الى بهو القصر السري، المكان مظلم بشدة، ضرب "سيف" على الجدار بجواره فتح مصباح عالي في سقف الغرفة العالي جداً.

"سيمران" وهي تبكي بانهيار على الارض نظرت لتلك الغرفه الشبيهه بالمعتقل، لم تكن مختلفة كثيرة بالنسبة لها.

فتلك الغرفه كغيرها من الغرف التي اسرها فيها وعذبها لشهور وسنوات، ظنت بأنه لن يعيدها لتلك الغرف"مره"اخرى لكنها مخطئة ككل مرة.

نظرت له بأعين باكية وقالت له:
_لن تتغير أبداًً يا "سيف"، الا زلت تستمتع بتعذيبي، افعل ما تريد لكنني لن اسامحك أبداً لن احبك أبداً لن اطيق وجودك أبداً ساظل ألعنك حتى تتحقق امنيتي، اتمنى لو كنت اعيش مع شيطان من سعير ولا اعيش معك، اكرهك بشدة، اكرهك ايها القاتل الحقير.

صرخت في وجهه كالعادة صفعها بمنتهى القوة على وجهها، ظل يصفعها حتى اغرقت الدماء يديه لم يحن قلبه ولو قليل بل جذبها من شعرها اوقفها على قدمها.

مسك يدها كبلهما في الاصفاد الحديد مسك ذقنها المليئة بالدماء وقال لها بكل غضب وشر:
_ستظلين حبيسه هنا طوال الليل، لعل الظلمة، الوحشة، والبرودة تعيد اليك عقلك لن تخرجي من هنا قبل غد لا تحاول الصراخ لن يسمعك احد وانت تعرفين هذا اتفهمين.

نظر لها بكل غضب ومد يده اغلق الضوء وتوجه للضوء قاصداً غرفته، اغلق الباب السري في غرفته القى بنفسه على مقعدها الهزاز.

مسك زجاجه الشراب ورفعها على شفتاه تجرعها مرة واحدة والدموع تهطل من عيناه انزل الزجاجة فارغة.

وبكل قوة ضربها في المرآة حطمها مجدداً، جلس ينظر للحطام وهو يبكي كالاطفال بصمت هذا حاله منذ سنوات عدة عندما يضربها بعنف او يسجنها يظل طوال الليل يشرب حتى يشعر بالثمالة والاغماء.

"مع سيمران"

لم تكف عن البكاء كالعادة في كل مرة يضربها فيها لكن هذه المره بكائها لم يكن فقط بسبب ضرب "سيف" لها او تعليقه هكذا او الظلام المرعب المحيط بها فقط بل بكائها

المرير على "رهف" ابنتها لا تريد ان تتزوج ابنتها من رجل ظالم مثل والدها يعذبها ليل نهار يغتصبها كل ما يحلو له لن تقبل على ابنتها ان تعيش حياتها التعيسه صرخت في الظلام بكل حرقه:
_افعل ما شئت ايها القاتل لكني لن اتركك تفعل هذا بابنتي ساقتلك يا "سيف" ساقتلك واريح العالم من شرك ايها المجرم اللعين هل تسمعني "سيف" ساقتلك.

ارادت بشده ان يكون امامها الأن، كانت لتقتلع حنجرته بيدها العاريتين، لكن فجأة رات ضوء اخضر يشع في المكان كتمت صرختها بصدمه وهي ترى امامها خمس بنات يافعين في عمر المراهقه يجلسون حول بعضهم وكانهم يلعبون لعبه ما حملقت فيهم "سيمران" بعدم فهم مفاجاه رات مخلوق مفزع يقف بالقرب منهم ينظر لهم بتركيز غاضب.

فزعت "سيمران"من بشاعه هذا المسخ كان طويل جداً، يتعدى طوله المتران ونصف رمادي لون مشعر ذو زي لطويل وكورونا مدببه له انياب في فم يشبه افواه الذئاب شكله مفزع قال "سيمران" تصرخ بجنون حتى فقدت وعيها.

فتحت سيمران عيناها على حركه تهز جسدها لم ترى شيء بسبب الظلام لكنها فهمت وهي بين النوم واليقظه ان "سيف" ياخذها لغرفتهم في اليوم التالي فتحت عيناها وهي تشعر بصداع رهيب يدمر راسها لكنها حملقت فجأة وهي تنظر حولها وجدت نفسها في مكان رمادي اللون كانها انتقلت لعالم غير العالم وجدت نفسها في غابه لكنها

ليست غابة مألوفة لها كأنها بالفعل في عالم آخر او زمن آخر او بعد آخر، استدارت على صوت خلفها افزعها رأت بعض رجال يلتفون حول دائرة من النار.

لكن لم يبدون كمراهقين كما هو الحال في مثل هذه الامور بل كانوا رجال وقورين يبدون من اصحاب الدين مثل الكهنه او

الشيوخ، بدو كمن يستحضرون شيئاً ما او يقومون بطقوس ما.

لكن مرة أخرى وجدت نفسها انتقلت آنيا لمكان اخر مكان رماديا اكثر وكئيب اكثر واكثر لكنها سمعت صوت زمجرة، ارتعبت ودارت حول نفسها وهنا رأت ما افزعها رأت

نفس المخلوق الشبيه بالذئاب الضخمة لكنه بدا ح"زين" خائف بدا انه يبكي نظرت له "سيمران" بعدم فهم.

لكنه بالفعل كان يبكي رأت أن الدموع على وجهه الدميم، لم تفهم كيف حدث هذا؟ لكنها شعرت بالشفقة عليه، وجدت نفسها تقول له بقلق:
_انت يا هذا هل انت بخير لماذا تبكي؟

رفع وجهه المرعب ونظر لها بعينان باكيتان بريئتان، ارتعبت بشدة من عيناه الحمراء لكن صدمتها الاكبر حين تحدث اليها بصوت غليظ لكن باكي وقال:
_انها قصة حياتي، احضروني من عالمي وهم يلعبون حاولوا استغلال الكثيرون انا فقط اريد العوده الى عالمي اريد العوده الى عائلتي انهم ينتظرون عودتي.

اشاره "سيمران"بالشفقه عليه قالت له بحزن شديد:
_ولما لا تعود اليهم ما العائق الذي يمنعك من العوده لعالمك وعائلتك؟

نظر لها والخبث يلمع في عيناه لكنه يغطيه بدموع التماسيح الزائفة، قال لها وهو يمسح وجهه بمخالبه:
_الأمر ليس بيدي، انا أريد العودة، على الاقل حتى يكف الاشرار عن استغلالي في ايذاء البشر لكن الامر معقد فعندما احضروني الى هذا العالم قاموا بالتضحيه بعذراوات ليله 40 تلك الليله يعرفها ملوك الجان، والسحره الاشرار لكن انا لكي اعود لعالمي من جديد علي احدهم ان يعيد الطقوس"مره"اخرى لكن من "سيفعل هذا؟ من سيقتل فتيات بريئات ليعيدن المسخ لعالمه؟

نظر لها ليرى رد فعلها شعرت بالحيرة والاشمئزاز من البشر الاشرار الذين في وسعهم فلا اي شيء وكل شيء من اجل الحصول على القوه والنفوذ قالت له عندما صمت ونظر لها:
_حقا انا اسفه لما قالت اليه امورك ايضا اعتذر لانني لن استطيع مساعدتك اسفه جدا.

قال لها بخبث اكبر:
_انا لم انتهي بعد هناك طريق غير مباشر يمكنني عبوره للعوده لعالمي لكن لا اعرف ان كنت ستوافقين على هذا ام لا؟

حدقت فيه بصدمه وقالت:
_انا وماذا بمقدوري ان افعل لك لاساعدك ارجوك لا تخبرني بانك تريد مني التضحيه باحد من اجلك لن استطيع فعل هذا اقسم لك.

_لا، لا، لا تفهميني خطأ، انا لن اطلب منك التضحية بأحد، هي فقط خدمة مقابل خدمة، بإمكاني ان احقق لك احدى رغباتك العميقة في مقابل ان تعطيني شيء ثمين.

قالت له بحيره وفضول:
_شيء ثمين، ترى ماذا يعني هذا؟ انا لا أملك اي شيء على الاطلاق، فعلا انا زوجه لرجل ثري لكنه لم يكتب لي اي شيء بأسمي انا لا املك اي شيء.

فرغ ثغره عن شبح ابتسامة مخيفة وقال:
_وماذا برايك سيفعل مسخ مثلي انا بالمال يا سيمران؟

انا لا اريد مال او ممتلكات بشرية، ما لا تعرفينه انت هو انك فتاه ولدت في قمر ليله الاربعين اعني انك احدى مفاتيح بوابه عالمي وان وافقتي على منح الحريه سأجمع الفتيات الاخريات وبكم جميعاً سأفتح البوابة،

لن اطلب منكم التضحيه باي شيء فقط انتم معا تجتمعون عند صخره الهون في ليله القمر الاربعين وببضعه قطرات دماء منكم جميعا سوف تفتح البوابه وبهذا سيكون الجميع فائزون انت وال 11 الفتاه الاخريات ستحققون رغبه تريدونها بشده وانا اعود لعالمي كما اريد ما رايك اظنها صفقه عادله.

نظرت له "سيمران" وسرحت بخيالها في زوجها بدأت الدماء تغلي بعروقها قالت له وهي تشتعل غضبا:
_لا اريد سوى شيء واحد فقط اريد الانتقام من "سيف" زوجي عليه ان يعاني كما جعلني اعاني طوال العشرين عام الماضيه اريد رؤيه الحزن والهم في عينيه كل ساعه هل يمكنك ان تحقق لي هذا ان فعلت سوف اعطيك ما تريد مني ايا كان هو هذا الشيء ومهما كان غالي الثمن المهم ان تحقق لي ثأري.

ظهر الخبز واضح في عين الذئب اقترب منها وقال لها:
_اذا اتفقنا سيتحقق انتقامك اولا بعدها ساعود اليك لاطالبك بما اريده هذا عقد بيننا لا يمكن كسره باي شكل كان والان عودي للواقع وتمتعي بانتصارك.

قال هذا وبدا كل شيء يتلاشى فتحت سيمران عينيها لتجد نفسها تجلس على فراشها في غرفتها وهي وحدها ادارت رأسها للمرآة وهي تنهض من مكانها وتقول في سرها بأبتسامة عريضة:
_اخيراً، اخيراً وجدت سبيل كي انتقم منك أيها المغرور الحقير، اخيراً سأراك ذليل، بعدما تصبح لا شيء سوف اخذ اولادي ونرحل بعيداً، ساتركك وحيد تعاني حتى تقتل نفسك من كثره الرثاء على حالك، موعدك اقترب ايها النكره الحقير.

ابتسمت لانعكاسها في المراه لكنها فجأة حملهقت برعب وهي ترى ذاك وشم على كتفها.

"عودة إلى مره"
في المشفى العام"مره"في غرفة الطوارئ اشقائها ووالدها في الخارج اعمامها وابنائهم، يقف "عماد" شقيق والد"مره"

وولده "زين" قال "حسن" بغضب:
_لم يكن هناك من داعي لاخذها للمشفى لما لا تتركها تتلوى من الالم حتى تتعلم الأدب؟

قبض "زين" يده بغضب قال العم محمد ردا على "حسن":
_كفى يا "حسن"يكفي هذا عندما تعود بها للمنزل افعل بها ما شئت.

همس "زين" لوالده قائلاً بحنق:
_ما هذه الترهات التي يقولها عمي؟ هل يرونها دميه او تمثال؟ لماذا يضربونها ويعذبونها بكل تلك القسوة طول الوقت؟ ماذا فعلت تلك المسكينة كي تنال هذا التعذيب بشكل يومي؟

رد "عماد" على ابنه هامسا:
_توقف يا "زين" ما يحدث مع ابنة عمك لا شان لنا به.

غضب "زين" من سلبيه والده وهو يقول له بحدة:
_ماذا تكون انت ايضا يا ابي؟ كيف تقول هذا الكلام على"مره"؟
ان لم ينقذها عمي سعد من يديهم لكانوا قتلوها، كيف تقول هذا؟

مسك "عماد" يد ابنه وقال له ليهدئه:
_الصبر يا بني، الصبر، سوف احدث والدها اليوم وفي اجازتك التاليه سوف تتزوجها اصبر يا بني وسوف تكون ملك لك قريبا.

قبض "زين" يده بحده وغضب لم يحتمل حديث اعمامه عن"مره" غضب بشده من ابنه عمه "عليا" تلك الفتاة التي جلبت العار للعائلة كلها حين هربت مع عشيقها.

حينها اصيب والدها بجلطه تسببت في اصابته بالشلل حتى توفى منذ سنوات، ومنذ ذاك الحين قام الاخوه جميعهم بسجن بنات العائله في المنزل لكن اسره"مره"فقط هم من

يعاملون"مره"اسوء معاملة كأنهم يريدون موتها ليتخلصوا من لعنة الفتيات في اسرتهم خرج "زين" وجلس في الكافتيريا بدأ يدخن بشراهه وهو يتصفح هاتفه بغضب اخرج صوره لمره التقطها سابقاً لها سراً في احدى المناسبات العائلية قبل ان تمتنع"مره"او يمنعها اشقائها من حضور المناسبات العائليه قال في سره بتصميم:
_متى ياتي ذاك اليوم؟ متى تكونين زوجتي؟ انتظر هذا اليوم منذ سنوات اعدك انني ساعوضك عن كل هذا الظلم اعدك حبيبتي ان ادخل السعاده لقلبك كل يوم اعدك يا مره.

بعد ساعات طويلة خرجت"مره"من المشفى دخلت غرفتها واغلقت على نفسها، الغضب كان يعتريها بشدة جلست امام المرآة وهي تذرف دموع الغضب بحرقة.

قالت بصراخ على مقدرة غرفتها:
‏_أيها الكاذب، لماذا كذبت علي؟ لماذا عبثت بعقلي؟ انت كاذب لعين، لماذا لا يساعدني أحدهم؟ لماذا اعيش في عذاب لا نهاية له؟

‏ انهارت"مره"في بكاء مرير يمزق القلب حتى نامت على نفس الوضع.

يتبع في الفصل التال
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي