3،الطريق إلى القرين

"عودة إلى تيتو"
بداخل هنجر صبيح، دخلت "تيتو" وهي تدخن سيجارتها بلا إكتراث، نظرت لرجال "نصر" الذين يحدقون بها بأفتراس، لكن "نصر" أقترب منها وقبض على ياقتها كمن قبض على لص، سألته بأرتباك:
-ما الخطب يا زعيم؟ ماذا فعلت الأن أنا؟

"نصر" صرخ فيها بتهكم:
_ايها الوغد القذر، لما قمت بتركيب جهاز التتبع خاصتنا في تلك السيارة الخردة؟ لقد أضاع الرجال الكثير من الوقت هباءاً، لما أرسلتهم إلى ذاك الرجل الحقير؟ أن ذاك المنزل متهالك كالمهجور، ماذا برأيك يملك ذاك المتشرد لكي تضع جهازنا في سيارته؟

بعدت "تيتو" يد "نصر" من على ثيابها وقالت له بغطرستها المعتادة:
-هلا هدأت الأن يا زعيم؟ أن ذاك الرجل ليس بمتشرد أو غيره، انه يخبئ أمراً هاماً وأنا سمعته يتحدث على هاتفه بأمر تلك الفيلا وأنه لن يتركها حتى يستخرج ما فيها، هل فهمت الأن؟

نظر لها طنصر" بتلك النظرات الشاردة، فهمت أنه لم يفهم قصدها، زفرت بضيق وقالت له بغضب:
_اعني أن تلك الفيلا تحتها كنزاً كبير، وانا بخبرتي وفطنتي، لم أحبذ أن يحصل ذاك الوغد على هذا الكنز، من يظن نفسه ليمتلك تلك الثروة وحده، هل أخطأت أنا في هذا يا زعيم؟

نظر لها "نصر" ببرود وقال بتعجرف:
_حسناً إذا يا طتيتو"، اتعتقد بذكاءك الفذ هذا أن ذاك الرجل يملك كنزاً تحت منزله الحقير هذا؟

_نعم أعتقد هذا، بل أنا واثق منه.

-حسناً أذا أيها المتعجرف، سوف تتولى أنت مراقبته، وتحضر لي كل أخباره اولاً بأول، عليك معرفة كل شئ يخص ذاك الأحمق، وعليك أن تتسلل لداخل ذاك المكب وتعرف لنا كل طرق الدخول والخروج منه وإليه، أتفهم، وإن فشلت في هذا الأمر أو أستطاع ذاك المغفل أن يستغفلك ويستخرج الكنز ويهرب منك، سوف أسلج جلدك عن عظامك وأنت حي، أتفهـــــــم؟

حدقت له بعيناها الغاضبتان وقالت ببرود:
_أنا لست بأصم أيها الزعيم، لما تعلي حنجرتك تلك علي؟ حسناً سوف أتولى أنا أمره، لكن ماذا بشأن عملي في الورشة؟

صاح في وجهه بحدة:
_فلتذهب الورشة للجحيم يا أحمق، ألا تفهم يا مغفل، أن صدق توقعك وكان هناك كنزاً في تلك الفيلا، سوف تصبح مليونير وأكثر، لما بحق الجحيم تهتم بعمل تافه مثل هذا؟ هيا اغرب عن وجهي وأبدا عملك في المراقبة من الأن.

خرجت "تيا" وهي تتمتم بغضب:
_اللعنة على هذا الأخرق، أنا من يحضر المصلحة ولايزال يتهكم علي ويعاملني بأستخفاف، اللعنة عليه، لما أترك أنا عملي وأهتم بمراقبة وغد أخرق يظن نفسه من أثرياء القوم؟ كان علي أن لا أتسرع في هذا الأمر وأخبر ذاك الأحمق، ماذا إذا كنت مخطئ فيما سمعته؟ لا أعرف، لايهم، حتى وإن أخطأت، ماذا يمكن لمغفل مثل "نصر" أن يفعل معي، لا يهم، سأذهب لمراقبة ذاك الحقير مثل الجد العجوز على الشرفة وأحقق في أمره بطريقتي.

توجهت على موتورها الخاص راساً إلى فيلا "سند السيناوي" التي رصدت موقعها من خلال التطبيق على هاتفها.

أوقفت الموتور أمام بوابة صدأه لفيلا قديمة جداً، نظرت للفيلا بأحتقار كبير وقالت بتهكم وهي تبص بأشمئزاز على الأرض:
_هذا الوغد محق تماماً في ظنه، يبدو هذا المكان كمكب نفايات أكثر منه منزل، لكن ما العمل الأن؟ لا أرى أي وغد يعمل هنا حتى اسأله وأفهم منه قصة هذا المكان وأهله.

زمت شفاهها بضيق، لكنها لم تيأس أو تستسلم، لم تكن من هذا النوع أبداً، هبطت من على موتورها وقامت بدفعه بجوار سور الفيلا، تحت شجرة كبيرة.

نظرت حولها جيداً كاللصوص، قفزت برشاقة على جذع الشجرة بعدما تأكدت بأن الشارع حولها فارغ ولا يوجد كاميرات مراقبة قريبة من موقعها.

أكملت تسلق الشجرة حتى وصلت عند طرف سور الفيلا، قفزت عليه ونظرت لداخل الحديقة، ظنت بأن هناك كلاب حارسة تقبع بالداخل، لكنها لم تجد سوى أطلال حديقة.

أشجار مقفرة تملأ فروعها العناكب وأعشاشها، الأرض تملاؤها الفروع الجافة المحطمة، وهناك جراج ضخم مهجور، أيضاً هناك حوض سباحة فارغ.

المشهد مقبض حزين، نظرت صوب مبنى الفيلا نفسه، بدا عليه البؤس والضحد.

قفزت "تيتو" برشاقة إلى الأرض، لم تكن المسافة بعيدة كثيراً، سارت بين الشجيرات الباليه حتى وصلت لمبنى الفيلا.

نظرت بحذر حولها، وجدت المدخل أمامها، شعرت أن الباب يمكن فتحه بسهولة، أقتربت منه بحذر ومسكت المقبض وأدارته ببطء.

فتح معها الباب بسهولة، لم يكن المكان معتم بسبب الأضاءة التي تدخل من النوافذ المحطمة، وقفت "تيتو" تتعجب وهي ترى أثاث فخم جداً لكنه مغبر بفعل الزمن.

لوحات ضخمة منها الأصلي ومنها التقليد، معلقة على جدارن الفيلا في كل مكان حولها.

هناك شمعدانات ذهب مزينة بأحجار ألماسيه حقيقية موضوعة على رفوف معلقة بجوار بعض الأوسمة الذهب وأطباق الفضة اللامعة.

بدا كأن ساكن هذا البيت القديم كان أحد الأبطال في أحد الرياضيات قديماً، لأن تلك الجوائز لم تعد تعطى للأبطال في مختلف المسابقات.

أيضاً هناك اغطية فراش، سجاد غربي أصلي، ستائر مخملية مودرن مرصعة بزهور من ذهب، وهناك مزهريات ضخمة في حجم إنسان، بدت أنها من صنع الدول الأوروبية في العصور الوسطى، فهمت هذا بسبب الزخارف الهندسية والفنية المحترفة المنقوشة بحرفيه كبيرة على المزهريات كلها، الصغيرة والكبيرة.

نظرت "تيتو" حولها وهي تتفحص كل ما تقع عيناها عليه و هي مقضبة الوجه وتتسائل في نفسها:
_اللعنة، ما هذا؟ كيف يعقل بحق الجحيم أن تظل تلك الأغراض هنا كما عي؟ أن تلك الفيلا بلا أي حرس، ويمكن إقتحامها بسهولة ويسر،

كيف لم يفكر أي زميل مهنة أن يقتحمها ويأخذ كل تلك الكنوز، أعتقد أننا لسنا في حاجة لأثار في هذا المكان، لأنه بالفعل مليئ بالكنوز التي تقدر بمئات الآلاف من الدولارات،

أعتقد بأن هذا الوغد سيحب أن يرى هذا بنفسه، فلنلتقط بعض الصور الاحترافية بجوار تلك التحف والأنتيكات النادرة؛ فهذا الوغد لن يدعني أضع أصبع واحد على إيا منهم بعدما يتحفظ عليهم ريثما يجد الشاري المناسب لهم، أنه ليس أحمق كلياً، والأن هيا بنا فلنبتسم لكاميرا "تيتو" الذكية.

وقفت أمام المزهريات الضخمة التي أعجبتها كثيراً، نظراً لأنها كانت تعشق التاريخ والحضارات القديمة التي درسته لها الأستاذة "جيهان نجم" في الملجأ.

أبتسمت "تيتو" وهي ترفع هاتفها علياً، لتصور نفسها والمزهريات خلفها، لكن فجأة، رأت ما جعلها تقفز مكانها من الهلع.

"في قصر الكبير"
دخل "سيف" بكل هيمنته إلى قصر عمه الكبير "فياض السيناوي".

اشار لحراسه الخاص أن يقفوا بالخارج مع حرس القصر، دلف إلى خلوة "فياض" دون أن يطرق الباب حتى، صدم برؤية جده، اعمامه الآخرين وبعض الأقراب من النسل الثاني.

لم يظهر "سيف" لهم أنه اكترث بتواجد كبار العائلة في هذا التجمع، قال وهو يجلس ببرود:
_ما هذا التجمع الهائل يا رجال؟ لما أتيت من الواحة جدي؟ هل هناك خطباً ما وأنا أجهله؟

قالها بتهكم واثق، فهم الجد "قسيم" أن "سيف" تضايق من مفاجأتهم له، تجاهل قسوته في الكلام وقال له:
_لم تتغير بعد يا "سيف"، أرجو أن يأتي اليوم الذي آراك فيه وقد عدت لحفيدي القديم، الرجل الشجاع الذي يخدم ويساعد دون إنتظار تقدير او جميل من أحد، لكن هذا ليس المهم الأن.

قاطعه "سيف" بحدة:
_نعم جدي، هذا لا يهم على الإطلاق، دعنا من تلك الأمور التافهة وأخبرني، لما أتيتم جميعاً إلى هنا اليوم؟ ولما لم تخبرني يا عمي بأمر هذا الإجتماع العائلي الكبير، على الأقل كنت أخذت الحيطة والحذر وأنا آت اليوم.

"فياض" رد عليه غاضباً:
_لماذا يا أبن أخي؟ هل تظن بأنك ستتعرض للإغتيال هنا في قصر الكبير؟ أم أنك ستقع ضحية لأحد أعداءك مثلاً؟!

نظر الجميع إلى"سيف" منتظرين رده الغاضب على عمه، لكنه فاجأ الجميع عندما أجاب ببرود:
_لن تفهم أبدأ يا "فياض"، لهذا لن تصبح كبير تلك العائلة يوماً من بعد جدي، أنت تعرف جيداً بأنك أنت وأنا مراقبان على الدوام من أعداءنا،

لأننا الفرع الوحيد لعائلتنا في القاهرة، ولا يهدأ الاوغاد عن مراقبتنا، منتظرين ومتأهبين على الدوام لأقتناص أول فرصة تسنح لهم ليتخلصوا منا جميعاً،

من المحتمل أنهم الآن يترصدون لنا خلف أسوار قصرك، منتظرين خروج كبار العائلة ليفاجئوهم بصاروخ سي فور جي يدمر أسطول سيارتهم وهم راحلون،

أو يفخخون سياراتهم حالاً ونحن نتجادل حول ذاك الإجتماع المفاجئ، أو يحاولون دس السم في وجبات الطعام أو القهوة، من يدري يا عمي أين هم؟ ومن يكونوا؟ ومن يعمل معهم من خدامك؟ ومتى سيقومون بأول طعنات الغدر لنا؟

لهذا أنت دائماً في المؤخرة، لأنك لا تملك مخيلة على الإطلاق، ولا تملك بصيرة تمكنك من رؤية الأحداث وتوقعها قبل حدوثها، لكن أنا على غرارك يا "فياض"،

أنا لا أخطو خطوة قبل أن أرى كل أبعادها حتى لا أصبو فريسة، او ضحية لإي قذر حقير، يريد التخلص مني.

تبادل "فياض ،سيف" نظرات الغضب الأعمى، قال الجد "قسيم" بحدة ليوقف هذا القتال بالنظرات قبل أن يتحول لقتال بالكلمات وبعدها تتحدث الأسلحة ويتحول المكان لبرك دماء.

قال موجهاً كلامه إلى "سيف" بحدة:
_توقف يا ولدي، توقف قبل أن يحدث مالا يحمد عقباه الأن.

نظر له "سيف" بجفاء، أردف "قسيم" بثقة حزينة:
_أنت مخطئ يا ولدي، فأنت وعمك لستم أفراد العائلة الوحيدة في القاهرة، هل نسيت بتلك السرعة إبن عمك "سند" وشقيقه الأحمق "عمران"،

أسمع يا "سيف"، لقد أتيت إلى هنا اليوم مع كبار العائلة لنخبرك بمهام لن يستطيع غيرك تنفيذها، وأنا أعلم كل العلم بأنك أنت الوحيد القادر على فعلها،


أولاً، عمك "فياض"، أنه في خطر كبير، سوف نخسر البرلمان أن لم نحاول حل الأمر ودياً فيما بيننا.

بدا الإهتمام والجدية ترتسم على وجه "سيف"، أنتبه للحديث أكثر وهو يشعل سيجارته ويصب كامل تركيزه مع جده وهو يقول مسطرداً:
_أنت تعرف كبير عائلة "النمر"، لقد عرفت من مصادري بأنه سيترشح أمام عمك "فياض" في الانتخابات المقبلة قريباً،

وحاولت التفاهم معه، لكن الوغد كان يعلم بهذا مسبقاً، وقام ببناء مشاريع في المنطقة وقام بتوظيف الرجال بمرتبات كبيرة، كما أنه أشترى الأراضي التي أخذتها الشرطة منا بعد وضع الي الذي فرضناه على الأرض قديماً وقام بأرجاعها لأصحابها الأصليين،

قام بتأمين معاشات شهرية للأرامل والمطلقات في القرية بأكملها، وقام بعمل الكثير والكثير حتى أكتسب حب وتأييد الناس له ومن المؤكد أنه سينجح في تلك الدورة الانتخابية بلا أدنى شك،

ولهذا أريد منك أن تقوم بخطوة خطيرة لن يستطيع غيرك فعلها.

"سيف" سأله بإهتمام كبير:
_وما هي تلك الخطوة جدي؟

أردف قسيم بتردد:
_أريدك أن تزوج إبنتك من أبنهم "يزن".

وقف "سيف" منتفضاً بصدمة، أكمل الجد قبل أن يثور عليهم "سيف"، لأن الجميع يعلم مدى عشق "سيف" لأبناءه ولا يريد المخاطرة بأي منهم في أعمال العائلة القذرة.

أكمل الجد بأندفاع:
_أسمعني جيداً يا ولدي، لن تتعرض إبنتك للإساءة مطلقاً، سنقوم بتزويجها من هذا الوغد الأجنبي الذي ترعرع في بلاد الغرب، وبعد الإنتخابات سنقوم بأختطافها وبعدها نطلب من العائلة أن يطلق أبنهم إبنتنا لأنهم ليسوا اهلاً لحمايتها وبهذا نضع تلك العائلة تحت اقدامنا، وفي تلك الاثناء سأقوم أنا وكبار العائلة بأستعادة وضعنا وهيمنتنا على القرية وأهلها، أنتظر يا ولدي، أخبرني ردك بعدما تفكر بتمعن،

أما الموضوع الثاني الذي أريده منك هو أبن عمك "سند".

رد "سيف" بحدة غاضبة:
_وما مشكلته هو أيضاً يا جدي؟ أتريد مني أن أزوجه زوجتي حتى يقبل أن يعود للعائلة؟

غضب منه الجد، لكنه تمالك أعصابه وقال له:
_لا يا ولدي، أريدك أن تساعده في الخفاء، لا تتركه فريسة للفقر والذل، حاول أن تعثر على شقيقه الهارب وأن تعيد له أملاكه التي نصب حارس البوابة عليهم فيها، أنت تعلم جيداً أن "سند" عزيز النفس ولن يقبل مساعدة منا بأي شكل كان،

لهذا أريدك أن تنشر رجالك حول ذاك النصاب الحقير وتجد طريقة ليرد بها هذا المحتال ما سرقه هو والعاهرة إبنته ما سرقوه من حفيدي، ما ردك يا ولدي؟

وقف "سيف" وهو يلقي بسيجارته في المطفأه أمامه بغضب ويقول بحدة وهو متوجه للخارج:
_حسناً يا جدي، أنتظر ردي قريباً جداً، في الموضوعان، لكن لا تتفائلوا كثيراً، فأنا أستنفذت صبري في مساعدة العائلة.

تركهم وخرج وهو غاضب بشدة من عائلته التي لا تتوقف عن الطلبات الصعبة منه نظراً لأنه اقوى فروع العائلة في القاهرة، وعمه "فياض" لا يفعل الكثير بالرغم من كونه الكبير، أو هذا ما يجب أن يكون، لكن الحقيقة انه مجرد غطاء أو صورة، و "سيف" هو من يقوم بالعمل كله وحده.

"عودة إلى مره"
ألتفتت مذعورة على صوت باب الغرفة يفتح، لم يتسنى لها الوقت لتختبئ حتى، دخل والدها الغرفة وهو يبحث بعيناه عنها.

وقف أمامها وعيناه متسعتان على وسعهم، صرخ فيها بحده مما افزعها وأربكها:
_ماذا تفعلين هنا بحق الجحيم؟ لما أنتي في غرفة شقيقك؟

نظرت المسكينة حول نفسها، علها تجد مخرج أو كذبة تقولها، لكن صراخ والدها فيها جعل عقلها يتوقف كلياً عن العمل.

نظر الوالد صوب الشرفة وجدها مغلقة كما هي، بحث بعيناه في أرجاء الغرفة، لمح جهاز الحاسوب، سار نحوه وهو يرمق الفتاة بنظرات شر وتوعد.

وضع يده تحسس الجهاز وكما توقع، وجده ساخن، صاح الوالد غاضباً بشدة فيها، بكت الفتاة بحرقة، دخل شقيقاها على صوت والدهم.

صرخ فيهم الوالد بغضب:
_تلك الحقيرة تخطط لشئ ما، لقد استطاعت التلاعب بحاسوبك "عمار"، وقد سبق وحذرتك أن تغلقه جيداً أو تتخلى عنه نهائي، تلك الفتاة تريد إلحاق العار بنا، أريدكم أن تعيدوا تأديبها من جديد.

أنهى الرجل جملته وأنهال الشقيقان الغير رحيمان على شقيقتهم ضرباً مبرحاً، جرها "حسن" إلى غرفتها من شعرها بعدما ضروبها بشدة.

دفعها "حسن" أرضاً، سقطت على ظهرها، نظر لها بأحتقار وقال لها بتوعد غاضب:
_متى يأتي اليوم الذي سأتخلص فيه من عارك يا كارثة؟ قريباً، قريباً جداً سينهي "زين" فترة جيشه ويتزوجك ونتخلص منك، لكن يا "مره"

انا احذرك وبشده، أن كررتي فعلتك تلك مرة أخرى سوف أدق عنقك بيدي، هل تسمعين جيداً أيتها الوقحة الوضيعة؟

تركها بعد هذا التعنيف القاسي وأغلق باب حجرتها بعنف جعلها تنتفض وهي ملقاه أرضاً.

دارت الفتاة على وجهها ووضعته أرضاً وانهارت في بكاء مرير مؤلم يمزق القلب.

مضت الساعات عليها وهي جالسة مكانها بلا حراك، لم تفعل سوى أنها نزعت ثيابها بسبب الضرب العنيف، لم تحتمل الثياب على كدمات جسدها الرقيق.

ألقت بالاوراق التي نسختها من حاسوب "عمار" تحت مرتبة فراشها القطنية، وجلست في الظلام تنوح حظها ككل مرة.

لكنها اخيراً وقفت وأرتدت قميص نوم قطني خفيف يستر جسدها، جلست على مكتبها بعدما أخرجت الأوراق، بدأت تقرأ عن القرين وبدأ الحماس يملأ عقلها وقلبها، قالت لنفسها بعدم تصديق--

يتبع في الفصل التالي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي