10، الوجه الاخر لليث

"عودة الى الزفاف"

مع ليث ورهف في سيارة ليث الزيات، ظلت رهف محتفظة بصمتها لوقت طويل، غضبت من هذا اللعين الصامت الجالس بجوارها يتصفح هاتفه بكل لا مبالاة.

في البداية كانت تتجاهله متعمدة وكانت ممتنه للحظ انه ليس من النوع الثرثار وانه صامت ولا يحاول التودد إليها بما أنهم الأن وحدهم، معهم السائق بالطبع.

لكن بعد فترة عندما وجدته يدخن سيجارة ويشرب مياه غازيه من ايس تانك موجود بجوار السائق.

لم يحاول ان يعرض عليها رشفه مياه حتى، شعرت بالغضب منه لكنها بالفعل مرهقة بشدة، حاولت الاسترخاء ريثما يصلون قرابة البلدة.

فهناك موعدها مع الحبيب سليم، اخبرها عن المكان الموعود الذي سيأخذها فيه للأبد وينقذها من الجميع.

قررت ان تسترخي قليلاً فالوقت لا يزال مبكراً على الوصول، لكنها غفت بالرغم عنها، شعرت بيد تدفعها بقسوة في كتفها.

أنتفضت مفزوعه ونظرت على يسارها، وجدته ليث ينظر لها مقضب الوجه، قال لها بحدة قاسية:
_هيا استيقظي.

نظرت حولها بصدمة وهي تتساءل، اين سليم؟ هل اتخذوا طريق مختلف ولم يمر من عند الكمين الذي نصبه سليم لهم؟

لكنها صدمت اكثر عندما رأت انهم لا يزالون على الطريق السريع، نظرت الى ليث بعدم فهم وسألته:
_لماذا توقفنا هنا؟ نحن لم نصل بعد، لماذا ايقظتني الان؟ انا مرهقة، وجائعة، و--

قاطعها بحدة غاضبة وهو يقول لها:
_توقفي عن التذمر، انا لا اكترث لما تشعرين به، هيا انزلي حالاً.

لم ينتظر ردها، فتح الباب بجواره ونزل، انتظرها حتى تهبط بدورها، لكنها لم تتحرك من مقعدها زفر بأختناق وألقى سيجارته بعيداً بغضب.

توجه نحو الباب خاصتها فتحته بعنف انحنى ناظراً لها وهو يقول بصياح:
_لماذا لم تخرجي بعد؟ هل سأنتظرك طوال الليل؟ هيا تحركي.

لكن رهف ربعت يدها على صدرها كالاطفال وهي تقول له بحدة:
_لن اتزحزح من هنا؛ حتى تخبرني الى أين تاخذني؟

صاح فيها بكل غضب وهو يمد يده ويجرها من ذراعها بالقوة للخارج:
_لا وقت لدي لكل تلك التراهات، هيا تحركي.

اخرجها بالقوة وهي تتآوه من الألم، اوقفها امامه واشار للسائق ان يتحرك، تركهم السائق وانطلق مبتعداً.

حملقت رهف برعب على السيارة وهي تبتعد لكن ليث لم يكترث لصدمتها، جرها من يدها لكنها سحبت يدها منه بقوه وربعتها على صدرها من جديد كانها تحمي نفسها منه قالت له بتوتر غاضب:
_لماذا انزلتني هنا وابعدت سائقك؟ هل ستقتلني ياه ابن الزيات؟

نظر لها وضحك ساخراً، تعجبت رهف من وسامته بالرغم من صلابة وجهه القاسي، عيناه السوداء الشبيهة بعيون الصقر، وجسده الضخم نوعا ما لكنه بدا وسيم جذاب لا يقاوم.

لكن هذا ليس شعورها نحو مطلقا بل شعرت بالتقزز والاشمئزاز الكبير منه قال لها وهو يشير على جانب الطريق:
_انها حقا فكرة مغرية، لكنني لن اتسبب في حرب اهليه بين العائلتان بسبب تافهه مثلك انت سوف اخذك لمكان اخر.

نظرت رهف إلى جانب الطريق وجدت سيارة أخرى مركونه بجوار بعض الأشجار.

عادت تنظر لزوجها بعدم فهم قال لها وهو يدفعها بحده امامه صوب السيارة:
_هل اعتقدتم اننا اغبياء لهذا الحد؟ لقد عرفنا مخططكم القذر، والدك الحقير اتفق مع خنازيره ان يخطفونك من سيارتي على الطريق

ويحدث حينها قتال بيننا وبين عائله الضاحي اردتم ان توقعوا بيننا وتقفون انتم كمشاهدين أبرياء، لكن لا يا حقيره مثل عائلتك.

فتح الباب بجوار السائق ودفعها تجلس على المقعد، صرخت بألم، لكنه تجاهلها وذهب يجلس امام النقود.

نظر لها، بدلته نظراته الغاضبه بنظرات اكثر شراً وغضب، قالت له وهي تجز أسنانها بغضب:
_كيف تجرؤ على إهانه والدي؟ انه لن يدع هذا الأمر يمر مرور الكرام، عليك ان تخبرني اين ستاخذني؟

ضحك ضحكة عالية ساخرة وقال باحتقار:
_انت الان زوجتي، ملك لي، ساخذك إلى مكان من المستحيل ان يجدونك فيه،

والدك الحقير لن يعثر عليك وان قلب العالم رأسا على عقب، أيضاً ستظلي سجينتي حتى تتم الصفقة بيننا بعدها ساحررك واتخلص منك.

نظرت له بصدمة وقالت:
_صفقة، ماذا تعني اي صفقه تلك؟

نظره لها ساخراً وقال بحده:
_انتم السيناويه تظنون انفسكم اذكياء ويمكنكم هزيمتنا نحن،

هذه الزيجه ليست إلا عقد بيننا وبينكم، لن تتنازل عائلتي عن عضوية مجلس الشعب في دائرتنا؛ حتى يترك لنا عمك صفقة بحري، سيعقد المزاد بعد ثلاث اسابيع والانتخابات بعد اربعة،

يتنازل عمك لنا عن المزاد ويترك الريزورت البحري لنا ونترك الوجه القبلي لكم انتم، بعدها نفسخ هذا العقد السخيف ويعود كلاً منا لحياته العاديه.

نظر لها نظرة ختام الحديث، رمقته بكل احتقار ونظرت للجهة الاخرى، قاد السيارة وهو يشعر بنشوة الإنتصار المبدئي عليها.

"عودة الى مره"

صرخات وعويل ايقظت الشارع والحي بأكمله من عمارة عائلة الكردي، انتفضت مره على صوت الصراخ خرجت من غرفتها وجدت باب الشقه مفتوح.

ركضت كما هي ببيجامه النوم الى الطابق الثالث وجدت الصراخ آت من شقة عمها عماد والد زين سمعت من يصرخ، من يسأل عما حدث، اخيراً قال زياد شقيق زين الكبير:
_انه زين اخي، يرقد في المشفى العسكري في سيناء بين الحياه والموت، لقد تمت خيانتهم،

ضربوهم الاوغاد وهم في المعسكر، مات عشرات الجنود في الانفجار وزين من المصابين، اخي سيموت يا ابي زين سيغدو شهيداً، الرحمة يا إلهي.

بكى زياد شقيق زين بحرقة وقهر جعل الجميع يبكي عدا مره، عادت الى شقة والدها، دخلت غرفتها واغلقت على نفسها.

جلست أمام المرآة، نظرت لانعكاسها وقالت بصدمة حزينة:
_هل انت من فعل هذا؟ انا لم اطلب موت احدهم، أيضاً انا لم اطلب سوى الإنتقام من شقيقاي،

لكن لا اعرف هل علي ان اغضب منك لما فعلته بابن عمي؟ لكن بوفاته ساتخلص من هذه الزيجه،

لكن، ماذا اذا خطبني والدي لغيره لا اعرف ربما لن يكون رجل قاسي، متحجر مثل زين؛ فهو رائد في الجيش والعنف، الصلابة، والقسوة من طباعهم،

ربما هذا افضل ما حدث معي حتى الان لكن شقيقاي متى ساتخلص منهم؟ كم اتمنى لو يصيبهم مكروه واتخلص من تجبرهم علي للأبد.

زفرت بأختناق وهي تنظر لانعكاسها، سمعت صوت خارج غرفتها، خرجت لتعرف ماذا حدث؟ تمنت ان تسمع خبر وفاة زين.

سمعت والدها يطلب من شهد ان تحضر له ثياب نظيفه لانه سيسافر مع اشقائي الى سيناء ليكونوا مع زين وباقي رجال العائلة.

حمدت مره ربها كثيرا ويتمنت من كل قلبها ان لا يعودوا جميعا مره اخرى تجاهلتهم.

عادت إلى غرفتها وحاولت النوم لكن يجافي النوم من يناجيه.

"عودة الى الزفاف مع تيا وسند"

رفع حاجبه بتكبر وروجينا ابنه عمه تجادله مع برديس ابنه العم الأخر بشان أمر ما مروا به جميعا اثناء المرحلة الثانوية.

لكن ابن العم محمود ذكرهم بأمر اخر انفجروا جميعا في الضحك سعل سند وهو يضحك فلمح تيتو تقف هناك بالقرب من مائدة الطعام الضخمة.

كانت تمسك قطعة لحم ضخمة كانت على وشك التهامها، لكنها رأت انسجام سند مع تلك الفتاتان الشبيهتان بالفنانات الجميلات في مهرجانات التكريم الدوليه.

اضاقت تيا عينها بغضب وظهرت ملامح الغضب الشديد عليها، فهم سند انها تشعر بالغيرة؛ فقام بهمس كلمة في أذن برديس متعمداً.

ضحكت الفتاه بصوت عالي، كان يراقب سند تيا بطرف عيناه؛ فتاكد من ظنه وانها بالفعل تشعر بالغيرة عليه.

فهم الآن كيف يستفزها كي يجعلها تتخلى عن فكرة كونها رجل وتتنكر في زيهم، وتهتم لكونها فتاة وفتاة جميلة جداً.

ألقت بالطعام على المائدة بقوة غاضبة وتقدمت نحو سند ومن معه وقفت بجوار سند وقالت له بحده غليظه:
_ما الأمر يا رفاق؟ لماذا لا تشاركونا الضحك؟ على ماذا يدور الحديث الان؟

نظروا لها جميعاً باستقلال، رمقتها روجينا بسخط واحتقار، قالت لسند بتكبر:
_ما خطب رفيقك هذا سند؟ هل هو رجل ام فتاة؟ ام من اتباع الريمبو؟

ضحكوا على تيا عدا سند، نظر إلى تيا نظرت، انا اخبرتك بهذا، لكن تيا ردت لها الصاع صاعين قالت لها بسخريه:
_لا عزيزتي، انا لا انتمي إلى هذا ولا ذاك، انا الكائن الفضائي الجديد الذي يتحدث عنه الجميع في الاخبار الكرتونيه،

ما رأيك انستي؟ هل سننجو بينكم؟ ام نتراجع مع القافله على السفن الفضائيه خاصتنا؟ لكني بصراحة لن اعود معهم،

ساعود بعد غد، لأنني بصراحة عن نفسي لا يمكنني ان اترك هذا الحشد الشهي وارحل اليوم.

ذمت روجينا شفتاها بسخط وتهكم في حين ضحك محمود وسند على سخرية تيا منها.

صفق الجميع فجاة خلفهم، التفتوا جميعا صوب الفرقة الموسيقية التي انهت لتوها العزف وبدا عزف آخر.

أنهى المطربون الشعبيون فقراتهم وصعد الفنان وائل جسار على الاستيدج انتبه الجميع له وهو يغني اغانيه الجميله عند احد اغانيه العاطفيه.

بدأ الناس يتراقصون معا سلو متأبطين بعضهم، استغل سند هذا الموقف، اخذ يد برديس وطلب الإذن منها للرقص.

دخلا حلبه الرقص امام الفرقة الموسيقية وبدأ يراقصها رقصات حميميه، لكنه كانت يسترق النظر الى تيا.

وجدها تشتعل غضب، فاراد ان يثيرها اكثر، وضع يده على خصر برديس واقترب من أذنها وهمس لها شيء اضحكها.

هنا طفح كيل تيا، سارت بين الناس بأندفاع، وقفت بين الراقصين، مدت يدها فرقت بين سند وبرديس.

حملقوا فيها معا لكنها مسكت يد سند وهي تقول لبرديس بتهكم:
_معذره ايتها الكونتسة؛ فالسيد الانيق لديه عمل مهم، هناك كارثه ستحدث حالاً، ان لم يوقف فقرته الراقصه تلك.

نظره لسند بغضب وجذبته من بين الجميع إلى بقعة فارغة في الحديقة الخلفية، لكنه طفح كيله من جرها له أمام الجميع والكل ينظر لهم بفضول.

قال لها وهو يسحب يده من يدها بعنف:
_توقف فورا هل جننت تيتو؟ ما هذا الذي تفعله بحق السماء؟

صحت في وجهه بانفعال حاد:
_الذي افعله انا ام انت تحديدا ماذا كنت تفعل لتوك؟

_ماذا؟ ما الذي كنت افعله واثار غضبك بهذا الشكل؟ أيضاً كيف تسحبيني هكذا كالحيوان امام مرأى من عائلتي جميعاً وكل المدعوين؟

قالت له بانفعال اكثر حده دون تفكير:
_اللعنة عليهم جميعاً، لما كنت تراقص تلك الفتاه؟

_وما الخطب في هذا؟ ما الذي ضايقك انت؟

_انت ايها السيد الانيق الراقص، لما كنت ترقص معها؟

_وما المشكله في هذا؟ الجميع كانوا يرقصون لما غضبت مني؟ وما شانك انت بما افعله انا على كل حال؟

يتبع في الفصل التالي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي