قهر الرجال البارت الثاني

"قهر الرجال" "البارت الثاني"

لا تصمت المرأة سوى حينما تُفلت يدها، تزهد في ذلك الشيء الذي لطالما حرصت على أن يبقى ملْك لها، ليس للصمت معنى آخر يُدرَك سوى أنها تخلّت بكل ما أوتيت الكلمة من معنى

ما لا أفهمه حقاً كيف يمكن للمرء أن يخسر مخلوقة كهذه!، تركض نحوه تاركة كل شيء وتضحي لأجله ثم يتركها!، لماذا لا يقدّر الإنسان هذه الأشياء الثمينة؟!

كانت ملاذ تحدق في صهيب دون أن تتفوه بكلمة واحدة وقد أثار ذلك فضوله، فهو يعلم جيداً كم هي ثرثارة حتى عندما تغضب تذكر سبب غضبها عدة مرات دون ملل أو كلل، كيف صارت صامتة هكذا؟! تكاد تكون فتاة أخرى غير التي يعرفها!!

شرد صهيب لوهلة وتذكر ما حدث قبل أن يأتوا به إلى هذا المنزل
بعدما تشاجر مع ملاذ هرع خارج المنزل كان يجول في خاطره الكثير من الأمور

صعد سيارته ثم أدار محركها ذاهباً إلى الشركة التي يعمل بها، إلتقى هناك بصديق له وقام بإنهاء بعض الأعمال المتأخرة ثم قام بالإتصال بتلك الفتاة التي رهنت قلبه مؤخراً، تدعى جنات

ما إن أجابت المكالمة حتى قال بنبرة حانقة:
_اشتقت إليكِ كثيراً
قهقهت جنات بخجل وقالت:
_وأنا أيضاً
صمتت جنات لبرهة ثم أردفت بتساؤل:
_هل لا تزال في المنزل؟

فسرعان ما قال صهيب بينما كان يغادر غرفة مكتبه:
_لا، أنا في الشركة على وشك المغادرة
تنهدت جنات وقالت:
_هل ستذهب إلى المنزل؟

إستقل صهيب المصعد ثم سارع إلى سيارته ومن ثَم قال:
_جنات أنصتي إليّ، لم أتمكن من إخباركِ وأنا متواجد في الشركة تعلمين أن ملاذ لها أعين في كل مكان
فسرعان ما قالت جنات بوجل:
_لقد أخفتني يا صهيب ما الأمر؟

زفر صهيب بقوة ثم قال:
_ملاذ تعلم بكل شيء، كانت تراقبنا طوال الوقت
شهقت جنات بفزع وقالت:
_يا إلهي!، ماذا سنفعل الآن؟

سدد صهيب ضربة قوية نحو محرك السيارة وقال بغضب:
_لا أعلم، أشعر أن رأسي سينفجر
تنهدت جنات وقالت:
_يجب أن نتخلص منها

جحظت عيني صهيب وشعر بغصة في قلبه وقال بتساؤل:
_ماذا؟
أخرجت جنات تنهيدة قوية وتابعت بقولها:
_فكر في الأمر فقط، ما الذي سيحدث إن علم والدها بأمري؟ سيُذيقك من العذاب ما يكفي لمائة رجل، لا بد أنك تعلم كم هو خطير ذلك الرجل

تسلل الخوف إلى أواصر صهيب وقال:
_ماذا علينا أن نفعل تحديداً؟
تملك الخبث من نبرة صوت جنات في قولها:
_سنرسل شخص ما كي يتخلص منها بطريقة لا تثير الشكوك حول أي منا

قامت جنات بسرد خطتها على مسامع صهيب والتي كانت تنص على أن شخص ما سيذهب إلى منزل ملاذ ويقتلها دون قطرة دماء واحدة ثم يجعل النيران تندلع في المنزل بأكمله

أرسل صهيب شخص ما بالفعل إلى منزل ملاذ وحثّه على الإتصال به فور إنتهائه ثم أرسل إلى جنات بأنه ذاهب إليها
أدار صهيب محرك السيارة ذاهباً إلى منزل جنات ولكن قبل أن يصل لاحقته سيارة حتى تمكنوا من الإمساك به

أفاق صهيب من شروده ثم نظر نحو ملاذ، كان يمعن النظر في عينيها، يبحث عن تلك اللمعة التي لطالما كان يراها فيها لكنها لم تعد موجوده وكأنها إنطفأت!، أراد فقط أن يثير عاطفتها حتى تفرج عنه لكن بدا له أن هذه المحاولة ستبوء بالفشل لا محالة!

أخرجت ملاذ تنهيدة قوية ثم قالت بنبرة يملؤها الجمود:
_ذكرتني بشخص نُبذ في العراء، كان يسأل المارّة كسرة خبز، فمرّ به رجل من عليّة القوم قد أشفق بحاله، دنى منه ودسّ في يده قطعة ألماس تغنيه الفقر والحاجة

قهقهت ملاذ بسخرية ثم أردفت بقولها:
_ما أثار دهشتي حينئذ أن ذلك المتسول لم يكترث لقطعة الألماس بل لم يلقِ لها بالاً!، وهرع خلف الرجل الذي ألقى في وجهه بضعة قروش كي يشكره!
لم يتردد في ذهني سوى جملة واحدة "تسلل الفقر إلى قلب هذا الرجل قبل بدنه"، يشبهك تماماً

نزعت ملاذ الشريط اللاصق من فوق شفتي صهيب فسرعان ما قال بنبرة حادة يملؤها الغرور والخبث:
_أنتِ متيمة بي، لا يمكنكِ إيذائي بالرغم من كل شيء
إقتربت منه ملاذ بوجهها وقالت بتساؤل:
_تقصد بالرغم من محاولتك قتلي؟

جحظت عيني صهيب دون أن يزعن بينما ابتعدت عنه ملاذ ثم أردفت بعدما قهقهت بسخرية:
_لا جرم أنك تكاد تصاب بالجنون لرؤيتك لي بكامل عافيتي ولا يعتريني خلل

خرجت ملاذ من الغرفة بينما دلف إليها أحد رجالها وهو يحمل الرجل الذي كان سيقتل ملاذ، لقد كان جثة هامدة إثر إطلاق ناري في جوفه
صاح صهيب بقزع وقال:
_ما هذا؟

رمقه الرجل باشمئزاز ثم قال:
_سيبقى جثمان صديقك هنا طوال أربعة وعشرون ساعة ثم ستقوم بدفنه هنا، في هذه الغرفة

ضم صهيب حاجبيه بينما قال بصوت جهوري:
_هذا جنون
غادر الرجل تاركاً صهيب خلفه يكاد يفقد عقله من ما يحدث معه!

...

في صباح اليوم التالي هبطت ملاذ إلى الطابق الأرضي بعدما سمعت طرقات متتالية بباب المنزل، فسرعان ما أدارت مقبض الباب وقالت بعينين مغرورقتين:
_حمداً لله

أشار الضابط إلى العساكر كي ينتظروه خارج المنزل بينما دلف هو لكي يتبادل أطراف الحديث مع ملاذ
أثناء إتجاه الضابط نحو غرفة المعيشة هرول نظره في جميع أرجاء المنزل

جلس الضابط بينما جلست ملاذ قِباله تماماً
تنهد الضابط قائلاً:
_سيدة ملاذ، لقد أجريت إتصالاً بنا، هلا أخبرتيني ما الأمر؟

قالت ملاذ من بين شهقاتها:
_زوجي، لقد تشاجرنا قبل يوم أمس وذهب مغاضباً ولم يعد حتى الآن، أرجوك أن تأتي به أينما كان، أخشى أن يكون قد أصابه مكروه

أومأ الضابط برأسه ثم قال:
_فقط إهدأي قليلاً سيدتي وسنفعل كل ما بوسعنا لكي نجده لا تقلقي
صمت الضابط لبرهة ثم أردف قائلاً:
_لتملي عليّ بعض التفاصيل والبيانات رجاءً بالإضافة إلى صورة واضحة لزوجك حتى يسهل علينا العثور عليه

قامت ملاذ بإعطاء الضابط كل المعلومات التي أرادها وكذلك أعطته صورة صهيب ومن ثَم رحل الضابط مع فريق الدعم، وما إن أوصدت ملاذ باب منزلها حتى أزالت دموعها قائلةً بسخرية:
_كان هذا مُسليّا للغاية

جثت ملاذ على ركبتيها بعدما شعرت بشيء يسري أعلى وجنتيها وما إن تحسسته حتى فوجئت بدموعها تتساقط!، خفق فؤادها بقوة من شدة الحزن على ما صار

شهقت ملاذ بالبكاء، حدّثت نفسها قائلةً:
_لماذا؟ لماذا؟!!
إنتبهت ملاذ على صوت رنين جرس باب المنزل فسرعان ما نهضت وقامت بفتحه ففوجئت بوالدها

دلف والد ملاذ إلى المنزل قائلاً بتساؤل:
_ما الذي حدث؟ صحيح أن صهيب لم يأتي إلى المنزل منذ يومين؟
علا نحيب ملاذ فسرعان ما ضمها والدها إلى صدره قائلاً بفزع:
_عزيزتي ما الذي حدث؟

كان جسد ملاذ يرجف بقوة، لم تقوى على التفوه بكلمة واحدة، فقط كانت تبكي بشدة، تقرحات قلبها لا زالت تنزف، ربما ستظل هكذا لمزيد من الوقت

بعد قليل كانت ملاذ قد هدأت بعض الشيء فربت والدها فوق كتفها قائلاً:
_هذا أخبرتِني بما يحدث؟
نظرت ملاذ نحو والدها بعينين زائغتان ثم قالت:
_تقرحات دائبة، تعدو أذقة ما قضى نحبه بالأمس، وهلُم جرّا

ضم والدها حاجبيها بتعجب قائلاً:
_ماذا تعني؟
إنتبهت ملاذ لما قالته للتو فسرعان ما قالت:
_لا شيء يا أبي، أنا حزينة فقط لأنني تشاجرت مع صهيب ولم يعد للمنزل حتى الآن

أخذت ملاذ تنهيدة قوية ثم أخرجتها بقوة وقالت:
_لقد أخبرت الشرطة، أخشى أن يكون أصابه مكروه

زفر والدها بغضب قائلاً:
_لم أكن راضٍ عن هذه العلاقة منذ البداية، لكنني استسلمت أمام إصراركِ عليه
اغرورقت عيني ملاذ فور سماعها لهذه الكلمات فهمست محدّثة نفسها قائلةً:
_ليتني لم أفعل

قال والدها بتساؤل:
_ماذا؟
التفتت ملاذ نحو والدها وقالت بابتسامة صغيرة محملة بالندم:
_دائماً ما يسعى المرء خلف رغباته ويكون حريص جداً عليها، يكون حينها على أتم الإستعداد حتى يتحمل نتائج تلك الرغبات

قهقه والدها بسخرية قائلاً:
_آمل أن تكوني سعيدة بالنتائج التي توصلتي لها عزيزتي
غادر والد ملاذ بينما كان يستشيط غضباً منها وعليها، إنها فلذة كبده لم يكن يرغب في أن تتورط مع رجل غير مسئول مثل صهيب لكن في النهاية هذا هو خيارها!.

...

في منزل جنات
كانت تجوب المنزل ذهاباً وإياباً من شدة الخوف والقلق بشأن صهيب، فقد أجرت العديد من المكالمات مع أصدقاءه ولكن أي منهم لا يعرف عنه شيء

كانت يدي جنات ترجف بشدة حيث صوّرت لها مخيلتها أسوأ السيناريوهات حول ما يكون قد حدث له!، قاطع شرودها رنين باب منزلها فهرعت إليه بسعادة وفتحته بينما هتفت بقولها:
_صهيب!

بُهِتت جنات حينما رأت ملاذ أمامها حية ترزق!! حتى أنها من هول المفاجأة أسقطت هاتفها دون قصد!
تبسمت ملاذ قائلةً:
_هل ستدعيني أقف هنا كثيراً؟!

على الرغم من أن الدماء جفت في عروق جنات إلا أنها أفسحت الطريق لملاذ وقالت بصوت خافت من شدة الصدمة:
_تفضلي

زحف نظر ملاذ نحو جميع أرجاء المنزل ثم اتجهت نحو غرفة المعيشة وجلست قائلةً بنبرة هادئة على النقيض تماماً من ما توقعته جنات:
_منزلكِ جميل

جحظت عيني جنات حتى أنا قالت دون أن تعي:
_لا عليكِ، أقصد شكراً لكِ
جلست جنات قِبال ملاذ وقالت بابتسامة مصطنعة:
_هل تحبين إحتساء القهوة؟

رمقتها ملاذ بجمود ثم قالت:
_تعلمين أنني لست هنا لإحتساء القهوة
سرت البرودة في أطراف جنات وسرعان ما قالت بعينين دامعتين:
_أنا آسفة حقاً لقـ..

إقتضبت ملاذ حديثها وقالت ببكاء:
_أين صهيب؟ أرجوكِ أخبريني
هلعت جنات من ما سمعته تواً ثم قالت بتعجب:
_ماذا؟

إزدادت شهقات ملاذ التي قالت ببكاء ووجل:
_أرجوكِ دعيه يأتي إلى المنزل ولن أتشاجر معه ثانيةً بل سأكون راضية عن علاقتكما فقط دعيه يأتي إلى المنزل

نهضت جنات من فرط إرتجاف جسدها وقالت بذهول:
_مهلاً لحظة، عن ماذا تتحدثين؟
نهضت ملاذ هي الأخرى ومن ثَم أمسكت بيد جنات وقالت:
_أعلم أن صهيب متيم بكِ وسيستمع إليكِ، فقط حثّيه على العودة إلى الديار

جذبت جنات يدها من بين أصابع ملاذ وقالت بينما كان رأسها يكاد يشق إلى نصفين:
_لكنني لا أعلم أين هو!
هنا شهقت ملاذ بفزع ووضعت كلتا يديها فوق فمها ثم قالت:
_يا إلهي!

أصاب جنات الروع والهلع مثل الذي يبدو على ملاذ وقالت:
_ما الأمر؟
شعرت ملاذ بالدوار وهوى جسدها أعلى الأريكة وقالت بنبرة يملؤها البكاء:
_لقد تشاجرنا في ليلة قبل أمس

إرتعد جسد جنات فسرعان ما هوى جسدها بجانب ملاذ وقالت:
_ثم ماذا حدث؟
إرتشفت ملاذ دموعها ثم تابعت بقولها:
_لقد أخبرته أنني على علم بأمركما وتشاجرنا حينها، لقد غضب بشدة ومن ثَم غادر المنزل ولم يعد حتى الآن

تذكرت جنات أمر الرجل الذي أرسلته لكي يقضي على ملاذ، فهو لم يعاود الإتصال بها حتى الآن، وبالفعل لم يقم بالمهمة لأن ملاذ هنا وفي منتصف منزلها شعرت جنات آنذاك بأن قدور تغلي في رأسها

حاولت جنات أن تبدو طبيعية لكي لا تثير شكوك ملاذ ولكنها قالت بنبرة مرتعدة:
_أنا آسفة لكنني لم أرى صهيب منذ عدة أيام! أنا أيضاً قلقة جداً لأجله، لكن أعدكِ أنني لن أقترب منه ثانيةً، سأبتعد عن هنا، أنا آسفة

أومأت ملاذ برأسها ثم نهضت واتجهت نحو باب المنزل وما إن خطت خارجه حتى عادة مرة أخرى وقالت بابتسامة زائفة:
_ما يهم الآن هو عودة صهيب إليّ سالم من كل شر

كادت ملاذ أن تخرج من المنزل ولكنها عادت ثانيةً وقالت:
_صحيح حينما قومت بإبلاغ الشرطة عن إختفاء صهيب لم أذكركِ، لا تقلقي أنتِ بأمان.

خرجت ملاذ من منزل جنات ونزعت عنها القناع الذي تمثلت فيه لبعض الوقت رغماً عنهاثم ضغطت على زر إنهاء التسجيل وهمست قائلة بنبرة يملؤها الخبث:
_ربما سأحتاج إلى هذا التسجيل لاحقاً

...

عادت ملاذ إلى منزلها ففوجئت بصديقتها هدى في إنتظارها التي ما إن رأتها آتية حتى هرعت نحوها
ضمت ملاذ حاجبيها وقالت بعدما لاحظت آثار الدموع على وجنتيّ هدى:
_عزيزتي ما الأمر؟ هل أنتِ بخير؟

علا نحيب هدى فسرعان ما ضمتها ملاذ إلى صدرها وقالت بفزع:
_هدى أخبريني ما الذي حدث؟
لم تتمكن هدى من نطق كلمة واحدة فأخذتها ملاذ إلى داخل المنزل وأحضرت لها كوباً من الماء حتى تهدأ

ما إن هدأت هدى حتى قصت على مسامع ملاذ ما حدث بينها وبين خطيبها المدعو مراد الذي تركها مؤخراً دون سابق إنذار وقام بنشر صورة تحمل دعوة لحفل عقد قرانه عبر وسائل التواصل الإجتماعي

فزعت ملاذ من ما سمعته وكأن الأمر حدث معها بدلاً من صديقتها
ظلت ملاذ صامتة بينما كانت هدى تتحدث عن سوء الشعور الذي اكتنفها منذ أن علمت بعقد قران مراد

كانت تتحدث بألم وكأن هناك سلاح أبيض داخل جوفها يجوب يميناً ويساراً حتى صارت النتوء هنا وهناك
كانت هدى تتحدث من بين شهقاتها وتصف كم الخزلان الذي تعرضت له من حبيب فؤادها!

كانت تسأل مراراً وتكراراً عن كيف تسنى له فعل ذلك؟! والسؤال المعتاد والمفضل لدى الجميع 'لماذا'؟
ربتت ملاذ فوق كتف صديقتها هدى وقبّلت رأسها قائلةً:
_تكاد الشمس تغرب، عودي إلى المنزل، ستكونين بخير غداً

...

عند منتصف الليل
إستعاد مراد وعيه ففوجيء بأنه مكبّل اليدين والقدمين وملقى أرضاً في غرفة حالكة، حتى ظن أنه أصابه العمى من شدة الظلام

لم يعلم كم من الوقت مر عليه حتى شعر بأن شخص ما يُحرك مقبض الباب وما إن أصدر الباب صريره حتى قفز الضوء إلى داخل الغرفة فشعر مراد بالألم في عينيه من شدة الضوء

دلفت ملاذ إلى الغرفة بينما كانت تحمل في يدها مصباح كهربي، جلست أمامه فوق مقعد قائلةً:
_مرحباً يا صاح، لم نلتقي منذ زمن
جحظت عيني مراد حتى كادت تخرج عن وجهه وقال بصوت لاهث:
_ملاذ!!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي