قهر الرجال البارت السابع

"قهر الرجال" "البارت السابع"

هناك أشياء يخشاها الجميع، كالوحوش والحيوانات المفترسة، فعلى سبيل المثال الناس تخشى زئير الأسد الذي يلقي في قلوبهم الرعب، يجعل الجميع يلوذون بالهرب

لكن ماذا عن زئير المرأة!، هل للمرأة زئير؟ بالطبع لها بل ويخشاه الرجال الذين ألقى الله في قلوبهم مرض، هؤلاء الذين توغل بداخلهم الجبن، يقوم أحدهم بافتعال شيء ما يتسبب في أذى أو مكروه للفتاة ثم يتظاهر بأنه لم يفعل!

حينذاك تصبح المرأة أخطر كائن ربما على وجه البسيطة، إني أجد هذا المصطلح ملائم جداً لما تكون عليه المرأة حينما تزأر معلنةً بدء الحرب مع من تسبب في معاناتها!

في إحدى المطاعم كانت جنات برفقة إياد يتناولان العشاء، على الرغم من أنهما لم يقولا أي شيء إلا أن عينيهما كانت تقول الكثير بين الحين والآخر وهذا ما جعلهما لا يريدان الإنتهاء من هذه الأمسية

إنتهى إياد قائلاً:
_هذا المطعم يقدم أشهى الأطباق، إنه الأفضل على الإطلاق
تبسمت جنات وقالت بعدما انتهت هي أيضاً:
_أوافقك الرأي

همهم إياد ثم قال وقد كان يخشى الحرج من سؤاله:
_هل تمانعي أن أتبادل معكِ أطراف الحديث؟
قهقهت جنات وقالت:
_بالطبع يمكنك

أخذ إياد شهيق عميق ثم زفره بهدوء وقال:
_هل تمانعي أن تقصي عليّ الأمر الذي لا تنفكين عن التفكير فيه؟ إني أجدكِ شاردة طوال الوقت، يمكنكِ إخباري بما يجول في خاطرك، ربما بإمكاني تقديم يد العون!

تنهدت جنات بحزن وقالت:
_لا أعلم من أين أبدأ!، قصتي على الرغم من أنها تحزنني دوماً إلا أنها مثيرة للسخرية
اقترب إياد قليلاً بينما كان يستمع لها بعناية

استرسلت جنات وقالت:
_التقيت بذلك الشخص في الشركة التي كنت أعمل بها قبل عدة أشهر لا أذكر متى تحديداً، لم يكن أي منا يكترث لأمر الآخر، بالنسبة لي لم أكن أراه من الأساس ولا يهمني أمره بتاتاً

لكن ذات يوم داهمني في غرفة المكتب الخاص بي وقال لي بنبرة يملؤها الجمود:
_هل تتزوجينني؟
قهقهت جنات وقالت:
_إني أضحك كلما تذكرت ذلك اليوم، لقد كان لا يعرف ماذا أو كيف يعبر عن مشاعره، فقط دلف إلى المكتب وسألني إن كنت أقبل به كزوج لي ثم غادر

صمتت جنات لبرهة ثم تابعت قائلةً:
_لقد أحببت الطريقة التي قالها بها لذلك أعطيته موافقتي وتمت خطبتنا، لقد كان كل شيء على ما يرام، كل شيء كان مثالي إلى أن اختفى فجأة تلاشى وكأنه لم يكن موجود!

ترقرقت الدموع في عيني جنات فسرعان ما أمسك إياد بيديها قائلاً:
_لا عليكِ، اهدأي، إن كان الأمر يزعجكِ لا تتحدثي عنه
ارتشفت جنات دموعها ونظرت نحو إياد وقالت ببكاء:
_كيف أمكنه فعل ذلك؟

زفر إياد بقوة وقال:
_أنا حقاً لا أعلم، لكن كل ما يمكنني إخباركِ به الآن أنه ذهابه بهذه الطريقة كان من حسن حظي أنا
ضمت جنات حاجبيها وقالت بتساؤل:
_كيف؟ لا أفهم

تبسم إياد ثم جذب يديها نحوه وقبّلهما وقال:
_إن لم يكن قد ذهب فلن أحصل على فرصة لقاؤكِ؟ كم أود أن ألتقِ به لكي أشكره
تبسمت جنات بخجل وأرادت أن تجذب يديها لكن إياد لم يتركها بل وأحكم إمساكها جيداً

احمرّت وجنتي جنات ونظرت لأسفل بينما همس لها إياد وقال:
_لا أعلم كيف أقول ذلك، لكنني حقاً أرغب في أن يكون بيننا شيء جاد بعيداً عن العمل والمؤسسة، أريد أن يربطنا شيء ما ببعضنا البعض وللأبد

جحظت عيني جنات فسرعان ما قال إياد:
_أعلم أن الوقت مبكر جداً على هذا الحديث لكنني حقاً أرغب في الإقتراب منكِ والتعرف عليكِ أكثر، هلا تسمحي لي بذلك؟
نظرت إليه جنات بخجل ثم أومأت برأسها فانفجرت أساريره وكأنه حاذ على جائزة اليانصيب!

...

بالقرب من منزل ملاذ كانا الشرطيين صعدا إلى سيارتهما وقادها أحدهما بينما تبعتهم ملاذ بسيارتها
كانت ملاذ تبدو جامدة الملامح على النقيض تماماً من ما يحدث بداخلها من فرط في التفكير فيما سيدفع الضابط آسر باستدعائها في المساء هكذا!!؟ كل ما كانت تفكر فيه هو ماذا ستفعل إن افتضح أمرها؟!

أفاقت ملاذ من شرودها حينما توقفت سيارة الشرطيين أمام منزل هدى صديقتها!
ضمت ملاذ حاجبيها بتعجب وحدّثت نفسها قائلةً:
_لمَ قد يدعوني الضابط آسر إلى منزل صديقتي هدى؟!

هبطت ملاذ من سيارتها على بُعد بضعة أمتار من المنزل لأنها لم تتمكن من التقدم أكثر فالمكان مزدحم أمام المنزل مباشرةً!
سارت ملاذ بين سيارات الشرطة وسيارة الإسعاف وهي لا تفقه أي شيء عما يجري

كانت تسير خلف الشرطيان وما إن صاروا أمام باب المنزل حتى صاح شرطي آخر قائلاً بنبرة رسمية:
_ممنوع الدخول
فقال احد الشرطيان:
_الضابط آسر يريدها

أومأ الشرطي الآخر برأسه متفهماً وسمح لها بالدخول
كان صدر ملاذ يعلو ويهبط بقلق ولا تدري لماذا حتى أنها شعرت بالظمأ من شدة هلعها وخوفها
كانت ملاد تتلفت يميناً ويساراً بحثاً عن الضابط آسر ولكنه لم تجده

وقفت ملاذ لددة دقيقتان ثم عزمت على أن تصعد إلى الطابق الثاني حيث تقبع غرفة هدى فربما تفيدها بمعلومة ما عما يجري
ما إن وضعت ملاذ قدمها فوق أول درج حتى رأت الضابط آسر يهبط من أعلى الدرج

ما إن رأته ملاذ حتى قالت بهلع وبنبرة مرتعدة:
_ما الأمر يا سيد آسر؟ ما الذي يحدث هنا؟ وأين هدى؟ ما الأمر؟ أخبرني أرجوك
ضغط الضابط آسر على نواجزه بقوة ثم قال بينما كان يدفع ملاذ برفق بعيداً عن الدرج:
_دعينا نتحدث قليلاً في غرفة المعيشة

ضمت ملاذ حاجبيها وقالت بنبرة حادة بعض الشيء ممزوجة بالفزع:
_بالتأكيد أنت لم تدعوني في مثل هذا الوقت لكي نتبادل أطراف الحديث هنا وفي متزل صديقتي!

اقتضبت ملاذ حديثها فجأة ثم نظرت نحو الضابط آسر وقد شعرت بغصة في قلبها كادت تُفقدها وعيها فقالت بنبرة خافتة من شدة الدوار:
_لماذا أنت هنا؟ وما الذي تفعله سيارات الشرطة والإسعاف خارج المنزل؟

شهقت ملاذ فجأة ثم حدقت في وجهه وقالت:
_هدى! أين هدى؟!
اتجهت ملاذ نحو الدرج فسارع الضابط آسر وشد ساعدها بقوة قائلاً:
_لا يمكنكِ الصعود للطابق الثاني الآن

نظرت ملاذ في عيني الضابط آسر ومن ثَم زحف نظرها نحو يدها وعادت تنظر إليه وفجأة دفعته بعيداً عنها وركضت لأعلى فركض هو بدوره خلفها

صعدت ملاذ إلى غرفة هدى ودلفت إليها باندفاع فجأة
شهقت ملاذ بقوة وكاد قلبها يتوقف عن الخفقان حينما رأت جثة مسجية على الأرض وبجانبها طبيب يبدو عليه أنه طبيب شرعي!

تقدمت ملاذ للأمام بتثاقل وكأنها تحمل في قدميها شيء معدني يعادل عشرات الكيلوجرامات!
سرت قشعريرة في جسد ملاذ بالكامل، كادت أن تسأل ما الذي يجري لولا أن رأت يد تلك الجثة، لم تكن سوى يد هدى! ملاذ تعرف يد صديقتها جيداً لأن بها ندبة منذ أن ولدت!

ما إن رأتها ملاذ حتى اندفعت نحوها بقوة بينما صاحت لأعلى طبقات صوتها:
_هدى!!
أراد الطبيب الشرعي ومعاونيه أن يبعداها عن الجثة لكن بلا جدوى فلم يتمكنوا من ذلك!

دنت ملاذ من الحثة وأشاحت عنها الغطاء الأبيض بفزع وما إن رأت وجه هدى وقطعت الشك باليقين حتى صاحت في وجهها بألم، وكأنها تعاني من سلاح أبيض يمزق نياط قلبها!

تفحصت ملاذ جسد هدى بعينيها، لقد كان مغطى بالدماء! لقد شُق عنقها بعشوائية وكذلك مرفقيها بالإضافة إلى النتوء التي توجد في أماكن مختلفة ومتباعدة!

يحزن الإنسان حينما يفقد أحد أفراد عائلته ويظل يتذكرهم دائماً بشيء من الحزن والأسف، لكن الشعور الذي يداهم المرء حينما يفقد خليل روحه يكفي لأن تنطفيء روحه بل وتظل عالقة في منتصف جميع الأشياء

ألم ملاذ وقتئذ لا يمكن وصفه بكلمات فقط، فأحياناً بعض المشاعر تكون أعمق بكثير من الكلمات والمصطلحات، مشاعر لا يكفيها أن يتم الكتابة عنها، فهي لا يعرفها جيداً سوى من وطأت قدمه في وحل تلك المشاعر!

لأول مرة على الإطلاق كانت ملاذ تنتحب وتصيح وتضرب بكلتا يديها فوق رأسها بعنف وتردد قائلةً:
_لماذا؟ لماذا؟

مر على ملاذ شريط ذكرياتهما سوياً، لقد كانتا صديقتين رائعتين، لقد كانتا مثال حي للصداقة الحقيقية القائمة على الود والحب والإحترام وكذلك الإحتواء، إنهما صديقتين منذ نعومة أظفارهما كيف تخون هدى العهد وتذهب بهذه الطريقة!

نظرت ملاذ نحو هدى وقد بدا على ملامحها أنها مغيبة لا تعي ما تفعل
اقتربت ملاذ من جثة هدى وجذبتها نحوها واحتضنتها بقوة بينما كانت تذرف دموعها بكل الألم الذي خُلق في العالم

اقترب أحد مساعدي الطبيب الشرعي لكي يبعدها عنها فنظرت إليه ملاذ قائلةً بعينين مليئتين بالدموع:
_أرجوك، دعني أحتضنها للمرة الأخيرة، أرجوك

تنهد المساعد بنفاذ صبر وقال:
_سيدتي لا يمكنكِ فعل ذلك، أنتِ تعذبينها
ازداد نحيب ملاذ وقالت بنبرة حانقة يملؤها البكاء:
_هذه المرة الأخيرة التي سأراها فيها! دعني بجانبها قليلاً أرجوك

تراجع المساعد بقلة حيلة بينما كانت ملاء تربع فوق رأس هدى برفق وتقول:
_لقد تألمتِ كثيراً عزيزتي، سامحيني واغفري لي لأني لم أكن هنا على الرغم من أنني عهدت لكِ بأن أكون هنا دائماً

شهقت ملاذ بالبكاء وقالت:
_بماذا شعرتِ؟ هل تألمتِ كثيراً؟
نظرت ملاذ نحو وجه هدى ثم قبّلت جبهتها بمرارة الفقد وقالت:
_لمَ العجلة؟ تعلمين أنني لا أطيق العيش بدونكِ!

تلاحقت أنفاس ملاذ ولكنها تابعت قولها:
_إن كان يمر يوم دون أن تتحدثي إليّ كنت أتشاجر معكِ، إذاً ما الذي سأفعله الآن؟ أنتِ ذاهبة ولن تعودي ثانيةً؟ لا يمكنني تحمل ذلك

نظرت ملاذ نحو الطبيب وقالت ببكاء:
_أرجوك إفعل أي شيء، من الممكن أن تكون لا تزال على قيد الحياة، إفعل شيء أرجوك لا تدعها تذهب هكذا، أرجوك

طأطأ الطبيب رأسه ثم دنى من الضابط آسر وهمس له قائلاً:
_أظن أنها بحاجة ماسة إلى المشفى، الفتاة تكاد تصاب بالجنون، أرجوك أخرجها من هنا دعنا ننهي عملنا

كانت ملاذ تتحرك برفق للأمام والخلف وهدى بين ذراعيها بينما كانت تغني لها أغنيتها المفصلة بنبرة صوت متحشرجة وخافتة من شدة الصياح والنحيب

فجأة وبدون سابق إنذار بدأت ملاذ تفقد وعيها فهرع مساعدي الطبيب الشرعي بالإمساك بجثمان هدى بينما تمكن الضابط آسر من الإمساك بملاذ حيث أنه حملها بين ذراعيه وهبط إلى الطابق الأرض ثم سارع إلى سيارة الإسعاف ووضعها بداخلها

في تلك الآونة كان قد وصل والد ملاذ الذي صُعق عندما رأى ابنته في سيارة الإسعاف وثيابها ملطخة بالدماء بينما هي لا تشعر بشيء من حولها، فاقدة الوعي بلا حول ولا قوة!

هرول والدها نحو الضابط آسر وقال بنبرة يملؤها الخوف والفزع:
_ماذا بها ابنتي؟ ما الذي حدث؟ ولمَ ثيابها ملطفة بالدماء هكذا؟

حاول الضابط آسر أن يُهدّيء من روع والدها وقال:
_دعني أقلها إلى المشفى أولاً ثم سأخبرك بكل شيء لاحقاً
تحدث الضابط آسر إلى الضابط صديقه وحثّه على الإهتمام بما يحدث في منزل هدى بدلاً منه حتى يعود من المشفى

سارع الضابط آسر بالصعود إلى سيارة الإسعاف بجانب ملاذ بينما كان والدها على الجانب الآخر
تحركت السيارة ذاهبةً إلى المشفى وأثناء الطريق قام الضابط آسر بسرد كل ما حدث على مسامع والد ملاذ

ضرب والد ملاذ مقدمة وجهه براحة يده وقال:
_سحقاً، ما الذي ستفلعه ملاذ حينما تستعيد وعيها؟!!

مرر الضابط آسر يده فوق وجهه بغضب وقال:
_لا أعلم، آمل أن لا يكون الأمر أصعب من ما نتوقع!
أمسك والد ملاذ بيدها وربت فوقها برفق ثم قّبلها قائلاً:
_ستكونين بخير يا عزيزتي

تنهد آسر وقال:
_ستكون بخير يا سيدي لا تقلق
توقفت سيارة الإسعاف أمام المشفى فسرعان ما هبط آسر من السيارة ثم حمل ملاذ فوق ذراعيه وهرول بها داخل المشفى يصيح طالباً طبيب في الحال

...

في منزل هدى كان الطبيب الشرعي لا يزال يفحصها بينما كان الضابط الآخر صديق آسر يبحث عن أي شيء يثير الشكوك أو دليل على شيء ما، فقد أحس أن شيء ما حدث وهو يجب أن يعلمه!

بمحض الصدفة رأى الضابط شيء ما أسفل وسادة هدى فسرعان ما اقترب من سريرها والتقط ذلك الشيء، لقد كان خطاب كتبته هدى بخط يدها

قام الضابط بقراءة ذلك الخطاب وما إنتهى منه حتى قام بإرسال رسالة نصية إلى الضابط آسر وقال:
_لقد وجدت شيء ما، في الحقيقة هي رسالة دوّنتها هدى قبل أن تُلقى صريعة، أظن هذا الخطاب تركته هدى لملاذ

...

في المنزل المحتجز فيه صهيب، كان يمكث في الغرفة مكبل من قدمة، لم يعد يجلس على المقعد، فقد سمحت له ملاذ بأن يجوب في الغرفة ذهاباً وإياباً لكن بشرط واحد وهو أن تظل قدمه مكبلة بسلاسل من حديد

نظر صهيب في أرجاء الغرفة فلم يجد أي نوافذ، وكأن ملاذ أعدت كل شيء لكي لا تترك مجالا لصهيب حتى يلوذ بالفرار!

اتجه صهيب نحو باب الغرفة وظل يصيح منادياً طلباً للنجدة
بعد قليل أتى أحد رجال ملاذ وقال بنفاذ صبر:
_ما الأمر؟ أصمت وإلا جعلتك عبرة لمن لا يعتبر، كف عن الصياح كالنساء

اقترب صهيب بوجهه من ذلك الرجل وهمس له قائلاً:
_أرجوك ساعدني، حررني من هذا السجن فأنا لا أطيق العيش هنا بعد اليوم، هذه الغرفة صارت كابوس مزعج بالنسبة إليّ، لا يمكنني التحمل أكثر

قهقه الرجل بسخرية وقال:
_هل تظنني سأساعدك حقاً؟! لن أخون العهد الذي قطعته على نفسي أمام السيدة ملاذ، لن اخيب ظنها فيّ مثلما فعلت أنت
ابتعد الرجل عن صهيب بينما كان يردد باشمئزاز:
_شخص جبان، هو من تسبب فيما يحدث له الآن

هوى جسد صهيب أرضاً ولأول مرة تترقرق الدموع في عينيه، كم هو صعب وقاتل شعور الرجل بالعجز والتخاذل! وهذا تحديداً ما شعر به صهيب، ظل فقط يلقي اللوم على عاتقيه وينعت نفسه بالغبي.

أبعد صهيب رأسه عن باب الغرفة ثم جذب رأسه للأمام وسدد بها ضربة قوية في الباب قائلاً بصوت خافت:
_أخرجوني من هنا أرجوكم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي