قهر الرجال البارت السادس

"قهر الرجال" "البارت السادس"

حينما يتعرض المرء للخذلان مِن مَن كانوا الأقرب لقلبه يسعى حينها إما للإنتقام أو يتخذ سبيل النسيان، وكلاهما شاق ومرهق!
بعض الرجال الذين لا يبالون لتلك الأمور يمكنهم معاقبة الطرف الآخر بالتجاهل الذي يقتل صاحبه

أما الفتيات لا تمل ولا تكل في الإفراط في التفكير وتأنيب الضمير حول ما إن كانت أخطأت في أمر ما جعل الطرف الآخر لا يريدها! شتان الفرق، الإناث بفطرتهن غير قادرات على المضي قدماً بعد تعرضهن لمثل هذه المواقف!

تلك الأمسية كانت قاسية جداً بالنسبة لهدى، فقد دوهِمت من قِبل ذكرياتها التي كانت تفتق بخلايا عقلها وذاكرتها وكأنها تسعى للقضاء عليها بواسطة هذه الذكريات!

كانت المسكينة تود أن تغط في نوم عميق لولا أن تذكرت مراد وافتقدت صوته وكلماته الحنونة التي كانت تذيب قلبها، لكن على الرغم من أن هذه الذكريات جميلة إلا أنها تضاهي فريسة بُترت كلتا قدميها بينما كان يقترب منها وحش يسيل لُعابه معلناً أنه سيلتهم فريسته بوحشيه

خارت قواها فجثت على ركبتيها بين الكثير من الهدايا والصور والعديد من الأشياء الأخرى!، كانت تحدق في الفراغ لا تأبه بدموعها التي كانت تنسال من وجنتيها دون أي مجهود منها!

كانت تفكر كثيراً فيما عليها فعله!، هل تتحدث إليه وتسأله لمَ فعل ذلك؟ أو تخبره أنها صارت تبغضه كثيراً، أم تخبره كم هي تشتاق إليه؟
إنه لشيء مُهلك أن تجتمع المشاعر المتضادة في آن واحد

زحف نظر هدى نحو الشرفة فنهضت ودلفت إليها، كانت تستنشق الهواء المحمل بنفحات البرد اللطيفة التي تُشعر الإنسان بأنها تتخلل روحله وتُذهِب بعضاً من أثقال قلبه

وضعت هدى يدها فوق قلبها الذي كان يخفق بقوة جعلتها تشعر بالألم
شهقت هدى بالبكاء وهمست قائلةً:
_كيف يمكنني التخلص من أثرك الذي يعيث بداخلي فساداً؟

إختلست النظر للخلف حيث كان يقبع كل شيء متعلق به فأردفت بقولها:
_يمكنني إحراق كل شيء والتظاهر بأنني لا أكترث للأمر، لكن..

أشارت هدى بسابتها نحو قلبها وتابعت بقولها:
_لكن هنا لا يزال يهتم، لا يزال يهتف بإسمك بل ويتوق لسماع صوتك، لقد احتلّتني تفاصيلك التي آمل لو أنني لا أتذكر منها شيئاً

تحولت فجأة ملامح هدى وبدلاً من أنها كانت تنتحب صارت ملامحها غاضبة جداً فهرعت نحو هداياه وألقتها جميعاً من الشرفة ثم قامت بتمزيق كافة صوره وألقتهم في سلة القمامة ثم أشعلت فيها النيران وقالت بنبرة صارمة:
_ستتناثر من داخلي وتتلاشى مثلما تتلاشى ملامحك من الصور الآن

...

على صعيد آخر تحديداً في المنزل الذي احتُجز فيه صهيب
نظر صهيب نحو ملاذ وقال بتساؤل وفزع:
_ماذا تقصدين بقولكِ شخص ميت؟
تبسمت ملاذ واقتربت منه بوجهها ثم همست له قائلةً:
_أنت ميت بالنسبة للجميع يا صهيب

فقال صهيب بغضب:
_لكنني لا زلت على قيد الحياة؟
قهقهت ملاذ بسخرية ثم قالت بعدما ابتعدت عنه:
_ومن يدري بذلك سوانا؟!

كاد صهيب أن يتحدث لولا أن وضعت ملاذ سبابتها فوق فاهه واقتربت منه قائلةً بنبرة هادئة:
_دعني أُريك شيئاً
صمت صهيب بينما صاحت ملاذ مناديةً أحد رجالها فسرعان ما دلف إلى الغرفة ممسكاً بالشاب الذي كان في المقهى صباح اليوم

ضم صهيب حاجبيه وقال بتساؤل:
_من هذا الشاب
اتجهت ملاذ نحو الشاب وأزالت الشريط اللاصق عن فمه وقالت بينما كانت ممسكةً بفكه بقوة:
_هذا الشاب الجميل كان يتحدث إلى فتاة ما بطريقة سيئة أثارت غضبي

نظر الشاب نحو ملاذ وقال بنبرة مرتعدة:
_أنا آسفة سيدتي لن أفعلها ثانيةً
قهقهت ملاذ وقالت بعدما جذبت بضع خصيلات شعره برفق:
_ألا تعلم أن بعض الأمور لا تحتمل فرصة أخرى؟ ألا تدرك شيء كهذا؟

اتجهت ملاذ نحو مقعدها ووضعت قدماً فوق الأخرى بينما قام الرجل الذي يعمل لدى ملاذ بدفع الشاب نحو ملاذ فسقط جاثياً على ركبتيه أمامها
أخرجت ملاذ حقنة من حقيبتها ومدتها بها يدها نحوه

ضم الشاب حاجبيه وقال بتعجب:
_ما هذا؟
كانت ملاذ تتأمل الحقنة حينما قالت:
_سنحرر يداك ثم ستقوم بتفريغ هذا السائل داخل جسدك، لك حرية إختيار المنطقة التي تود أن تضع فيها السائل

فسرعان ما قال صهيب:
_ما الذي تنوي فعله يا ملاذ؟ وما هو ذاك الشيء؟
التفتت ملاذ نحو صهيب وقالت:
_لماذا تسعى لجعلي أندم على تركي لك دون شريط لاصق فوق شفتيك؟

لم يكترث صهيب لما قالته ملاذ ونظر نحو الشاب وقال:
_ستقتلك، لا تسمح لها بذلك
هرول الفزع إلى قلب الشاب بل وكاد أن يبلل سرواله من شدة الخوف

نظر الشاب نحو ملاذ قائلاً بترجي:
_دعيني وشأني أرجوكِ، دعيني أعود إلى المنزل وسأذهب إلى الفتاة وأعتذر منها عما بذر مني

قهقهت ملاذ بسخرية ثم قالت:
_على الرغم من أنني أشمئز من الرجال الضعفاء إلا أنني أستلذ بقلة حيلتهم، أشعر حينها أنني أشبع رغبتي في الإنتقام، لكن لا

جحظت عيني الشاب وقال:
_لا؟ على ماذا؟
تلاشت ابتسامة ملاذ واحتل ملامحها الجمود ثم قالت:
_لن أدعك تذهب، إما أن تقتل نفسك أو سأدعه هو يفعل
قالتها ملاذ بينما كانت تشير بسبابتها نحو صهيب

نظر صهيب نحوها وقال متسائلاً بنبرة يملؤها الغضب:
_ما هو ذلك الشيء
تبسمت ملاذ وقالت:
_بوتاسيوم،
ضم صهيب حاجبيه وقال بتعجب:
_لماذا؟

تنهدت ملاذ بنفاذ صبر ثم قالت:
_زيادته في جسم الإنسان قد تؤدي لوفاته
إنتفض الشاب وكاد يخر مغشياً عليه بينما قال صهيب:
_وربما لا

أخذت ملاذ شهيق عميق ثم زفرته بقوة وقالت:
_أعلم، لكن ما لا تفقه عنه شيء يا عزيزي أن ضيفنا اليوم يعاني مرض مزمن في الكلى مما سيؤدي إلى نهاية حياته عندما تعطِه هذه الإبره هيا

أشار صهيب برأسه يميناً ويساراً قائلاً:
_لا، لن أفعل
اقتربت منه ملاذ ووجّهت هاتفها نحوه قائلةً:
_عزيزي لماذا تجادل في أشياء ستفعلها في النهاية سواء قبلت أم أبيت؟!

حدّق صهيب في الهاتف فرأى منزل والده، لقد كان شخص ما يراقب منزل والده
نظر صهيب نحو ملاذ بعينين دامعتين وقال:
_ملاذ، لا
تبسمت ملاذ بخبث وهمست في أذنه بقولها:
_هل اشتقت إلى شقيقتك التي تبلغ من العمر إحدى عشر عام؟

نظر صهيب في عيني ملاذ ولأول مرة يشعر بالعجز هكذا وأنه غير قادر على حماية شقيقته، هكذا هم دائماً هذا النوع من الرجال يعيثون في الأرض فساداً ثم يخشون على أهل بيتهم الأذى مهما صغر حجمه

فعلى الرغم من أنه كان ينوي التخلص من ملاذ دون أن يرق قلبه إلا أنه فزع من مجرد التفكير في أن تصاب شقيقته بأذى!
زحف نظر صهيب نحو الشاب ثم هرول نظره نحو ملاذ قائلاً:
_ماذا تريدين أن أفعل تحديداً؟

اتسعت ابتسامة ملاذ بينما جحظت عيني الشاب وكاد أن يصيح طلباً للنجدة لولا أن وضعوا شريط لاصق فوق فمه
قام اثنين من الرجال بتقييد الشاب في مقعد أمام صهيب ثم قام أحدهما بتحرير يدي صهيب فقط ليس إلا

إقتربت ملاذ من صهيب ووضعت الإبرة في راحة يده قائلةً:
_هيا، يمكنك فعلها
أمسك صهيب بالأبرة جيداً ثم دنى من الشاب وهمس له قائلاً:
_أنا حقاً آسف

فجأة قام صهيب بغرس الإبرة في جسد الشاب الذي لم يلبث بضع دقائق حتى سقط صريعاً
ربتت ملاذ فوق كتف صهيب وقالت:
_أحسنت صنعاً

صمتت ملاذ بينما كانت تلملم أشيائها ثم أردفت بعدما انتهت:
_عزيزي، لا بد أنك تعلم أن رجالي سيوارون سوأة هذا الشاب هنا في غرفتك، لكي لا تشعر بالملل

بعثت ملاذ قُبلة في الهواء إلى زوجها ثم غادرت أثناء بدء رجالها في الحفر في الغرفة!
كان صهيب يشعر أنه سيتقيأ أحشائه حزناً من فرط ما يحدث معه لكنه بلا حول ولا قوة فقط كان يفكر ويخبر نفسه أنه لا بد من وجود طريقة للخروج من هذا المنزل!

...

في صباح اليوم التالي تحديداً في الحديقة كان إياد ينتظر مجيء جنات فلا يعلم كيف مضى الليل بأكمله يفكر فيها، فهي فتاة جميلة للغاية، أسرته بعينيها ونظراتها الفاتنة التي أذابت جبل الجليد الذي كان يقبع حول قلبه

أفاق إياد من شروده حينما جلست جنات قِباله قائلةً:
_لم أظن أننا سنلتقي مجدداً!
تبسم إياد وقال:
_هذا من حسن حظي

تبادلا أطراف الحديث مما جعل إياد لا يريد أن ينتهي الوقت وكل منهما يذهب في طريقه، لكن جنات تعمل على خطة ولن تأبه بما يريد
ما إن أحست جنات أنه بدأ يألفها حتى نهضت مسرعة قائلةً:
_عليّ الذهاب

فنهض إياد وقال بلهفة:
_إلى أين أنتِ ذاهبة؟ لمَ العجلة؟
نظرت جنات في ساعة يدها وقالت:
_لقد تأخر الوقت
فقال إياد بتساؤل:
_على ماذا؟

تبسمت جنات وقالت:
_لدي مقابلة عمل لا يمكنني أن أفوتها
همّت جنات بالرحيل فقال إياد بتساؤل:
_أين؟
تنهدت جنات بينما كانت تلتقط حقيبتها:
_مؤسسة المجد للبرمجة

هنا انفجرت أسارير إياد وقال:
_هل تعلمين ما اسم المالك لهذه المؤسسة
شردت جنات ثم قالت بتذكر:
_إياد الأنصاري على ما أتذكر
اتسعت ابتسامة إياد وقال:
_الذي يكون أنا!

قهقها سويا بعدما شعرت جنات بالحرج من هذا الموقف لكن إياد عمل جاهداً على ألا يُشعرها بالحرج وأصر على أن يقلها بسيارته إلى المؤسسة ووعدها بأنه هو من سيجري معها المقابلة وأنه كل شيء سيكون على ما يرام

ذهبا سوياً إلى المؤسسة تحت أنظار شخص ما كان يتتبعهما خطوة بخطوة ولا تخلو المراقبة من التقاط بعض الصور
توقفت سيارة إياد أمام المؤسسة فهبط منها بثبات بينما خشيت جنات الهبوط من السيارة فلا تعلم لمَ شعرت بالخوف لوهلة

اتجه إياد نحو مقعدها وقام بفتح باب السيارة ومد يده نحوها قائلاً بابتسامة:
_هيا بنا
أمسكت جنات بيده وخرجت من سيارة بينما كانت تنظر إلى عينيه مباشرةً دون أن تأبه بأي شيء آخر أو حتى تكترث لهؤلاء الذين يتهامسون بينما يرمونهما بنظرات غامضة

تمت المقابلة وانتهت بقبول جنات في المؤسسة فقد حازت جنات على إعجاب إياد فقد فوجيء بأنها على قدر عالي من الذكاء والفطنة وأدرك أنه سيئول إليها المسئوليات التي تحتاج إلى شخص أهلاً بها

همّت جنات بالرحيل فلحق بها إياد قائلاً:
_إلى أين أنتِ ذاهبة؟
فقالت جنات بتعجب:
_إلى المنزل، أين سأذهب إلى غيره؟
شعر إياد بالحرج فقال:
_هل بإمكاني دعوتكِ للعشاء بمناسبة قبولكِ في المؤسسة؟

قالت جنات بخجل:
_أيمكن ذلك في وقت لاحق؟ لا أود أن أتأخر
أمسك إياد بيدها قائلاً:
_رجاءً، لن أدعكِ تتأخرين
نظرت جنات نحو يدها ثم جذبتها من بين أصابعه وأومأت برأسها بخجل تعبيراً عن موافقتها

...

عند الساعة التاسعة مساءً عادت ملاذ إلى منزلها، كانت تشعر بالإجهاد من فرط ما تعج به رأسها فأعدت كوباً من القهوة واتجهت إلى شرفة غرفتها لكي تنعم بالهدوء ونسيم الهواء البارد

أخذت ملاذ شهيق عميق وقبل أن تزفره بقوة لاحظت وجود شخص ما خلف الأشجار القابعة بالقرب من منزلها
ضمت ملاذ حاجبيها بتعجب وحاولت أن تمعن النظر لكنها لم تتمكن من تمييز ملامح وجه ذلك الشخص لذلك قررت أن تذهب إلى هناك دون أن يشعر

هبطت ملاذ إلى الطابق الأرض ثم خرجت من المنزل بحذر بعدما التقطت عصا غليظة وأحكمت إمساكها
سارت ملاذ على أطراف أعصابها وبخطوات دؤوبة إلى أن صارت خلفه تماماً

همّت ملاذ بأن تسدد له ضربة قوية فوق رأسه ولكنه أحس بوجود أحد خلفه فالتفت وما إن رأى كل منهما وجه الآخر حتى صاحا بفزع
ألقت ملاذ العصا بعيداً وقالت بتساؤل:
_ناصر! ما الذي تفعله هنا؟ هل تراقبني؟

شعر ناصر أنه في مأزق فقال بحرج:
_آسف يا سيدتي لكن والدكِ أمرني بفعل ذلك
جحظت عيني ملاذ وهمست بتعجب:
_أبي!
نظرت ملاذ نحو ناصر وأردفت قائلةً:
_لماذا؟

تنهد ناصر وقال:
_حقا لا أعرف لكن والدكِ أمرني بأن أخبره بكل ما تفعلينه بشكل تفصيلي وأن لا أغفل عنكِ ولو للحظة واحدة، أنا هنا للقيام بواجبي يا سيدتي وفي ذات الوقت أعمل على حمايتكِ

اقشعر جسد ملاذ وشعرت بالبرودة تغمره فقالت بنبرة مرتعدة بعض الشيء فقد خشيت أن يكون علم بسرها الأعظم:
_منذ متى وأنت تراقبني؟
طأطأ ناصر رأسه وقال:
_لقد بدأت للتو، منذ مجيئكِ إلى المنزل

زفر ناصر بقوة من شدة الغيظ وقال:
_لقد أوصاني والدكِ ألا أجعلكِ تشعرين بوجودي وها أنتِ أمسكتِ بي منذ الوهلة الأولى، لم أتم ساعتين من بدء مراقبتكِ

قهقهت ملاذ وقالت:
_هل تخشى أن يطردك؟
أومأ ناصر برأسه بحزن فأردفت ملاذ قائلةً:
_لا عليك، تابع عملك ولن أخبر والدي أنني كشفت أمرك، لكن بشرط واحد

لمعت عيني ناصر وقال:
_لكِ ما تشائين
تبسمت ملاذ بخبث وقالت:
_ستخبر والدي بكل ما سأمليه عليك ليس كل ما تراه، أتفقنا؟
أومأ ناصر برأسه بسعادة وقال:
_حسناً يا سيدتي

عادت ملاذ إلى منزلها ثم صعدت إلى غرفتها، كانت تود أن تغط في نوم عميق لكن رأسها كان يؤلمها بشدة
جال في خاطرها أمر صديقتها هدى فهمست قائلة:
_تلك الفتاة لم تتحدث إليّ! كيف ذلك؟! وهي التي لا تنفك عن ذكر الأشياء التي تزعجها دوماً!

اعتدلت ملاذ في جلستها بعدما التقطت هاتفها وقامت بالإتصال بهدى لكن هاتفها كان مغلق!
زفرت ملاذ بقوة قائلةً بنبرة غاضبة:
_سحقاً! لا جرم أنها تتذكر مراد وتبكي على الأطلال

ارتجفت ملاذ حينما دق باب منزلها فجأة فسارعت للهبوط إلى الطابق الأسفل وما إن قامت بفتح الباب حتى فوجئت بوجود اثنين من عناصر الشرطة!
ضمت ملاذ حاجبيها وقالت بتساؤل ممزوج بالقلق:
_ما الأمر؟!

كاد أحد الشرطيين أن يخبرها بالأمر لولا أن وكزه الآخر قائلاً:
_ليس لدينا أوامر بإخباركِ أي شيء يا سيدتي، لقد أرسلنا الضابط آسر لكي نأتي بكِ، ثمه أمر هام للغاية

جفت الدماء في عروق ملاذ حتى أنها ودّت لو بإمكانها الفرار، لكن لا محيص فعليها أن تذهب لترى ما هو ذلك الشيء الهام الذي يودها الضابط آسر أن تراه
تنهدت ملاذ وقالت:
_سأبدل ثيابي وآتِ على الفور.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي