قهر الرجال البارت التاسع

"قهر الرجال" "البارت التاسع"

يختلف تعبير الناس في وصفهم لآلامهم، منهم من يظل يتألم حتى النهاية ومنهم من يتغلب على هذا الألم، منهم من يُحسن وصف ألمه حتى تُلامس كلماته أواصر المتلقي، ومنهم من لا يعرف كيف يفصح عما بداخله فيؤلمه ذلك أكثر

بالنسبة للآلام الأعظم فإني أجد أنه لا ألم يضاهي الشعور بالهزيمة في المعارك التي يخوضها المرء ضد رغباته وينتهى الأمر بخسارة فادحة له!

ليس ذلك فحسب وإنما يزداد الأمر سوءً عند مواجهته للأشياء التي لطالما كان يرغب في الحصول عليها وبعد بذل طاقته بالكامل لا يحصل عليه، فيبوء كل ما فعله بالفشل الذريع!

جحظت عيني صهيب وقال بفزع:
_هل قتلتِها؟
ضمت ملاذ حاجبيها بتعجب وقالت:
_ماذا؟ أنا لم ولن أكن لأفعل ذلك أبداً
تبسم صهيب بسخرية وقال:
_ولمَ لا؟! فأنتِ بإمكانكِ فعل ذلك، الأمر ليس صعباً بالنسبة إليكِ

اعتدلت ملاذ في جلستها ثم قالت:
_تعلم أنني لم أفعل، هدى صديقتي الوحيدة والتي لطالما أحببتها، لم أكن لأمسها بسوء أبداً
نظر صهيب نحو ملاذ بخبث ثم قال:
_إن لم تكوني فعلتِ ذلك فبالتأكيد حدث ذلك بسببكِ

زفرت ملاذ بنفاذ صبر وقالت:
_لقد كانت عملية انتحارية يا صهيب
اقتضب صهيب حديثها قائلاً:
_ترى لماذا؟
زفرت ملاذ بقوة وكادت أن تخبره بأمر الرسالة ولكنه تابع حديثه قائلاً:
_لأنكِ قتلتِ مراد يا ملاذ، كلانا نعلم كم كانت هدى متيمة به

أشارت ملاذ بالنفي وسرعان ما قالت:
_أنا لم أقتله، بالإضافة إلى أن هدى لم تكن تعلم ما الذي حدث لمراد
قهقه صهيب بسخرية وقال:
_لم يكن هناك داعي لأن تعلم، هي بالكاد أحسّت بذلك

أخذ صهيب شهيق عميق ثم زفره بقوة وقال:
_لم أكن لإخال أنكِ بهذا السوء يا ملاذ!، أنتِ شيطانية، لم تكترثي لصديقتكِ وقتلتِ حبيبها، أنتِ لم تكوني صديقة جيدة أبداً بل لم تكوني صديقة من الأساس

كان وقع كلمات صهيب على مسمع ملاذ كالقذائف تفتق بها دون رحمة!
نظرت إليه ملاذ بعينين حمراوتين وصاحت قائلةً:
_أصمت، لن أسمح لك بقول مثل هذه الكلمات، أصمت

تبسم صهيب بخبث وقال:
_لماذا أنتِ غاضبة إلى هذا الحد؟ إنها الحقيقة وعليكِ أن تتقبليها، لن أصمت أنا فقط أريكِ جزء من حقيقتكِ البشعة
نظرت إليه ملاذ بوجه ممتقع وقالت:
_حقيقتي البشعة؟

شهقت ملاذ بالبكاء ثم أردفت قائلةً:
_وماذا عنك؟ هل أنت شخص صالح؟ أنت كنت تسعى لقتلي والتخلص مني لكي ترثني! على الرغم من أنك كنت تعلم جيداً إن أردت أي مبلغ كنت لأعطيك إياه!

نظر إليها صهيب بعينان مملوئتان بالخبث والخداع وقال:
_نحن متشابهان جداً يا ملاذ وجهين لعملة واحدة! كل منا لا يأبه بالسبيل الذي سيسلكه ولا يكترث إن كان ذلك السبيل صحيح أم لا، فكل ما يهم هو الحصول على ما نسعى إليه حتى إن اضطررنا لإيذاء من يحيطون بنا لا يهم

نهضت ملاذ بفزع وقالت بنبرة يملؤها الهلع:
_لا أنا لا أشبهك يا صهيب، ولن أصير مثلك أبداً
تعالت قهقهات صهيب وأشار برأسه إيجاباً ثم قال بنبرة ساخرة:
_أجل أجل أعلم ذلك

أشار صهيب بسبابته نحو مكان الجثتين اللتين تم دفنهما في الغرفة ثم أردف قائلاً:
_والغرفة تشهد بذلك
قهقه صهيب بسخرية أكثر مما أثار غضب ملاذ إلى أن صارت لا تستطيع التحمل أكثر فهرعت نحوه وأمسك بنعقه بقوة وصاحت في وجهه قائلةً:
_أصمت وإلا قتلتك

طرأ في عقل صهيب أمر ما، فنظر في عيني ملاذ وأمسك بخصرها وجذبها نحوه بقوة وقال:
_سيكون شيء عظيم أن أُقتل على يد بكرية قلبي، أقتليني يا ملاذ يمكنكِ فعلها الآن

تسارع خفقان قلب ملاذ وصار صدرها يعلو ويهبط بشدة حتى كاد أن يخرج من جوفها فصارت يدها التي فوق عنقه ترتجف بقوة
إقترب صهيب منها أكثر واشتم عبقها وهمس قائلاً بهمس:
_يمكنكِ فعلها الآن

كادت ملاذ أن تعلن استسلامها لولا أن استعادت رشدها ودفعته بقوة بعيداً عنها فتعالت قهقهات صهيب قائلاً:
_كنت أعلم ذلك، أعلم أنكِ لا تزالين متيمة بي ولا يمكنكِ قتلي، مثير للشفقة حقاً

ارتطمت الدماء في سطح رأس ملاذ من شدة الغضب لكنها تمالكت نفسها وقالت بابتسامة:
_لقد أخبرتك من قبل أنني لن أحظي بمتعة إن قتلتك، لكنني سأفعل شيء مشابه

ضم صهيب حاجبيه بتعجب بينما صاحت ملاذ مناديةً أحد رجالها فدلف إلى الغرفة بينما كان ممسكاً برجل آخر قد تعرض للكمات عديدة في وجهه وسائر جسده حيث كانت الدماء تنسال من أماكن متفرقة من جسده!

قام الرجل بدفع الآخر بالقرب من صهيب فقالت ملاذ:
_تبسمت ملاذ بخبث وقالت:
_لا بد انك متعجب يا صهيب، لكنني سأخبرك بكل شيء

زفرت ملاذ بقوة ثم قالت:
_أنت لم ترى وجهه من قبل لكنك استمعت إلى صوته
قامت ملاذ بركل الرجل الملقى أرضاً بقوة فصاح من شدة الألم وقال:
_سامحيني سيدتي أرجوكِ

صُعق صهيب وخر جاثياً على ركبتيه فهذا الصوت هو نفسه صوت الشخص الذي كان سيساعده في الهرب!
تبسمت ملاذ وقالت بعدما التقطت سلاح ناري من الرجل الأخر:
_لا أريد أن أقتلك، لكنني سأقتل أملك الوحيد في الخروج من هنا

جحظت عيني صهيب حتى كادت تخرج عن وجهه وصاح بغضب حينما قامت ملاذ بإطلاق النيران على الرجل المقى أرضاً فقضى نحبه في التو واللحظة

ألقت ملاذ سلاحها للرجل الآخر ثم قالت:
_واري سوأته هنا في هذه الغرفة
نظرت ملاذ نحو صهيب ثم أردفت:
_أعلم أن صهيب بحاجة لبعض الصُحبة

كادت ملاذ أن تخرج من الغرفة فصاح صهيب منادياً:
_ملاذ! لا يمكنكِ فعل ذلك بي، لن أسمح لكِ، ملاذ!!
التفتت ملاذ إليه وقالت:
_هذه فقط البداية يا صهيب

خرجت ملاذ من الغرفة إلى أن انتهى رجالها من دفن الرجل الآخر
بعدما انتهوا دلفت ملاذ إلى الغرفة ثانيةً وجلست أرضاً تحدق فيال فراغ مثلما فعلت قبل قليل

نظر إليها صهيب وقال بنبرة يملؤها الإنهاك والسقم:
_رجاءً يا ملاذ كفى، أرجوكِ كُفي عن فعل ذلك، ها أنا أخبركِ أنني مخطيء وسأفعل كل ما تريدينه لكن حرريني من هذا السجن، لم أعد أتحمل

نظرت إليه ملاذ بتعجب وقالت:
_أكُف؟ أكُف عن ماذا؟
زفر صهيب بقوة وقال بنبرة يملؤها الغضب:
_كفي عن احتجازي يا ملاذ، دعيني وشأني، إن كنتِ تسعين لفعل شيء هيا إفعليه ولننتهي من هذا الأمر، أنا حقاً متعَب، لا يمكنني التحمل أكثر

تبسمت ملاذ بسخرية ثم قالت:
_أتدري لمَ أنا هنا الآن؟ على الرغم من أنني من المفترض أن أكون في المشفى؟
رمقها صهيب باهتمام فتابعت هي بقولها:
_المشفى والأدوية ومحاليل الملح لن تجدي أي نفع، لكن رؤيتي لك ورؤية المعاناة في عينيك هذا شيء يُشعرني بتحسن كبير!

ضغط صهيب على نواجزه بقوة وقال بلوْم:
_تحبين رؤيتي أتألم يا ملاذ؟
فقالت ملاذ بجمود:
_أجل يا صهيب، كلما رأيتك تعاني أشعر بأنني سعيدة للغاية

نهض صهيب واتجه نحوها بينما كانت يديه مكبلة بالسلاسل المتصلة بالجدار الذي يقبع في نهاية الغرفة، تنهض صهيب وقال بنبرة يكسوها الحزن:
_إلى متى سنظل على هذه الحال يا ملاذ؟ ألا يكفي كل ذلك؟

نهضت ملاذ ونظرت له بتعجب بينما تسارعت أنفاسها من ة الغضب وقالت:
_إلى متى؟ سيستمر هذا الحال إلى أن يشفى قرح فؤادي والألم الذي بداخله
أشارت ملاذ نحو قلبها ثم قالت:
_هنا يتألم، إلى أن يتلاشى الألم الذي هنا ستظل هنا يا صهيب

زفر صهيب بنفاذ صبر فأردفت ملاذ بقولها:
_يؤسفني أن أخبرك أن نتوء القلب لا تُشفى، مهما مر عليها الزمان تظل تتألم، لذلك لن ينتهي هذا سوى بنهاية أحدنا

كادت ملاذأن تغادر الغرفة لكن صاح صهيب بنبرة يملؤها التعب:
_ملاذ أرجوكِ، ملاذ أنا صهيب كيف تتمكنين من رؤيتي أتعذب هكذا؟

التفتت إليه بوجه ممتقع وقالت بنبرة حادة يملؤها الجمود:
_بالضبط، أنا أفعل ذلك لأنك صهيب، إن كنت شخص آخر لكنت عفوت عنك، لكن لسوء حظك أنك صهيب!

صمتت ملاذلكي تلتقط أنفاسها ثم تابعت بقولها:
_لقد كنت أراك بعين لم أرى بها أحد من قبل، كنت أراك رجل لا مثيل له، كنت أعتقد أنني أرى فيك الكمال ونسيت أن الكمال لله وحده، لقد رسمت لك صورة في مخيلتي، كانت مثالية جداً لكنك داهمتني ببشاعة حقيقتك

لم تنتظر ملاذ رداً منه وغادرت الغرفة على الفور تاركةً صهيب خلفها يستشيط غضباً، يكاد يصاب بذبحة صدرية إثر صدمته بأنها علمت بشأن الرجل الذي كان سيساعده!

...

على صعيد آخر، لم تخرج جنات من منزلها فهي من المفترض أن تكون غاضبة من إياد وبفعلتها تلك كانت تتعمد أن تُشعره بالذنب
كانت جنات تعمل على جهازها اللوحي وفجأة سمعت صوت سيارة بالخارج، فهرعت نحو الشرفة وما إن دلفت إليها حتى فوجئت بإياد!

شهقت جنات بذهول وقالت:
_ماذا تفعل هنا؟
تبسم إياد وقال:
_إن لم تأتي في غضون خمسة دقائق سآتي إليكِ
حاولت جنات أن تتماسك ولا تتبسم فقالت له بجمود:
_آتية، أمهلني قليلاً

بعد قليل هبطت جنات من بيتها واتجهت نحو إياد وقالت بجمود بينما كانت تنظر بعيداً عنه:
_ماذا تريد؟
أمسك إياد بيديها وجذبها نحوه قائلاً:
_هل أنتِ غاضبة مني؟
زفرت جنات بقوة وقالت بعدما جذبت يديها من بين أصابعه:
_دعني وشأني

تبسم إياد وأمسك بيديها ثانيةً وقال:
_لن أترككِ، إن كنتِ غاضبة من أجل الأمر الذي تحدثنا فيه بالأمس فلا عليك، لن أتحدث فيه مرة أخرى، وبالنسبة المؤسسة التي نسيتِ أنكِ أحد موظفيها مخصوم منك راتب اليوم لأنكِ لم تأتي

حاولت جنات أن تتماسك لكنها لم تستطع وقهقهت بسعادة وقالت:
_لقد نسيت حقاً
قّبل إياد يدي جنات وقال:
_هل لا تزالين غاضبة؟
تنهدت جنات وأشارت بالنفي

تبسم إياد ثم تنفس الصعداء وقال:
_إذاً لنذهب في نزهة
قهقهت جنات بينما كان إياد يجذبها نحو السيارة
جذبت جنات يدها وقالت بتعجب:
_ماذا عن المؤسسة؟ ألا يُفترض أن أذهب الآن؟

أشار إياد برأسه بالنفي ثم قال:
_لا، لن تذهبي إلى هناك، سنذهب في نزهة، أريد أن أخبركِ بأمر ما
صمت جنات حاجبيها وقالت بتساؤل:
_وما هو ذلك الأمر؟

لم يتفوه إياد بكلمة واحدة وأشار لها بأن تصعد إلى السيارة ومن ثَم قادها ذاهباً إلى مكان ما وأثناء الطريق كان يرمقها بنظرات غامضة مما أثار قلقها فقد خشيت أن يكون علم من تكون هي وما الذي تسعى إليه

فزعت جنات من شرودها حينما قال إياد فجأة:
_ها قد وصلنا
تلفتت جنات يميناً ويساراً فوجدت أن المكان مظلم فقالت بنبرة مرتعدة:
_ما هذا المكان يا إياد؟ إلى أين جئت بنا؟

تبسم إياد وقبّل يدها قائلاً:
_لا تقلقي، هل تثقين بي؟
ارتجف جسد جنات وقالت محدّثة نفسها:
_أثق بك؟ نحن لم نكمل أسبوعين نعرف بعضنا البعض وأنت تتحدث عن الثقة؟ كم انك أبله مثير للشفقة

تبسمت جنات ثم قالت:
_بالطبع أثق بك
اتسعت ابتسامة إياد ثم خبط من السيارة واتجه نحو ابجهة التي بها جنات وقام بفتح الباب لها لكي تهبط من السيارة بينما كان ممسكاً بيدها ثم دلفا إلى المكان الذي أضاء فور أن وطأت قدميهما فيه

كان المكان ساحر، كان مزيناً بالورود بأكلمه بالإضافة إلى الأضواء التي زادته بريقاً
كان ذلك مطعم قام إياد بحجزه كاملاً فقط له ولجنات

تناولا العشاء سوياً بينما تبادلا أطراف الحديث وما إن انتهيا حتى نهض إياد ثم هبط بجسده أمام جنات وقدّم لها خاتم من الألماس قائلاً:
_لا أعلم كيف ومتى حدث ذلك، لكنني أرغب في أن نرتبط ببعضنا البعض بشكل قانوني وشرعي

جحظت عيني جنات حتى كادت أن تخرج من وجهها
أردف إياد بقوله:
_هل تقبلين أن تكوني زوجتي يا جنات؟ إن قبلتِ بي كزوج لكِ سأكون أسعد رجل على وجه البسيطة

إنفجرت أسارير جنات فقد أحست لوهلة أنها على بُعد خطوات من أن تنال الجائزة الكبرى التي تعادل مصباح علاء الدين
أومأت جنات برأسها معلنة موافقتها فقام إياد بوضع الخاتم في إصبعها ثم نهض وضمها إلى صدره بقوة قائلاً:
_المدينة بأكمبها لا تسع أجنحتي من السعادة

قضى إياد وقتاً ممتعاً برفقة جنات ثم أعادها إلى منزلها بعدما حثّها على الإنتباه لنفسها ثم رحل
أثناء الطريق لاحظ إياد وجود سيارة تسير خلفه وتتبعه خطوة بخطوة!

ضم إياد حاجبيه بتعجب فأوقف سيارته وهبط منها بينما كان ينظر نحو السيارة التي كانت تلاحقه
توقفت السيارة الأخرى على بُعد خطوات من إياد ثم هبطت منها ملاذ بمظهرها الخلاب كعادتها

ضم إياد حاجبيه قائلاً بتساؤل وجمود:
_لماذا تلاحقينني؟
تبسمت ملاذ قائلةً:
_ما الذي ستفعله إن رأيت شخص ما يقع في الوحل؟ هل ستنقذه أم تتركه يلقى مصيره المأساوي؟

زفر إياد بقوة وقال:
_هل تمازحينني؟ أياً كان ما تودين قوله فأنا لا أكترث
همّ إياد لكي يصعد إلى سيارته ويرحل فسرعان ما قالت ملاذ:
_أود إخبارك بشيء بخصوص جنات

تجمدت الدماء في عروق إياد وسرعان ما التفت نحو ملاذ وقال:
_من أنتِ؟ وكيف تعرفين جنات؟ ما الأمر؟

تبسمت ملاذ ابتسامة إنتصار وهمست محدثة نفسها قائلةً:
_حان الوقت للإنتقامِ منكِ يا جنات، تستحقين ذلك

تذكرت ملاذ ما حدث قبل أيام حينما راسلت جنات على إحدى وسائل التواصل الإجتماعي وأرسلت له مقطع صوتي، لقد كان وسيلة لاختراق هاتفها وصار بإمكان ملاذ أن ترى كل شيء تفعله جنات على هاتفها بكل سهولة
لم تكن ملاذ تعلم شيء عن البرمجة لكن أحد رجالها كان يتقنها، لذلك أصبح الأمر أسهل من ما يكون!

اتجهت ملاذ نحو إياد ووضعت في يده بطاقة ذاكرة "SD" ثم قالت:
_ستجد كل شيء في بطاقة الذاكرة هذه، إلى اللقاء

أدارت ملاذ ظهرها واتجهت نحو سيارتها فصاح إياد قائلاً:
_من أنتِ؟
صعدت ملاذ سيارتها ولم تزعن، فقط رمقت إياد بنظرة غامضة ثم أدارت محرك سيارتها ورحلت.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي