قهر الرجال البارت الثامن

"قهر الرجال" "البارت الثامن"

تظل الأنثى صامدة صامتة لوقت طويل بعد تعرضها للصدمة التي تكون سبباً في إقتلاع فؤادها من مكانه، فهذا بمثابة مداهمة الشر لكيانها الداخلي!

لكن على الرغم من ذلك إلا أن قناع الثبات والجمود يسقط فجأة، غالباً يسقط دون سابق إنذار، فتعود حينها إلى نقطة الصفر من حيث بدأت
عادةً تتعمد الأنثى عدم الإكتراث لكثير من الأشياء التي تهتم لأمرها، وبالطبع يكون ذلك على النقيض تماماً من حقيقة الأمر

في المنزل المحتجز فيه صهيب
كان صهيب ولأول مرة يداهمه الشعور بالألم، أن يُحتجز الرجل الذي لم يكن يعوقه شيء عن الحصول على كل ما يريد فهذا شيء صعب للغاية

إنتبه صهيب من شروده على صوت شخص ما يهمس له من خلف الباب قائلاً:
_أنت يا هذا
ضم صهيب حاجبيه ثم التفت للخلف ونظر لأعلى قائلاً بتساؤل:
_من؟

صمت ذلك الشخص بينما نهض صهيب واقترب بأذنه من الباب وقال:
_من أنت؟ وماذا تريد؟
اقترب ذلك الشخص أكثر ثم قال:
_أنظر إلى أسفل

نظر صهيب إلى أسفل فوجد قصاصة ورقة مطوية فهبط بجسده ليلتقطها ثم نهض ثانيةً وقال:
_ما هذا؟
انتظر صهيب حتى يرد عليه ذلك الشخص لكنه لم يفعل، فأدرك صهيب حينها أنه رحل

ألقى صهيب نظرة على تلك الورقة فوجدها رسالة من ذلك الشخص يقول له فيها:
_أنت تود الخروج من هنا أليس كذلك؟ وأنا بحاجة ماسة إلى المال

لاح على وجه صهيب شبح إبتسامة بينما أكمل قراءة الراسلة التي كانت تنص على
_سأعقد معك إتفاق، سأخرجك من هنا وتعطيني مبلغ من المال سأخبرك كم يكون حينما توافق على هذا العرض، لا تنسى أن تتخلص من الرسالة بعدما أن تنتهي من قراءتها وبعد ساعة سآتي لأحصل على ردك

إنفجرت أسارير صهيب وهمس محدّثاً نفسه قائلاً:
_وأخيراً، سألقنكِ درساً لن تنسيه أبداً يا ملاذ، فقط إنتظري حتى أتحرر من سجنكِ وسأريكِ ما الذي يمكنني فعله

قام صهيب بتمزيق الرسالة إلى قطع صغيرة جداً ثم اتجه نحو الحفرة التي دُفن تحتها الشاب بالأمس ثم قام بدفن الرسالة هناك أيضاً
نهض صهيب ونفض عنه التراب ثم همس بسعادة عارمة:
_لا يمكنني الإنتظار أكثر ولكن على الرغم من ذلك سأنتظر

...

في المشفى
مرت ساعتين حتى استعادت ملاذ وعيها بعدما قام الطبيب بإعطائها إبرة مهدئة
نظرت ملاذ يميناً ويساراً ثم همست بصوت مجهد ونبرة متهدجة:
_هدى!

كان والدها جالساً بالقرب من فراشها وما إن سمع صوتها حتى هرع إليها قائلاً بنبرة مرتعدة:
_ملاذ يا عزيزتي، كيف حالكِ يا صغيرتي؟

نظرت ملاذ نحو والدها وقالت بعينين مليئتين بالدموع:
_أريد أن أذهب إلى هدى، هي بحاجة إليّ
كان فؤاد والد ملاذ يعتصر ألماً، حزناً على ابنته وعلى صديقتها التي كانت كإبنة له

حاولت ملاذ أن تعتدل لكن شق عليها الأمر من شدة الدوار والإجهاد فساعدها والدها
حاولت ملاذ أن تغادر فراشها لكن جسدها منهك للغاية وليس بمقدورها حتى الوقوف لخمس ثوانٍ!

أمسك والدها بيدها وقال بعدما طبع قبلة فوقها:
_عزيزتي كوني قوية، فقط لأجلي
تعالت حشرجات ملاذ عندما قالت:
_أريد أن أذهب إلى صديقتي هدى

كاد والد ملاذ أن يتحدث لولا أن دلف الضابط آسر إلى الغرفة وما إن رأى ملاذ مستيقظة حتى هرع نحوها قائلاً بهلع:
_ملاذ كيف حالكِ؟

نظرت ملاذ نحوه بعينين حادتين وقالت:
_هل توصلتم للفاعل؟ فقط أخبرني من هو وسأذهب إليه وأقتلع أحشائه بينما لا يزال على قيد الحياة

زفر آسر بقوة ثم مد يده نحوها برسالة قائلاً:
_إقرأي هذه الرسالة ستعلمين حينها من الفاعل
رمقته ملاذ بنظرات مليئة بالشك لكنها التقطت الرسالة من يده على كل حال

أخذت ملاذ شهيق ثم زفرته بقوة وألم من شدة خفقان قلبها
كانت الرسالة مدونة بخط اليد وما إن وقع نظر ملاذ عليها إلا أن علمت أن هدى هي من دوّنت هذه الرسالة فازداد خفقان قلبها وبقوة آلمتها

نظرت ملاذ نحو الرسالة، كانت تقرأها بعينيها بينما تهيأ لها أنها ترى هدى تقول تلك الكلمات المدوّنة في الرسالة
كانت الرسالة تنص على:
_"عزيزتي ملاذ، تعلمين جيداً أنكِ الأقرب إلى قلبي، أحمد الله كثيراً لأنني حظيت بصديقة حقيقية في وسط هذا العالم الزائف

شهقت ملاذ بالبكاء ثم تابعت قراءة الرسالة حيث كانت تنص على:
_لا أعلم لولاكِ ما الذي كان سيحدث! أود إخباركِ أنني أحبكِ كثيراً، وأود لو تعلمين كم يصعب عليّ أن أترككِ وأرحل

شعرت ملاذ بأنها ستتقيأ أحشائها حزناً على فراق صديقتها، فأكملت قراءة الرسالة بنهم وكأنها تسعى للوصول إلى آخر سطر فيها:
_لقد حاولت جاهدة يا ملاذ، حاولت بقدر المستطاع أن أتجاوز الأمر لكنني لم أستطع، مراد عالق بداخلي ولا أعرف سبيل لإخراجه

سمحت ملاذ لمقلتيها بأن تفيض بالدمع ثم تابعت القراءة:
_لقد فكرت كثيراً في الأمر، وتوصلت في النهاية إلى أن ما بداخلي لن ينتهي سوى بنهايتي، لذلك لن أنتظر أكثر من ذلك، لم أخبركِ بشيء لأنني أعلم أنكِ لن تسمحي لي بذلك

شعرت ملاذ بالدوار من فرط حزنها بينما كانت تتابع القراءة:
_إن كانت هذه الرسالة بين يديكِ الآن فهذا يعني أنني لم أعد موجودة في هذه الحياة، لقد رحلت يا ملاذي، سامحيني أرجوكِ، صديقتكِ هدى"

علا نحيب ملاذ وصارت تضرب فوق رأسها بعنف بكلتا يديها ففزع والدها والضابط آسر وحاولا أن يمنعانها بقدر الإمكان ولكنهما لم يتمكنها من التغلب عليها، فسرعان ما أتى الطبيب وقام بإعطائها إبرة مهدئة فغفيت بينما كانت تصدر أنيناً من شدة الألم

...

على صعيد آخر كانت جنات تنفذ خطتها ببراعة لكي توقع إياد في شباكها وبالفعل بدأ ذلك يحدث، فعلى الرغم من أنها كانت تظن أن الأمر صعب إلا أنها اكتشفت أنه فريسة سهلة وهذا ما جعل الخطة تسير بشكل أسرع

غادرا إياد وجنات المطعم ثم استقلا سيارته لكي يوصلها إلى منزلها، ظلا صامتين طوال الطريق وما إن توقفت سيارته أمام منزلها حتى قال إياد قبل أن تخرج جنات من السيارة:
_جنات، تمهلي قليلاً

ضمت جنات حاجبيها بتعجب وقالت:
_ما الأمر يا سيد إياد؟
قهقه إياد وقال:
_لا أحب الألقاب، نادِني بإياد فقط فهذا يكفي
تبسمت جنات وقالت:
_إذاً ما الأمر يا إياد؟

زفر إياد بقوة وقال:
_أعطِني كل المعلومات التي لديكِ حول ذلك الشاب الذي كان سيتزوج منكِ
جحظت عيني جنات وقالت بفزع:
_لماذا؟

تعجب إياد من ردة فعلها ولكنه لم يُبدي ذلك ثم قال:
_سأبحث عنه وآتِ به إليك
إقتضبت جنات حديثه وسرعان ما قالت بنبرة مرتعدة:
_لكنني لا أود رؤيته

أومأ إياد برأسه قائلاً:
_أعلم ذلك، لكنني أريدكِ أن تتخلصي من بقاياه العالقة بداخلكِ، إن لم نعثر عليه ستظلين رهن ذكراه وسيظل السؤال عن سبب إختفاؤه يلح على عقلك لذلك عليكِ أن تتخلصي من هذا الأمر

تنهدت جنات وقالت بنبرة هادئة بعض الشيء:
_لا أريد، سينتهي الأمر بالنسبة إليّ ولا أود أكثر من ذلك
زفر إياد بقوة وقال بنبرة غاضبة بعض الشيء:
_ماذا ستفعلين إن عاد بعد مرور الكثير من الوقت وأراد أن تعودان سوياً! ماذا يتفعلين إن كنتِ برفقة رجل آخر؟!

تفهمت جنات ما يرمي إليه إياد فأمسكت بيده وقالت بنبرة هادئة:
_من لا يُحسن إلى القلب الذي أحبه ليس له ود ولو بعد حين
إقشعر بدن إياد فأمسك بيدها ثم قبّلها ونظر إلى عينيها قائلاً:
_أعطيني معلوماته يا جنات

زفرت جنات بقوة وجذبت يدها من بين أصابعه وقالت بنبرة غاضبة:
_تصبح على خير يا سيد إياد
هبطت جنات من السيارة وركضت نحو منزلها ولم يزعن لإياد الذي صاح منادياً بصوت جهوري ولكنها تجاهلته تماماً!

...

في صباح اليوم التالي
استيقظت ملاذ وتحركت من أعلى الفراش بإعياء شديد اتجهت نحو الشرفة فقد شعرت بالإختناق

أمسكت بهاتفها، كانت تتصفح صورها برفقة هدى وكيف كانتا صديقتين رائعتين والآن صارت واحدة فقط! فالأخرى ذهبت دون عودة،
شهقت ملاذ بالبكاء، تلفتت يميناً ويساراً من شدة الإختناق، شعرت أن المشفى لا تتسع لحزنها وكمدها لذلك حزمت أمتعتها وهرولت إلى الخارج

ما إن غادرت ملاذ المشفى واستقلت سيارة أجرة حتى أتى والدها بينما كان يجلب لها الطعام لأنها لم تتذوق أي شيء منذ الليلة الماضية
دلف والد ملاذ إلى الغرفة وهو يقول:
_عزيزتي، هيا بنتي لنأكل شيء أعلم أنكِ تتضورين جوعاً

سقط الطعام من بين يدي والد ملاذ لأنه لم يجدها! وسرعان ما هرع إلى مساعِدات الطبيب وصاح في وجوههم قائلاً بصوته الجهوري:
_أين ملاذ؟ لقد كانت في هذه الغرفة، إلى أين ذهبت؟

قال والد ملاذ تلك الكلمات بينما كان يشير بسبابته نحو الغرفة
تبادلن مساعِدات الطبيب النظرات المليئة بالتعجب من أمر هذا الرجل ولكن قالت إحداهن:
_سيدي، لقد رحلت من هنا

جحظت عيني والد ملاذ وهرع نحو تلك الفتاة وقال:
_هل حقاً رأيتِها؟
أومأت الفتاة برأسها وقالت:
_أقسم لك يا سيدي أنني رأيتها تغادر الغرفة
قام والد ملاذ بالإتصال بها لكن هاتفها كان مغلق!

هرول والد ملاذ نحو مخرج المشفى فاصطدم فجأة بالضابط آسر
ركض والد ملاذ ولم يلقِ بالاً للذي اصطدم فيه توا، لكن الضابط آسر ركض خلفه وأمسك به قائلاً:
_سيدي، ما للأمر؟ هل ملاذ بخير؟

صاح والد ملاذ في وجهه وقال بنبرة غاضبة:
_لقد رحلت
أخرج الضابط آسر جهازه اللاسلكي وتحدث إلى عناصره وأمرهم بأن يعثروا على ملاذ

أخرج والد ملاذ هاتفه وقام بالإتصال بناصر، وما إن أجاب المكالمة حتى قال والدها بنبرة حادة:
_ناصر، هل لا تزال تراقب ملاذ؟
فسرعان ما قال ناصر بنبرة هادئة:
_أجل يا سيدي، أنا قريب جداً منها

تنهد والدها بارتياح ثم قال:
_أين هي الآن؟
فقال ناصر:
_هي الآن في مدافن عائلة صديقتها هدى

أخرج والد ملاذ تنهيدة قوية ثم قال:
_إذاً لا تتركها بمفردها
فقال ناصر قبل أن ينهي المكالمة:
_أمرك يا سيدي

إتجه الضابط آسر نحو والد ملاذ وقال بتساؤل:
_هل عثرت عليها؟
أومأ والدها برأسه وقال:
_لقد ذهبت إلى مدافن عائلة هدى، لقد ذهبت لزيارتها

تنهد الضاطب آسر بارتياح ثم تحدث إلى عناصره وأمرهم بألا يبحثوا عن ملاذ فقد عثر عليها
نظر آسر نحو والد ملاذ وقال:
_هيا بنا لنذهب إلى هناك

همّ الضابط آسر بالإتجاه نحو سيارته لكن أمسك به والد ملاذ وقال:
_لن نذهب إليها
ضم الضابط آسر حاجبيه وقال بتعجب:
_لمَ؟

تنهد والد ملاذ وقال:
_ابنتي تود أن تمضي بعض الوقت مع رفيقتها دعنا لا نذهب، أنا أعرف ابنتي جيداً، ما إن تظل مع صديقتها ستتحسن ومن ثَم ستعود ثانيةً

...

على صعيد آخر كانت ملاذ بجانب ناصر عندما تحدث إلى والدها، وما إن أنهى المكالمة حتى ربتت ملاذ فوق كتفه وقال:
_أحسنت صنعاً
أخرجت ملاذ من جيب معطفها حفنة من النقود وقالت:
_كلما نفذت أوامري كما ينبغي ستحصل على أضعاف هذا المبلغ

إلتقت ناصر النقود بسعادة عارمة وقال:
_شكراً لكِ يا سيدتي
لاحت أعلى شفتي ملاذ ابتسامة صغيرة لكن بوجه مجهد يملؤه الإعياء

نظرت ملاذ نحو قبر هدى حيث كانت هناك فتاة أخرى جاثية على ركبتيها أمامه ترتدي ثياب ملاذ بينما كانت ملاذ ترتدي ثياب أخرى
نظرت ملاذ نحو ناصر وقالت بنبرة حادة:
_الفتاة التي هناك تكون أنا، مهما حدث لا تدع أحد يقترب منها ويرى وجهها ويكتشف أنها ليست أنا، لأنه حينئذ لن يندم شخص سواك إتفقنا؟

أومأ ناصر برأسه بينما كانت عينيه تملع وهو ينظر النقود وقال:
_إتفقنا يا سيدتي، كل ما تريدينه سيحدث لا تقلقي، كل شيء سيكون على ما يرام

تنهدت ملاذ ثم صعدت إلى سيارة قد استأجرها لها أحد رجالها حتى تتنقل بواسطتها لأنها إن تحركت بإحدى سياراتها سيتمكنون من العثور عليها وهي لا تريد أن يحدث ذلك

...

في البيت المُحتجز فيه صهيب كان ينتظر عودة ذلك الشخص الذي أعطاه الرسالة بفارغ الصبر، طال إنتظاره فقد أخبره ذلك الشخص أنه سيعود بعد مرور ساعة وقد مر وقت أكثر بكثير ولم يعد

تسللت خيبة الأمل إلى قلب صهيب بعدما شعر وأخيراً أنه سيتحرر لكن ذلك لم يحدث!
جلس صهيب أرضاً، كان يحدق في الفراغ بوجه عبوث، فجأة سمع صهيب صوت خلف الباب فسرعان ما نهض وهرول نحوه ووضع أذنه بالقرب منه

سمع صهيب صوت الشخص ذاته وهو يقول:
_هل فكرت في الأمر يا سيد صهيب؟
تبسم صهيب ثم تلاشت الإبتسامة وقال متسائلاً بنبرة غاضبة:
_لمَ تأخرت كل هذا؟

زفر الرجل وقال بحذر:
_الأمر ليس سهلاً يا سيد صهيب، فإن علم أي شخص من زملائي بأنني أساعدك سينتهي بي الأمر في غرفتك لكن تحت الأرض

تنهد الرجل ثم أردف قائلاً بتساؤل:
_هل فكرت في الأمر؟
فسرعان ما قال صهيب بحماس:
_بالطبع فكرت، سأعطيك المبلغ الذي تريده أياً كان، فقط أخرجني من هنا

فقال الرجل:
_لا تتحمس كثيراً، إنتظر حتى تعرف كم المبلغ
زفر صهيب بنفاذ صبر وقال:
_حسناً كم المبلغ؟
فقال الرجل بنبرة حادة بعض الشيء:
_عشرة ملايين جنيهاً

صاح صهيب بقوله:
_كم؟!
فسرعان ما قال الرجل بهمس لكنه كان غاضباً جداً:
_هل جننت؟ أخفض صوتك، فكر في الأمر وسآتي إليكِ ثانيةً لأرى ما إن كنت موافقاً أم لا، إلى اللقاء

رحل الرجل وظل صهيب يجوب في الغرفة ذهاباً وإياباً يجر أذيال خيبة أمله، فهو على ما يتذكر أن رصيده في البنك لا يتعدى ثلاثمائة ألف أو أقل!

إنتبه صهيب من شروده حينما تم فتح باب غرفته ودلفت إليها ملاذ!
إنقبض قلب صهيب حينما رآها تقف أمامه، ظل يحدق بها بذهول بينما جلست هي أرضاً وبدا عليها أن بها خطب ما يجعلها تحدق في الفراغ بعينين زائغتين

اتجه صهيب نحوها وقال بتساؤل:
_ما الأمر؟
تعالت حشرجات ملاذ وقالت بينما كانت لا تزال تحدق في الفراغ:
_هدى

ضم صهيب حاجبيه وقال بتساؤل:
_ماذا بها؟
ترقرقت الدموع في عيني ملاذ بينما قالت:
_لقد رحلت، رحلت إلى حيث لا يمكنها العودة تارةً أخرى.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي