رُدّ قلبي بقلم: أحمد علي مكي

الزوج التائب`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-10ضع على الرف
  • 20.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

الفصل الأول
كان يُمضي الساعات الطويلة على قبرها، يناديها، يناجيها، فلا يسمع سوى صدى تنهداته، ونشيجه، فقد ذهبت نادين إلى حيث سنذهب جميعا، كل في يومه المحتوم، حيث لا عودة من هناك، مهما بكى الحبيب والقريب وتضرّع، إنه الموت الذي لا بّدّ منه.
كان مؤمنا، يدرك أن الحياة محدودة، وأن الموت حقّ، غير أنه لم يكن يستطيع مقاومة العيش في الماضي الذي شهد أحلى أيامه مع من أحبّ يوما، ورفضتها العائلة وحتى المجتمع، حتى بات أسير الذكريات، رفض أن يعبر منها إلى واقعه، أن ينسحب من حالة الحزن التي طبعت حياته، أن يستمع إلى نداء الكثيرات من نساء فائقات الجمال، أو من صاحبات الثروة، أو من ذوات العلم والثقافة، أو حتى من غيرهن، يصمّ عينيه قبل أذنيه عن النداء المتمثّل تلميحا في نظرة عينين، ابتسامة مرسومة على الشفتين، أو حتى تصريحا عبر رسالة على هاتفه المحمول.
لقد كان وما زال شابا جميلا، خلوقا، حنونا، عاطفيا، مثقفا، كريما في بذل المال وأطيب الكلام، وهي صفات قد تحلم بها أي فتاة، فكيف إذا كان فتى الأحلام صاحب مركز وظيفي مرموق، ولا ينقصه المال؟
كل تلك الآمال من تاء التأنيث ذهبت أدراج الرياح، تحطمت على صخرة حب وحيد، من وحيد، لفتاة عمره، التقاها يوما صدفة، فسرقت منه قلبه، وأسرت وجدانه، وبات صريع هواها.
هي أو لا أحد.
كان وحيد ابنا لعائلة معروفة لها صيتها المرموق، ومكانتها الاجتماعية، وكلمتها النافذة في محيطها، وكانت نادين فتاة ليل.
كيف يستوي أن يُحب من كان على شاكلة وحيد فتاة ليل؟ بل كيف يقدر على أن يتخطى أسوار عائلته العالية، ويخالف أعراف مجتمعه المحافظ، ويقبل أن يُرمى بصفات ليست موجودة فيه، بل ويُنبذ، ويُحرم من الميراث، وتُحَرّم عليه زيارة بلدته وعائلته.
ذلك كان قدره الذي تقبّله بسرور مهما كان الثمن غاليا، فقد كانت نادين بالنسبة إليه كل شيء، ثروته وماله، حياته، سعادته، أحلامه، من دونها كان يشعر بأنه غير موجود، لا طعم للدنيا وقد كان بالنسبة إليها طوق نجاة، وكانت بالنسبة إليه وردة العمر وزهرة الربيع التي جعلت أيامه كلها ربيعا، وعلى ذلك كان يُدلّلها بعبارة "رُدّ قلبي".
نشأ وحيد في قريته، وكان ابنا لعائلة ميسورة الحال، بل ثريّة، كان والده أحد أبرز وجهاء القرية، رجلا وقورا، متديّنا، كريما، مثقفا، خلوقا، وربما ورث كثيرا من صفات الوالد الذي أحبه كثيرا لنباهته منذ صغره، وكان في غالب الأحيان رفيقه إلى المسجد، حتى في صلاة الفجر.
يتذكّر وحيد الأيام الخوالي ويبكي، تمثل أمام عينيه صورة والده وهو يوقظه فجرا.
هيا يا وحيد يا ولدي لقد أذّن المؤذن لصلاة الفجر.
يشعر به يقترب من فراشه بهدوء، بل بحنان عندما لا يستجيب للنداء الأول والثاني، يرفع الغطاء عن وجهه.
هيا يا ولدي لن نريد أن نتأخر عن الصلاة، هيا يا حبيبي.
بتثاقل، يفتح وحيد عينيه، يفركهما، يُصارع نشوة النوم، ينهض، يسرع ليتوضأ.
أنا جاهز يا والدي.
ويدا بيد يتوجهان إلى المسجد، وبعد أداء الصلاة كثيرا ما كانا يقصدان دكان المعلم أبي فؤاد الذي كان يبيع أصنافا من الحلويات المحببة إلى نفس وحيد وعلى رأسها الأرز بالحليب والمهلبية.
هذه الصور الجميلة المحببة إلى نفس وحيد لم تفارقه يوما، حتى عندما فُرض عليه أن يرحل من القرية التي نشأ بين كرومها وبساتينها، وغسل شجونه وهمومه في نهرها، وبث مواجعه إلى شجرة الصفصاف المتصدّرة بجذورها العميقة الضفة اليمنى للنهر، تعزف ألحانا عذبة، تأخذه إلى أماكن لم تكن لتخطر على بال صبي صغير.
كان طفلا، صبيا، فتى، شابا من نوع آخر.
بين دمعة وأخرى، تتجول الذكريات، تتنقل بين القلب والذاكرة، بين الفرح والسعادة، الأمل والألم، وذلك الوجع الذي لا يشبه إلا سواه، عندما ودّع قريته مُرغما، حمل في حقيبة القلب كل تلك الأيام الخوالي، هو بالكاد اتسع لها، ألقى نظرة من عين الفؤاد على قبري الجد والجدة، ومن هناك إلى التلّ، الذي شهد بعضا من شقاوة الصبا، مطاردا ببندقية الصيد بعض العصافير، غير أنه لم يطلق ناحيتها ولا حتى خرطوشة واحدة، إلى نهاية حدود القرية حيث طوى الذاكرة على دمعة، وأمل بولادة يوم جديد، يحمله إلى منبته، حتى ولو على عكاز، يكحّل عينيه بهذه القطعة الغالية على القلب والوجدان قبل أن يلقي عصا الترحال.
غادر وعاهد النفس على أن يصبر. ما زالت ترنّ في أذنيه أسئلة الوالد عندما كان في الصف الخامس ابتدائي.
ها، يا ولدي، ماذا عن فصول التعبير، هل ما زلت متفوقا وهل نلت العلامة الكاملة كسابق أيامك؟ أنا لن أرضى إلا بالمركز الأول.
نعم يا والدي، علامة كاملة وتصفيق من الطلبة وكلمة تشجيع من الأستاذ حفظه الله، إنه يحبني كثيرا وأنا أحبه بالمثل.
عندما تراه في الغد يا ولدي انقل له سلامي وتحياتي.
سأفعل يا والدي.
أما حكاية الجد معه فلا تسعها فصول. كان رفيقه في الكثير من الأيام إلى الحقول والكروم. كيف له أن ينسى أيام مواسم حصاد القمح، وزمن البيادر، هناك حيث القصص المنسية، لكنها حية في خاطره وأنّى له أن ينسى.
هل يمكن أن ينسى صوت القمح وهو يتكسر تحت "أسنة" المورج، الذي كان يقف عليه أحيانا وأحيانا أخرى يجلس متمتما ببعض القصائد. كيف ينسى قصيدة "برز الثعلب يوما" التي كان الوحيد بين تلامذة صفه القاها على مسامع التلامذة عن ظهر قلب، فيما تعثّر البقية.
وعلى جبين دمعة، تحضر الجدة الحنون، رفيقة الطفولة والصبا، صديقة الأيام الحلوة وجلسات الحكايات تحت خيمة "العريشة".
هل له أن ينسى طلّة الفجر على وجه أمه، تستعد للوضوء لأداء الصلاة، ومن ثم تقوم بعجن الطحين رافضة أي مساعدة من بعض فتيات القرية، كانت ترغب في القيام بأعمال البيت بنفسها، ومن ثم تحمل العجين إلى الصاج لتخبز، ما كان أطيب خبزها.
هل له أن ينسى طعم فطيرة السكر ومنقوشة الزعتر؟ كيف ينسى وهي أُعدّت بيدي "ست الكل" تقدمها بيد حانية مع عبارة "بالهنا والشفا.. صحة وعافية يا تقبرني".
وعلى صفيح جرح، تخطر على البال أيام الثانوية العامة، والخيم المنصوبة فوق السطوح تفرّغا للدراسة. كانت عادة تلك الأيام، المتلألئة من على السطوح بشلال لمبة تضيء عتمة الليل، وأكواب من الشاي والقهوة لتساعد على عدم النوم والمضي في الدراسة، الامتحانات على الأبواب ولا بد له من أن يكون كعادته متفوقا حتى ولو كان عدد الطلبة المُمتحنين بالآلاف.
كان يستحيل عليه أن ينسى يوم إعلان النتائج المنشورة في الجرائد اليومية، تحمل أسماء الطلبة الناجحين. لا يزال يتذكر اسمه بين الناجحين مع كلمة (مبروك) تدليلا على تفوقه، ذلك العدد من الجريدة ما زال قابعا في أحد أدراجه مع كثير من الأوراق التي كانت تحمل على متونها الكثير من الواجبات المدرسية والعلامات الكاملة.
ويأتي الوالد من مبنى البلدية التي كان رئيسها بعد أن تناهى إلى مسامعه إعلان النتائج، لم ينتظر حتى يعود إلى المنزل ويسمع النتيجة من وحيد، بسرعة أتاه أحد موظفي البلدية بعدد من الجريدة، قرأ اسم ابنه وكلمة (مبروك) فأقفل باب مكتبه عائدا إلى البيت.
أين وحيد، أين حبيب قلبي، أين المتميّز وصاحب كلمة (مبروك) مقرونة باسمه على الجريدة.
أنا هنا يا والدي.
ويسرع وحيد ناحية أبيه، وقد تهللت أساريره، يتقدم منه، يقبّل يده، يذهب في احتضان طويل من الوالد، يشعر بسعادته، بدموعه، دموع الفخر، يرمق الوالدة الباسمة التي تهنئ الوالد على نجاح ابنهما المستحق، وقد أعدّت العدة لتجهيز بعض الحلويات.
لا يا أم وحيد (بصوت الوالد) لن نتعبك اليوم بإعداد الحلويات، نحن نفضلها بالطبع من صنع يديك، لكننا اليوم سنحتفل مع أهل القرية جميعا، سأذهب مع وحيد إلى سوق المدينة (القريبة من القرية) لنشتري الكثير الكثير من الحلويات، سنوزعها على المهنئين، وعلى عموم أهل القرية، وحيد يستحق، وأهل قريتنا يستحقون.
كان ذلك عرسا وليس فرحا بنجاح طالب في الثانوية العامة.
لقد حان وقت الجد يا ولدي، ومعه اقترب موعد الفراق من قلبي، ستدخل الجامعة قريبا، والجامعة بعيدة عن قريتنا، ستغيب عنا مضطرا لخمسة أيام في الأسبوع، لا أعرف حتى الآن كيف يمكنني أن أداوي جرح فراقك، من سيذهب معي فجرا إلى المسجد لنصلي معا، من سيرافقني أحيانا إلى الكروم والحقول وإلى مبنى البلدية، إنني أفكر في شراء سيارة لك لتذهب يوميا إلى الجامعة وتعود إلينا بعد انتهاء محاضراتك، غير أنني أعرف أن في ذلك مجازفة كبيرة وسيشكل لك تعبا وإرهاقا، وأخشى عليك من أهوال الطريق، لذا سنستأجر لك شقة صغيرة بالقرب من جامعتك، ولا بأس أن تتقاسمها مع بعض من زملائك المفضلين الذين قد يدرسون نفس اختصاصك حتى لا تشعر بالغربة وحيدا.
بالمناسبة، هل ما زلت مصرا على دراسة الحقوق يا بني، كنت أتمنى لو تسمع نصيحتي بدراسة الطب، كنت أحلم منذ صغرك أن تكون طبيبا، وأن تفتح عيادة هنا في قريتك لتداوي أبناءها، الأناس الطيبين، لكنني لن أقف حجر عثرة أمامك، للمرة الأولى في حياتي أضعف وأرضخ، ربما أتيتني يوما بحفيد، قد يوافق على رغبتي أن أراه طبيبا.
أنت تعلم أنك الابن الوحيد، شقيقاتك يا بني نهاية مطافهن في بيوت أزواجهن، لن أقف أمام رغباتهن في التعليم، لكن إن أتى العريس المناسب لأي منهن في الوقت المناسب فلن أتردد أبدا عن الموافقة، وسأكون سعيدا جدا لو زوجتهن جميعا في حياتي، لأنني إذا رحلت سأكون مرتاح البال والضمير.
يا والدي، يا حبيبي، أنا ممتن لمشاعرك، ولو قدمت لك حياتي عربون وفاء وردا للجميل فلن أوفي بعض حقوقك عليّ.
كم كنت أودّ لو أحقق لك أمنيتك في أن أكون طبيبا، لكنني لم أفكر يوما على هذا النحو. مهنة الطب يا والدي مهنة سامية من دون أدنى شك، هي رسالة وأمانة، لكنني لم أر نفسي يوما طبيبا.
سأروي لك قصة ما زالت محفورة في خاطري.
أذكر في صغري، وكنت في التاسعة أو العاشرة من عمري، أنني كنت ألتقي في طريقي إلى المدرسة بمسكين كان يجلس قبالة بيته في أحد الأزقة المؤدية إلى المدرسة يستعطي الناس الخيّرين فينفحونه بما تجود به أنفسهم.
يوما، وقفت أمام هذا الفقير، مددت يدي إلى مصروفي في جيبي وكان عبارة عن قطعة نقدية من فئة ال 25 قرشا، قبضت عليه، قلّبته يمنة ويسرة، ضغطت عليه وكأنني أريد أن ألويه، وأخيرا سحبته من عنق جيبي ومنحته للفقير، رأيت في يده الممدودة أخاديد الزمن التي حفرت رحلة عمر ربما قاربت التسعين عاما.
لم أقوَ على التمعن في عينيه الدامعتين وهو يتناول قطعة النقود، يقفل كفه عليه، داعيا لي بطول العمر.
أرهبني المشهد، سرت في جسدي قشعريرة لم أعهد مثلها من قبل، وشعرت بإحساس غريب من السعادة والألم وأكملت طريقي إلى مدرستي.
وهكذا اعتدت أن أقف بين يوم وآخر أمام هذا المسكين أنفحه مصروفي اليومي، وأنا أتساءل: ما ضير أن أكون اليوم من دون مصروف، ومبلغ ال 25 قرشا قد يكون كثيرا على صبي في التاسعة أو العاشرة، قد أشتري به بعض الحلوى التي لست في حاجة إليها، ففي حقيبة مدرستي ساندويش من الزعتر البلدي وبعض من حبات التمر.
أول درس تعلمته من هذا المسكين هو أن زرع في نفسي الندية معنى الانسانية، قيمة العطاء ومغزى أن تساعد كبيرا في السن اضطرته الظروف أن يطلب الحسنة من أهلها
سألتك يوما يا والدي عن هذا المسكين، بالطبع دون أن أخبرك بقصتي معه، فحكيت لي قصته وملخصها أن هذا المسكين كان في شبابه مكافحا من أجل لقمة العيش (كان يعمل حمالا) ويوما وكان ناء تحت حمله الثقيل وقع وتضرر عموده الفقري وبات يعاني نوعا من الشلل تفاقم مع مرور الأيام لأنه لم يكن في تلك الحقبة الزمنية طب بالمفهوم الحديث، ولم تكن لديه أسرة (كان مقطوعا من شجرة) كما يقولون.
يومها يا والدي نبّهتني إلى ضرورة مساعدة المساكين وعلّمتني أن القرآن الكريم حض على ذلك في قول الرحمن الرحيم بعد بسم الله الرحمن الرحيم "وأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث".
سعدت جدا لدرسك ومضيت على سيرتي في صداقتي مع المسكين، إلى أن أتى يوم لم أصادفه أمام منزله، فاعتقدت أنه ربما كان مريضا، أو أن النوم غلبه فمضيت في طريقي، وأذكر أنني لم أتصرف بمصروفي لأنني اعتبرته من حق المسكين وأضمرت في نفسي أن أعطيه له في الغد مع المصروف الجديد.
بعد عودتي إلى المنزل علمت منك أن المسكين رحل الى رحمة الله سبحانه وتعالى، فحزنت جدا إلى درجة البكاء وأحسست بخواء في داخلي، وصممت على أن أشارك في تشييعه.
أمام منزله توقفت مع بضعة رجال أتوا لحمل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير، دخلت المنزل الذي كان عبارة عن غرفة في غاية البساطة لا تزيد مساحتها عن ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار، جل ما فيها صندوق خشبي عليه فراش عتيق وغطاء، وفي زاوية منها بضعة مسامير اخترقت الجدار مُعلق عليها قميصان وبنطلونان أكل الدهر عليهما وشرب وطاقية من الصوف، وفي زاوية أخرى خزانة خشبية عمرها عشرات من السنين تضم صحنين وملعقة وسكينا، وأمامها طاولة عتيقة كما صاحبها ومصباح ينار بالكاز ولا شيء أكثر من ذلك.
أدمعت وأنا أرى الراحل محمولا إلى رحلته الأخيرة، ولم أكن قد تعرفت بعد إلى الشاعر أبي العتاهية الذي يقول:
"وكل ابن أنثى وإن طالت سلامته
". يوما على آلة حدباء محمول
أذكر أنني من دون أن أشعر وضعت على الطاولة العتيقة القطعتين النقديتين، مصروف اليومين، ومضيت دامعا، وحاولت من حينها أن أجد طريقا آخر يوصلني إلى المدرسة غير الطريق الذي كنت أصادف فيه المسكين يوميا حتى لا يثير في نفسي الحزن والشجن.
كان معلما لي، أضاء قلبي يوما بإحساس الانسانية والإيثار ومعنى أن تعطي من دون مقابل، أن تساعد دون أن تسأل عن فائدة وعائد، أن تكون إنسانا ملء قلبك ووجدانك وضميرك.
ليس بالمال وحده يحيا الانسان، بل بالإنسانية وحب الآخر وإيثاره على نفسه. أن يشعر بأن للحياة معنى وليس أكثر من العطاء من يمنحه هذا الشعور.
الفقير علمني درسا لم أنسه ولن أنساه يا والدي، ومنذ ذلك اليوم تمنيت لوكان يمكنني أن أدافع عن حقوق الفقراء والمساكين، لم أكن أعرف شيئا عن مهنة المحاماة ودراسة الحقوق، اليوم بتّ أعرف، رغبتي أن أكون محاميا، وربما قاضيا يا والدي.
أما جواب الأب، فكان عبارة عن دمعة.
آه يا زمن.
ربما الأيام الحلوة لا تدوم، قد تتوارى أحيانا وراء سحب من الوجع، ألم الفراق، وأمل بأن تعود من جديد.
ربما كان ذلك هو الشقاء بعينه، لولا "رُدّ قلبي".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي