الفصل الخامس

وأصرّ وحيد أن يعود ب نادين إلى بيتها في سيارته، تمنى عليها القبول مرددا على مسامعها أن ذلك من أبسط حقوقها عليه، فيما كانت تقرأ هي في عينيه فصولا غير مكتوبة من الحب، لم تشأ أن تكتمل، بل حاولت ألاّ تكتمل، كان ذلك بالنسبة لها عرفانا بجميل هذا الشاب على الرغم من أنه تسبب لها بالوجع، وامتنانا لأخلاقه العالية، فمثله لا يستحق أن تكون إلى جانبه، أن يفكر بها، فكيف أن يحبها، أن يتزوجها.
وأمام إلحاحه لم يكن هناك بد من أن تخاطبه بالمباشر.. إن بيتنا بسيط للغاية يا أستاذ وحيد، ربما لا يليق بك، نحن من طبقة الفقراء المساكين، يُشرّفنا بالطبع أن تزورنا، لكننا نخجل منك، على الرغم من حماسنا لاستقبالك في دارك.
وهل الفقر عيب يا نادين؟ بالطبع ليس عيبا، يشرفني أن أتعرف على الوالد والوالدة اللذين أنجباك وشقيقتك سناء.
تحدثت في سرّها متمتمة (أنت لا تعرف عنا شيئا أيها الشاب النبيل، فلو عرفت لما سعيت لأن تركبني في سيارتك) وأدمعت.
لماذا تبكين، هل ما زال الألم لا يحتمل؟
أبكي على فراق الأهل، ليس لديّ أب ولا أم، لقد سبقاني إلى دار الخلود.
كاد أن يضمها إلى صدره ويمسح دموعها، وهو الشاب الريفي الذي اختبر نقاء النية وصفاء السريرة في عالمه الصغير الذي كان عبارة عن قرية وبضع مئات من السكان، غالبيتهم يعملون في الأرض، ينهلون من خيراتها، البساطة سرّهم ورداؤهم، كان يدرك معنى أن تكون يتيما، لقد اختبره بنفسه على الرغم من أن والديه ما زالا على قيد الحياة، عندما شعر بوالده بعد جلسة الليلة الصيفية ينأى عنه قليلا، أحس بالوجع، فما بالك بوجع الفقدان الذي قد يداهمه يوما.
وقفت السيارة على مقربة من البناية القديمة التي تقطن الفتاتان إحدى شققها، نزل وحيد ونادين، لم يلاحظ كثرة العيون التي كانت تلاحقهما، والأعناق المتطاولة لتعرف من هذا الشاب الذي يرافق نادين، هل هو أحد معارفها القدامى وماذا أتى به، بل وكيف تأتي به نادين، ألا تخجل، ألا تستحي؟
وبانت سناء من بين الجموع لتجلي حقيقة الموقف مرحبة بالقاضي وحيد.
قاض؟ كان ذلك تساؤل المتطفلين.
وفي الشقة التي اجتهدت سناء لتكون على أبهى صورة ممكنة تناول وحيد أول فنجان قهوة من صنع يدي نادين بدعم من سناء على الرغم من أن يديها كانتا مجبستين باستثناء الأصابع، أرادت أن تكرمه لأنه أكرمها كثيرا في هذا اليوم الذي قد يشكل علامة فارقة في نظرة المحيطين إليها وإلى شقيقتها.
في الطريق إلى القرية التي غاب عنها لأكثر من أسبوعين على غير عادته، كان وحيد يجري جردة حساب مع النفس.
لقد وقع بالفعل، رمته نادين بسهمها، تلك حقيقة لم يكن ليناقش فيها، لكن الحقيقة الثانية تكمن هناك، في بيت العائلة، لدى الوالد الذي لم يغفل عن وعده وعهده بتزويجه من بنت الجيران التي كان وحيد يشعر ناحيتها بعاطفة أخوية كونها تربت إلى جانب شقيقاته، كما أنه كان يقرأ في عينيها، وقليلا ما تمعن بهما، أنها ترى فيه أخا لا حبيبا ولا خطيبا ولا زوجا، فلماذا يُظلم هو وتُظلم هي؟
كان يقلّب السيناريوات المحتملة في حال رفض طلب الوالد مباشرة، كان يخشى أن يغضب من ربّاه، أن يثور، أن يقاطعه بعض الأيام، الأشهر ومن ثم تعود المياه إلى مجاريها، لكنه لم يكن يتوقع ردة الفعل تلك التي رماها والده في وجهه كالعاصفة التي لا ترحم.
كان الطقس ربيعيا، في شهر أبريل على ما يذكر عندما اجتمعت العائلة على مائدة العشاء.
كان وحيد يقرأ في تعابير وجه أبيه أنه قد يفجر الموقف اليوم ولن يتأخر أكثر، ربما لأنه كان يريد أن يكون عرس ابنه في الصيف، وفي ليلة مقمرة يستعيد خلالها مجريات الحديث الأول، وليتسنى له تجهيز بيت الزوجية أو جناح الزوجية في بيت العائلة الكبير.
ولم يخب ظنه فقد استهل الوالد الحديث بعد الانتهاء من العشاء مباشرة.
يا ولدي يا وحيد، لقد حان موعد الوفاء بديني، لقد خطبت لك ابنة الجيران، كان عهدا مني لوالدها صديق العمر، ولقد تقرر زواجكما في الصيف المقبل، ربما في شهر آب، ماذا أنت قائل؟ هل لديك اعتراض يا ولدي؟ لا أظن.
لماذا تقسو عليّ يا أبي وعلى ابنة الجيران بطلبك وترفض أن أرفض.
نعم كنت أعلم بالفطرة أو بالنباهة أنك كنت تقصد ابنة الجيران في المرة الأولى التي فاتحتني خلالها بموضوع الخطبة، لا أحد سواها، وكنت أحاول أن أعلمك بأنني لا أحبها لأنك ترفض موضوع الحب، لكنني اليوم أجاهر أمامك يا أبي بأنني فعلا لا أحبها أكثر من أخت، أحبها كما أحب أخواتي الثلاث، فكيف يتزوج أخ من أخته، ثم إنني أشعر في أعماقي بأنها لا تحبني أكثر من حب أخت لأخيها.
لا تنس يا أبي أننا تربينا معا فنشأت بيننا علاقة أخوة، لم أشعر يوما اتجاه سعاد بأكثر من شعور الأخوة، لماذا تحاول أن تظلمني وتظلمها وأنت المشهود لك بالعدل والمحبة والتسامح، فكيف الحال مع ابنك وسعاد التي تعتبرها ابنتك؟
إذن إنك ترفض طلبي يا وحيد؟
لم تترك لي مجالا يا والدي.
وهل ربيتك لتكون محاميا أو قاضيا لا فرق لترفض طلبي؟ ماذا سيقول أهل القرية؟
أهل القرية مشغولون بهمومهم وشجونهم يا أبي ولا صلة لهم بحياتي أو حياتنا الشخصية، فأنا لم أكن خاطبا وانفصلت، عندها قد أضع في اعتباري بعض الشيء حديث الناس وردود أفعالهم، لكنهم لا يعلمون عن عهدك ووعدك شيئا كما أن بإمكانك تسوية الأمر مع والد سعاد، أليس هو رفيق عمرك، إذن فلن يمانع رفضي بل أنا متأكد من أنه سيتفهم، لا تُصعّب عليّ الأمور يا والدي.
لقد كسرت الجرة يا وحيد، وقضيت على ما بيننا.
أنا لا أنكر أنك ولدي لكنني سأعتبر من اليوم أن ولدي قد مات، أنت بعبارة مختصرة محروم من الميراث، محروم من زيارة القرية، أنت لست ابن القرية، محروم من رؤية أمك وأخواتك، لا مكان لك بيننا بعد الساعة، أنت تفهم قصدي.
تطردني من بيتي يا أبي؟
هذا ليس بيتك.
أدرك وحيد أن أباه قد اتخذ قراره ولن يتراجع عنه بسهولة مهما كانت الوسائط. نظر إلى أمه فرآها تبكي بصمت، فيما كانت شقيقاته يشهقن ببكاء صامت، لم يكن هناك مجال للتدخل وإلا كانت العواقب وخيمة.
إذن يا أبي اسمح لي أن آخذ بعض الصور تذكارا يعوضني عن حرماني وبعض ألمي، ولتكن واثقا أنني سأبقى ابنك الذي يحبك، أنا لم أخرج عن طوعك أبدا، بل أمارس حقي الطبيعي في أن تكون لي حياتي الخاصة وهي ملك لي وحدي.
كان ممنوعا على وحيد أن يكلّم أمه وأخواته وأن يحضنهن مودعا، لملم أشتات نفسه دامعا.
أنا راحل يا أبي.
على عذاب الفؤاد ودّع وحيد قريته الحبيبة، أغمض عينيه على صورة أمه وشقيقاته وحمل جرحه بين جوارحه، ركب سيارته وأدار المحرك، ووجهته شقته في المدينة حيث يعمل ولسان حاله يقول.. لي الله عليه توكلت وإليه أنبت أمري.
في المدينة كان بعض الخلاص، بعض الدواء متمثلا في حب نادين، التي كانت بالنسبة إليه بعض البلسم الشافي لجروحه العميقة، فهو لم ينقطع عن زيارتها وشقيقتها، وعلى ذلك لم يشأ أن يطيل أمد البعاد عنها، أراد أن تكون زوجته، هو لم يحب في حياته سواها، وقرر أن يفاتحها بالأمر قريبا جدا، هو مفتون بها ويدرك جيدا أنها تحبه بالمثل وربما أكثر لكن هناك أمر تخفيه لم يدرك ما هو، غير أنه مصمم على استجلاء الحقيقة، فإن كانت فقيرة فإن الفقر ليس عيبا، وربما تكون قد تزوجت شخصا آخر قبله وهذا لا يمنع زواجه منها، ماذا قد تخفي أكثر من ذلك، هل سيكون لديها أبناء، ما الهم في ذلك بإمكانهم أن يكونوا مثل أبنائه.
فكّر وحيد أن تكون الشقيقة الكبرى سناء هي الخيط الرفيع الذي سيوصله بحب عمره، فقرر يوما أن يفاتحها بالأمر تمهيدا لإعلام نادين ووضعها في حقيقة الوضع، لأنه لم يشأ أن يطلب منها موعدا لتناول غداء أو عشاء لمكاشفتها بأمر الزواج.
لاحظ عندما أفصح عن نيته ل سناء أنها غالبت شعورين، الأول تجلى في نظرة إلى البعيد لها ألف معنى، والثاني خطّته ابتسامة ولو مكتومة قرأها على شفتين متلعثمتين.
أنا جئتك خاطبا شقيقتك يا سناء، لقد أحببتها فعلا منذ النظرة الأولى، ولا أبالغ إن قلت إنها حب حياتي فأنا لم أحب أحدا قبلها، أريدها أن تكون شريكة عمري، وأرجو ألاّ تحدثينني عن فوارق اجتماعية ومادية لا أقيم لها وزنا، فأنا القاضي وحيد مطرود من بيت أبي.
مطرود؟ كيف.
لأنني رفضت طلب والدي الزواج من عروس اختارها لي، رفضتها في سري قبل أن أتعرف على نادين التي كانت حبي الأول. أريد ردا سريعا يا سناء، أسبوع على الأكثر حتى أتدبر أمر شقة جديدة أو ربما بيت وستعيشين معنا، ولا أريد مجادلة في الموضوع، أنت بمثابة أخت لي.
لا أعرف كيف أردّ على طلبك يا أستاذ وحيد، طبعا أنا آسفة على الموقف الذي حصل بينك وبين والدك ولكن ثق أنه لن يدوم طويلا، أما في موضوع نادين فلن أتردد في إبلاغها بالأمر وسأكون في قمة السعادة لو وافقت، وأنا آسفة على كلمة وافقت، فأنت دخلت قلبي كشقيق منذ رأيتك للمرة الأولى، غبير أنني لم أكن أدرك أنك إنسان نبيل على درجة أن تطلب خطبة أختي مني، وهذا أمر سيبقى محفورا في الذاكرة ولن تمحوه الأيام، وثق بأنني سأردّ على طلبك في غضون يومين لا أكثر.
يوما، وفي أواخر الربيع، ضمت الحبيبين طاولة في مطعم، بعد أن وافقت نادين على لقاء وحيد بطلب من شقيقتها التي أرادت منها أن تحكي له الحقيقة كاملة، لأن من حقه أن يعلم بها، هي تدرك أنه أمر صعب لكنه ليس مستحيلا، وفي الغالب لن يقبل الزواج ممن كانت فتاة ليل، غير أنه قد يتفهم الأمر لأنه إنسان مثقف ومتعلم وواع ونبيل، ولا ضير لو رفض فلن يكون في صف المتحاملين المتنمرين، وقد يبقى ذكرى جميلة في حياة نادين وحتى في حياة الشقيقتين اللتين ستكتبان على صفحة الذاكرة .. من هنا مرّ شاب، إنسان، اسمه وحيد.
هل تريد أن تعرف حقيقتي قبل أن تتقدم من خطبتي وتطلب الزواج بي يا أستاذ وحيد؟
لماذا كلمة أستاذ يا نادين، نحن سنصبح زوجين قريبا، ناديني ب وحيد فقط، أرجوك.
لا تستبق الأحداث يا وحيد قبل أن تسمع قصتي كاملة وإن كنت أعرف حكمك مسبقا، ألست قاضيا؟
بداية لا بد لي من أن أعترف وأنا في حضرة القاضي أنني وقعت في هواك من النظرة الأولى، وهي المرة الأولى التي تحب فيها إنسانة ميتة، قلبها ميت.
كم كنت أتمنى لو كان طلبك أتى في ظروف أخرى، في زمن آخر ومكان آخر وواقع آخر، لكنت حينها أسعد إنسانة على ظهر هذا الكوكب، لكنها الدنيا التي تعطينا أحيانا أكثر مما نستحق وتحرمنا أحيانا أخرى من نستحق.
بين ليلة وضحاها أصبحت يا وحيد طوق نجاة لي دون أن تشعر، أعاد إليّ بعض الحياة، دقّ في نبضي ما لم أشعر به قبل أن أراك، وأكثر من ذلك جعلني أتقبل وضعي، أتأقلم معه، فقد كان يكفيني زادا من هذه الدنيا أن أكون التقيتك يوما، أحببتك يوما، تمنيت لو أكون زوجتك يوما.
قد تسألني ما المانع يا نادين إن كنت صادقة في كل ما ذكرت، وقد تضيف أنه يكفيك من كل هذا حبي لك. هذه حقيقة.
اسمع جيدا ما سأقوله لك يا وحيد وتمالك أعصابك، وبعد أن تسمع أرجوك بكل رجاء الدنيا ألاّ تكرهني، لن أطلب منك أن تحبني أو أن تستمر في حبي لكنني أرجو أن تسامحني، أن تنظر إليّ بعين القاضي العادل، هذا جلّ ما أطلب.
هل من الممكن أن تطلب الزواج من إنسانة كانت يوما فتاة ليل؟
فتاة ليل، كيف ولماذا ومتى وأين؟
نعم يا وحيد فتاة ليل، هل فوجئت؟ أشعر بأن أسئلتك توالت عفوية، غير أنني لم أقرأ في عينيك رسالة اشمئزاز وهذا يشجعني عل المضي في حديثي.. هل تريد أن تسمع بقية القصة أم ننتهي هنا؟
أريد أن أستمع إلى القصة الكاملة فأنا لا أرضى بأنصاف الحقيقة، ليس لكوني قاضيا، تلك هي طبيعتي التي فطرت عليها.
عشت يا وحيد وشقيقتي سناء في كنف أبوين بسيطين، متواضعين، كانا خيمة أماننا، لم يكن الفقر يعيبنا، لأن الغنى كان بالنسبة لنا غنى النفس. يوما خطف الموت أغلى إنسانة على قلبي، أمي، بسبب عدم قدرتنا على شراء الدواء لها، فقد كانت مريضة جدا وفشلنا في إنقاذها.
أتعلم يا وحيد معنى فقدان الأم، لا حياة في البيت من دون أم، بيتك هو عالمك، دنياك، أحلامك، طموحك، ماضيك، حاضرك، مستقبلك، في طرفة عين وجدتني محرومة من كل هذا الأمان والعطف، وأصبحت يتيمة.
ومرّت الأيام وتعب والدي فتقاعد من عمله، ورضيت وأختي أن نقوم معا بأعباء البيت، لا يهم أن تعمل الواحدة منا أكثر من عشر ساعات في اليوم، كان الأهم أن تبقى خيمة الأمان تلك التي يشكلها وجود والدنا في حياتنا، فلقد ذقنا طعم اليتم من قبل برحيل والدتنا التي ترك غيابها جرحا لم يندمل حتى اليوم ولا أعتقد أنه سيندمل.
ويوما إثر آخر بدأت وطأة المرض تشتدّ على الوالد، وتضخمت فاتورة العلاج التي كانت أكبر من طاقتنا أنا وأختي وبأضعاف مضاعفة.
فكرت كثيرا ماذا أصنع كي لا أخسر والدي بعد خسارتي أمي، فإن هو ذهب لذهبت معه أو من بعده بقليل.
لم يكن في اليد حيلة، فأنا لم أتجاوز في تعليمي حدود الثانوية العامة، فماذا سأصنع بهذه الشهادة وأي وظيفة قد تنتظرني.
عملت بداية بائعة في محل للألبسة الجاهزة، كان شكلي الخارجي مناسبا على ما يقولون لهذه الوظيفة، لكنها لم تجد مع نفقات علاج والدي، فهداني تفكيري إلى تلك المهنة، أن أكون فتاة ليل، لأنني بالطبع سأحصل منها أموالا أكثر ستعينني على النفقات، قررت أن أموت ليعيش أبي، لأن لا حياة لي من دونه، فأنا ميتة في الحالتين.
حاولت بكل ما استطعت أن أمنع وصول أي شيء عن عملي إلى عائلتي ونجحت في ذلك، كنت أختلق العذر تلو الآخر لغيابي المتكرر عن البيت بحجج كثيرة أبرزها العمل الإضافي، ولبساطة أهلي كانت الاعذار تنطلي عليهم، واستطعت أن أعالج والدي وأتحمل النفقات، حتى كاد أن يشفى بالكامل، وفي عزّ الفرحة بأنه بقي لي أب يحميني فقدته في حادث سيارة مجنون قائدها أطاح به عشرات الأمتار، قتله تحت العجلات، فقتل حلمي بأب كان يمثل لي نصف حياة، أما النصف الآخر فقد كان ميتا، وبعد الحادثة ظهرت حقيقتي على ألسنة واشين، قتلوني للمرة الثانية، أصبحت ملعونة، منبوذة، كم تحمّلت من تنمّر المتنمّرين، من كيد الكائدين، لكن الله كان معي، هيّأ لي شقيقة غضبت، بكت، صفعتني، خافت من العار، لكنها تفهمت، ندمت، اعتذرت، باتت لي حزام أمان، رفضت أن تتزوج من أجلي، فقد أتاها خطيب تفهم حقيقة وضعها كشقيقة فتاة ليل، لكنها أبت أن تتزوج.
هذه قصتي يا وحيد، هل تتقبل يا حضرة القاضي أن تتزوج من فتاة ليل سابقة؟
وكان الجواب من وحيد أنه مدّ باكيا اليد ليحتضن يد نادين، سائلا إياها.. متى نحدد موعد عقد القران؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي