قهر الرجال البارت الثامن عشر

"قهر الرجال" "البارت الثامن عشر"

التيه لا يعني دائماً أن أحدهم أضاع طريقه في العودة إلى منزله على سبيل المثال، التيه الحقيقي هو أن يكون الإنسان ثابت لا يعتريه أي خلل لكن أفكاره مبعثرة، لا يدري ما الذي عليه فعله أو كيفية فعله!

التيه الحقيقي يكمن في تحمل الشخص لكل فعل سيقوم به خاصةً إن لم يكن لديه شخص يوجّهه للطريق الصحيح إن انعطف قليلاً عنه!
الأمر مُرهق، بل ومن الممكن أن يدمر المرء من الداخل!

في منزل جنات، كانت الشرطة داخل وخارج المنزل، فقد سمع شخص ما صوت إطلاق ناري صادر من المنزل فسرعان ما قام بتبليغ الشرطة التي أتت بسرعة بدورها على غير العادة!

كان الضابط الذي يحقق في هذه الجريمة هو آسر، كان يتحدث مع الطبيب الشرعي حول بعض الأمور المتعلقة بالجثتين وبمحض الصدفة رأى سلسال على الأرض، فهبط بجسده كي يتأكد منه فهو مألوف جداً بالنسبة إليه، وما إن أمسك به حتى فوجيء عندما تذكر، فقد رأى ملاذ ترتديه من قبل!

إمتعض آسر وشعر أن هناك أمر خاطيء، فسرعان ما خبّأ السلسال في جيبه لكي لت يراه أحد وعزم أمره على أن يتحدث إلى ملاذ حول هذا الأمر

بعدما انتهت الشرطيون والطبيب الشرعي وقاموا بنقل الجثتين إلى المشفى كي يتم وضعهم في ثلاجة الموتى عاد آسر إلى قسم الشرطة وهناك التقى بصديقه الذي كان وما زال يحقق في قضية قتل الشرطي عامر

تبسم آسر ما إن رأى صديقه وقال بينما كان يصافحه:
_مرحباً يا صاح، كيف حالك؟
تبسم الآخر قائلاً:
_بخير، كيف حالك أنت يا رجل؟

تبسم آسر ثم قال:
_بخير يا صديقي
إنتبه آسر لوجود عدد كبير من الصور في يد صديقه فقال بتساؤل:
_ما هذا؟

مد الضابط يده نحو آسر بالصور قائلاً:
_تلك التي قتلت الرجل الذي أحقق في قضيته
أميك آسر بالصور وما إن رأى الصورة التي تعود إلى ملاذ حتى شعر وكأنه تلقى ضربة قوية خلف عنقه، فقد كان يحدق في الصورة بفزع!

ضم الضابط حاجبيه وقال بتساؤل بعدما استعاد الصور من آسر:
_ما الأمر؟ هل تعرفها؟
نظر آسر نحو صديقه وقال بنرة خافتة من شدة الصدمة:
_هل حققت في القضية؟ أقصد هل تعمقت في التحقيقات؟ هي مستحيل أن تقتل

رمقه الضابط بنظرة ساخرة ثم قال:
_لمَ أنت واثق هكذا؟ يمكن لأي شخص أن يقتل لكن عندما يكون قد ذهب عقله، أظنها كذلك..
إقتضب آسر حديث صديقه وصاح بغضب قائلاً:
_لقد أخبرتك، هذه الفتاة مستحيل أن تفعل شيء كهذا، أنا أعرفها جيداً

إقترب منه صديقه بوجهه وقال بنبرة خافتة:
_حقاً! ما رأيك إذاً في أن كاميرة المراقبة التقطتها وهي تقوم باختطاف الشرطي؟ هل تود أن تشاهد بأم عينك كي تصدق؟
جحظت عيني آسر وقال قبل أن يترك صديقه ويذهب:
_لا أصدق

صاح الضابط كي يستمع إليه آسر وقال:
_لا تصدق إذاً، لكن إن قومت بحمايتها أو تحذيرها ستكون متستر على مجرمة وربما تنال عقاب قاسي جداً، لا بد أنك تعلم ذلك

...

كانت ملاذ تحدق في الصور وخاصة الرسالة الأخيرة وفجأة دق هاتفها بالرنين من الرقم الذي أرسل إليها الصور فانتفضت وكاد أن يسقط الهاتف من بين يديها لكنها التقطته وسرعان ما قامت بقبول المكالمة

وضعت ملاذ الهاتف فوق أذنها دون أن تتفوه بكلمة واحدة فجاء صوت شخص ما يقول:
_مرحباً عزيزتي، ما رأيكِ في الصور؟ لقد تم التقاطها بكاميرا عالية الدقة، تستحق ثمنها الباهظ

جمعت ملاذ رباطة جأشها وقالت بنبرة هادئة على النقيض تماماً من التوجس الذي بداخلها:
_من أنت؟ وما الذي تريده؟
أخرج الرجل تنهيدة قوية ثم قال:
_لا أحبذ الحديث عبر الهاتف، فقد صار إختراق الهواتف أمر يسهل فعله هذه الأيام

زفرت ملاذ بقوة فأردف هو بقوله:
_خمس دقائق وستكون سيارتي خلف سيارتكِ تماماً، إنتظري قليلاً يا عزيزتي
أنهى الرجل المكالمة وظلت ملاذ في إنتظاره على الرغم من أنها كانت تود أن تلوذ بالفرار لكن لا يمكنها ذلك

كانت تنظر إلى ساعة يدها بين الحين والآخر، فقد مرت الخمس دقائق ومثلها أضعاف ولم يأتي الرجل بعد
إنتظرت ملاذ حتى مرت ساعة كاملة ولم يأتي بعد!

زفرت ملاذ بقوة وقالت بنبرة غاضبة:
_سحقاً، ربما سيقوم بالإتصال بالشرطة كي يتم إلقاء القبض عليّ! لم يكن يجب أن أنتظر
همّت ملاذ كي تصعد سيارتها حتى تذهب لكنها فوجئت بسيارة تقترب منها حتى توقفت خلف سيارتها مباشرةً

معنت ملاذ النظر لكنها لم تتمكن من رؤية وجه ذلك الرجل سوى حينما هبط من سيارته واقترب منها وتوقف أمامها مباشرةً، كان رجل أربعيني طويل القامة بشرته سمراء، كان يأكل العلكة وهذا ما أثار إشمئزازها فقد ضاعت هيبته!

رمقته ملاذ بنظرات حادة ثم قالت:
_من أنت؟ هيا أخبرني ماذا تريد؟
تبسم الرجل ثم قال:
_أدعى إمام، قبل أسبوع تقريباً لجأ لي والدكِ كي أقوم بمراقبتكِ وقد دفع لي مبلغ من المال في المقابل

ضمت ملاذ حاجبيها وقالت بتساؤل:
_هل أتيت إلى هنا كي تأخذ المزيد من النقود؟
قهقه الرجل بسخرية ثم قال:
_لا، بالطبع لا، المبلغ الذي تسلمته من والدكِ كافي بالنسبة لي

ازدادت حيرة ملاذ وقالت بتساؤل:
_إذاً ما الذي تريده؟
أخذ إمام شهيق عميق ثم زفره بقوة وقال:
_كما تعلمين أنا لم أخبر والدكِ سوى بجريمتكِ الأخيرة ولم أخبره بما سبقها من جرائم، ألست رجل نبيل أستحق الشكر على ذلك؟

زفرت ملاذ بغضب وقالت:
_ليس لدي وقت لهرائك، فقط أخبرني ما الذي تريده، وكيف حصلت على هذه الصور؟
تبسم إمام وقال:
_في الحقيقة، لقد كنت أقوم بمراقبتكِ منذ فترة وجيزة، قبل لقائي بوالدكِ

جحظت عيني ملاذ بذهول فتابع هو بقوله:
_في الحقيقة كنت أبحث عن طريقة لمساومة والدكِ بها لكن عندما دعاني وكلّفني بمراقبتكِ قررت أن أعمل على طريقتين، لذلك أخبرت والدكِ بجريمة واحدة من جرائمكِ وسأقوم بمساومتكِ على البقية، ما رأيكِ؟

قهقهت ملاذ بسخرية وقالت بينما ضم هو حاجبيه بتعجب:
_لقد تأخرت يا سيد إمام، لا يمكنك مساومتي فالشرطة تجوب في البلدة بحثاً عني، لذلك لا أكترث بما لديك

رمقته ملاذ باشمئزاز وهمّت بالرحيل لكنه سارع وأمسك بساعِدها قائلاً:
_لم ننتهي بعد
نظرت إليه ملاذ بنظرة ساخرة:
_لقد انتهينا، إبتعد عن طريقي

جذبها إمام للأمام وقال بنبرة حادة بعض الشيء:
_عليكِ أن تستمعي لما لديّ، ربما يُعحبكِ
بتسمت ملاذ وقالت دون أن تكترث:
_لا أظن ذلك

جذبت ملاذ ساعِدها من بين أصابعه واتجهت نحو سيارتها فصاح هو بقوله:
_بمكالمة صغيرة لا تتعدى العشرة ثوانٍ سيكون صهيب حر طليق، لا أظن أن هذا سيعجبكِ

جحظت عيني ملاذ فالتفتت إليه ووقفت أمامه قائلةً بنبرة يكسوها الغضب الشديد:
_ما الذي تريده بالضبط؟
لاحت ابتسامة خبيثة فوق شفتيه وقال بنبرة هادئة:
_يبدو أنكِ بدأتِ في فهم كيف تسير الأمور خاصةً معي

رمقته ملاذ بغضب حيث تسارعت أنفاسها من شدة الغضب فأردف هو بقوله:
_مؤسسة والدكِ
جحظت عيني ملاذ وقالت بنبرة حادة:
_ماذا؟!

لم يكترث إمام لغضبها وقالت:
_أريد أن يتم تعيني لرئيس مجلس إدارة المؤسسة
كادت ملاذ أن تتحدث لولا أن أشار لها بسبابته لكي تصمت واسترسل بقوله:
_وتقومين بنقل ملكية إحدى الأراضي لإسمي وتكون ملكاً لي

بثقت ملاذ أرضاً وقالت بغضب:
_ما كان عليه أن يثق بك، لقد امتلأت بالجشع
فاقترب منها إمام وقال بنبرة هادئة:
_وأنتِ امتلأت بالرغبة في الإنتقام
زفرت ملاذ بقوة وقالت:
_كل هذا من أجل أن لا ترسل الصور إلى الشرطة؟ في كلا الحالتين إن أمسكوا بي سأظل في السجن حتى يتآكل جسدي

تبسم إمام وقال:
_من الوارد حدوث ذلك إلا إذا استمعتِ للعرض الخاص الذي وفرته لكِ على وجه الخصوص
زفرت ملاذ بقوة وقالت بنفاذ صبر:
_وما هو؟

تبسم هو وقال:
إن قُمت بفعل كل ما أمليته عليكِ سأجلب لكِ حريتكِ بسهولة، وستصبحين بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب
ضمت ملاذ حاجبيها وقالت بتساؤل:
_كيف ستفعل ذلك؟

قهقه إمام قائلاً:
_ليس من شأنكِ، فكل منا سيقوم بعمله، ما رأيكِ إذاً؟
صمتت ملاذ لبعض الوقت ثم قالت:
_ما الذي يؤكد لي أنك ستفعل ذلك؟
اتسعت ابتسامة إمام وقال:
_هل لديكِ خيار آخر؟

ساد الصمت لعدة دقائق ثم قال إمام قبل أن يصعد إلى سيارته ويذهب:
_سأدعكِ تفكرين في الأمر، وحينما تتخذي قراركِ إتصلي بي، سأكون في انتظاركِ لكن لا تتأخري لأنكِ حينها ستجدينني أمامكِ ثانيةً ولا أضمن لكِ ما الذي سأفعله حينها! في الحقيقة لم أفكر بعد، لكن أياً كان ما سأفعله فعليكِ أن تخشيه!

غادر إمام تاركاً خلفه ملاذ التي كانت تستشيط غضباً، قامت ملاذ بالإتصال بأحد رجالها، تحديداً واحد من أكثر الرجال التي تثق بهم كثيراً لكنه ليس ذاته الذي حذرها من الشرطة قبل قليل

وما إن أجاب مكالمتها حتى صاحت بقولها:
_هناك خائن بين رجالك، أعثر عليه في الحال، ها أنا آتية، إن لم تجده أثناء طريقي إليكم سأقتل الجميع

أغلقت ملاذ هاتفها ثم صعدت سيارتها وأدارت محركها بقوة ذاهبةً إلى المنزل الخشبيّ!
مر الكثير من الوقت حتى وصلت ملاذ إلى هناك، ما إن هبطت من السيارة حتى وجدت الرجل التي تحدثت إليه قبل قليل في إنتظارها

هرع إليه قائلاً بنبرة خافتة:
_لقد عثرت عليه سيدتي
تحدثت إليه ملاذ بنبرة مماثلة وقالت:
_آمل أن لا تكون جعلته يشعر بشيء
لوّح الرجل برأسه يميناً ويساراً وقال بهمس:
_بالطبع لا، كل شيء على ما يرام لا تقلقي

همهمت ملاذ ثم قالت بتساؤل:
_أين هو الآن؟
فسرعان ما قال الرجل:
_في غرفة صهيب يقوم بتنظيفها ويلبي طلبات صهيب التي سمحتِ بها
تبسمت ملاذ قائلةً:
_جيد

همّت ملاذ كي تتجه نحو المنزل فقال الرجل بتساؤل:
_كيف علمتِ أن هناك خائن بيننا سيدتي؟
نظرت إليه ملاذ وقالت بنبرة هادئة:
_لقد اشتممت رائحة كريهة، وكما تعلم أنا أبغض رائحة الخائنين

دلفت ملاذ إلى المنزل ثم إلى غرفة صهيب وتبعها ذلك الرجل
ما إن رآها صهيب حتى نهض وقال بنيرة لاهثة:
_ملاذ، كيف حالكِ؟

تعجبت ملاذ من طريقته فأردف هو قائلاً:
_لقد علمت بأمر وفاة والدكِ
تفهمت ملاذ الأمر ثم قالت بنبرة ساخرة:
_لا تبدو حزين!
فسرعان ما قال صهيب:
_لم تكن الأمور تسير على ما يرام بيني وبين والدكِ، لقد كنت قلقاً بشأنكِ، أعلم كم كان هذا صعب عليكِ

همهمت ملاذ قائلةً بنبرة حادة:
_أبي لم يمت
ضم صهيب حاجبيه بتعجب وقال:
_ماذا؟
زفرت ملاذ بقوة وتابعت قولها بنبرة أكثر حدة:
_لقد قُتل، خليلتك قتلته، كانت تسعى للإنتقام مني لأنني أفسدت خطتها في الإحتيال على رجل أعمال مرموق

صاح صهيب بقوله:
_ملاذ كفى، اعلم كم أنتِ غاضبة لوفاة والدكِ لكن هذا لا يعني أنه بإمكانكِ توجيه الإتهام لأي شخص!
إقتربت منه ملاذ وهمست قائلةً:
_أليست هي من اقترحت عليك خطة التخلص مني؟! لمَ قد يصعب عليها قتل والدي؟!، وبعيداً عن كل هذا فهي من أخبرتني بذلك!

نظر إليها صهيب بغضب وقال:
_لا أصدقكِ
قهقهت ملاذ ثم قالت:
_هل ستصدق إذاً ما سأخبرك به الآن؟
زفر صهيب بقوة وقال:
_لست واثقاً من ذلك

اتسعت ابتسامة ملاذ ثم قالت:
_لقد قُتِلت
جحظت عيني صهيب وتسارع خفقان قلبه قائلاً:
_من؟!
فقالت ملاذ دون أن تفارق الإبتسامة وجهها:
_جنات، لقد قتلها الشاب الذي كان يعمل معها، ومن الحب ما قتل، صدق من قال هذه العبارة

خارت قوى صهيب وارتطم جسده أرضاً بينما كان يحدق في الفراغ دون أن يتفوه بأي كلمة!
هبطت ملاذ بجسدها أمامه ثم وجّهت نحوه بعض الأوراق وقالت:
_وقّع

لم يكن صهيب يكترث لشيء لذلك أمسك الأوراق والقلم وقبل أن يوقّع زحف نظره نحو ما دوّن على تلك الأوراق ففوجيء بأنها أوراق طلاقهما هو وملاذ
إنتفض صهيب ونظر نحوها قائلاً:
_مستحيل!

قهقهت ملاذ وقالت:
_لا تريدني ألجأ للعنف أليس كذلك؟
نهضت ملاذ ثم قالت:
_سأدعك لبعض الوقت، الأن أود أن اُحدثك عن أمر آخر

نظر إليها صهيب بوهن من شدة الصدمات المتتابعة التي تلقاها في الآونة الأخيرة
أردفت ملاذ قائلةً:
_لقد فوجئت اليوم بأن هناك شخص خائن بين رجالي! يبدو أنه داء لا يخلو منه أي رجل إلا من رحم ربي

زفر صهيب بنفاذ صبر وقال:
_ما الذي ترمين إليه
أخرجت ملاذ سلاح كان معلّق في بنطالها ثم وجّهته نحو الشاب الذي كان ينظف غرفة صهيب
إنتفض الشاب بفزع وقال بصوت مرتعد:
_أقسم لكِ يا سيدتي أنني لم أفعل شيء، لم أخونكِ قط يا سيدتي أقسم لكِ

تبسمت ملاذ وقالت بنبرة هادئة:
_أعلم ذلك يا عزيزي
ضم صهيب حاجبيه بتعجب وكذلك الشاب، وفجأة التفتت ملاذ نحو الرجل الذي دلف إلى الغرفة برفقتها وأطلقت عليه النيران في رأسه وفي جوفه فسقط صريعاً في التو واللحظة

فزعا صهيب والشاب من هول المفاجأة بينما تعالت قهقهات ملاذ
كادت ملاذ أن تتحدث لولا أن دق هاتف الرجل الذي لقي حتفه تواً فسرعان ما التقطت ملاذ الهاتف

ازدادت قهقهات ملاذ الساخرة عندما رأت إسم المتصل لقد كان السيد إمام!
قامت ملاذ بقبول المكالمة ثم وضعت الهاتف فوق أذنها دون أن تصدر أي صوت فجاء صوت إمام يقول:
_هل أتت ملاذ؟ إن كانت تنوي فعل أي شيء أخبرني حتى أكون على أهبة الإستعداد

تبسمت ملاذ وقالت ضاحكة:
_يسرني سماع صوتك يا إمام، أردت إخبارك أنني فكرت في الأمر وأود رؤيتك كي نكمل حديثنا، دعنا نلتقي غداً ولنسوي الأمر بيننا
أراد إمام أن يخفي رهبته بقدر الإمكان لكنه لم يستطق وقال بنبرة مرتعدة:
_حسناً، سأنتظر إتصال منكِ تخبريني من خلاله متى وكيف سنلتقي

أنهت ملاذ المكالمة ثم نظرت نحو الرجل الملقى أرضاً وبثقت عليه بغضب قائلةً:
_لم يكن من الصعب معرفة أنك الخائن
نظرت ملاذ نحو الشاب وقالت بنبرة محذّره:
_إياك أن تفكر في الأمر حتى لكي لا ينتهي بك المطاف مثله.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي