قهر الرجال البارت الثالث عشر

"قهر الرجال" "البارت الثالث عشر"

'القانون لا يحمي المغفلين" جُملة تقال لكل من يتعرض للإحتيال بطريقة ما وحينما يذهب إلى الشرطة يلقنوه إياها! فيعود أدراجه يجر أذيال خيبة الأمل!

خاصة من تعرض المرء للإحتيال في شيء لا يمكن إسترداده، كالمشاعر على سبيل المثال، أن يعيش في وهم تحت مسمى الحب ثم يستعيد وعيه بلجام من نار يتألم على إثره طوال حياته!

نظر صهيب نحو ملاذ بسخرية وقال:
_أنتِ تقترفين خطأ فادح بترككِ لي على قيد الحياة يا ملاذ، فهذا لا يعني سوى شيء واحد وهو أنه سيكون لدي فرصة للتغلب عليكِ، فإن كنتِ لا تودين رؤية هزيمتكِ على يدي أقتليني، أقسم لكِ أنني إن تمكنت من الإفلات من هذا السجن لن أشفق بكِ عما سأفعله

تبسمت ملاذ بسخرية دون اكتراث لما قاله تواً وقالت:
_لنرى كيف ستفعل ذلك، فليسعى كلٌ منا لمراده ونرى من الذي سينتصر في النهاية

إتسعت إبتسامة صهيب فقال:
_أتعلمين، حينما أتمكن من الإجهاذ عليكِ سأركض مسرعاً إلى جنات، سأتزوجها وسننجب الكثير من الأطفال، هذه الفتاة لقد اشتقت إليها حقاً، لا بد أنها حزينة لفقداني تلك المسكينة، لكنني لن أدع حزنها يطول أكثر لأنني سأعود إليها في القريب العاجل

تعالت قهقهات ملاذ، حتى أنها لم تستطع أن تكتم ضحكاتها!
ضم صهيب حاجبيه بتعجب وقال بنبرة غاضبة:
_ما الذي يجعلكِ تضحكين بهذه الطريقة؟

نظرت إليه ملاذ بينما كانت لا تزال تقهقه دون توقف وقالت:
_دعني أريك شيئاً
أمسكت ملاذ بهاتفها وقامت بالضغط على شاشته عدة مرات ثم وجّهته نحو صهيب قائلةً:
_أمعن النظر في هذه الصور يا عزيزي

كان صهيب مكبل اليدين للخلف فلم يستطع أن يمسك بالهاتف، زحف نظره نحو الهاتف وما إن رأى صور جنات برفقة رجل آخر، لم تكتفي ملاذ بالصور بل قامت بتشغيل التسجيلات الصوتية وجعلت صهيب يستمع إليها!

أن يخيب ظن المرء في من ضحى بكل شيء لأجلهم!! ليس ذلك فقط بل تبوء كل محاولاته لأجلهم بالفشل الذريع وكأنه لم يفعل أي شيء يذكر!!
أن يشعر المرء بأن صاعقة ضربته بقوة حتى قضت عليه هذا ما شعر به صهيب فور رؤيته للصور واستماعه للتسجيلات الصوتية

نظر صهيب نحو ملاذ وقال بنبرة حانقة:
_كيف حصلتِ على كل هذا؟
تنهدت ملاذ بنفاذ صبر وقالت:
_لا أعتقد أن ذلك يعنيك، لقد انزالت الغشاوة التي كانت تعمي بصرك، الآن أنت ترى مدى حجم خسارتك!

جحظت عيني صهيب بينما كان ينظر إليها فأردفت هي بقولها:
_أردت أن تقتلني لأجلها! وما الذي فعلته هي؟ بحثت عن كبش فداء آخر، لقد سمعت بكلتا أذنيك أنها كانت تنوي الإحتيال عليك، لكن إختفاؤك هدم سقف آمالها فبحثت عن رجل آخر على الفور

كان صهيب يشعر بالحرج، بل وكما قالت ملاذ هو الآن صار يرى مدى حجم خسارته!
غادرت ملاذ بينما ظل هو يجلد ذاته على ما فعله ويأمل لو أن الزمن يعود به إلى الوراء لكي لا يحدث كل هذا! لكن الأمر مستحيل، هو الآن ينتظر يفكر فيما ستفعله به ملاذ وكيف ستعاقبه؟!

...

توقفت سيارة جنات أمام منطقة سكنية من الطراز الحديث، هبطت من سيارتها ثم اتجهت نحو المبنى واستخدمت المصعد للوصول إلى الطابق الثالث، ما إن خرجت من المصعد حتى اتجهت نحو إحدى الشقق السكنية وطرقت الباب عدة طرقات

إنتظرت جنات حتى قام شخص ما بفتح الباب وما إن رآها حتى انفجرت أساريره قائلاً بينما كان يحييها:
_مرحباً، لقد ظننت أنني لن أتمكن من رؤيتكِ!
تبسمت جنات وقالت بعدما طبعت قبلة فوق وجنته:
_إن بعض الظن إثم يا سمير

قهقه سمير بمرح وقال:
_صدقتِ
دلفا سوياً واتجهت نحو غرفة المعيشة ثم جلسا فوق أريكة واحدة قِبال بعضهما البعض

أخرجت جنات هاتفها وألقته بين يدي سمير وقالت بغضب شديد:
_إفحص الهاتف، شخص ما تمكن من نقل تسجيلات صوتية بيني وبينك، ذلك الشخص هو من أفسد خطتنا، علينا أن نجده ونلقنه درساً قاسياً

أومأ سمير برأسه ثم قال بعدما ألقى الهاتف فوق المنضدة:
_حسناً سألقي عليه نظرة فيما بعد، دعينا نتحدث في أمر آخر
زفرت جنات بغضب وقالت:
_ما هو الأمر الأكثر أهمية من ما أتحدث عنه يا سمير؟

تنهد سمير بوجل ثم قال بتردد:
_الشيء الأكثر أهمية من ما تتحدثين عنه هو نحن يا جنات
ضمت جنات حاجبيها وقالت بتعجب:
_لا أفهم! ماذا تقصد؟

زفر سكير بقوة ثم قال:
_جنات، نحن صديقين منذ الطفولة، وأتينا سوياً إلى هذه البلدة لكي ننهي عملنا الذي جئنا من أجله، لكن ألم تفكري في أن نكف عن فعل ذلك؟ لمَ لا نفكر في تكوين أسرة تتكون من كلينا وأطفالنا في المستقبل؟!

قهقهت جنات بتوتر وقالت:
_سمير لا تكن سخيفاً، نحن فقط صديقين مقربين، ولم ولن نكون سوى ذلك، الآن إفحص الهاتف وأخبرني ما الأمر

شعر سمير بغضة في قلبه لكنه أراد أن يحفظ ماء وجهه فقال بينما كان يضحك بسخرية:
_سحقاً هل صدقتِ ما كنت أقول؟ أنتِ حقاً حمقاء
ججظت عيني جنات بتعجب فهي تعلم جيداً أن سمير متيم بها وطوال الفترة الماضية لم يجرؤ على إخبارها بذلك!

تبسمت جنات وقالت:
_كنت أعلم أنك تمزح، هيا إفحص الهاتف
نهض سمير وأحضر جهازه اللوحي ثم قام بتوصيله بهاتف جنات

بعد قليل نظر سمير نحو جنات وقال بنبرة يملؤها الجمود:
_لقد تم إختراق هاتفكِ يا جنات!
ضربت جنات جبهتها بغضب وقالت:
_كنت أعلم ذلك، من فعلها؟

فقال سمير بينما كان ينظر إلى جهازه اللوحي ويفعل شيء ما:
_كدت أصل إليه
نظرت جنات نحو شاشة الجهاز اللوحي فلم تفهم منه شيئاً فهرول نظرها نحو سمير وقالت:
_هيا، هل وجدته؟

لم يذعن سمير حتى انتهى من ما كان يفعله ثم نظر نحو جنات وقال:
_أول المحادثة بينكِ وبين ملاذ زوجة ذلك البائس الذي يدعى صهيب، لقد أرسلت لكِ رسالة صوتية أليس كذلك؟

ضمت جنات حاجبيها بتذكر ثم نظرت إليه وقالت:
_أجل لماذا؟
تنهد سمير وقال:
_يؤسفني أن أخبركِ بأنه تم اختراق هاتفكِ وجميع بياناته عن طريق هذا التسجيل الصوتي، أنتِ لم تلاحظي أنه رسالة محولة أليس كذلك؟

أشارت جنات برأسها يميناً ويساراً بغضب شديد ثم نظؤت نحو سمير وقالت:
_سوف تندم على فعلتها، ظننتها فتاة مسكينة لا تقوى على فعل شيء لكنها تمكنت من خداعي! سحقاً

نظر إليها سكير وقال بتساؤل:
_بماذا تفكرين؟
فقالت جنات بشرود:
_إنتظر وسترى بأم عينك
نهضت جنات وغادرت دون أن تكترث بصياح سمير الذي أراد أن يلحق بها لكنه لم يستطع!

هبطت جنات من البناية وصعدت إلى سيارتها ثا قامت بإرسالة رسالة نصية إلى سمير تنص على:
_"لا تلحق بي، سآتِ إليك بعدما أنتهي"

...

عاد إيهاب إلى منطقته، كاد أن يذهب إلى بيته لولا أن تذكر أمر المتجر فهرع إليه فوجد صديقه ينتظره بالداخل
تبسم إيهاب وقال بنبرة لاهثة:
_شكراً لك يا صاح، آسف لأنني تأخرت

تبسم صديقه الذي يدعى يوسف وقال:
_هذا واجبي يا رجل، أخبرني ما الذي حدث في قسم الشرطة؟
تنهد إيهاب وقال بينما كان يقوم بإغلاق المتجر بمساعدة صديقه يوسف:
_يحققون في أمر إختفاء الشرطي المتعجرف الذي يدعى عامر

ضم يوسف حاجبيه وقال بتساؤل:
_وما شأنك أنت؟
زفر إيهاب بقوة ثم قال:
_ليلة أمس أتت فتاة غريبة عن المنطقة كان صاعدة سيارة باهظة الثمن، على ما ظن أن بثمنها يمكن للمرء شراء منطقتنا بسكانها

قهقها إيهاب ويوسف ثم أردف إيهاب بقوله:
_لقد رأت هذه الفتاة، لقد راودتني الشكوك حيالها منذ الوهلة الأولى، حينما غادرت متجري كانت سيارتها لا تزال بالجوار، أظنها هي مت اختطفت الضابط

تنهد يوسف قائلاً:
_إن كانت هي أو شخص آخر فقط فعلت الصواب، فأياً كان ما سيحدث مع ذلك المدعو عامر فهو يستحقه بكل تأكيد

سارا يوسف وإيهاب سوياً لكنهما فوجئا بسميرة تنتظر بباب منزلها، وما إن رأتهم حتى لوّحت لهما بيدها
رآها يوسف فأخبر إيهاب عنها
ما إن رآها إيهاب حتى قال:
_إنتظر هنا سآتِ في الحال

ركض إيهاب نحو منزل السيدة سميرة قائلاً:
_ما الأمر يا سيدتي؟ هل تودين أن تبتاعي بعض الأغراض؟ لقد أغلقت المتجر كما ترين، لكن إن كانت أغراضكِ ضرورية جداً سأفتحه ثانيةً لأجلك

تبسمت السيدة سميرة وقالت بعدما أشارت برأسها يميناً ويساراً تعبيراً عن النفي:
_لا يا بني، أريد فقط أن أتحدث إليك قليلاً، هل تمانع؟
ضم إيهاب حاجبيه بتعجب لكنه قال:
_حسناً لا مشكلة، أمهليني فقط دقيقتين

هرول إيهاب نحو صديقه يوسف وحثّه على العودة إلى دياره لأنه ربما سيتأخر قليلاً
إنتظر إيهاب حتى ذهب يوسف ثم ركض نحو منزل السيدة سميرة ودلف إليه بعدما سمحت له هي بذلك

جلسا سوياً في غرفة المعيشة وانتظر إيهاب حتى أحضرت له السيدة سميرة كوباً من الشاي
جلست السيدة سميرة وقالت بتساؤل:
_بني، هل تمانع أن تخبرني بالسبب وراء استدعاء المحقق لك؟

إرتشف إيهاب القليل من الشاي ثم قال:
_إنهم يشكون في أمر الفتاة التي أتت للمنطقة بالأمس، سأذهب إليهم غداً لكي أخبرهم بمواصفاتها لكي يقوم شخص ما برسمها حتى يتمكنوا من العثور عليها ومن ثَم يعثروا على زوجكِ إن كانت حقاً هي من اختطفته

ارتعد جسد السيدة سميرة حتى سقط كوب الشاي خاصتها من بين يديها
ارتجف إيهاب قائلاً بفزع:
_سيدتي هل أنتِ بخير؟
اغرورقت عيني السيدة سميرة وقالت بصوت متهدج:
_هل ستخبرهم بمواصفات تلك الفتاة؟

هرع إيهاب نحوها وجلب عبوة المناديل الورقية وصار ينظف طرف ثوبها ثم لملم قطع الزجاج ووضعها جانباً ومن ثَم نظر إليها قائلاً بتساؤل:
_ما الأمر؟ ماذا بكِ؟

شعر إيهاب بجسد السيدة سميرة يرتعد فأردف بقوله:
_أرجوكِ أخبريني هل هناك خطب ما؟
أمسكت السيدة سميرة بيديْ إيهاب وقالت بعينين جاحظتين:
_لا تخبرهم عن تلك الفتاة أبداً، حاول أن تختلق ملامح أخرى حتى لا يعثروا عليها أرجوك

جحظت عيني إيهاب ونهض بفزع قائلاً:
_ماذا؟ إنه مشتبه به! كيف لا تريدين أن يعثروا عليها؟ من الممكن أن تكون هي من اختطفت زوجكِ!

تحولت ملامح السيدة سميرة من ملامح باكية ضعيفة إلى ملامح إمرأة قوية أمسكت بساعديه بقوة وقالت بنبرة حادة:
_لقد أغدق الله عليّ برحمته وأرسل لي هذه الفتاة لكي تنتشلني من بطشه، وأنت الآن تريد أن تخبرهم عنها لكي يجدونه ويأتوا به إلى هنا مرة أخرى وهلُم جرا!!

إلتقطت السيدة سميرة أنفاسها ثم تابعت بقولها:
_أنا متأكدة من أنك تعلم بكل شيء، تعلم ما الذي كان يفعله بي يومياً، ألا تشفق بحالي؟! هل تريد أن يواصل تعذيبه لي دون شفقة أو رحمة؟!!

طأطأ إيهاب رأسه بحرج ولم يتفوه بكلمة واحدة فهو لم يجرؤ على ذلك
تنهد إيهاب وقال دون أن ينظر في عيني السيدة سميرة:
_لقد تأخر الوقت عليّ أن أعود إلى المنزل، سأذهب إلى قسم الشرطة في الصباح الباكر، تصبحين على خير سيدتي

لم ينتظر إيهاب وهرع إلى الخارج دون أن يلتفت
جثت السيدة سميرة على ركبتيها بينما كانت تضع كلتا يديها فوق فمها حتى لا تصدر شهقاتها أي صوت، فهي منذ عشرون عاماً لم تكن تملك حق الشعور بالحزن أو حق البكاء ويعلو نحيبها، فهذا حق لم يكن ملك لها يوم من الأيام!

...

عادت ملاذ إلى منزلها بعد يوم مرهق للغاية، نظرت في ساعة يدها فوجدتها الواحدة والنصف صباحاً!
زفرت ملاذ بقوة وقالت بهمس بينما كانت تحدّث نفسها:
_لقد تأخر الوقت، لولا حديث صهيب الذي لا يجدي نفعاً لكنت عُدت إلى المنزل مبكراً!

توقفت سيارة ملاذ أمام منزلها وسرعان ما هبطت منها وهرعت إلى المنزل فقد كانت تشعر بالنعاس بل وكانت تتثائب طوال الطريق!

ما إن دلفت ملاذ إلى المنزل وأوصدت الباب جيداً من خلفها حتى فوجئت بمن أضاء غرفة المعيشة التي تقبع أمام باب المنزل مباشرةً!
فزعت ملاذ حتى أنها صاحت من شدة الخوف قائلاً:
_يا إلهي!

تنهد والدها قائلاً:
_لقد إنتظرتكِ كثيراً، أين كنتِ يا ملاذ؟!
جحظت عيني ملاذ وقالت بنبرة مرتعدة:
_أبي! مرحباً بك، كيف دخلت إلى هنا؟!

تبسم والدها بسخرية ونهض ثم إتجه نحوها قائلاً:
_لقد أعطيتِني مفتاحاً من قبل، هل نسيتِ ذلك؟
تبسمت ملاذ بوجل وقالت:
_في الحقيقة لم أكن أتذكر ذلك، مهلاً! أنا لم أرى سيارتك في الخارج؟!

تبسمت والدها قائلاً:
_وضعتها في الخلف لكي لا ترينها وتعلمين أني بالداخل أردت أن تكون مفاجأة
تبسمت ملاذ وقالت:
_حسناً

كانت ملاذ تنوي أن تصعد إلى الطابق الثاني لولا أن والدها بنبرة هادئة:
_لم تخبريني بعد، أين كنتِ حتى هذا الوقت المتأخر؟!

نظرت إليه ملاذ لكنها سرعان ما أشاحت بنظرها بعيداً عنه لكي لا يرى الخوف في عينيها وقالت:
_لقد كنت أتجول في الطرقات ليس إلا

لم يحرك والدها ساكناً وقال:
_أنظري إليّ وأخبريني بذلك
زفرت ملاذ بنفاذ صبر وقالت:
_أبي، أرجوك دعني أصعد إلى غرفتي كي أنال قسطاً من الراحة، لنتحدث في الصباح

همّت ملاذ لكي تصعد الدرج لكن والدها أمسك بساعِدها وقال:
_لن تذهبي سوى حينما تنظري إليّ وتخبريني أين كنتِ حتى هذا الوقت المتأخر؟

جذبت ملاذ ساعِدها من بين أصابع والدها وقالت بعدما ابتعدت عنه بضع خطوات:
_لماذا تحقق معي يا أبي؟ لوهلة شعرت وكأنك الجلاد وأنا المذنب!

تنهد والدها وقال بالنبرة الهادئة ذاتها بعدما إقترب منها ثانيةً:
_ما زلت أنتظر حتى تخبريني!
نظرت ملاذ في عيني والدها بجمود مصطنع وقبل أن تتفوه بكلمة واحدة هوت يده فوق وجنتها بقوة أسقطتها أرضاً من شدتها!!

نظرت ملاذ إلى والدها بفزع ورأت فيه صهيب وكأنه يتم إعادة المشهد مع تغيير البطل!
صاحت ملاذ ببكاء:
_أبي!!
هبط والدها يجسده قليلاً وقال مشيراً بسبابته نحو وجهها:
_لا تجرؤي على لفظ كلمة أبي مرة أخرى.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي