قهر الرجال البارت التاسع عشر
"قهر الرجال" "البارت التاسع عشر"
يخشى الناس الأشخاص الخطيرون، الذين يتمتعون بقوة في البدن أو بالذكاء وإما كليهما! لكنني أرى أن الأخطر على الإطلاق هو الذي لا يأبه لشيء لأنه لا يملك ما يخشى فقدانه ليس لديه ما يخسره لذلك يفعل ما شاء مرددًا سلام على الدنيا وما ومن فيها!
إلتفتت ملاذ إلى صهيب وقالت بتساؤل:
_هل وقّعت؟
نظر إليها صهيب وقال بنبرة هادئة:
_ملاذ أرجوكِ
تجلى حاجبيها وقالت بنبرة حادة:
_تعلم أنني لا أحب هذه الطريقة
نهض صهيب بينما كانت يديه وقدميه مكبلتين بسلاسل حديدة ممتدة من الحائط، إتجه نحوها وقال بالنبرة الهادئة ذاتها:
_ألا يمكننا تسوية الأمر؟
ضمت ملاذ حاجبيها وبدا الغضب يملأ وجهها بينما تابع صهيب بقوله:
_ألا يمكننا إنهاء هذا الصراع ونتظاهر بأن شيء لم يكن!
كانت ملاذ ترمقه بنظرات ساخرة بينما كان يتابع هو بقوله:
_أعلم أنكِ لا زلتِ متيمة بي بالرغم من كل ما حدث، إذاً لمَ كل ذلك؟ دعكِ من ثروة إنتقامكِ ولنعُد كما كُنا من قبل، وأعدكِ أن كل شيء سيكون على ما يرام
صمت صهيب بينما كان صدره يعلو ويهبط، فكم كان من الصعب عليه التفوه بتلك الكلمات
كانت ملاذ ترمقه بجمود وما إن أنهى جملته الأخيرة حتى قالت:
_هل انتهيت؟
أومأ صهيب برأسه بتوجس دون أن يذعن فأردفت ملاذ بقولها:
_هل تظن أنني سأثق بكِ ثانيةً؟ هل أنت جاد!؟ كيف أمكنك قول ذلك؟ ألم تفكر في الأمر قبل أن تلقيه على مسامعي؟!
شعر صهيب بالحرج يتخلل جسده بالكامل، لم يستطع أن يقول شيء سوى:
_إذاً أمهليني بعض الوقت
زفرت ملاذ بنفاذ صبر وقالت بنبرة غاضبة:
_ليس هناك داعي لذلك، لن أنتظر أكثر
ضم صهيب حاجبيه بتعجب وقال بتساؤل:
_هل تودين الزواج من رجل آخر يا ملاذ؟
تبسمت ملاذ بسخرية وقالت:
_ربما، ما شأنك في ذلك؟
طأطأ صهيب رأسه وقال بعدما ألقى الأوراق أرضاً:
_لن أوقع إذاً
نظرت ملاذ نحو الأوراق الملقاة أرضاً ثم هرول نظرها نحو صهيب وقالت بنبرة هادئة:
_سنرى
خرجت ملاذ من الغرفة واتجهت نحو غرفة أخرى
جلست ملاذ في فراشها ممسكةً بهاتفها الذي لم يكف عن إرسال الإشعارات التي تنص على أن آسر حاول الإتصال بها كثيراً
ألقت ملاذ برأسها إلى الوسادة، كانت تحدق في الأعلى بشرود، كان بالها منشغلاً بآسر وهل هو متيم بها حقاً أم أن شعوره مجرد شعور عابر ليس إلا! وبعد مرور وثت طويل من التفكير في الأمر غفيت ملاذ دون أن تشعر
في صباح اليوم التالي استيقظت ملاذ مفعمة بالنشاط والحيوية، أول شيء فعلته بعدما تناولت إفطارها قامت بإرسال رسالة نصية إلى إمام تنص على:
_"لنلتقي اليوم في المنزل الخشبيّ، لا بد أنك تعرفه، سأكون في انتظارك الساعة السابعة مساءً لا تتأخر"
طوال اليوم كانت ملاذ تتابع الأخبار عبر التلفاز، صارت جهود الشرطة مكثفة في البحث عنها حتى أنه تم فرض مكافأة لمن يعثر عليها ويقوم بتبليغ الشرطة
قامت ملاذ بإغلاق التلفاز وحدّثت نفسها وقالت بنبرة هادئة يكسوها الحزن:
_لم يكن هذا ما أردته! أردت فقط الأخذ بالثأر لفؤادي الذي تحطم بل وصار أنقاض تذروه الرياح!
مر الوقت ببطء شديد أو هذا ما كانت تظنه ملاذ لأنها هاربة من العدالة، كانت في غرفتها طوال اليوم لم تخرج منها سوى حينما دقت الساعة السابعة مساءً
إتجهت ملاذ نحو حديقة المنزل وتوقفت على مقربة من المسبح، لم تمر سوى عدة دقائق حتى استمعت إلى صوت أقدام تتجه نحوها
أشعلت ملاذ لفافة من التبغ ثم قامت بنفث دخانها وقالت بابتسامة:
_هل تعلم أنني أقدّر الأشخاص الذين يلتزمون بمواعيدهم
إتجه إمام نحوها ووقف أمامها مباشرةً وقال بابتسامة:
_وأنا أيضاً
رمقته ملاذ بنظرات غامضة لم يدرك من خلالها ما الذي تخبئه لكنه رمقها بنظرات مماثلة!
مدّت ملاذ يدها أمامها قائلةً بينما كانت ممسكةً ببعض الأوراق:
_هذه الأوراق تثبت ملكيتي لإحدى الأراضي والتي ستصبح ملك لك فور توقيعي
صمتت ملاذ ثم مدّها الأخرى والتي كانت تحمل بها بعض الأوراق أيضاً وقالت:
_وهذه الأوراق تنص على تعيينك رئيس مجلس إدارة المؤسسة
لمعت عيني إمام وهمّ كي يلتقط الأوراق من بين أصابعها لكنها جذبت يديها نحوها بسرعة وقالت بخبث:
_هل تظنني حمقاء؟
كان إمام متلهفاً لأخذ الأوراق لكنه حاول أن لا يُبدي بذلك حتى لا تستغل ملاذ هذه النقطة
ضم إمام حاجبيه وقال بخبث:
_ما الذي يثبت لي أن هذه الأوراق حقيقية وليست شيء أخر؟
اتسعت ابتسامة ملاذ وقالت:
_على الرغم من أنني أبغض التشكيك في نواياي إلا أنك على حق
ظلت ملاذ ممسكة بالأوراق وجعلت إمام يلقي عليها نظرة ويتأكد من صحة أقوالها ثم قالت:
_هل تأكدت الآن؟
تبسم إمام وتنفس الصعداء ثم قال بخبث:
_أجل تأكدت، لكن ما الذي يؤكد لي أنكِ ستوقعينهم في الحال؟
قهقهت ملاذ بسخرية وتذكرت الحديث الذي دار بينهما ليلة أمس فقالت مستعينة لأسلوبه المتلاعب:
_هل لديك خيار آخر؟!
زفر إمام بقوة ثم قال:
_حسناً
تبسمت ملاذ وقالت بتساؤل:
_أين الصور؟ أظن أنه يحق لي إلقاء نظرة عليهم أليس كذلك؟
قام إمام بإخراج هاتفه من جيب معطفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم وجّهه نحوها دون أن يتركه
نظرت ملاذ في الصور ثم زحف نظرها نحوه وقالت:
_هل ستفعل ما اتفقنا عليه ليلة أمس؟ ستُخرجني من قضية ذلك الشرطي بسهولة كما عهدت لي؟
تبسم إمام وقال:
_بكل تأكيد
كاد إمام أن يعيد هاتفه إلى جيب معطفه لولا أن ضمت ملاذ حاجبيها وقالت:
_مهلاً انتظر، لم أتمكن من رؤية باقي الصور
مدّ إمام يده نحوها ثانيةً فسرعان ما انتشلت الهاتف من يده ودفعته بقوة نحو المسبح فسرعان ما سقط بداخله
أخرج إمام رأسه من الماء وقال بنبرة لاهثة:
_أيتها المخادعة، أخرجوني من هنا
اقترب أحد الرجال من ملاذ والتقط الأوراق من يدها ثم أعطاها جهاز تحكم وغادر
نظرت ملاذ نحو إمام وقالت بنبرة مليئة بالخبث:
_لم يكن عليك العبث معي، فالذي ألهمني التغلب على الرجال الذين قتلتهم من قبل لا يصعب عليه إلهامي بقتلك
قامت ملاذ بالضغط على زر في جهاز التحكم بينما زحف نظرها نحو الأسلاك الكهربائية التي بداخل المسبح
كانت الكهرباء تملأ المسبح وقد تعالت صيحات إمام بينما كان يضرب بيديه في الماء محاولة منه للنجاة لكن بلا جدوى لأنه زفر أنفاسه الأخيرة سريعاً
هبطت ملاذ بجسدها قليلاً كي تتمكن من رؤيته بوضوح ثم قالت بابتسامة:
_تبدو وسيماً جداً في الماء يا إمام
نهضت ملاذ ثانيةً ثم اتجهت نحو المنزل والتقت بأحد رجالها فقالت بنبرة حادة:
_انزع الأسلاك الكهربائية من المسبح ثم أخرجه وقُم بدفنه، لا أريد أن أراه حينما أخرج لحديثة المنزل ثانيةً
كادت ملاذ أن تعود إلى غرفتها لولا أن استمعت إلى صياح صهيب فسرعان ما اتجهت نحو غرفته ودلفت إليها قائلةً بنبرة غاضبة:
_ماذا بك؟ لماذا تصيح كالنساء؟!
كان صهيب يرمقها بنظرات مليئة بالغضب وقال:
_ما الذي فعلتيه تواً، لقد استمعت لصوت أحدهم يطلب المساعدة، ماذا فعلتِ؟
تبسمت ملاذ بسخرية وقالت بعدما زفرت بقوة:
_شخص كان يسعى للتلاعب بي، كان يظن أنه بإمكانه الضغط عليّ وجعلي أفعل كل ما يريد لكنني لقنته درساً قاسياً، ما شأنك في ذلك؟
صاح صهيب في وجهها وقال بغضب مدقع:
_أنتِ قاتلة، نهايتكِ لن تكون أقل مِن ما فعلتيه بهؤلاء الرجال
كادت ملاذ أن تتحدث لولا أن أصدر هاتفها صوت وصول رسالة من آسر تنص على:
_"أعلم أنكِ ترين رسائلي، دعيني أراكِ مرة واحدة فقط ويمكنكِ بعدها أن تذهبي أينما شئتِ"
قرأت ملاذ رسالة آسر ثم هرول نظرها نحو صهيب وقالت بنبرة يملؤها الجمود:
_هل تظن أن كلماتك هذه تثير غضبي يا صهيب؟ أنت مخطيء، سأذهب الآن، أريد عندما آتِ إليك تكون قد وقعت أوراق الطلاق
...
لم تكن ملاذ واثقة من ما ستفعله وهل عليها الوثوق بآسر أم لا؟! فمن الوارد جداً أن تكون رغبته في لقائها ليست سوى خطة للإيقاع بها وتسليمها للشرطة، لكن على الرغم من كل ذلك هي ستذهب، لقد اتخذت القرار ولا تأبه بالنتيجة حتى وإن انتهت المقابلة بوضع الأساور حور رزغيها
أرسلت ملاذ رسالة إلى آسر تخبره من خلالها أنها في طريقها إليه فسرعان ما تلقت الرد منه يخبرها عن المكان الذي يود أن يلتقيا فيه فذهبت إلى هناك دون أن تكترث بما يجول في خاطرها حول ما يمكن أن يحدث هناك!
بعد كثير من الوقت توقفت سيارة ملاذ أمام المكان الذي أخبرها آسر عنه
هبطت ملاذ من السيارة فوجدت سيارة آسر عند البوابة فعلمت أنه في الداخل
دلفت ملاذ من البوابة التي تركها آسر مفتوحة لكي تمر منها ملاذ، كانت تتلفت يميناً ويساراً، لقد كان المكان مظلم فأضاءت مصباح هاتفها ومعنت النظر في المكان التي فوجئت أنه حديقة لملاهي الأطفال لكنها قديمة جداً لم يعد يأتي أحد إليها لأن جميع الألعاب معطلة!
كانت ملاذ مستمرة في التقدم إلى أن جاء صوت آسر من خلفها فسرعان نا التفتت قائلةً بنبرة مرتعدة:
_آسر، لقد أخفتني
تبسم آسر قائلاً بينما كان يقترب منها:
_آسف لذلك
فقالت ملاذ بالنبرة المرتعدة ذاتها:
_لا عليك، لمَ أردت أن نلتقي؟ ما الأمر؟ تعلم أن مجيئي إلى هنا به مخاطرة كبيرة ويمكن الإمساك بي!
أومأ آسر برأسه وقال:
_أعلم ذلك، أردت فقط أن أراكِ
ضمت ملاذ حاجبيها بتعجب وقالت بتساؤل:
_أردت رؤيتي فقط؟!! حقاً!
تسارعت أنفاس آسر وخفقان قلبه أيضاً، كان ينظر في عيني ملاذ مباشرةً دون أن يتفوه بأي كلمة، كادت ملاذ أن تقول شيئاً لولا أن جذبها آسر نحوه بقوة وضمها إلى صدره
جحظت عيني ملاذ بذهول من هول المفاجأة وقالت بنبرة لاهثة:
_آسر! ما الذي تفعله؟
ضمها آسر إليه أكثر وقال بصوت متهدج:
_أخبريني أن كل ما يُقال عنكِ كذب وافتراء، أرجوكِ
صمتت ملاذ ولم تذعن فقال آسر بالنبرة ذاتها:
_قولي شيء أرجوكِ
زفرت ملاذ بقوة وقالت بجمود:
_لكنه صحيح
إنتفض آسر وابتعد عنها قائلاً بنبرة حادة ممزوجة بفزع:
_ماذا؟
أخذت ملاذ شهيق عميق ثم زفرته بقوة وقالت بالجمود ذاته:
_تتحدث عن الشرطي الذي يدعى عامر أليس كذلك؟
أومأ آسر برأسه فأردفت ملاذ بقولها:
_إذاً كل دا سمعته عني فهو صحيح، أنا من قتلت عامر
صاح آسر في وجهها قائلاً بينما كان يمسك بكتفيها بقوة:
_لماذا؟
نظرت ملاذ إلى يديه فسرعان ما أبعدهما عنها بينما قالت هي:
_لقد كان شخص قاسٍ جداً، كان يعذب زوجته طوال عشرون عاماً، لم يكن ليصلح حاله أبداً لذلك خلّصت زوجته منه، أراهن على أنها الآن تنعم بحياة هادئة
صاح آسر بغضب وقال:
_وماذا عنكِ؟ الشرطة تبحث عنك في كل مكان، لن يهدأوا سوى حينما يعثرون عليكِ
تبسمت ملاذ بسخرية وقالت:
_هذا يعني أن تواجدك برفقتي الآن يدعى خيانة لأصدقاؤك الضباط، لا جرم أنك تفكر في إعتقالي الآن، إفعلها إن كنت تود ذلك
زفر آسر بقوة وقال بنبرة هادئة:
_لكنني لن أفعل ذلك، على الرغم من أنكِ أخبرتِني بالحقيقة إلا أنني ما زلت لا أصدق أنكِ فعلت ذلك، ملاذ أنا أراكِ مثالية جداً..
إقتضبت ملاذ حديثه وقالت بنبرة حادة:
_أنا لست كما تظن يا آسر، لا يغرنك مظهري الملائكي أنا لست كما تراني، أنا مجرمة، أُفضّل أن لا ترى حقيقتي
اقترب منها آسر وقال بنبرة يملؤها الصدق بينما كان ينظر إلى عينيها مباشرةً:
_ملاذ أنا أحبكِ، ولا أرى فيكِ أي سوء أو خلل
اقشعر جسد ملاذ فقالت بعينين دامعتين:
_أنا لا أستحق هذه المشاعر يا آسر، أرجوك اذهب
فأمسك آسر بكلتا يديها وقال بعدما قبّلهما:
_لن أفعل
أجفلت ملاذ عينيها وقالت ببكاء:
_أنت لا تفقه عني شيء يا آسر، وإن علمت ستبغضني، لذلك أرجوك دعني وارحل ولا تفكر في أن تتحدث إليّ مرة أخرى
أرادت ملاذ أن تجذب يديها من بين يديه لكنه ظل ممسكاً بهما
زفرت ملاذ بقوة وقالت:
_رجاءً يا آسر إن علم أحد بأنك تجيد التواصل معي سيعود هذا عليك بالضرر الجثيم في عملك، لا أريد أن أكون سبباً في ذلك
كان آسر صامتاً فقط يحدق بها دون أن يتفوه بكلمة واحدة وبعدما انتهت ملاذ من حديثها قال بينما كان ينظر في عينيها:
_أياً كان ما سيحدث سنتحمله سوياً، لن أدع أي سوء يقترب منكِ سأكون بالمرصاد لأي شخص يصيبكِ بأذى حتى وإن اضطررت لترك مهنتي
شهقت ملاذ بفزع وقالت:
_هذا جنوني، أنت لا تفكر في الأمر كما ينبغي! لمَ لا تفهم أنني غير آمنة عليك أو على أي أحد! أنا كالوباء الذي يقتل على الفور، ربما أقتلك في يوم من الأيام
قهقه آسر وقال بمزاح:
_لا تجعلينني أظن أنكِ سفاحة!
نظرت إليه ملاذ بجمود وقالت:
_أنا أسوأ من ذلك يا آسر
مر الكثير والكثير من الوقت حتى صارت الساعة الثانية عشر صباحاً
كانا آسر وملاذ يتحدثان طوال هذا الوقت وما إن دقت الساعة الثانية عشر صباحاً حتى خرجت ملاذ من الحديثة واستقلت سيارتها وذهبت
كانت شاردة، يديها ترجف بقوة، تفكر في الكثير من الأمور وهل سينتهي الأمر على خير أم لا!
انتبهت ملاذ فجأة عندما ظهرت أمامها سيارة ضخمة كادت أن تصطدم بها لولا أن تفادتها بأعجوبة ثم أوقفت السيارة لبعض الوقت
كان صدرها يعلو ويهبط بشدة من هول ما كاد أن يحدث قبل عدة دقائق!
نظرت في هاتفها فوجدت رسالة من آسر، قامت بالرد عليه ثم أرسلت رسالة لأحد رجالها ثم قامت بإيقاف تشغيل هاتفها وهمست تحدث نفسها قائلةً بنبرة لاهثة:
_سيكون كل شيء على ما يرام يا ملاذ اهدأي
صعدت ملاذ إلى سيارتها ثانيةً وقادتها بأعلى سرعة لديها ذاهبةً إلى المنزل الخشبي ولم تنتبه للسيارة التي كانت تتبعها خطوة بخطوة!.
يخشى الناس الأشخاص الخطيرون، الذين يتمتعون بقوة في البدن أو بالذكاء وإما كليهما! لكنني أرى أن الأخطر على الإطلاق هو الذي لا يأبه لشيء لأنه لا يملك ما يخشى فقدانه ليس لديه ما يخسره لذلك يفعل ما شاء مرددًا سلام على الدنيا وما ومن فيها!
إلتفتت ملاذ إلى صهيب وقالت بتساؤل:
_هل وقّعت؟
نظر إليها صهيب وقال بنبرة هادئة:
_ملاذ أرجوكِ
تجلى حاجبيها وقالت بنبرة حادة:
_تعلم أنني لا أحب هذه الطريقة
نهض صهيب بينما كانت يديه وقدميه مكبلتين بسلاسل حديدة ممتدة من الحائط، إتجه نحوها وقال بالنبرة الهادئة ذاتها:
_ألا يمكننا تسوية الأمر؟
ضمت ملاذ حاجبيها وبدا الغضب يملأ وجهها بينما تابع صهيب بقوله:
_ألا يمكننا إنهاء هذا الصراع ونتظاهر بأن شيء لم يكن!
كانت ملاذ ترمقه بنظرات ساخرة بينما كان يتابع هو بقوله:
_أعلم أنكِ لا زلتِ متيمة بي بالرغم من كل ما حدث، إذاً لمَ كل ذلك؟ دعكِ من ثروة إنتقامكِ ولنعُد كما كُنا من قبل، وأعدكِ أن كل شيء سيكون على ما يرام
صمت صهيب بينما كان صدره يعلو ويهبط، فكم كان من الصعب عليه التفوه بتلك الكلمات
كانت ملاذ ترمقه بجمود وما إن أنهى جملته الأخيرة حتى قالت:
_هل انتهيت؟
أومأ صهيب برأسه بتوجس دون أن يذعن فأردفت ملاذ بقولها:
_هل تظن أنني سأثق بكِ ثانيةً؟ هل أنت جاد!؟ كيف أمكنك قول ذلك؟ ألم تفكر في الأمر قبل أن تلقيه على مسامعي؟!
شعر صهيب بالحرج يتخلل جسده بالكامل، لم يستطع أن يقول شيء سوى:
_إذاً أمهليني بعض الوقت
زفرت ملاذ بنفاذ صبر وقالت بنبرة غاضبة:
_ليس هناك داعي لذلك، لن أنتظر أكثر
ضم صهيب حاجبيه بتعجب وقال بتساؤل:
_هل تودين الزواج من رجل آخر يا ملاذ؟
تبسمت ملاذ بسخرية وقالت:
_ربما، ما شأنك في ذلك؟
طأطأ صهيب رأسه وقال بعدما ألقى الأوراق أرضاً:
_لن أوقع إذاً
نظرت ملاذ نحو الأوراق الملقاة أرضاً ثم هرول نظرها نحو صهيب وقالت بنبرة هادئة:
_سنرى
خرجت ملاذ من الغرفة واتجهت نحو غرفة أخرى
جلست ملاذ في فراشها ممسكةً بهاتفها الذي لم يكف عن إرسال الإشعارات التي تنص على أن آسر حاول الإتصال بها كثيراً
ألقت ملاذ برأسها إلى الوسادة، كانت تحدق في الأعلى بشرود، كان بالها منشغلاً بآسر وهل هو متيم بها حقاً أم أن شعوره مجرد شعور عابر ليس إلا! وبعد مرور وثت طويل من التفكير في الأمر غفيت ملاذ دون أن تشعر
في صباح اليوم التالي استيقظت ملاذ مفعمة بالنشاط والحيوية، أول شيء فعلته بعدما تناولت إفطارها قامت بإرسال رسالة نصية إلى إمام تنص على:
_"لنلتقي اليوم في المنزل الخشبيّ، لا بد أنك تعرفه، سأكون في انتظارك الساعة السابعة مساءً لا تتأخر"
طوال اليوم كانت ملاذ تتابع الأخبار عبر التلفاز، صارت جهود الشرطة مكثفة في البحث عنها حتى أنه تم فرض مكافأة لمن يعثر عليها ويقوم بتبليغ الشرطة
قامت ملاذ بإغلاق التلفاز وحدّثت نفسها وقالت بنبرة هادئة يكسوها الحزن:
_لم يكن هذا ما أردته! أردت فقط الأخذ بالثأر لفؤادي الذي تحطم بل وصار أنقاض تذروه الرياح!
مر الوقت ببطء شديد أو هذا ما كانت تظنه ملاذ لأنها هاربة من العدالة، كانت في غرفتها طوال اليوم لم تخرج منها سوى حينما دقت الساعة السابعة مساءً
إتجهت ملاذ نحو حديقة المنزل وتوقفت على مقربة من المسبح، لم تمر سوى عدة دقائق حتى استمعت إلى صوت أقدام تتجه نحوها
أشعلت ملاذ لفافة من التبغ ثم قامت بنفث دخانها وقالت بابتسامة:
_هل تعلم أنني أقدّر الأشخاص الذين يلتزمون بمواعيدهم
إتجه إمام نحوها ووقف أمامها مباشرةً وقال بابتسامة:
_وأنا أيضاً
رمقته ملاذ بنظرات غامضة لم يدرك من خلالها ما الذي تخبئه لكنه رمقها بنظرات مماثلة!
مدّت ملاذ يدها أمامها قائلةً بينما كانت ممسكةً ببعض الأوراق:
_هذه الأوراق تثبت ملكيتي لإحدى الأراضي والتي ستصبح ملك لك فور توقيعي
صمتت ملاذ ثم مدّها الأخرى والتي كانت تحمل بها بعض الأوراق أيضاً وقالت:
_وهذه الأوراق تنص على تعيينك رئيس مجلس إدارة المؤسسة
لمعت عيني إمام وهمّ كي يلتقط الأوراق من بين أصابعها لكنها جذبت يديها نحوها بسرعة وقالت بخبث:
_هل تظنني حمقاء؟
كان إمام متلهفاً لأخذ الأوراق لكنه حاول أن لا يُبدي بذلك حتى لا تستغل ملاذ هذه النقطة
ضم إمام حاجبيه وقال بخبث:
_ما الذي يثبت لي أن هذه الأوراق حقيقية وليست شيء أخر؟
اتسعت ابتسامة ملاذ وقالت:
_على الرغم من أنني أبغض التشكيك في نواياي إلا أنك على حق
ظلت ملاذ ممسكة بالأوراق وجعلت إمام يلقي عليها نظرة ويتأكد من صحة أقوالها ثم قالت:
_هل تأكدت الآن؟
تبسم إمام وتنفس الصعداء ثم قال بخبث:
_أجل تأكدت، لكن ما الذي يؤكد لي أنكِ ستوقعينهم في الحال؟
قهقهت ملاذ بسخرية وتذكرت الحديث الذي دار بينهما ليلة أمس فقالت مستعينة لأسلوبه المتلاعب:
_هل لديك خيار آخر؟!
زفر إمام بقوة ثم قال:
_حسناً
تبسمت ملاذ وقالت بتساؤل:
_أين الصور؟ أظن أنه يحق لي إلقاء نظرة عليهم أليس كذلك؟
قام إمام بإخراج هاتفه من جيب معطفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم وجّهه نحوها دون أن يتركه
نظرت ملاذ في الصور ثم زحف نظرها نحوه وقالت:
_هل ستفعل ما اتفقنا عليه ليلة أمس؟ ستُخرجني من قضية ذلك الشرطي بسهولة كما عهدت لي؟
تبسم إمام وقال:
_بكل تأكيد
كاد إمام أن يعيد هاتفه إلى جيب معطفه لولا أن ضمت ملاذ حاجبيها وقالت:
_مهلاً انتظر، لم أتمكن من رؤية باقي الصور
مدّ إمام يده نحوها ثانيةً فسرعان ما انتشلت الهاتف من يده ودفعته بقوة نحو المسبح فسرعان ما سقط بداخله
أخرج إمام رأسه من الماء وقال بنبرة لاهثة:
_أيتها المخادعة، أخرجوني من هنا
اقترب أحد الرجال من ملاذ والتقط الأوراق من يدها ثم أعطاها جهاز تحكم وغادر
نظرت ملاذ نحو إمام وقالت بنبرة مليئة بالخبث:
_لم يكن عليك العبث معي، فالذي ألهمني التغلب على الرجال الذين قتلتهم من قبل لا يصعب عليه إلهامي بقتلك
قامت ملاذ بالضغط على زر في جهاز التحكم بينما زحف نظرها نحو الأسلاك الكهربائية التي بداخل المسبح
كانت الكهرباء تملأ المسبح وقد تعالت صيحات إمام بينما كان يضرب بيديه في الماء محاولة منه للنجاة لكن بلا جدوى لأنه زفر أنفاسه الأخيرة سريعاً
هبطت ملاذ بجسدها قليلاً كي تتمكن من رؤيته بوضوح ثم قالت بابتسامة:
_تبدو وسيماً جداً في الماء يا إمام
نهضت ملاذ ثانيةً ثم اتجهت نحو المنزل والتقت بأحد رجالها فقالت بنبرة حادة:
_انزع الأسلاك الكهربائية من المسبح ثم أخرجه وقُم بدفنه، لا أريد أن أراه حينما أخرج لحديثة المنزل ثانيةً
كادت ملاذ أن تعود إلى غرفتها لولا أن استمعت إلى صياح صهيب فسرعان ما اتجهت نحو غرفته ودلفت إليها قائلةً بنبرة غاضبة:
_ماذا بك؟ لماذا تصيح كالنساء؟!
كان صهيب يرمقها بنظرات مليئة بالغضب وقال:
_ما الذي فعلتيه تواً، لقد استمعت لصوت أحدهم يطلب المساعدة، ماذا فعلتِ؟
تبسمت ملاذ بسخرية وقالت بعدما زفرت بقوة:
_شخص كان يسعى للتلاعب بي، كان يظن أنه بإمكانه الضغط عليّ وجعلي أفعل كل ما يريد لكنني لقنته درساً قاسياً، ما شأنك في ذلك؟
صاح صهيب في وجهها وقال بغضب مدقع:
_أنتِ قاتلة، نهايتكِ لن تكون أقل مِن ما فعلتيه بهؤلاء الرجال
كادت ملاذ أن تتحدث لولا أن أصدر هاتفها صوت وصول رسالة من آسر تنص على:
_"أعلم أنكِ ترين رسائلي، دعيني أراكِ مرة واحدة فقط ويمكنكِ بعدها أن تذهبي أينما شئتِ"
قرأت ملاذ رسالة آسر ثم هرول نظرها نحو صهيب وقالت بنبرة يملؤها الجمود:
_هل تظن أن كلماتك هذه تثير غضبي يا صهيب؟ أنت مخطيء، سأذهب الآن، أريد عندما آتِ إليك تكون قد وقعت أوراق الطلاق
...
لم تكن ملاذ واثقة من ما ستفعله وهل عليها الوثوق بآسر أم لا؟! فمن الوارد جداً أن تكون رغبته في لقائها ليست سوى خطة للإيقاع بها وتسليمها للشرطة، لكن على الرغم من كل ذلك هي ستذهب، لقد اتخذت القرار ولا تأبه بالنتيجة حتى وإن انتهت المقابلة بوضع الأساور حور رزغيها
أرسلت ملاذ رسالة إلى آسر تخبره من خلالها أنها في طريقها إليه فسرعان ما تلقت الرد منه يخبرها عن المكان الذي يود أن يلتقيا فيه فذهبت إلى هناك دون أن تكترث بما يجول في خاطرها حول ما يمكن أن يحدث هناك!
بعد كثير من الوقت توقفت سيارة ملاذ أمام المكان الذي أخبرها آسر عنه
هبطت ملاذ من السيارة فوجدت سيارة آسر عند البوابة فعلمت أنه في الداخل
دلفت ملاذ من البوابة التي تركها آسر مفتوحة لكي تمر منها ملاذ، كانت تتلفت يميناً ويساراً، لقد كان المكان مظلم فأضاءت مصباح هاتفها ومعنت النظر في المكان التي فوجئت أنه حديقة لملاهي الأطفال لكنها قديمة جداً لم يعد يأتي أحد إليها لأن جميع الألعاب معطلة!
كانت ملاذ مستمرة في التقدم إلى أن جاء صوت آسر من خلفها فسرعان نا التفتت قائلةً بنبرة مرتعدة:
_آسر، لقد أخفتني
تبسم آسر قائلاً بينما كان يقترب منها:
_آسف لذلك
فقالت ملاذ بالنبرة المرتعدة ذاتها:
_لا عليك، لمَ أردت أن نلتقي؟ ما الأمر؟ تعلم أن مجيئي إلى هنا به مخاطرة كبيرة ويمكن الإمساك بي!
أومأ آسر برأسه وقال:
_أعلم ذلك، أردت فقط أن أراكِ
ضمت ملاذ حاجبيها بتعجب وقالت بتساؤل:
_أردت رؤيتي فقط؟!! حقاً!
تسارعت أنفاس آسر وخفقان قلبه أيضاً، كان ينظر في عيني ملاذ مباشرةً دون أن يتفوه بأي كلمة، كادت ملاذ أن تقول شيئاً لولا أن جذبها آسر نحوه بقوة وضمها إلى صدره
جحظت عيني ملاذ بذهول من هول المفاجأة وقالت بنبرة لاهثة:
_آسر! ما الذي تفعله؟
ضمها آسر إليه أكثر وقال بصوت متهدج:
_أخبريني أن كل ما يُقال عنكِ كذب وافتراء، أرجوكِ
صمتت ملاذ ولم تذعن فقال آسر بالنبرة ذاتها:
_قولي شيء أرجوكِ
زفرت ملاذ بقوة وقالت بجمود:
_لكنه صحيح
إنتفض آسر وابتعد عنها قائلاً بنبرة حادة ممزوجة بفزع:
_ماذا؟
أخذت ملاذ شهيق عميق ثم زفرته بقوة وقالت بالجمود ذاته:
_تتحدث عن الشرطي الذي يدعى عامر أليس كذلك؟
أومأ آسر برأسه فأردفت ملاذ بقولها:
_إذاً كل دا سمعته عني فهو صحيح، أنا من قتلت عامر
صاح آسر في وجهها قائلاً بينما كان يمسك بكتفيها بقوة:
_لماذا؟
نظرت ملاذ إلى يديه فسرعان ما أبعدهما عنها بينما قالت هي:
_لقد كان شخص قاسٍ جداً، كان يعذب زوجته طوال عشرون عاماً، لم يكن ليصلح حاله أبداً لذلك خلّصت زوجته منه، أراهن على أنها الآن تنعم بحياة هادئة
صاح آسر بغضب وقال:
_وماذا عنكِ؟ الشرطة تبحث عنك في كل مكان، لن يهدأوا سوى حينما يعثرون عليكِ
تبسمت ملاذ بسخرية وقالت:
_هذا يعني أن تواجدك برفقتي الآن يدعى خيانة لأصدقاؤك الضباط، لا جرم أنك تفكر في إعتقالي الآن، إفعلها إن كنت تود ذلك
زفر آسر بقوة وقال بنبرة هادئة:
_لكنني لن أفعل ذلك، على الرغم من أنكِ أخبرتِني بالحقيقة إلا أنني ما زلت لا أصدق أنكِ فعلت ذلك، ملاذ أنا أراكِ مثالية جداً..
إقتضبت ملاذ حديثه وقالت بنبرة حادة:
_أنا لست كما تظن يا آسر، لا يغرنك مظهري الملائكي أنا لست كما تراني، أنا مجرمة، أُفضّل أن لا ترى حقيقتي
اقترب منها آسر وقال بنبرة يملؤها الصدق بينما كان ينظر إلى عينيها مباشرةً:
_ملاذ أنا أحبكِ، ولا أرى فيكِ أي سوء أو خلل
اقشعر جسد ملاذ فقالت بعينين دامعتين:
_أنا لا أستحق هذه المشاعر يا آسر، أرجوك اذهب
فأمسك آسر بكلتا يديها وقال بعدما قبّلهما:
_لن أفعل
أجفلت ملاذ عينيها وقالت ببكاء:
_أنت لا تفقه عني شيء يا آسر، وإن علمت ستبغضني، لذلك أرجوك دعني وارحل ولا تفكر في أن تتحدث إليّ مرة أخرى
أرادت ملاذ أن تجذب يديها من بين يديه لكنه ظل ممسكاً بهما
زفرت ملاذ بقوة وقالت:
_رجاءً يا آسر إن علم أحد بأنك تجيد التواصل معي سيعود هذا عليك بالضرر الجثيم في عملك، لا أريد أن أكون سبباً في ذلك
كان آسر صامتاً فقط يحدق بها دون أن يتفوه بكلمة واحدة وبعدما انتهت ملاذ من حديثها قال بينما كان ينظر في عينيها:
_أياً كان ما سيحدث سنتحمله سوياً، لن أدع أي سوء يقترب منكِ سأكون بالمرصاد لأي شخص يصيبكِ بأذى حتى وإن اضطررت لترك مهنتي
شهقت ملاذ بفزع وقالت:
_هذا جنوني، أنت لا تفكر في الأمر كما ينبغي! لمَ لا تفهم أنني غير آمنة عليك أو على أي أحد! أنا كالوباء الذي يقتل على الفور، ربما أقتلك في يوم من الأيام
قهقه آسر وقال بمزاح:
_لا تجعلينني أظن أنكِ سفاحة!
نظرت إليه ملاذ بجمود وقالت:
_أنا أسوأ من ذلك يا آسر
مر الكثير والكثير من الوقت حتى صارت الساعة الثانية عشر صباحاً
كانا آسر وملاذ يتحدثان طوال هذا الوقت وما إن دقت الساعة الثانية عشر صباحاً حتى خرجت ملاذ من الحديثة واستقلت سيارتها وذهبت
كانت شاردة، يديها ترجف بقوة، تفكر في الكثير من الأمور وهل سينتهي الأمر على خير أم لا!
انتبهت ملاذ فجأة عندما ظهرت أمامها سيارة ضخمة كادت أن تصطدم بها لولا أن تفادتها بأعجوبة ثم أوقفت السيارة لبعض الوقت
كان صدرها يعلو ويهبط بشدة من هول ما كاد أن يحدث قبل عدة دقائق!
نظرت في هاتفها فوجدت رسالة من آسر، قامت بالرد عليه ثم أرسلت رسالة لأحد رجالها ثم قامت بإيقاف تشغيل هاتفها وهمست تحدث نفسها قائلةً بنبرة لاهثة:
_سيكون كل شيء على ما يرام يا ملاذ اهدأي
صعدت ملاذ إلى سيارتها ثانيةً وقادتها بأعلى سرعة لديها ذاهبةً إلى المنزل الخشبي ولم تنتبه للسيارة التي كانت تتبعها خطوة بخطوة!.