الفصل الثاني

الحلقة الثانية

الحب المحرم

بقلم نورا محمد على


كان لازال واقفا أمام المرأة ينظر إلي نفسه وكأنه ينظر إلي داخل روحه و لكن كانت نظرة عينه إلي نفسه في المرأة تعني انه يعرف أن لا قلب له حتي يخاف أن يخفق لأحدهن

هو من تركته حبيبته و زميلة الدراسة في جامعة القاهرة تلك التي لم تكن تفارقه يوما منذ أن تعرفت عليها في اول يوم له بالجامعة تلك القاهرية التي قهرت قلبه من اول لحظة هو الفلاح الآتية من أحد القري ليري الجامعة عالم غريب عن بيئته التي اتي منها

كانت القاهرة بريقها الأخاذ و لياليها التي لا تعرف النوم دنيا مختلفة و جديدة عليه

و لانه كان المختلف الذي لم تعجنه التجارب لم تشكله الحياه

شعر بانه يقترب منها بسرعة البرق و انه يتورط في حبها كل يوم عن ما قبله ام هي كانت تنجذب إلي نقائه و صفاء روحه و كانت تتغني بحبه الذي اقتحمها

اليوم الذي يمر دون ان تراه أو تتكلم معه يكون غير محسوب من حياتها هذا ما كانت تشعر به أو ما تقوله له

بينهم مكالمات و رسائل واتس اب و ماسنجر بينهم كلمات حب و همسات عشق و أشواق و لهفة و حياة كانت بين السطور و اه مما بين السطور قد يكون اقوي موت و قد يكون اقوي من الحياه

و لكن في النهاية تركته أجل تركته من أجل أن تتزوج من دكتور في الجامعة لانه يملك ما لا يملكه حسام في ذلك الوقت

يملك المنصب و المكانة الاجتماعية و الحسب و النسب و المال تزوجته رغم انه يكبرها بسنوات كثيرة لانه جاهز لم تنتظر الجهاز و الشفة و الشبكة و المهر و أشياء كثيرة لا حصر لها توجبها العادات و التقاليد العقيمة و كأن كل ما كانت تتغني به من عشق له كان أضغاث احلام بددتها الشمس في اول صدام لها بالواقع

عاشت هي و تركته يموت بالبطيئ و هو يراها تتعلق في يد خطيبها في الحرم الجامعي امام عينه و عين الجميع نظرة عينها التي كانت تسترقها له و منه لم تشفع لها و لم تمحي الألم قلبه

ليلة عرسها كانت ليلة الموت له و لقلبه الذي انتحب و انتفض كطائر مذبوح

وقتها شعر أن حياته انتهت ان ما يعيشه الان هي حلاوة الروح فلقد وافته المنية و مات و هو يتخيلها مع آخر يبثها حبه و رغبته و يمتلك ما هو له

تركته يلملم تفسه و قلبه و هو يعرف جيد أن قلبه مات و اصبح صخري مضخة لدم من أجل ان يعيش و ها هو يعيش لنفسه فقط

لا يميل قلبه لأحد يحاوط بحدود قوية يصع امانع الحواحز والعرقيل حتي لا يحيد عن مساره و ان مال سوف يغير مساره فهو لن يكسر مرتين

ليس ضعف بل خوف من المغامرة خوف من تجربة اخري يعاني فيها الأمرين حتي يقف من جديد أن استطاع أن يقف من الأساس

لان الحب كسره و هو في اول الطريق حتي صار عدوه اللدود و لن يتركه يقترب منه الآن بعد أن وصل و أصبح ما هو عليه ليكسره مرة اخري .

ما بها الحياة دون حب ؟!

تعرف حدودك وحدود من حولك تجعل لكل علي مساحات متباعدة منك و من قلبك حتي لا تتالم

كان يفكر بمنطق أو بالأصح من منظوره هو الذي تألم فتعلم فتباعد عن الجميع .

كانت امه تقف بالباب المفتوح و تطرق الباب و عندما لم ينتبه و شعرت بالقلق عليه هي من تعلم ما مضي و تعلم انه يفكر في ذلك الجرح الذي لم يندمل الي الان فهو كان السبب في هذا البرود الذي يتعامل به أو يخفي نفسه خلفه .

سناء: طرقت الباب مرة ثانية بصوت اعلي

جعله ينتبه و ينتفض و هو ينظر الي نفسه في المراة و يلاحظ تلك الدمعة الخائنة التي فرت من عينه ظون ان يشعر به عنظما تذكر ما مر به و لكنه تمالك نفسه بسرع و هو يرفع اصابعه ليمسحها قبل ان تراها امه و هو يرجع من رحلة الذكريات و اخذ

يحرك المشط في شعره الغزير و هو يقول

حسام : تعالي يا ست الناس واقفة بالباب ليه

سناء : انا خبطت بس انت ما سمعتش

حسام ابتسم و هو يحاول أن يواري خجله من ان تكون قد لمحت دموعه و قال

حسام : ابدا بس كنت بفكر في موضوع يخص الشغل شاغل بالي شوية

سناء : التي يعتصر قلبها الالم علي وحع ابنها و جىحع الذي لن ينساه و حاولت ان تظهر له انها لم تلاحظ دموع عينه و كسرة روحه في المراة قالت

سناء : اه انا عارفة ان اكيد الشغل اللي شاغل بالك بس كنت عاوزاك لو فاضي

حسام : يا سلام انت محتاج تستأذني ولا ايه تعالي تعالي

اقتربت منه تجلس علي أحد المقاعد و هي تقول

سناء عاوزين نروح انا و انت عند عمك النهاردة

حسام ممم نروح و ايه يعني ! بس ليه ؟!

سناء : هو ايه اللي ليه !! عمك عازمنا علي الغدا

حسام تمام بس غدا يا سا الناس ... ولا !!

سناء : هههه ولا ايه يعني !!

حسام ولا حاجة .

سناء روح بقي هات علبة شكولاته و تورتة ولا جاتوه

حسام : انت متأكدة انه غدا بس ولا انا مش بدبس ، علشان مفيش حد يزعل يعني لأني مش هاخد اي حاجة ، لا تقولي بنت عمك ولا بنت خالك ، لو الموضوع ما عجابنيش ما تحوليش لا تصغطي و لا تقنعيني ، انا قولت ماشي هفكر في الارتباط لكن بللكريقة دي لا سا سوسو

سناء : هو انا قولت حاجة

حسام انت ناقص تقولي ليا هات دبل مع التورتة

سناء الله يحظك يا حسام انت عاوز تدخل علي الناس ايدك فاضية يا والد يا دكتور انت ولا بر علموك البخل

حسام لا طبعا ! بس انا بنيه عليكي من دلوقتي التورتة و الشيكولاته تخص الخطوبة، أو تدي للناس عشم في حاجة مش هتحصل انا بقولك عشان انا كده كده ها طير علي فرنسا و انت هتفضلي هنا معاهم يزعلو او يديقوا ما يخصنيش و اللي عرفوا ان العزونة بيحي فيها حلويات شرقي او فاكهه

سناء نظرت له سناء مطولا و لكنها قالت طيب ما شوفها يمكن تعحبك

حسام ضحك حسام ههههه امي و عارفك مش لسه هتعرف عليكي

سناء انا يا واد هههه

حسام ايوة انت امال انا قال ايه هات تورتة ولا شكولاته اوعي تكوني عشمتيهم بخاحة يا سوسو

سناء لا يا حبيبي بس البنت طيبة و بنت حلال و القطة تاكل عشاه

حسام ههههههه

سناء بتضحك ليه

حسام و انا هعمل بيها ايه اللي القطة تاكل عشاه

سناء دي حلوة و بنت عمك و من دمك

نظر لها مطولا و قال

حسام ماشي انا معاكي بس الموضوع ده الرك و الباقي علي النصيب ..

الحكاية بقية ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي