الفصل الثالث

الحلقة الثالثة

الحب المحرم

بقلم نورا محمد على


قال كلمته و ابتسم لامه حتي لا تشعر بما يعتمل في داخل قلبه من وجع و الم مما مضي.

بعد. وقت كان يحتسي كوبا من الشاي و هو يقول لأمه بابتسامة .

حسام : هاه يا سوسو رضوي كلمتك

سناء : اختك.دي مش ليها ميعاد ثابت ، بس هقول ايه الدنيا و مشاغلها هي كمان بتشتغل مع جوزها .

حسام : مش عرفتني يعني انها بتدور علي شغل هي محتاجة حاجة

سناء : لا انت مش فاهم هي مش بتدور هم اللي كلموها كانت كلمتني و قالت معروض عليها شغل في حضانة انترناشونال في دبي انت عارف انها خريجة رياض اطفال.

حسام و هو ياخذ رشفة من الشاي قال انترناشونال كويس

سناء : اه و انا قولت ليها و ماله يا قلب امك ساعدي جوزك و ايد علي ايد تساعد و تعملو حاجة للزمن

حسام : فعلا و اللي هيعملوه النهاردة ينفعهم بكرة ؛ و مفيش حد ضامن الايام يمكن ... و سكت ثم نظر إلي امه و هو يغير الكلام

حسام : هاه يا سوسو أجيب أيه و احنا راحين لعمي عشان نبقي متفقين من اولها .

سناء : اللي تجيبه يا قلب أمك انا مش بفرض عليك حاجة

أبتسم لها و هو يرفع كفها إلي فمه و هو يقول ربنا ما يحرمني منك يا ست الناس ؛

كان يخرج من البيت ليحضر ما اوصته به امه فهو رغم حرصه علي المادة الذي ؛ اكتسبه من فترة ألا انه لم يصل إلي درجة البخل .

كان يقف في أحد افخر محلات الحلويات في المركز الذي تتبعه قريتهم القريبة منه ؛ وقف ينظر إلي ما امامه بتقيم ..

و لكن ما لفت نظره و هو يلتفت إلي خارج المحل من الناصية المقابلة ذلك المعرض الخاص بالسيارات .

فتكلم مع البائع ليعد له ما طلبه و قال

حسام : علي ما تجهز طلباتي انا في المعرض ده .

العامل الذي يعد له طلبه قال : من عيني يا باشا .

ابتسم حسام و هو يخرج من المكان و يتجه إلي ذلك المعرض المكتوب علي اليافطة الخاصة به بيع و شراء و تأجير السيارات .

القي السلام فرحب به صاحب المعرض و هو يسأل ..

صاحب المعرض و يدعي عبد الملك

عبدالملك : قهوتك ايه يا باشا .

حسام : ملوش لزمة مش لما نتفق الأول .

عبد الملك : و لو ما تفقناش مش نضايفك ولا مش هتقدر نعمل معاك الواجب .

حسام : تسلم كلك زوق

عبد الملك : انت مش من هنا ولا ايه !!

حسام : لا من هنا طبعا بس كنت عايش برا من فترة

عبد الملك : اهلا و سهلا نورت بلدك أ أمر

حسام : تسلم انا كنت عاوز أ أأجر عربية

عبد الملك : عنيا يوم ايه ؟

حسام : لا انا مش عاوزها يوم انا هقعد شهر أو شهر و نص كده ..

عبد الملك : ياه لا كده كتير طيب ما تشتريها يا باشا اوفر ؛ و لما تحب تبيع اخدها منك يعني التمن اللي هينزل منها اقل بكتير من اللي هتدفعه في الأجار و تبقي معاك برحتك .

حسام : أخذ يقلب الكلام في راسه و كأنه يوازنه ظهر علي وجهه الاقتناع ابتسم لصاحب المكان و هو يقول

حسام : فكرة برضوا ..

عبد الملك : دورها في دماغك و شوف ظروفك برضوا انت ادري شمس بيتك بتطلع منين

حسام : طيب ما تفرجني علي الموجود يمكن حاجة تعجبني .

عبد الملك : زيرو ولا كسر

حسام : مش فاهم يعني ايه كسر

عبد الملك : يعني مستعملة

حسام : سكت بره ينظر إلي ما حوله و هو يفكر في كلام عبد الملك فهو ان أجر سيارة ستكون مستعمله اذا لما يشتيرها جديدة و هو سيبيعها بعد شهر أو اثنين علي الأكثر لانه سوف يسافر مرة اخري وقد لا يرجع الا بعد عدة سنوات و اخذ يتكلم مع عبد الملك الذي اره أكثر من سيارة و لكن ما أن ذكر الإجراءات و الترخيص حتي تراجع و هو يقول



حسام : هي مش عربية العمر و انا لو هشتريها منك و وقت البيع هتعامل معاك برضوا بس انا مفيش عندي وقت لترخيص و الكلام ده انا ناز شهر اشوف الحاجة و راجع فرنسا تاني عشان شغلي هناك و يوم ما هأرجع نهائي و ده مش هيحصل طول ما في الروتين ده بس لو حصل هنزل بعرببتي طيب لو هأجرها المدة دي يبقي كام

تم الاتفاق علي سعر مناسب و قال حسام : بتاخد فيزا

عبد الملك : اه طبعا

و قد كان دفع المبلغ كامل لصاحب المعرض الذي كان يناوله الفبزا و هو يبتسم نازل مفتاح السيارة و رخصة السيارة و تفويض من المعرض لسائق باسم حسام

حسام : طيب الكارت ده ليه

عبد الملك : ده تفويض من المعرض يبقي معاك عشان مفيش حد يديقك .من المروور و خد ده كمان دي نسخة من التشيك تفضل معاك و المعرض معاه صورة منها عشان زي ما استلمتها سليمة تسلمها ليا سليم

حسام تمام

خرج معه عبد المالك إلي أمام المعرض و هو يقول نورت يا باشا معرضك طبعا في اي وقت

ابتسم له حسام و قال : تسلم يا حاج و تحرك إلي محل الحلويات و لان معه سيارة طلب أوردر آخر

و ما ان انتهي حتي كان يقود السيارة إلي منزلهم

كانت امه تنتظره و ما ان دخل من الباب حتي قالت

سناء : كده يا حسام كل ده تاخير ؛ الناس تقول ايه مش عاوز يجي ولا ايه !!

حسام : ليه بس يا حبيبتي انا قولت هأجيب الحاجة و اجي ولا اتأخرت ولا حاجة

سناء : ليه يعني كنت بتجيبها ماشي ولا ايه ؟

حسام : ههههه ..

سناء : بتضحك يا واد حسام

حسام : ياله بقي هتاخرينا ..

سناء: شوف الواد انا اللي هأخرك برضوا ماشي ياله .

و تحركت معه إلي الخارج لكنها وقفت تنظر إلي تلك السيارة بدهشة و هي تقول مين اللي راكن قادم البيت كده

حسام: انا يا سوسو اجرتها عشان تعرف تتحرك بيها

ابتسمت له و هو يفتح لها الباب و لف حول السيارة يقودها إلي بيت عمه القريب نسبيا

و ما ان وقف بجوار امه يطرق اللي حتي قوبل بالترحاب و عمه صالح نوار يقول

صالح : يا ادي النور يا حسام يا ادي النور يا ام حسام انت وقفين بره ليه هو انتو غرب

سناء : ما غريب الا الشيطان

دخل حسام و هو بضع ما يحمله علي الطاولة

اتت مراة عمه تسلم عليه بترحيب و حفاوة مبالغ فيها عموما قبل مما جعله ينظر إلي أمه و هو يساره الشك و لكنه تعامل بحيادية

نادية : يا ادي النور نورت البيت و البلد كلها

حسام منورة بيكم يا مرات عمي

نادية تعالي يا ليلي سلمي علي ابن عمك بقي ليكي كتير ما شفتهوش

وقفت تفرك يدها بخجل فكلام امها معها بالأمس يوحي بأنه ليس فقط ابن عمها فمن وجهة نظر انها هو عريس لقطة

ام حسام ما ان أدرك ذلك الله الذي تنصبه مراة عمه حتي قال

حسان اهلا يا لولو لسه صغيرة زي ما انت فاكرة لما كنتي بتقولي ليه يا عم حسام

حمحم دون صوت فابتسم و قال إن شاء الله الاجازة الجاية تكوني عروسة زي القمر و انا اللي هجيب ليكي العريس

رغم أن كلامه في المطلق الا أن نادية قد بعت وجهها و نظرت إلي سناء بستفسار

حسام شعر حسام بتلك الحرب الباردة و النظرات المستترة المتبادل بين أمه و زوجة عمه

و لكن لسان حاله وهو ينظر إلي أمه يقول مش قولت ليكي

في هذا الوقت انتبه صالح إلي نظراتهم فقال

صالح الغدا يا نادية

لم يمر وقت حتي كان ينهض عن الطعام و هو يقول

حسام : دايما عامر عمي

صالح في حياتك بس انا كده زعلان .

حسام : ربنا ما يجبش زعل ؛ انت مش بس عمي انت في مكان ابوي ، و بناتك أخوتي و انا عمري ما انسي وقفتك جنبنا بعد موت الحج .

صالح : لا انا كده ازعل تاني انت بتقول ايه انت لسه قايل انك ابني؛ يبقي تأكل انا مش هتعرف عليك النهاردة ولا الاكل مش عاجبك .

حسام : لا أبد تسلم ايدك يا مرات عمي ؛ بس انا فعلا ليا فترة ما كلتش اكل دسم زي ده و انا كده اعتبر كلت كتير فعلا .

صالح : الف هنا ..

في نفس اللحظة التي هما فيها سناء لتقف . كان تلفونها يرن مسحت يدها و هي تقول

سناء : دي خالتك صفاء ..

رفعت التلفون لتكلم اختها التي كانت تسأل أن كانو في البيت ام لا حتي تاتي إليها فابنها اكمل اجازته اليوم و هو هنا في البلدة و يريد أن يسلم علي حسام قبل أن يرجع إلي القاهرة حيث عمله

ما أن قالت إلي حسام حتي قال

حسام خليهم مرتحين احنا كده كده قريبين منهم نفوت نسلم عليهم بالمرة

و هنا نظرت نادية إلي سناء شذرا كأنه تقول لها حلوة اوي الرسمة دي جايبة عندنا و لما الحال ما عجبوش وخداه لبنت اختك و مصمت شفتيها

لاحظ حسام حركات زوجة عمه فنظر إلي أمه بأبتسامة و هو يقول

حسام : مش ياله يا حاجة

صالح : ياله فين انت لسه ما شربتش الشاي حتي

حسام علي تاتي يا عني أن شاء الله

صالح تنور بس برضوا تاكل فاكهه ولا تشرب شاي

حسام لا عشان بس الحق ابن خالتي قبل ما يرجع مصر ده نازل ليا مخصوص

صالح طيب عشان كده بس بس المرة دي مش محسوبة انت عامل زي الضيف انا قولت هنفضل معانا باقي اليوم

حسام مرة تانية و استأذن فعلا و هو يفتح لامه باب السيارة و ما ان تحرك حينما نادية إلي صالح بغضب و هي تقول

نادية : شايف ابن اخوك اللي بأنه وقفت جنبه بيقول ايه

صالح بيقول ايه ما قلت حاجة غلط انت اللي فكرتي ورسمي هو عمره ما لمح أن في حد من بناتي عاجبه سوء ليلي ولا لبني ولا صباح يبقي ما تكزبي الكدبة وتصدقيها هو كول عمره بيقول أخوتي وحتي لو مش اخواته شايفة بنتك اللي لسه ما كملتش ثانوية تنفع لواحد عايش برا و ضعف عمرها فوقي يا نادية بلاش كده

كان الاب يتكلم و ابنته تبتسم فهي في اسوء كوبيسها لم تفكر في الزواج من عمها حسام أو بالاحري ابن عمها الذي يكبرها بخمسة عشر سنة

اما هناك في السيارة كان حسام يشغل الكاست و لم يوجه كلام لأمه و لكن نظرة عينه تقول انا قولت ليكي

سناء : واد انت بلاش تبص ليا كده

حسام : ههههههه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي