الحلقة الثانية عشر

الحلقة الثانية عشر

الحب المحرم

بقلم نورا محمد


كان يخرج من البيت كان شياطين الدنيا تركض خلفة و كأن نيران من الجحيم تتبعه لا ليس فقط تتبع بل تلسعه بحمم من نار تكوي قلبه قبل اضلعه و هو ينزل السلم و كأنه يركض لم يلتفت إلي صوت امه التي لا تنادي عليه بل تصرخ من الخوف أو حتي صوت خالته الباكي كان يسير وكان لن يوقفه الموت نفسه و كانه يخاف من البقاء في نفس المكان حتي لا يظهر ضعفه امام الجميع لم يوقفه حتي دموعها التي تسيل علي خدها و هي تنصرف هي الأخري إلي غرفتها كأنها لم تعد تقوي علي احتمال

ام هو نزل إلي السيارة يقودها إلي اللا مكان لم يكن يعرف إلي اين هو ذاهب و ايضا لم يكن يفرق معه المكان هو فقط يريد أن يختلي بنفسه يريد أن يترك لافكاره العنان لا ليست فقط أفكاره بل دموعه ايضا

كل ما يفكر فيه أن التاريخ يعيد نفسه مرة اخري و ان القدر يعانده من جديد و لكن هذه المرة ب سيناريو مختلف و أحداث مختلفة

فهو ليس نفس الشخص الذي تألم من أثنتا عشرة سنة و لكن لما الآن يشعر بأن الألم اكبر ربما لان الضربة ليست متوقعه فمن طعنته بخنجر سام كانت امه لما لم تقول من البداية أن رحمة اخته في الرضاعة لما لم تفتح فمها من قبل عندما لاحظت نظرات عينه لها في المرة الماضية سمعته و هو يرتب لها الأمور لتعمل في نفس الشركة التي يعمل بها لما لم تسأل نفسها منذ متي هو خدوم إلي هذا الحد كانت تعرف انه سيذهب معها و تركته ليتعلق بها ثم اتت لتفجر قنبلة دون أن تدري.

لما لم تتوقع أن يشعر بالحب تجاهها

كانت بحار من التسائل تغرقه. وأمواجها تأخذه و تتركه و كأنه لا يعرف كيف له أن يرسي علي بر أم لا يريد أن يرسي

وقف بسيارته لم يدري متي مر الليل لم يدري متي أوشك النهار علي البزوغ

و جد نفسه يستمع إلي اذان الفجر و كأنها أشارة من الله ليلجأ إليه كأن الله يدعوه ليأتي

ربما السجود الآن في هذا الوقت و هو في هذه الحالة بين يدي الله يكون اقل شئ قد يفعله عله يرطب علي قلبه المتأجج من نار الحب المحرم

اما هناك كانت صفاء تنظر إلي سناء نظرات قد تكون أبلغ من كل الكلام فهي نفسها لم تكن تعرف انها ارضعت ابنتها هي حتي لم تلمح لذلك ولا مرة فلم الآن

و هل حقا ارضعتها

و رجعت صفاء لترد علي نفسها و تقول ان كانت قالت فقد فعلت و لكن لما عقدت حياة ابنها و حياة أبنتي لما و٠ لما لم تقول من قبل

روان لتخفف الوضع أحضرت عصير و جلاش مما أحضرته و هي تحاول ان تبتسم

و لكن صفاء لم تقوي علي أن تشرب أو تأكل شئ و عينها معلقة بغرفة ابنتها المنهارة و من نظرات أكمل الذي يخرج من غرفة اخته يحمل علي وجهه الحزن علمت أن رحمة تكاد تموت من الألم فرحمة بالنسبة لأكمل هي ابنته و ليست اخته هو كان الرجل في حياتها يعرف عنها كل شئ لا تخفي عنه اي شئ من تفاصيل حياتها.

سناء رفضت العصير فهي تشعر أن فمها ملتصق و هي لا تريد الآن الا ان تذهب خلف ابنها لتبحث عنه علها تخفف عنه ما يعانيه. وهي كأم تعلم انه يعاني الكثير فما حدث اليوم كان سبب لفتح جراح الماضي.

و ما أن همت أن تنهض حتي اوقفها أكمل و هو يقول علي فين ؟

سناء هروح عشان حسام

أكمل يمين بالله ما يحصل

انتبهت صفاء الي ما تشعر به اختها بأقتربت منها لتضمها و هي تقول

صفاء : انا مش بلوم عليكي بس كله قدر ومكتوب بس انت ولا مرة لمحتي

سناء و هي تكفكف دموعها و تحاول ان تتمالك نفسها قالت

سناء : مش خدتى بالك وانا بكلمك اني هاخده أوديه لبيت عمه عشان يشوف بنته

صفاء هزت رأسها

سناء هي بنت عمه احلى من رحمة ولا متعلمة زي رحمة ولا ست بيت زي رحمة هو انا اطول لو لفيت البلدين ضوفر رحمة بس انا وقت ما فكرت أن ادور علي عروس ربنا الهمني و افتكرت اني رضعتها انا نفسي كنت نسيت

روان : نصيب

أكمل : ليها حل ان شاء الله

سناء: ايه يقطع ودنه و تقطع ودنها

ضحك اكمل بصوته كله و هو يقول

أكمل : بتقولي ايه بس يا خالتي

صفاء : امال ايه يا اكمل

أكمل : مش هقول حاجة غير لم اعرف الأول و بعدين اقول

سناء : تقول ايه يا ابني

أكمل : لما اعرف هقولك

سناء : طيب انا عاوزة اروح يمكن يكون رجع البيت

أكمل : ما اعتقدش انه هيرجع البيت و لو هيرجع مش هيبقي الوقتي

روان : طيب اشربي العصير يا خالتي اتفضلي يا ماما

ربما كلمات اكمل تحيي امل قد مات و لكن ماذا يعني أن لها حل.؟

بعد وقت و بعد الحاح من صفاء كانت تنزل السلم مع اكمل الذي نزل معها و هو ياخذ المفتاح اوصلها إلي البيت

و كما توقع اكمل لم يكن موجود فلم يري السيارة امام البيت

سناء : تعالي يا اكمل زمانه جاي

أكمل : مرة تانية يا خالتي هروح عشان رحمة مموته نفسها من العياط

سناء : ربنا يرطب علي قلبها و يشيله من قلبها و يشلها من قلبه

أكمل : ليه بس يا خالتي

سناء : يا بني اخته في الرضاعة يعني حبه حرام حبهم محرم

أكمل : اللي فيه الخير يقدمه ربنا انا بس حزين علي قلب رحمة اللي اول مرة يدق اول مرة تحب بس تقول ايه ربنا يقدم اللي فيه الخير

اما سناء فا ربت أكمل عل كتفها و قال

أكمل : صلي علي النبي في قلبك

سناء : اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين

أكمل : انتي ماليكيش ذنب يا خالتي

نظرت له و لم تدري بما ترد اما هو قبل جبينها و انصرف .

كانت سناء ليست علي حامي ولا علي بارد هي تكاد تبكي و تصرخ و تولول في نفس الوقت... لقد مرت الساعات عليها طويلة كأنها سنوات

فهو الي الان لم يأتي هو الي الآن لم يتصل و ايضا لم يرد علي اتصالاته المتكررة

دموعها الساخنة التي تسيل علي وجهها و هي تتحرك علي غير هدي لم تدري ماذا تفعل و بمن تستنجد في هذا الوقت من الليل

لقد رجعت من بيت اختها منذ ساعات طويلة و لكنها لم تجده في البيت و ها هي تنتظر لقد انتصف الليل منذ زمن و اه منه الانتظار و مما قد يفعله هي الآن تفكر في اسوء الاحتمالات و لكنها ايضا تفكر انه لم يعد طفل لتذهب للبحث عنه

هو رجل يملئ الدنيا طولا و عرضا و من اين لها أن تعرف اين هو

ان كان يرفض حتي الرد علي المحمول من اجل ان يطمئنها او من اجل أن يرطب علي قلبها و لكنها لا تدرك انه هو نفسه بحاجة إلي من يربت عليه الي من يرطب علي قلبه مما هو فيه

كان يدخل إلي المسجد علي استحياء من ربما لم يكن ملتزم في الصلاة ربما يكون مقصر مع الخالق و لكن هناك لحظات لا تجد من تلجأ له الا الله

و ها هو يلجأ إلي الله يقترب من باب بيته ليصلي ركعتين تحية المسجد و ركعتين سنة ثم يقف ليصلي الفجر خلف الإمام

لم يدري متي أغرقت عينه بالدمع و هو يذكر كل ما مضي في حياته كيف ضل الطريق كيف تاه في السكة و لكن ها هو يعود

و لكن العودة ليست فقط بالصلاة عليه أن يبعد عن كل ما يغضب الله و اول ما عليه أن يبتعد عنه هي رحمة

فهي أصبحت الحرام عينه

فأي عاقل يقول انه يحب اخته

كان يطيل السجود بين يدي الله وهو يدعي أن يهدي قلبه الحق و أن يبعد روحه عن طريق الضلال.

انها الصلاة وكان جالسا مكانه و عقله يفكر بطريقة مختلفة

و لكنه نفسه لا يعرف ماذا حدث له هو يفكر بعقله الذي يقول ان ابسط تضحية يقدمها مقابل رجوعه عن الضلال


ابسط شئ يقدمه مقابل طلب المغفرة

هي قلبه بكل من فيه

و ان كان من فيه محرم و ان كان من فيه حرام

فعليه أن يعدل من نفسه لم يبكي علي انحلاله و مجونه و فجره و جهره بالمعصية و هو يبكي لان من يحبها لا تجوز له.

ضحك بسخرية ولكنه تدارك نفسه و أدرك اين هو عندما استمع إلي صوت الانام يخطب خطبة صغيرة ويقول


في أحد الأحاديث الشريفة قال رسول الله صل الله عليه و سلم

( كل امتي معافي الا المجاهرين ) و ايضا أحاديث اخري بنفس المعني

حيث قال الرسول الكريم صل الله عليه و سلم

( كل امتي يدخل الجنة الا من ابي ....) إلي آخر الحديث صدق رسول الله

و اخذ بشرح الحديث و يتكلم عن أن الجهر بالمعصية قد يقفل باب المغفرة في وجه صاحبة و لكنه لا يقفل باب التوبة و عليه أن يحمد الله انه الهمه التوبة و نادي عليه ليأتي إلي بيته

كان يستمع إلي الإمام بقلبه و ليس اذنيه و مع كل كلمة كانت دموعه تغسل وجهه

و في نهاية الدرس القصير كان قد اخذ قراره

و قرر البعد عل البعد يريح قلبه

و لكن هل يجد في البعد راحة

هل يجد في البعد القدرة علي النسيان

انه نفسه إلي الان لا يعرف متي و كيف احبها إلي هذه الدرجة

و لكنه الآن لا يهتم هل هو اخيها أو كيف احبها الآن الاهم من كل ذلك أن ينسي هذا الحب .

ام يبتعد عن كل ما له صله بها

لانه بكل بساطة حب محرم..

يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي