الحلقة العاشرة

الحلقة العاشرة

الحب المحرم

بقلم نورا محمد على


كانت تنظر له بخجل و حياء و هي لا تعرف كيف ترد علي كلمته الأخيرة كيف تعبر عن ما بداخلها هو لخص كل ما يشعر به و تشعر هي الأخري به في كلمة واحدة انه يحبها انا بحبك يا رحمة

و لانها تلبكت حرفيا تذوب خجلا امامه حتي انه شعر بالخوف عليها من نفسه مما جعله يتحرك بالسيارة حتي يشغل نفسه بشئ حتي لا يفكر في ضمها بين ذراعيه حتي يدخلها خلف ضلوعه بين نياط قلبه ليكتفي بها عن الدنيا ليغسل حبها وحل الزمن و الايام و الليالي التي عاشها في مجون أوربا

هو لا يستطيع أن يتجاوز معها فهي مختلفه. هي جوهرة نقيه و جوهرة ثمينة هي من أحيت قلبه بعد أن تذوق الموت جرعات في الماضي و حاول ان ينسي و لكنه اتبع طريقة خاطئة كان يردد.. يداويه بالتي كانت هي الداء فكان كما يقولون فتح علي الرابع اي قاد السيارة بسرعة خرافية في طريق الانحلال تذوق السمراء و الشقراء و الخمرية حياته كانت مختلفة عنه و عن بيئته فهو

لم يفتح فقط علي الرابع بل صال وجال فى الطريق كله عاش في فسق و مجون و كأنه يتأقلم مع مناخ البلد التي سافر لها و كان الحياة في السربون مختلفه كل الاختلاف عن جامعة القاهرة فهناك كانت العلاقات منفتحة و هناك كان لا خجل ولا حياء و من تمتلك غشاء بكارة تعد شاذة عن المجتمع المنحل الذي يعيش فيه و وقتها تاه عن الطريق السوي انجرف في التيار لينسي و يعيش و يحب و لكنه لم يشعر بالحب كان ما يعيشه هناك هي علاقة متعة لحظية علاقات عابرة لم يكن يمت للحب بصلة كان حبا محرم شئ لا يزيد عن العهر

اما الآن من أجلها و من أجلها فقط يجب ان ينظف أن يتطهر من الوحل الذي كان فيه.. بالعشق و الحب الحلال و لكن ماذا تخبئ له الدنيا هل تجازيه علي ما مضي وتقلب عليه.... ؟ ام تكافئه و تعطيه فرصة جديدة ليعيش مرة اخري ليرجع إلي الدرب السوي و الطريق المستقيم


كان الصمت هو ما يغلف السيارة و لكنها مدت يدها لتشغل الكاست ابتسم وهو يستمع معها علي نغمات أحد الاغاني المفضلة له ابتسمت هي الأخري و هي تكتفي بالسمع فقط

بعد وقت كان يوصلها إلي باب البيت كادت أن تنزل دون أن تأخذ الهدية

حسام : رحمة نسيتي دي و أشار إلي علبة المخمل

رحمة : لا مش نسيتها خليها معاك لما تقدم لماما هديتها ابقي ايديها ليا

حسام نظر لها مطولا

رحمة : عشان مش متعودة أخبي علي ماما حاجة كفاية اني لحد دلوقتي مش قولت ليها و انا حاسة اني مخبية سر كبير و خايفة تعرف.

حسام : و انا مش يرضيني انك تخبي ولا تخافي اللي زيك و في برائتك دي الواحد يقف قدام الدنيا بحالها عشانها

ابتسمت له ....

حسام : بكرة العصر هكون هنا عشان اطلبك قدام الكل و اقف معاك من غير ما تخافي و انتى تبقي لحمي و عرضي قبل ما تبقي حبيبتي و مادام انا متاكد من موافقتك يبقي ملوش لزوم أتأخر.

كان كلما تكلم جعلها تشعر به أكثر تنجذب له أكثر تحبه أكثر من اللحظة الفائته

و لكن في غمرة ما تشعر به نزلت من السيارة و الإبتسامه علي شفتيها و كأنها تملك الدنيا و عقلها يسأل هل يفعل الحب كل هذا هل يجعلها لا تلتفت الا لمن تحب .

كانت تخطوا إلي داخل البيت غافلة عن كل شئ حتي عن امها التي تنظر لها و هي تسأل ماذا حدث لها لما تبتسم وهي تسير.

كانت امها تنشر الغسيل عندما رأت رحمة مع من رجعت فلقد رأت حسام أو بمعني اصح رأت سيارته و رحمة تنزل منها و كأنها في عالم آخر .

شعرت صفاء بالخوف فإبنتها لم تخوض التجارب و لم تتعامل مع أحد مثل حسام الذي اجتاز التجارب و لكن هل يفعلها حسام هل يكون سبب في دموع ابنتها التي ظلت تمنعها من سقوطها كل حياتها وتحاوطها وتبعدها عن ما يؤذيها من بعد أن مات والد رحمة و صفاء تعيش مثل الدجاجة التي تحاجي علي صغارها لم يكن هناك وقت لغير أولادها و تعرف ان رحمة ورقة بيضاء لم يكتب عليها أحد بعد وان قلبها لازال غض و طري و كأنها عود اخضر..

دخلت رحمة إلي البيت و هي تقول

رحمة : السلام عليكم

نظرت صفاء كانت تحمل الكثير و لسان حالها يقول أكثر و لكنها لم تقول شئ لم ترد السلام حتي و قفت صفاء علي بعد أمتار من ابنتها وهي تنظر لها

و تعقد ذراعيها و تنظر في عين ابنتها بإستفسار و كانها تنتظر منها أن تقول شى اي شئ ما يطمئنها من انها لم تقع في بحور الهوا مع من هو اكبر منها بكثير ....

و لكن رحمه شعرت بالخجل من نظرات امها المتفحصة و هي تنتظر منها أن تتكلم و ما أن لاحظت البلكونة المفتوحة حتي عرفت أن امها رأتها و هي تنزل من سيارة حسام

فقالت بخجل و هي تفرك أصابعها كالعادة عندما ترتبك و يتلون وجهها و عينها ايضا بصورة واضحة

رحمة : انا جيت مع حسام النهاردة

رفعت صفاء حاجب واحد كأنها تنتظر أن تقول شئ أو تكمل كلامها و لكنها لم تقوي أن تقول ما تشعر به أو ما يشعر به هو أو انه حتي طلبها لزواج و هي تسأل نفسها منذ متي تخفي شئ عن امها منذ متي لا تقول كل ما في جوفها لامها فهى عاشت عمرها من أجلهم

رحمة اكملت بارتباك و قالت لأمها

رحمة : أصلة كان في الشركة و قالي هوصلك بدل البهدلة في الموصلات انتي بنت خالتي برضوا حتي لو كنت انا المدير.


و هنا ضحكت صفاء و هي تقول

صفاء: و ماله يا حبيبتي بس ليه ما عزمتيش عليه يطلع معاكي يتغدا ولا يشرب حاجة

رحمة: قال مستعجل... و قال كده كده هيجي بكرة عشان أكمل هيبقي موجود و هو كمان هيجي بكرة

صفاء : طيب كويس انك قولتي ليا عشان اعمل حسابي

رحمة بستفسار : تعملي حسابك في ايه هو غريب…؟

صفاء : المرة اللي فاتت اكل معانا كده عشان انا اصريت و انا كنت ناوية اعزمه هو و خالتك كويس انها جات منه.

رحمة : طيب اللي تشوفيه يا ماما انا هدخل قوضتي اغير هدومي و اجي

صفاء : براحتك يا قلب امك

اما حسام كان يدخل إلي البيت و هو يدندن بنغمة محببه إلي قلبه ..

نظرت له سناء بأبتسامة و هي تقول.

سناء : ايه يا دكتور بالك رايق و انا هنا قاعدة مستنياك.

حسام اقترب من امه ليقبلها بحب و موده من جبينها و جلس جوارها و هو يقول انا قولت ليكي هتاخر شوية.

سناء : اه قولت يا قلب امك بس زهقت طول النهار لوحدي و تعودت علي وجودك يا حبيبي البيت من غيرك مش ليه حس ربنا يخلي حسك في الدنيا و ما انحرمش منك ابدا يا نور عيني.

حسام : حبيبتي ربنا يبارك في عمرك انا عايش ببركة دعاكي بس تعالي هنا امال هتعملي ايه لما اسافر يا ام حسام

سناء : و الله يا حسام ما انا عارفة اعمل ايه و انت مسافر و لا عارفة اعمل معاك انت ايه و انت عمال تماطل فيا كده اجيلك يمين تجيلي شمال لا شوفت عروسة ولا سيبتني اشوف ليك و مغلبني معاك يا واد و الأيام بتمر و الأجازة هتخلص

حسام : انا مغلبك انا..؟ طيب... ما تقطعيش برزقك. انا كنت لسه هقولك أن في واحدة عجباني و حسيت اني مرتاح ليها و كنت عاوز رأيك

سناء : عجباني من غير ما أشوفها بدل عجباك انا موافقة عليها ان شالله تكون ايه.حتي... بدل عجبتك تبقي عاجبني انا أطول. ما انت منشف ريقي..

حسام : يعني مش عاوزة تعرفيها و لا تعرفي اسمها حتي

سناء : لا مش عاوزة ياله نقوم نشوفها و اتعرف عليها.

حسام ضحك بصوته كله و هو ينظر لامه بصدمة و يقول لها

حسام : ههههه حيلك حيلك تروحي الوقتي لمين.؟ اهدي كده انتى ما صدقتي ولا ايه .

سناء : اكدب لو قولت لا انا فعلا ما صدقت دا يوم المني اني افرح بيك و أشوف معاك بنت الحلال اللي تصونك و تصون عرضك و مالك

حسام نظر لها بابتسامة و هو يقول

حسام : ان شاء الله بس انتي مش عاوزة تعرفي مين..؟ هي مش يمكن ماتعجبكيش و لا تكون مش مناسبة ولا يمكن صغيرة .

سناء : المهم تعجبك انت و اللي تعجب ابني تعجب المعجباني..

قبل كفها و قال ربنا يخليكي ليا


سناء : هقوم احضر ليك الاكل اوعي تقولي كلت برا انا قاعدة مستنياك من الصبح حضرت الاكل و قولت اكل معاك

حسام : ليه كده بس يا امي كنتي أكلتي لقمه ولا حاجة انا كده زعلان منك

سناء : ما كنش ليا نفس و قولت استناك نفتح نفس بعض دا انا عاملة ليك الرقاق اللي بتحبه و بطة

حسام : الله الله بس يا ريت تكوني قللتي السمنة البلدي

سناء : عملته زي ما بتحبه تعالي ناكل علي ما رضوي تكلمني

و قد كان كانو يتناولون الطعام و هي تضع الاكل في طبق ابنها

حسام : حيلك حيلك يا امي انا من امتي بأكل الكميات دي كفاية اوي نص ده و ابقي اكلت كتير كمان

سناء : كل يا قلب امك مطرح ما يسري يمري

ابتسم لها و مد يده و هو يقول بسم الله الرحمن الرحيم .

بعد وقت انتهي الطعام و كان يشرب مع امه القهوة في الوقت الذي كانت اخته تتكلم معهم فيديو و هو يقول

حسام : عاملة ايه يا رضوي و جوزك عامل ايه و اخبار شغله و شغلك انت كمان


رضوي : الحمد لله احنا كويسين بس هو لسه في الشغل

حسام : ربنا يعينه و انتي اخبارك ايه يا قلب اخوكي

رضوي : زعلانة منك انت قولت هتبقي تيجي تقضي اسبوع معايا هنا من يوم ما أتجوزت مش شوفتك و انا داخلة في ثلاثة سنين أهم

حسام : حقك عليا بس متعوضة يمكن انتي اللي تيجي و قريب كمان

رضوي و هي تشعر بالسعادة فهي اصغر منه بتسعة سنوات و ها هو الي الآن لم يتزوج و من كلامه معناه انها قد تنزل لتحضر فرحه فظهرت السعادة علي وجهها و هي تقول


رضوي : يا رب... يسمع منك ربنا ده يوم المني يا قلب اختك يوم ما أنزل لفرحك

حسام : شوفي ما شاء الله بنتك لمحتها و هي طايرة

رضوي : ههههه أيوة طبعا و لو مش لمحتها اوقفها و ألمحها و أطيرها تاني

حسام : و كمان بتعرفي تقلشي الظاهر الواد معتز بهت عليكي

ابتسمت سناء علي مزاحهم و هي تدعي الله أن يديم عليها الفرح و ان يسعد أبنائها و يرزقهم الرزق الحلال

في اليوم التالي كان اكمل يستعد هو و زوجته التي انتهت من توضيب ملابس ابنهم أثر و هي تلح علي زوجها أن يسرع ليتحركوا إلي قليوب حيث بيت العيلة و حيث اليوم الذي يتجمعون فيه .

روان : ياله يا اكمل أتاخرنا

اكمل : لسه بدري يا روان مستعجلة كده ليه.

روان : بدري من عمرك و كمان انا عاوزة اساعد ماما في عمايل الاكل ولا هنروح زي الغرب ولا ضيوف و هي تعمل كل حاجة.

ابتسم لها و كاد أن يتحرك فرجعت بسرعة إلي المطبخ

نظر لها وجدها أحضرت صينية الحلويات التي أعدتها في المساء و التي تبرع فيها

أكمل : و انا قول في نفسي كده مفيش حتت جلاش من اللي عملته ولا تعزم حتي و قول في عقل بالي ايه البخل ده و انا مش راضي اقول ليكي حاجة و قول في نفسي هتجيب من نفسها و ارجع اقول يمكن مقصر

ضحكت و هي تسير معه و قالت

روان : انا اقدر اقول مقصر ما ينكر الفضل الا ابن الحرام بس حتي لو كنت قولت كنت قولت ليك دي لماما هههه

أكمل : مردودة ليكي يا رونة ضمت نفسها له وهي تقول

روان : هو انا ليا غيرك يا حبيبي ربنا يخليك ليا.

بعد وقت كانو يصلون إلي البيت و اكمل يحمل ابنه أثر و هي تحمل حقيبة الملابس الخاصة بالطفل و صينية الحلوة

رن اكمل الجرس و فتح الباب بمفتاحه

قابلته رحمة بترحاب اخذت منه اثر و هي تقول قلب عمتو أثر باشا

ابتسم لها الطفل فأخذت تلاعبه ثم ضمت روان بمحبة و كذلك اخوها

اما امه طلعت من المطبخ و هي تجفف يدها في منشفة و تقول بابتسامة

صفاء : يا ادي النور

ضمت روان التي وضعت ما في يدها سواء كان الصينية أو حقيبة أثر علي السفرة و قالت

روان : ازيك يا ماما

صفاء : الحمد لله يا قلب امك عاملة ايه و ليه تعبتي نفسك انا غلطانة اني قولت ليكي عجباني

روان : دي حاجة بسيطة و بعدين بدل عجبتك دا انا اعملها بعيني مش بايدي انت في مكان امي

صفاء : بمحبة تسلمي يا بنت الأصول

أكمل : ايه مش هتسلمي عليا انا كمان ولا ايه الف و ارجع

صفاء : انا اقدر ثم قبلته و ضمته بمحبة و هي تقول ربنا يخليك ليا يا قلب امك و اقتربت من رحمة التي تحمل اثر لتقبله و بعد وقت كانت تتحرك مع رحمة و روان إلي المطبخ اخذو يعدوا الطعام

اما هناك في بيت سناء كان حسام يرتدي ملابسه علي افضل ما يكون و يضع من عطره المفضل كمية وفيرة حتي انتشر العطر في الغرفة

و لم يمر وقت حتي كان حسام يخرج ليحضر بعض الاشياء

نظرت له امه و هي تقول

سناء : رايح فين يا حبيبي

حسام : هجيب شيكولاتة ولا تورتة ولا انتي شايفة ايه؟

سناء : روح يا قلب امك تحب اجي معاك ولا هأخرك.

حسام : برحتك بس انا بقول انا لابس و مش هتاخر علي ما تلبسي.

سناء : طيب ها أصلي و اغير علي ما تيجي.

و قد كان.... كان يرجع يحمل علبة جاتوة كبيرة وعلبة تورته و طبق شيكولاتة من الكريستال

كانت امه تنزل لتركب بجواره بعد أن أطلق تنبيه.

و ما ان ركبت حتي نظرت إلي المقعد الخلفي و ابتسمت و هي تقول

سناء : شكلك مهتم و شكلهم غالين

حسام : هما ايه اللي غالين التورتة و الشكولاتة ولا ايه

سناء : لا اللي جاي ليهم الحاجات دي غالين عشان كده مهتم

ابتسم لها و هو يقول

حسام : أن جيتي للحق هما غالين اوي أوي

سناء : ربنا يسعدك يا قلب امك

ابتسم لها و تحرك بالسيارة و بعد.وقت ليس طويل كان يوقف السيارة امام بيت خالته

نظرت له سناء بإستفسار و دهشة و عقلها يسأل لما هم هنا...؟ و لكنها نزلت كما أشار لها

سناء : احنا رحين فين..؟؟

حسام : اطلعي بس اسبقيني انا هأركن و جاي وراكي أسلم علي اكمل النهاردة إجازته و كمان خالتي

سناء : طيب يعني احنا هنسلم و نمشي و لا ايه

ابتسم لها و قال ...

حسام : أطلعي بس يا سوسو

و قد كان كانت تصعد إلي شقة اختها و ما ان رنت الجرس حتي فتحت لها رحمة بأبتسامة وهي تقول يا دي النور تعالي يا خالتي..

نظرت لها سناء و عقلها يقول وكانها كانت تنتظرهم هل تعلم بمجئهم ام ماذا...؟

الف سؤال ظهر في عقلها ولكنها حاولت أن تنفض افكارها و هي تقول مستحيل.... ؟؟

و لكن ما أكد ما يشغل فكرها أن رحمة لم تغلق الباب و وقفت تنظر كأنها تعلم أن حسام معها

التفتت لها سناء و في عينها الف سؤال و سؤال ماذا يعني و قوفها بالباب تنتظره...؟؟

هل ...ما تفكر فيه له اساس من الصحه... أم ماذا.......؟.

للحكايه بقيه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي