الحلقة الخامسة عشر و الاخيرة

الحلقة الخامسة عشر و الاخيرة

الحب المحرم

بقلم نورا محمد علي


احساس الاخ باخته هو من جعله يتحرك كان قد اتصل بأمه و اخبرها بما ينوي و لم تعترض

كان يقف امام الشركة ينتظر رحمة التي تنزل و ما أن رأت سيارته حتي ابتسمت وهي تستأذن من زميلاتها التي قالت العربية مختلفة

رحمة : ده اخويا الكبير

ابتسمت زميلتها و تحركت إلي المترو ام هي ركبت بجوار اخوها

رحمة : مساء الخير ايه الكرم الحاتمي ده اوعي تقول انك هتوصلني انا كده اخد علي الدلع ده

أكمل : و هو يحرك السيارة قال واحنا عندنا كام رحمة عشان ندلعها أخذهم الكلام حتي انها لم تلاحظ انه لم بتجهو إلي قليوب بل اخذ طريق خارج القاهرة

كان يتكلم معها و ما ان التفتت و هي تقول

رحمة : احنا رايحين فين

أكمل : الوقتي تعرفي

رحمة : ما قولتيش لماما

أكمل : انا قولت

نظرت له فلم يرد و ابتسم و هو يضع يده ليشغل الكاست و هو يقول

أكمل : بيقولو انك بتسمعي بياف اليومين دول

رحمة بخجل : مين اللي بيقول

أكمل : العصفورة

ابتسمت له و هي تستمع إلي الاغنية التي كان حسام يرددها بصوته

مر الوقت و وصلو إلي السخنة و هي تنظر له باستفسار

فابتسم وطالبها بالبقاء في السيارة و لكنها بدأت تشبك الخيوط ببعضها

هل هم هنا لتري حسام كادت عينها أن تدمع وهي تهمس مفيش احن من الاخ و انت مش اي اخ يا اكمل و لكنها كفكفت دموعها وهي تراه يأتي و تحرك بالسيارة إلي مكان قريب من الشاطئ

نظرت له و عينها تحمل تسائل

و لكنه اوقف السيارة و هو يشير لها إلي حيث يجلس حسام علي ذلك الشاطئ بعيد عن الناس وحيد و كأنه لا يريد أن يقترب منه أحد

شعر بها اكمل فأشار لها لتتوجه له

رحمة : و انت

ابتسم لها و قال

أكمل : ايه هتحتاجي محرم ولا ايه انا واثق فيكي ولا انتي مش واثقة في نفسك

نظرت له بصدمة فأشار لها لتتحرك و وجلس ينظر لها

نزلت تتهادي علي حبيبات الرمل إلي أن وصلت بالقرب منه و لكنه كان في عالم اخر كأنه ينظر إلي ما ورا البحر

جلست بجواره و لكنه لم يشعر بها مر الوقت وهو ينظر امامه كأنه لا يزيد عن جماد لا روح فيه لولا النفس لظنته فارق الحياة

و في لحظة كأن رائحة عطرها أو رائحتها هي غزت انفه جعلته يشعر بأنها معه كما كان يحلم أو كما كان يتمني

نظر إليها و هو يهمس و يقول

حسام : لا كده كتير يعني مش كفاية انك ساكنة خيالي و قلبي و متملكة روحي مش كفاية أن الليل ما يبقاش ليل الا و انا بحلم بيكي ليل ايه دا الدنيا نفسها مش بقت دنيا غير بحبك لا و ده اللي فاضل كمان أشوفك و انا صاحي

دا انا مش عارف امتي حبيتك أو ازاي حبيتك بالسرعة دي اسبوعين بالظبط يكفوا انهم يخلوني في الحالة دي دا وجع بعدك اقوي من وجع الموت و يا ريت قادر ابعد ولا قادر اقرب و انت عاملة زي الفاكهة المحرمة

طيب ايه انا حاسس انك زي الجنة و انا اطردت منها

كانت تنظر له و شبح ابتسامة ترسم علي وجهها و كلماته تلون عينها و وجهها

و من ببن كلماته التي كانت كأنها قطرات المطر التي تروي صحراء قلبها فهمست بخجل

رحمة : للدرجة دي بتحبني يا حسام

نظر لها و كأنه لا يصدق انه استمع إلي صوتها و هو ينفض راسه كأنه لا يصدق انها معه الآن

حسام : رحمة

طريقة نطقه لاسمها بهذه النبرة بتلك الطريقة كانت تشعل مئات الاضوء في قلبها و تجعل ملايين الفراشات تدغدغ مشاعرها

نظرات عينيها كانت تقول الكثير و لكنه ما ان ادرك انها بجواره فعلا حتي انتفض كمن لسعته عقرب و هو يقول


حسام : انتي هنا ازاي انتي ناسية أن اللي بينا خلص من قبل ما يبدأ

ابتسمت له و هي تقول

رحمة : مين اللي قال كده

حسام : ليه بتعذبيني و تعذبي نفسك انتي عارفة زي ما انا عارف ان حبنا حرام و أن مشاعرنا محرمة

رحمة : لا انت مش عارف انا عارفة اكمل راح دار الافتاء و عرف اننا مش اخوات

نظر لها و هو منتظر أن تكمل

رحمة : انا مش اختك ولا اخت رضوي و المفتي قال انه جوازنا صحيح

حسام : بجد كلامك ده بجد اوعي تحيي جوا قلبي امل اصحي منه علي سراب اوعي تكوني جاية تكسريني انا الايام اللي فاتت شوفت الموت حرفيا دوقته في كل نفس بيطلع مني

رحمة : انا جاية امد ايدي و أقولك اني من حقك انا كلي من حقك لو لسه عاوزني.

حسام : اقترب منها و هو يقول ياه بتسألي.. دا انتي رديتي فيا الروح امسك كفها بين يديه

فحاولت أن تسحبها من ببن يده

حسام : مش هسيب ايدك يا رحمة انا و انتي هنكلم الطريق سوي من اللحظة دي انت خطيبتي واول ما نوصل البلد هتكوني مراتي قدام الدنيا بحالها لأني اللي بشعر بيه ليكي لو ما سيطرتش عليه هيبقى حرام و محرم

رحمة ابتسمت له و هي تواري خجلها

حسام : انت عرفتي مكاني منين و جيتي هنا ازاي لوحدك

اشارت الي اكمل الواقف أمام سيارته فسار معها إلي حيث اكمل و اخذه بالحضن و هو يقول

حسام : انت اكتر من أخ انا عمري ما هنسى انك السبب في انها هتكون من نصيبي انا حرفيا كنت مسافر و مش ناوي ارجع هنا تاتي

أكمل : ابتسم له و هو يقول طيب ايه انا هاخد اختي و ارجع

حسام : لا استني انا هقفل الحساب و أجيب حاجتي و جاي معاكم

ابتسمت رحمة و هي تقف بجوار أكمل

ام حسام انهي فعل التشيك أب و تحرك معهم

بعد وقت طويل كانو يصلون إلي البلد حسام يدخل إلي بيته حيث اخذته امه بالحضن وهي تقول

سناء : وحشتني يا نور عيني

ابتسم لها و هو يقول

حسام : وانتي أكثر يا امي

و كذلك كانت رحمة و أكمل الذي نام معهم بعد الحاح امه و اخته و حتي روان التي اتصلت به تطالبه أن لا يقود السيارة مرة اخري في هذا الليل وان يبقي في بينهم

و لم يمر اسبوع حتي كان عقد قران حسام و رحمة

كان عمه صالح هو من يطلبها له و كان اكمل يبدي ترحاب و موافقة و لكنه كان يتكلم في حقوق اخته بجدية

و كان حسام يقول له اطلب روحي مش هتفرق المهم تكون نصيبي

أكمل : خلاص اكتب يا مولانا

اخذ المأذون يقول الصيغه و اكمل و حسام يرددون خلفه و ما ان قال الصيغة النهائية

المأذون : بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير

حتي وقف حسام و كأن الدنيا ملكه و دون أن يشعر وجد يده تقربه منها و ضمها إلي قلبه كأنه غافل عن وجود صحبة و هو يهمس بعشق

حسام : يااااه اخيرا بقيتي حقي اخيرا بقيتي حلالي

نظر له اكمل بصدمة يبدو أن حياته في الخارج انسته الأصول

ام عمه و امه كانو يبتسمون فلقد حكت سناء لصالح ما حدث و مع ذلك لم تحضر زوجته

أكمل : ايه يا عم حيلك بتعمل ايه

حسام : نظر له و قال هو انا لسه عملت حاجة

أكمل : لا انت يتخاف منك انت مش هتشوفها الا يوم الفرح

حسام : الكلام ده ليا انا طيب بس حساب المأذون و هو يمد يده لرحمة التي وضعت كفها بين يديه

و ما ان تحرك المأذون و عمه معه الذي استأذن رغم الحاح صفاء و سناء ليبقي

نظر حسام إلي اكمل كأنه يقول له حتي لو رفضت هتخرج معايا.. جذبها من يدها وتحرك الى السلم

ضحكت سناء .وصفاء اما أكمل وهو يتحرك خلفه وهو مصدوم قبل ان يصل حسام للباب. وهو يقول

أكمل : حيلك حيلك رايح فين يا عم.

حسام : انا هنزل انا ورحمة نتعشى برا عندك مانع.

أكمل ههههه عشا بس

حسام : هههه بتسأل

أكمل : ما باللي في عينك ده لازم اسأل

ضمها بذراعه وهو يقول

حسام : بقت مراتي فاهم

أكمل : فاهم يا حسام بس

حسام : من غير بس مش محتاج تقول هي في عينيا و في قلبي و انا اخاف عليها من نفسي

صفاء : مبروك يا رحمة مبروك يا حسام

سناء : مبروك يا ولاد

رحمة : ابتسمت بخجل و هي تقول الله يبارك فيكم

حسام : الله يبارك فيكم يالا يا رحمة نزلت معه رغم الخجل الذي تشعر به

ام هو قاد السيارة ليخرج من قليوب و هو يضع يده ليشغل الكاست وهو يحتضن كفيها.. يرفعهم الى شفتيه.
انسابت كلمات تامر حسني
وهو يردد معها
حبيبي يا

كل الحياة اوعدني انك تفضل معايا ما تبعدش عني

خد قلبي مني خليك فى حضني لحظ النهاية

و هنا اوقف السيارة فى مكان خالى يعد منعزلا ونزل من السيارة ويلف حولها ليصل اليها ففتح لها الباب وهو ينتظر اصابعها لتنساب الى يده فنظرت له باستفسار كانها تسال تنزل فين. فرفع لها حاجبه فتحركت معه دون تفكير .. وقفت فى محيط ذراعيه كانها تتحرك معه على نغمات تلك الاغنيه التى بكلماتها تحكي مشاعرهم واحاسيسهم .. ويأخذها في حضن طويل و دموعه تنساب علي وجهه و لكنها كانت دموع فرح و هو يقول

حسام : اخيرا اخيرا بقيتي ليا اخير ا يا رحمة بقيتي جنتي

في نفس الوقت كان الصوت ينساب من الكاست كأنه هاله تحاوطهم

في عيونه دار جنه و نار

اما هي كانت كمن استكانت في حضنه لا تريد أن تبتعد عنه

هي لم تعرف الحب إلا منذ أن رأته هو الممنوع المرغوب هو الحب الذي كان محرم

رحمة بعد وقت و هي تبتعد عن محيط عينه بخجل و هي تنسحب من احضانه ... لفت نظرة تلك السلسلة التي اهداها لها و لكنها لم تلاحظ إلي ماذا ينظر و قالت

رحمة : حد يشوفنا.. احنا فى الشارع

حسام : انا عاوز الدنيا كلها تشوفنا المهم السلسلة مش عاوزك تقلعيها

رحمة : من يوم ما لبستها ماقلعتهاش كانت بتصبرني انك مش معايا و لما اكمل قال ليها حل، بقيت مش قادرة اصبر اني اشوفك بقيت اصبر نفسي بيها و افتكر كلامك لما وريتها ليا في العربيه

اقترب منها يقبلها فابتعدت و هي تقول

رحمة : لما ابقي في بيتك

حسام : هانت

و عندما وجدها تفرك يدها تحرك ليفتح لها باب السيارة لتركب ويلف ليركب هو على عجلة القياده و هو يردد كلمات الاغنية
بعد وقت وصلوا الى مطعم كبير فى القاهرة.. الذي يعد الأرقى من حيث المكانه والجوده

كان العشاء مميز كالمناسبة التي يحتفلوا بها عينه تحاوطها كلماته تنساب في قلبها و ليس اذنيها

و بعد.وقت كانو يرجعون

نظر له اكمل و هو يدعي الغضب

حسام : العب غيرها انا سامع ضحكم علي السلم و بعدين اختك مراتي فاهم

أكمل : فاهم يا عم

و لم يمر وقت طويل و أقاموا ليلة الزفاف فى ارقي فنادق القاهرة.. وحجز له يوما فيه.. ليكون ليله زفافهم مميزة

فعندما اغلق عليهم باب الجناح فوجئت بجناح مليئ بالورود والبلالين الملونه بالابيض والاحمر... ولكنه كان ينظر لها بعشق ينساب من عينه. وهو يشعر بالفرح لسعادتها.. فلقد اهتم بادق التفاصيل من اجلها.. فاقترب منها ياكل المسافه بينهم.
فوجئت بانها ترتفع عن الارض... فهو يحملها بين ذراعيه.. ويمشي بها الى تلك الخطوات الفاصله الى الفراش.. وعينه تحمل وعد بليله لا تنسى..

فهوى العاشق الولهان الذي صدمه حبها فى بضعه ايام واستحوذ على عقله وقلبه وروحه.. فلن ينوء عنها غير وهو يصكها بصك ملكيته. لتكون له طول الحياه... فنهلوا من بعض طعم اللذه والحب.

و سافروا لشهر العسل و كانت حياتهم سعيدة كمن يرتوي من نبع الحب الصافي

و كأن الله يعوض الجميع و بعد فترة قرر حسام الاستقرار في مصر و كان هو مدير في فرع الشركة في القاهرة

حيث تعمل رحمة

و مرت الايام عليهم بسعادة و رزقهم الله بطفلهم الأول و بعدها بعدت أشهر روان و اكمل هم ايضا رزقوا ببنت كانت جميلة كأمها و قررت روان أن الحمد لله علي ما اعطي يكفيهم أثر و روز

وبعد عدت ايام كانوا مجتمعين في بيت صفاء خرج اكمل و روان ليكشفوا علي أثر و تركوا روز التي ظلت تبكي


حاولت صفاء أن تسكتها و لكنها لم تسكت

و لان روز بكت بشده حاولت رحمة أن تجعلها تستكين فى حضنها و لكنها كانت تبكى دون توقف

و ما ان همت أن ترفعها الى صدرها حتي ترضعها حتي صرخت فيها صفاء

صفاء : لا يا رحمة هنعيده من تاني

ضحكت رحمة و صدمه حسام الذي خطف منها الطفلة و قال.

حسام : حرام عليكي يا رحمة مش كفاية اللي احنا شوفناه مش هعييش ابني اللي انا عيشته عاوزة يوم ما هو يحب.. يشوف الوجع اللي انا شوفته عشان انتي تسكتيها ساعة ممكن
تكوني السبب في بكائهم هما الاتنين سنين طويلة. لما يبقى الحب اللى بينهم

حبهم محرم ...

رحمة : نسيت ..

حسام : هو ايه اللي نسيتي هي دي حاجه تتنسي

و ضحكوا جميعا

تمت بحمد الله

الحب المحرم

بقلم نورا محمد على
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي