الحلقة الثالثة عشرة

الحلقة الثالثة عشر

الحب المحرم

بقلم نورا محمد علي


بعد ذلك الصراع النفسي مع عقله و قلبه تحرك الي السيارة ليذهب و لكن السؤال الي أين

وجد هاتفه كما القاه علي تابوه السيارة و قبل ان يتحرك يجده يرن للمرة المائة بعد الالف

و لكن لما لا يرد علي امه هي لا ذنب لها هل كان يطالبها بالسكوت عن الحق هل كان يطالبها بمباركت حبه المحرم

رفع المحمول الي اذنه و لكن ما ان فتح الخط حتي سمع صوت بكاء امه التي ترجوه بالعودة و هي تسال في الدقيقة الواحدة مائة سؤال

سناء : حسام يا قلب امك انت فين الوقتي و مش بترد عليا ليه كده يا حسام انا قلبي واكلني من العصر و عين ما غفلتش و انت مش سائل فيا

حسام كان يستمع إلي صوتها الباكي و هو لا يعرف بما يرد عليها

اما هي اكملت بدموع و شهقات تفتت قلبه

سناء : انا ذنبي ايه يا حسام كنت عاوزين اغضب ربنا يا ابني و ما تكلمش دا حتي لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

حسام : انا

سناء : انت ايه يا قلب امك انا اكتر واحدة حاسة باللي انت فيه هو انا لحقت انسي وجعك القديم دا انا ما صدقت أنك ضحكت و عينك بأن فيها الفرح يا ريت لو بايدي يا حسام يا ريت لو بايدي يا ضناية بس حكم ربنا و انت ما ترضاش ليا وانا في العمر ده اعمل ذنب بالشكل ده دي رجل برا و رجل جوه يا حبيبي

حسام : بعيد الشر عنك يا امي بس انا محتاج ابعد محتاج اقعد مع نفسي شوية يمكن اهدي يمكن اقدر افكر بس طول ما انا في نفس البلد مش هقدر انسي ولا هقدر ابعد و وقتها انت نفسك هتزعلي مني

سناء : طيب هتروح فين بس انا عاوزة اعرف

حسام : صدقيني لو قولت ليكي انا نفسي مش عارف بس محتاج ابعد محتاج اهدي و أبص للصورة من برا يمكن وقتها اقدر اقف علي أرض صلبة

بس عاوز منك حاجة

سناء : ا امر يا قلب امك

حسام : عاوزك تمسحي دموعك عشان خاطري دموعك غالية اوي يا ام حسام و الله انا مش بلوم عليكي انا بلوم علي الزمن اللي مستكتر عليا الفرحة و كأني ماستاهلش اعيش و احب زي باقي الخلق و كأن الدنيا بتقفل معايا الحساب بتحاسبني علي كل ضحكة و يوم ما ا ندم و قول توبت تقولي حاسب علي المشاريب ادفع تمن ضحكك و لعبك السنين اللي فاتت ياله مش هطول عليكي اول ما استقر في مكان هكلمك.

سناء : و غلاوتي عندك تخلي بالك من نفسك ومن السكة وبلاش تسوق بسرعة عشان خاطري يا قلب امك

ابتسم بوجع و لكنه طمئنها و هو يتحرك بالسيارة و بعد وقت ولأن العادات لا تتغير بسرعة وجد نفسه يضغط علي أحد أزرار الكاست لتناسب علي نغمات أحد الاغاني المفضلة له و لكن ليس وقتها الآن و هو يفكر في الهروب مما يشعر به

كانت سيلين ديون تشدو بعذوبة و نعومة ساحرة و حزن يجعل ما في قلبه يستيقظ و هي تغني بيكوز يو لاف ميBecause you love me.

كاد أن يغلق الكاست و لكن من ماذا يهرب من قلبه أن القلب بين ضلوعه فلا مهرب من أحاسيسه الا بالموت و هو لم يفعل ما يجعله يتعجل للقاء الله

ربما في نفس الوقت استطاعت رحمة أن تغفو و لو لحظات عل عقلها يهدء من كثرة التفكير

لا ليس عقلها بل قلبها الذي يسأل لما يحدث معها كل هذا

ثم ترجع لتقول لنفسها رب ضارة نافعة و تحمد الله انه عرفت و هم علي البر

و لكن اي بر هذا هي في قلب المعمعة هي في قلب المعركة التي يتقاتل فيها القلب مع الروح و هي تعرف الآن انها تسير علي نصل حاد السير عليه بطعم الموت و الرجوع هو الانتحار اما البقاء في هذه النقطة نفسها هو الموت نفسه

الألم الذي ينهش قلبها الآن لا تعرف كيف تعبر عنه هي المعلقة علي خيط رفيع من الأحلام الهشة لقد عرفته منذ اسبوعين فقط و لكن هل للحب زمن هل للحب وقت

هل يجب ان تمضي السنين من اجل ان تذوب عشقا.. لا أظن ؟

و هي ايضا لا تظن ذلك لانها خاضة التجربة بعد أن سقت في بحر الهوا تعرف أن بضع لحظات قد تكفي و ان هناك اناس قد تعيش معهم عمر بأكمله ولا نكن لهم شئ و هناك من تكفي بضع لحظات ليكون في حياتنا كل شئ

الحب احساس لا قواعد له انه ليس علم يدرس ولا نص يحفظ انه مجرد مشاعر لا تقدر أن تسيطر عليها


و هي الآن لا تعرف كيف تسيطر علي ما مضي ولا ما اتي و لا حتي علي تلك الدمعة الساخنة التي تنساب علي وجهها رغم انه جالسه علي سجادة الصلاة تناجي الله علها تهدء أو تكره

و لكن هل تستطيع أن تكره انسان سكن قلبك و لم يفعل لك شئ سوا ان الظروف غير مناسبة
لا ليست الظروف الغير مناسبة انه انت الغير مناسب

لان بكل بساطة حبك اصبح محرم

فكأن احساسك كأنه جمرة تكوي قلبك و تجلد روحك فكل همسه أو لمسه كانت الحرام عينه

نظرات الحب التي تبادلها معا كانت حرام و لكنها الآن يجب ان تقف مع نفسها يجب أن تحاسب نفسها اين هي بكل ما فعلته من لقبها في البيت اليست الشيخة رحمة كما يلقبوها

اين تدينها و التزامها و مبادئها و أن كان هو عاش في بيئة منفتحة أو بمعني اصح منحلة فهي لا

و لذي يجب ان تعترف بخطئها فهي من اخطئت عندما تركت مشاعرها ليجرفها التيار

صلت و سجدت لله تدعو و ترجو أن يلهمها الصواب و ان كان في قربه خير ل يبقي و ان كان حبه محرما ليرحل هي الآن تحاول ان تقترب من الله أن تنسي أن استطاعت

كانت في الصباح رغم كل ما حدث و كل تلك الدموع سألت علي وجهها و أغرقت و سادتها تحاول ان تتمالك نفسها و هي

تخرج من الغرفة بعينها المنتفخة من كثرة البكاء

وجدت اكمل يجلس ينتظرها علي مائدة السفرة و كأنه يعرف تربيته و يعرف انها لن تدفن رأسها في التراب كأنها نعامة ستواجه قلبها و تقف ضدها أن كان لا يتناسب مع مبادئها و اخلاقها و ليس فقط قلبها بل قد تواجه الدنيا أن تطلب الأمر

رحمة و هي تحاول ان تبدو طبيعية قالت

رحمة : صباح الخير

أكمل : صباح الورد علي رومي حبيبة اخوها لا حبيبة ابوها

رحمة : حاولت ان تبتسم و لكنها عجزت حتي عن البسمة أو لم تكن تملك القوة لتتصل أكثر


في هذا الوقت لم تكن صفاء تصدق انها استمعت الي صوت ابنتها ف خرجت امها من المطبخ تحمل أطباق الطعام و هي تقول

صفاء : صباح الفل يا قلب امك قولت اعمل ليكي فطار ملوكي عشان انت مش اكلتي حاجة بالليل

رحمة : صباح النور يا ماما ليه تعبتي نفسك انا مش جعانة أصلا

صفاء : و رحمة ابوكي يا رحمة و حياتي عندك تاكلي اي حاجة عشان خاطري يا بنتي

هزت رحمة رأسها لأنها لم تقوي علي الرد و خافت أن فتحت فمها تنسأل الدموع من عينها

روان : و انا عملت ليكي كافي ماكس مظبوط زي ما بتحبي يا رب يعجبك

رحمة : تسلم ايدك يا روان و جلست بجوار أكمل الذي نظر لها بمحبة و هو يضمها بذراعه الي كتفه و يقول

أكمل : ياله عشان انا ميت من الجوع و مفيش لقمة دخلت بطني من الضهر و لو مش اكلتي معايا مش هاكل و بعدين تعالي هنا انا عمري كدبت عليكي

نظرت له بمعني انها تنتظر أن يكمل أو تعرف ماذا يعني

أكمل : ردي عليا بس انا عمري كدبت عليكي يا رومي

رحمة : لا يا ابيه ما حصلش

أكمل : انا مش ابيه انا مش اخوكي و انت مش اختي انت بنتي اللي اتربت علي ايدي و اللي يوجعك يوجعني و مش بس يوجعني يقتلني انا بقولك ليها حل و بكرة تقولي اكمل قال

نظرت له بستفسار و كان تفكيرها في شئ واحد أن كلماته بالأمس كانت لترطيب قلبها

اما الآن كلماته تعني شئ هي امامه تبدو هدائة أو بمعني اصح تداعي الهدوء

فلم يحاول أن يطيب خاطرها أو حتي يفتح الجرح الذي لم بندمل بعد لم يلتأم بعد لما يضغط عليها أ لا يخشي أن تنهار

و لكن الانتظار في عينها جعله جعله يبتسم و يقول

اكمل : بدل قولت ليكي ليها حل يبقي هاجي و قول ليكي الحل بس قبلها عاوزك تهدي و تسببني اسأل و افهم و قتها انا هاجي من نفسي أتكلم معاكي و أفهك الحل بس انت قولي يا رب

نظرت اليه و هي تهز راسه

اكمل: شوفي البنت قال يعني مكسوفة قولي يا رب

رحمة : يارب

أكمل : طيب و حياة قلبك اللي عارف انه لسه اخضر و اول مرة يدق ل هبشرك و بكرة تقولي


رحمة : بلهفة قالت بجد

أكمل : بجد يا قلب اخوكي كان في واحد شغال معايا في البنك حصل عنده نفس المشكلة و راح دار الافتاء و سأل

صفاء : دار الافتي

أكمل : اه اصل رحمة مش راضعه مع حسام رحمة راضعة مع اخته رضوي

صفاء : و فيها ايه ما هي كده اخت اخته تبقي اخته

أكمل : بصي انا مش عاوز اتكلم من غير ما أفهم بس اللي اعرفه أن اخوات الرضاعة مش من مرة واحدة بتبقي أكثر من مرة

رحمة : بجد بجد يا اكمل

أكمل : اه فعشان كده انا بقول ليكي اصبري هسأل و أرد عليكي

روان : هتسال امتي

اكمل : ايه يا رونة انت مستعجلة اكثر من رحمة لما نرجع بكرة ان شاء الله

روان : طيب مش هتكلم خالتي تطمن علي حسام

نظر لها اكمل كانه يقول و ده وقته احنا ما صدقنا تهدي و لكن نظرة اللهفة و الخحل في عين رحمة كانت كمن تخجل ان تساله فرفع المحمول

و أتصل علي خالته التي ردت عليه و هي تقول : ايوة يا اكمل عامل ايه

اكمل : الحمد لله طمنيني عليكي عاملة ايه و حسام فين

سناء : حسام ما رحعش البيت من امبارح و طول الليل برن عليه و بعد الفجر رد

اكمل : قالك هو فين يا خالتي

سناء : قال سببني اهدي و قال محتاج يبقي لوحده

أكمل : طيب انا هتسل بره بس ام شوف الموضوع اللي بفكر فيه المهم انت كويسة

سناء : اه يا حبيبي الحمد لله اطمن انا بخير بظل اطمنت علي اخوك

أكمل : ممكن اسالك سؤل يا خالتي

سناء : اه يا قلب خالتك قول عاوز حاجة

أكمل : انت رضعتي رحمة كام مرة

سناء : هي مرة واحدة بس ليه

أكمل : هقولك بعدين عاوز ة حاجة

سناء تسلم يا قلب خالتك

اغلق الخط و نظر إلي رحمة بأبتسامة و هو يقول مش قولت ليكي ليها حل

وهي ربما لأول مرة منذ مساء امس تضحك عينها قبل شفتيها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي