الفصل الخامس،

الحب المحرم

الحلقة الخامسة

بقلم نورا محمد على


كان ينظر إلي عينها بدهشة و هو يكاد يجزم أن لون عينها يتغير كلما نظر له هل هذا طبيعي ربما

و ما ان تكلمت لترد علي عرضه للعمل في الشركة و لم ينتبه لها حتي أنفعلت و هي تقول

رحمة : اعتقد من الذوق انك تنتبه للي بيكلمك ولا ايه يا دكتور

حسام : فتح فمه ليتكلم ولكنه لم يرد علي تسائلهاالسابق بل قال شيئ مختلف تمام مما جعلها تنظر له بدهشة و هو يقول!

حسام : انت عينك لونها أيه بالظبط

ابتسمت رحمة رغم الدهشة التي شعرت بها رغم إحساسها بالاضطراب و الارتباك كأنثي لمجرد شعورها بأهتمامه بتفاصيلها فما هو فيه ليس إهمال او إهانة لها عن عمد و لما يهملها و هو من عرض موضوع العمل من الاساس و لكنه كان شارد في تغير لون عينها رغم كل ما سمعته عنه من خالتها و اخوها هو من عاش في بلاد الغرب و رأي الجمال اشكال و الوان مختلفة فلما يهتم بها و هنا لم يكن شعور المهندسة الجادة و الحادة بل كان شعور انثي يدغدغ مشاعرها الاهتمام او بالأصح كأنها مراهقة تشعر بالإضطراء

و لكن حتي ابتسامتها غيرت لون عينيها للون ناعم دافئ جعله يشعر بالجنون لقد تغير لون عينها في دقيقة واحدة الي اكثر من ثلاث الوان

حسام : انا بسأل بجد عينك لونها أيه؟!

رحمة : علي حسب

حسام : علي حسب ايه بالظبط

شعرت بالخجل و لم تعرف كيف ترد و بما ترد عليه

اما سناء ابتسمت و عقلها يقول لنفسها و اخيرا يا حسام شوفت ضحكة مرسومة في عينك مش علي وشك اخير يا إبني كسرت القناع اللي راسمه علي ملامحك ربنا يفرح قلبك و يصلح حالك و يرزقك ببنت الحلال

اما أكمل ما ان شعر برتباك اخته حتي قال

اكمل : علي حسب مزاجها

نظرت له رحمة بحدة و هي تقول ايه علي حسب مزاجها دي مش تنتقي مفرداتك يا استاذ

اكمل : امال اسمها ايه يا باشمهندسه

رحمة : اسمها علي حسب حالتها النفسية او انفعالها ولا ايه

حسام : ههههههه ايه

نظرت له شزرا فوضع يده علي فمه كأنه يحاول ان يوقف الضحك

اكمل : ايه يا عم بتوقف ضحك ليه دا احنا ما صدقنا انك تفك شوية

حسام : بصراحة انا ليا كتير اوي ما ضحكتش كده بس برضوا انا ما اخدتش رائيك

رحمة : في ايه

حسام : في الشغل في فرع الشركة هنا انت مهندسة معمارية

رحمة : اه بس ازاي ما سمعتنيش و انا بقولك رائي انا لسه بقول مفيش مانع ، اه بس انت كنت سرحان

حسام : هههههه انا سرحان في ايه ؟

أكمل : في لون عينيها هههه

ضحكت صفاء و روان التي نظرت إلي رحمة التي تشعر بالخجل اما سناء كانت تشعر بالبهجة

حسام : خلاص هتكلم جد يعني موافقة

رحمة : هي فرصة اي حد يحلم بيها بس هما يوفقه

حسام و هو ينظر في عمق عينها كأنه غافل عن وجود صحبة وجد نفسه يقول

حسام : مش مهم عندي اي حد المهم انت موافقة

لم تدري لما شعرت أن السؤال يحمل أكثر من معني و كأنه يسألها عن شئ آخر و لكنها لم تعرف بما ترد

و لكن ما أخرجها من ربكتها و خجلها صوت خالتها التي تقول

سناء : طيب ما في فرع لشركة هنا اهوه هو انت لازم تبقي مدير هناك يعني

نظر لأمه بابتسامة دون أن يعرف ما الرد المناسب و هل يملك رد ربما لو كان في وقت اخر كانت نظرته تغيرت كانت عينه سوف تحمل ببن جفنيها الغضب و الندم و الحسرة علي سنوات عمره التي مضت و هو يحاول ان ينسي و لكن لما الان ابتسم هل استطاع ان ينسي هل عنده الإستعداد ليبدأ من جديد هل الضحك الذي شاركه مع افراد عائلته التي لم يكن قريب من جميعهم الان ذكره بما يفقده في الغربة فهو لم يضحك بهذة الطريقة منذ سنوات ام ان الشفرة هي رحمة ؟!.. لا ليست رحمة... بل عين رحمة بتقلباتها المزجبة من جعلته يشعر بالارتباك و الخجل و شئ اخر ينتفض بين ضلوعه و لكنه الي الان يرفض الاعتراف به

هو من ترك بلده ليهرب من حب هجره اخرجه من رحلة شروده التي اخذته بعيد عن المكان صوت اكمل و هو يقول

اكمل : شوفت اديك وقعت في شر أعمالك لما فيه فرع هنا ايه اللي مخليك قاعد هناك ولا...؟ ؟. و سكت

حسام : تصدق انا غلطان اني جيت اشوفك

في هذا الوقت نهضت صفاء و روان ليعدوا الطعام

اما حسام قال لرحمة

حسام : انا هحتاج رقم تليفونك عشان اعرف اتواصل معاكي

رحمة : تمام مفيش مشكلة

حسام : و كمان سي في (C.V ) بتاعك عشان اقدم ليكي في الشغل

هزت رأسها دون أن ترد فما يعرضه عليها فرصة لم تكن تقوي علي الحلم بها

وقفت صفاء علي باب الصالون و هي تقول ياله الاكل علي السفرة

نظر حسام في ساعته بدهشة فلقد مر الوقت و هو لم يطالب والدته بالنهوض كما طلب

و لكن ما ان هم ان يعترض حتي امسك أكمل يده و قال ياله يا حسام ولا انت غريب

صفاء : ما غريب الا الشيطان

و علي مائدة الطعام كان الكلام بين اكمل و حسام علي اخره و بعد وقت كانو يعودون الي غرفة الجلوس مرة اخري

حسام : الوقت مر ولازم نمشي

رحمة : طيب الشاي ولا تحب قهوة

اكمل : اقعد يا عم بلاش تعمل زي الضيف المجنون ياكل و يقوم

حسام : هههههه لا انت مشكلة

و لكنه جلس فعلا و قدمت رحمة الشاي كانت تقدم الي حسام الذي رفع عينه لينظر في عينها مما اربكها و هو يقول

حسام : تسلم ايدك

هزت راسها دون ان تقوي علي الرد

تحركت لتقدم الي غيره و ما ان جلست حتي حاولت ان لا تتلاقي عينها بعينه التي تسبب لها الارتباك و الخجل مما يجعل وجهها يتلون بحمرة محببه

فحاول لفت نظرها لها لتنظر اليه مرة اخري و قال

حسام : هفوت عليكي بعد بكرة نروح الشركة سوي

رحمة : ايه ليه!

حسام : هو ايه اللي ليه انا كده كده رايح و معايا عربية بدل ما تركبي قطر من محطة قليوب لشبرا الخيمة و بعدين متروا ليه نروح سوا ولا انت شايفة ايه يا خالتي؟

صفاء : و ماله يا حبيبي ما انت زي اخوها الكبير... ولا ايه يا اكمل؟

اكمل : اه طبعا انا كده ابقي مطمن عليها ما انت اخوها الكبير يا حسام انت قدي بالظبط يعني اكتر من عشر سنين انا هبقى مطمن عليكي يارحمه مع حسام

شعر حسام بنغزة في قلبه لما لم يلاحظ انها صغيرة الي هذا الحد هو يكبرها باثنتا عشر سنة سنوات كتير. بينهم و اللهم من السنوات. فرق الخبرة و لكن هل السن مقياس فإن الخبرة مقياس قوي و لكن لماذا هل يعترف لتفسه لقد حركت تلك الصغيرة بداخله مشاعر قد نسيها منذ زمن

ام هو رفع عينه لينظر الي عمق عينيها ليعرف تأثير كلام أكمل عليها فوجد الصمت؟!

بعد وقت كان يقف فلقد تاخر الوقت

و ما ان سلم علي الجميع و اتي الدور عليها حتي ارجعت كفها خلف ظهرها و هي تقول

رحمة : أسفة

نظر لها بحاجب مرفوع

رحمة :. مابسلمش علي رجالة

نظرة الدهشة في عينه و علي وجهه كانت اقوي من اي سؤال

حسام : ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي