الفصل السابع

الحلقة السابعة

الحب المحرم

بقلم نورا محمد على


رفع حاجبه بدهشة مما قالت و لسان حاله يقول ماذا كنت افعل انا ام لا تثقين بي و أن أتينا إلي الحقيقة فهي لا تثق في احد بسهولة و أولهم هو من اتي من بيئة مختلفه حتي تلون بها

رحمة : بس يا حسام انا قصدي

حسام ابتسم لها و هو يشعر بشئ غريب يتحرك في احشائه ماذا يحدث له عندما تنطق اسمه بهذه الطريقة و لكنه نفض افكاره و هو يقول

حسام : قصدك ايه ممم... عاوزة تقري


نظرت له بتردد هل ما تطلبه خاطئ هي تريد فقط أن تقرأ عقد عملها لتعرف علي ماذا توقع هل هي مخطئة ام هو كان يفكر في انها غير واثقة فيه أو ماذا تعني نظرة عينه

و لكن نظرة الخجل في عينيها و ابتسامتها التي غيرت ملامحها و كذلك لون عينها جعله يضع العقد أمامها و كأنه لا يفرق معه أن تعارضه أمام وجدي أو حتي أمام الجميع و هو يسأل نفسه للمرة المائة بماذا يشعر في حضورها ماذا يحدث داخل عقله الذي يضطرب

لا السؤال ليس داخل عقله المضطرب بل داخل قلبه الذي يشبه كثيرا في دقاته المتلاحقة كالخيل في السباق لمجرد أن ترفع عينها لتنظر له بهذه الطريقة التي تفتت قلبه إلي أشلاء لا ليس فقط قلبه بل تفتت روحه ايضا

بعد تردد قرأت العقد ب عينها التي تركض نظراتها علي الكلمات كأنها تأكلها بسرعة حتي لا تطيل عليه

حسام : بهمس ثقيل محمل بالكثير و الذي هو نفسه لا يعرفه قال

حسام : خدي وقتك يا رحمة

و هو نفسه لم يشعر لما نطق اسمها بهذه النبرة

رحمة : مم طيب

و اكملت ما تفعله بنفس السرعة ثم رفعت عينها لتنظر إلي حسام المبتسم و الذي يضع أحد يديه علي المكتب الخاص ب وجدي و هو يطرق بأصابعه علي السطح الزجاجي الخاص بالمكتب ٠تحت أنظار وجدي نفسه الذي تتنقل عينه بينهم و هو ينظر إلي حسام بدهشة

علي طولة بال حسام الذي معروف عنه الحزم و الجدية مع الجميع هو متاكد انها لو كانت أحدا آخر مكانها ما كان ولا سيكون هذا رده

و تسائل وجدي اي رد هو فقط رد عليها ب ابتسامة مشجعه و نظرة اعجاب كأن مجادلتها له تروق إليه أو تسعده

أما رحمة بعد لحظات رفعت عينها له و جدته كأنه ينتظرها منذ زمن

رفع حاجبه بستفسار

رحمة : هو كويس

حسام هههههه بجد

رحمة : يا ابيه

و هنا ما ان قالت الكلمة حتي بهت وجهه كأنها صفعته في مكان عام و لكن ماذا قالت خطأ هو في مكان اخوها الكبير و لكنها في عينه ليست اخته هو المخطئ و ليس هي... هو من انساه الحياة في الخارج العادات و التقاليد

رحمة .. حسام انت سامعني

حسام و عقله يتسائل الن ترسي علي برا الن تدرك أن نطقها باسمه بهذه الطريقه كأنها تداعب قلبه و ليس أذنه

حسام : بتقولي حاجة

رحمة : في بند بيقول اني ممكن اتنقل إلي اي فرع من فروع الشركة

حسام : اذا تم الاحتياج إلي خبرتك اللي لسه مش موجودة..

رحمة : اه طيب اوقع

حسام : بتاخدي رائي انتي شايفة ايه

ابتسمت له و هي توقع بقوة

ابتسم لها و هو يقول هتبدأي شغل من امتي

رحمة : من الوقتي لو ينفع

حسام : ينفع طبعا و نظر إلي وجدي الذي أكد كلامه

وجدي : اكيد يا حسام بيه انت تامر

ابتسم حسام. بعملية و كأن ما يقوله وجدي شئ عادي اما رحمة و كانت متحمسة ما ان دخلت السكرتيرة التي وقفت تستمع إلي تعليمات وجدي و الذي ما ان انتهي

حتى كانت تنهض مع السكرتيرة التي اوصلتها الى مكتبها

ام حسام ما ان خرجت حتي نظر إلي وجدي بجدية و كانت نظرات الاعجاب و التشجيع لها هي فقط و قال ل وجدي

حسام : مش هوصيك و طبعا اي تجاوز منها تكلمني الشغل مش فيه مجاملة.. بس هي تهمني

وجدي : طبعا طبعا اطمن انا ها أهتم بيها شخصيا

حسام : طيب و نهض من مكانه و تحرك إلي خارج المكتب يتبعه و جدي

ام حسام القي السلام و تحرك

بعد وقت كان يخرج .من الشركة بعد أن سأل رحمة أن كانت تريد شئ منه قبل أن يذهب

ابتسمت له و هي تقول شكرا يا حسام

ابتسم لها و هو ينزل إلي سيارته يشغل الفلاشة مرة اخري علي صوت أديث بياف القوي و هو يغني معها أحد اغنيها المفضلة له .

مر اليوم عليها في العمل و كانت سعيدة تعرفت علي رئيس القسم و قد كلفها بعمل تفعله ...

بعد وقت قضته في العمل اتي إليها وجدي ليسأل أن كانت بخير و أن كان هناك من يضايقها

رحمة : بالعكس الشغل ممتع جدا يا وجدي بيه

وجدي : تمام يا باشمهندسة رحمة اذا احتاجتي حاجة في اي وقت انا في مكتبي و أكيد مفتوح ليكي في اي وقت.

رحمة ابتسمت و هي تقول اشكرك يا وجدي بيه

نظر لها أحد الموظفين بعد أن ذهب وجدي و قال

علاء : الظاهر انك تعرفي وجدي بيه شخصيا كان تلميح كلامه أن عملها ناتج عن واسطة.

رحمة: بصراحة لا انا اول مرة اشوفه النهاردة يعني ما أعرفوش سواء كان شخصيا او حتى في المطلق

خيري : بس الظاهر واسطتك جامدة

نظرت له رحمة و لم ترد و اخذت تعمل علي الرسم الذي أعطاه لها رئيس القسم لتنهيه.

ردت هناء احد الموظفات في المكتي و هي ايضا مهندسة ولكن دفعة اقدم عنها ربما تكون اكبر من رحمة ٧ سنوات و قالت

هناء : ما تخديش علي كلامهم هما ما يقصدوش... لو محتاجة حاجة انا موجودة

رحمة : اشكرك بس انا كده ماشيه صح

هناء : اوي ماشية صح انت خريجة اي سنة

رحمة : السنه دي... وامتياز كمان

خيري : بجد امتياز

رفعت عينها عن الرسم و قالت

رحمة : و انا هكدب ليه امتياز التانيه علي الدفعه كمان عشان كام درجة

ثم اخذت تكمل عملها بمهارة و إبداع هي تستحق المكان الذي اشتغلت فيه. و لكن لولا الوسطى لما وصلت

نظر لها مدير القسم و قال :
كويس يا باشمهندسة رحمة بترسمي بإتقان كانك بتشتغلي من زمان.
ابتسمت له و هي تشعر بالسعادة

انتهي يوم العمل و خرجت من الشركة و هي تشعر بالسعادة كانت تتحرك إلي أقرب مترو و بعد وقت كانت في البيت

صفاء : اتأخرتي اوي يا رحمة و رنيت عليكي كتير مش رديتي... قلقتيتي

رفعت التليفون كان فى حقيبتها و شعرت بالصدمة .. لقد اتصلت امها عدت مرات ... و هي لم تسمع فهو علي وضع الصامت منذ مقابلة العمل في الصباح.

رحمة : اسفة يا ماما كان صامت من الصبح.

صفاء : المهم طمنيني... عملتي ايه النهاردة؟

رحمة : ولا حاجة ... بس... باركيلي اشتغلت. و استلمت الشغل النهاردة كمان ... شكل حسام ده سره باتع

صفاء : ههههه الف مبروك ياله علي ما تغيري هأحضر ليكي الغداء زمانك ماأكلتيش حاجة

رحمة : طيب يا ماما بس يا ريت بسرعة لاني واقعه و خلعت عنها طرحتها و هي تتحرك إلي غرفتها

و مرت الايام و هي تشعر بالسعادة فها هي تعمل و في مكان مرموق لقد كانت تحلم فقط بالمرور امام الشركة الضخمة و لكن يجب أن تثبت انها تستحق مكانها و ها هي يأخذها العمل تخرج صباحا و ترجع قبيل المغرب

اما حسام كان يشعر بأنها تشغل تفكيره و لكن لما... هو من قابل الحسناوات علي كل شكل و لون فما فيها مختلف عن غيرها كل من مرت في حياته من بعد اروي التي تركته لتتزوج دكتور الجامعة كان يشبع نفسه فقط كانت اي واحدة تدخل إلي حياته ليس لشىء الا للفراش لا أكثر

ام الآن هو نفسه مضطرب يفكر فيها باستمرار يتذكر عينيها بتقلباتها دائما مر ثلاثة أيام لم يحاول أن يراها أو حتي يكلمها في الهاتف لعله ينسي أو يهدئ أو علي الاقل يخرجها من راسه الذي دخلت فيه لتستوطنه أو بالأصح الى داخل قلبه و تداعب روحه و تجعله اثير لها و لكن متي اعترف لنفسه هو نفسه لم يعرف هل يكفي اسبوع ليشعر بالحب.

و لما لا الحب لا عمر له قد يأتي في لحظة... وقد يأتي من نظرة عينيها المتقلبه.

أحضرت له امه صور بنات

سناء خد شوف كده و قولي ايه رايك في نقاوتي

فنظر لها بابتسامة و هو يقول

حسام : اشوف ايه ... يا سوسو

سناء :الصور دي شوف وقولي

حسام ما ان تطلع الي الصور حتي انفجر ضاحكا وهو ينظر إلي أمه بصدمة و هو يقول

حسام : في ايه يا ست الكل مش قديمة اوي الطريقة دي

سناء : ما انت غلبتني مفيش حد عاجبك واقولك تعالي نروح هنا لا.... طيب هنا لا

حسام : ههههه انا برضوا طيب ما انا روحت عند عمي و كمان عند خالتي

سناء اه روحت مرة واحدة

حسام ههه اتنين انا روحت لبيت خالتي في يوم ثاني

سناء : من علي الباب زي الغرب خالتك قالت انك مانزلتش حتي من العربية و رنيت علي رحمة و نزلت معاك وجت المغرب لوحدها.

حسام : هتفرق يعني المهم انا رايح بكرة مصر في مشوار عاوزة حاجة

سناء : عاوزاك طيب و بخير و صحة يا حبيبي

في اليوم الرابع لعمل رحمة كانت تنزل من البيت لتجد حسام يوقف سيارته أمام بيتهم.

نظرت له بابتسامة و هي تقترب منه و وقفت امام الشباك فلقد كان شاردا في افكاره يسأل نفسه؟.. لما هو الان هنا.....؟ بدل من ان يكون في الطريق الي القاهرة... لما يربد ان ياخذها معه لما لا يريدها ان تتعب في المواصلات و لكنه من فرط شروده لم يشعر بأقتربها منه.

طرقت علي الشباك فنظر لها كأنه يستيقظ و هو يبتسم لها و لكنه لم ينظر الى وجهه كيف تغير وزاد وسامة وجاذبية و رجولة و عينه تنظر لها ببريق مختلف جعله يبدو أصغر بسنوات كثيرة حرك يده و هو يفتح الشباك

رحمة : صباح الخير بتعمل ايه هنا بدري كده

حسام : هاا ابدا.

رحمة : اوعي تكون خالتي طردتك من البيت

حسام هههههه ايه بتقولي ايه بس مين دي اللي طردتني من البيت ... دي ما صدقت اني رجعت

رحمة : امال بتعمل ايه بدري كده هنا دا بتوع اللبن لسه ماجوش من اصله

حسام : ههههه ثم حاول أن يسيطر علي موجة الضحك و هو يقول

حسام : تصدقي انا غلطان قولت ارحمك من الموصلات كنت رايح مصر قولت افوت آخدك في طريقي

رحمة : يعني انت جاي مخصوص عشاني

حسام : اه عندك مانع الف و ارجع كان بتكلم بمزاج عله يخفف ما يشعر له ام هي

نظرت له مطولا دون رد و لكنها هزت رأسها نافية و هي تتحرك تلف حول السيارة من اجل ان تركب بجواره و هي تقول

رحمة : و انا امانع ليه.. شكرا

حسام : علي ايه

كان يقود السيارة بهدوء و رتابة نظرت له و هي تقول ايه مفيش سلين ديون و لا بياف النهاردة

نظر في عينها و هو يري ذلك اللون الهادئ الذي يأسره و قال بهمس حميم

حسام : في طبعا كل اللي تأمري بيه يا رحمة هانم بس انت أأمري

تلاقت عينه بعينها التي تقول الكثير و لكنه لم يقول شئ و لكنها كانت تشعر بالخجل و الارتباك و اشياء اخري لم تكن تخطر لها علي بال
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي