الحلقة التاسعة

الحلقة التاسعة

الحب المحرم

بقلم نورا محمد على



كانت تنظر له و هو يقول ما قاله بصدمة و بدهشة و خجل و كأنها لك تعد تقوي علي الكلام كان ما قاله لخص كل شئ فكل ما تشعر به من نظرات عينه يعني شئ واحد

اما هي و اه منها هي و من عينيها التي يتغير لونها دائما ما ان تشعر بالارتباك و الخجل كانت اهدابها ترمش كأنها توري عينيها التي تشع بمشاعر مختلطة ما بين القبول و الرفض و الخجل و الإعجاب و ما يراه الآن

فكان لون عينيها الشفاف يصل إلي درجة لم يراها من قبل لقد تحولت للون كالذهب السائل


حسام : رحمة حبيبتي سمعتي بقول ايه

رحمة : ما ان استمعت الي كلمة حبيبتي حتي فغرت فمها و اغلقته و هي تقول

رحمة : ها ؟

حسام : ها ايه قولت حاجة غلط انا بسالك سؤال بسيط و واضح تتجوزيني يا رحمة

كان قد اوقف السيارة امام البيت في هذه اللحظة التقت عينها بعينه و عينها تقول الكثير و هي تضع يدها علي الباب السيارة لتفتحه و هي تنظر له بابتسامة عذبة رقيقة مشبعة بالخجل

و هي تنزل من السيارة كأنها لا تعرف كيف ترد عليه و ماذا ينتظر منها هل يتوقع أن ترد

كانت تسير إلي داخل البيت لا لم تكن فقط تسير كانت تكاد أن تركض إلي داخل البيت و هو ينظر في أثرها و في خطوتها المرتبكة و السربعة و ابتسامة تغير ملامح وجهه و كأنها ترجعه سنوات من العمر و هو يردد كلمات عمرو دياب و يقول

حسام : ضحكت يبقي قلبها مال وخلاص الفرق ما لينا اتشال

و كأن ابتسامتها تعني له الكثير و الكثير و لكنه لم يحصل علي رد و هل كان ينتظر رد هي المغلفة بالخجل التي لن تقوي علي التعبير

و لن تقول شئ و ماذا ينتظر أن تقول ان توافق علي طلبه ما ان يطلب و لكن كيف سوف يحصل علي الرد أن ما ظهر علي وجهها كان الخجل و الحياء المغلف بالاعجاب اذا هناك اعجاب هي تكن له شئ

ظل واقفا مكانه لوقت تأخذه الأفكار و تتركه حتي شعر بها تقف خلف زجاج غرفتها كانت تقف و تنظر له كانت غافلة من انه يراها لم تكن تظن انه سوف يلاحظ طيفها و لكن ابتسامة لونت وجهه و هو ينزل الزجاج لينظر لها كأنه ينظر في عمق عينها و ليس من خلف زجاج سميك علي بعد عدة مترات حيث تقف خلف الشباك و ابتسم و هو يطلق تنبيه بالسيارة و يتحرك و هو يقول لنفسه

حسام ان غدا لناظره قريب هتروح مني فين

ام هي ظلت واقفة مكانها لم تشعر بمرور الوقت و لم تشعر متي اختفت السيارة من أمامها و هي تضع يدها علي قلبها المرتجف و تفكر فيما قال و كأنه قال ما تتمني حتي انها عجزت عن الرد عجزت عن التفكير ابتسمت بموافقة مبدأية دون أن تهمس بحرف

كانت لازالت تقف مكانها غافلة عن امها التي تقف بالباب تنادي عليها مرة و اثنين و ثلاثة و هي تقول

صفاء : رحمة رومي انت فين يا قمر سرحان في ايه

و اقتربت منها و هي تضع يدها علي كتفيها و هي تقول

صفاء : اللي واخد عقلك

نظرت لها رحمة بخضة و هي تقول خضتيني يا ماما

صفاء : و انت سرحان في ايه يا باشمهندسة بنادي عليكي مرة و اتنين و ثلاثة

ابتسمت رحمة بخجل و هي تقول اسفة يا ماما مش أخدت بالي كنت كنت

صفاء : كنت ايه ياله الاكل برد

تحركت مع امها و هي تواري خجلها

حلست علي السفرة ترفع ملعقة الطعام و هي تسرح بأفكاره و كأنها في دنيا اخري اخذت تلوك الطعام في فمها و كأنها أمامها باقي العمر لتمصغه

نظرت لها امها باستغراب و لكن ترفق استغرابها ابتسامة فيبدو أن ابنتها مشغول برجل اخير هناك من شغل قلبها اخير اصبها الخجل مثل باقي البنات اخير تلون وجهها و عينها و قلبها بالحب

لم تكاد تأكل لقيمات قليلة حتي قالت

رحمة : الحمد لله

صفاء : ما اكلتيش يا رومي ولا الاكل مش عاجبك يا حبيبتي

رحمة : هو انا هتجدد علي اكلك يا ست الكل تسلم ايدك بس اكلت سندوتش في الشغل

صفاء : يمكن تشربي حاجة سخنة معايا

رحمة : هاه اه خليكي و انا اعمل لينا و قد كان بعد قليل كانت تدخل غرفتها بحجة أن لديها عمل و لكنها لم تكن تعمل كانت تفكر ماذا بعد

لقد طلبها صريحة و لكن ماذا عن ما مضي ؛ هل انتهي هل تجاوز تلك التجربة التي كانت قبل سفره ، و لكن حتي لو نسي ماضيه قبل أن يسافر ، و حتي لو نسيت هي نفس الماضي ، البعيد هل تنسي أو ينسي هو ما يعيشه في الخارج

هل تقبل ان تكون حبة في مسبحته ، هل من الممكن أن تقبل ان تكون رقم في القائمة ؛ هل تقبل ان تكون جلدة و جديدة يعلقها علي خاصرته

نفضت افكارها و هي تقول لقد قالها صريحة يريد الزواج بها تكلم عن زوج عن رباط مقدس ، و ليس علاقة أو ارتباط أو حتي مشاعر قد تكون كاذبة و لكن لما هي ؟

هل يريدها زوجة بعقله فقط ام هل يحبها ، هل شغلت قلبه في هذه الايام البسيطة ، ربما اه و ربما لا ، و لكن الإجابة عنده هو

و لم يمر الوقت حتي كان يجلس مع امه يحتسي مشروب ساخن بعد الطعام ، و هو يحكي لها عن أصدقائه الذين قابلهم في القاهرة ، و عن كيف قضي يومه ، و لكنه لم يجرأ ان يخبرها انه اخذه رحمة معه في الصباح ، و ايضا رجع معها منذ قليل

ربما لانه لا يريدها أن تقلق علي ابنة اختها ربما لانه لم يحصل علي رد بعد لذي سكت

في المساء كان يرن عليها التلفون و ينتظر الرد

كان نفسه لا يعرف لما يتصل بها و ماذا يريد منها الآن ؛ و هل ما يشعر به تم ها طبيعي ام أن بعده عن النساء جعله يشتاق لها

رفعت التلفون علي استحياء و لكنها قالت بصوت كالهمس الخفيف

رحمة : الوو مساء الخير

حسام : مساء السعادة بتعملي ايه معطلك عن حاجة

رحمة : مش بعمل حاجة عشان تعطلني

حسام : طيب ما جوبتيش علي سؤالي

رحمة : عاوز إجابة ؟

حسام : انت شايفة ايه ؟

رحمة : ليه ؟!

حسام : هو ايه اللي ليه . ليه عاوز إجابة و لا ليه عاوز اتجوزك

رحمة : احم اه ليه عاوز تتجوزني يعني انا اقصد

حسام : في ايه بس يا قلبي مرتبكة كده ليه

رحمة : قلبك ؟

حسام : و هو يرجع يظهره علي الفراش قال انت شايفة ايه

رحمة : مش عارفة بس انت بتتجوز مساحات كتير بسرعة كبير ، يعني انا لحد الوقتي بسأل نفسي انت ليه سألت كده ، و لا ليه عاوز تتجوزني من اصله ، رغم اني عارفة ان حياتك يعني ... يعني فيها كتير

حسام : كان

رحمة : يعني ايه كان ، و كان امتي ؟

حسام : كان قبل ما شوفك قبل ما قلبي يدق . بطريقة مختلفة قبل ما حس أن كل اللي فات ده ملوش اي لازمة

كانت تستمع له و تشعر بملابين الفراشات ترفرف في قلبها؛ و هو يهمس بمشاعر تسكن قلبه لها و لها فقط ، ينهي بكلماته الخوف و يبد العتمة المحاوطة بقلبه و هو يعترف أن كل ما عاشه في فرنسا كان تسليه لحظية علاقات عابرة لا أساس لها .

و هو بما يريدها منها يريد أن ينهي ماضي بأكمله، ليبدأ معها من جديد علي نقاء و نظافة و طهر و عفي ، لتكون له القلب و الروح لتكون حبيبة و زوجة

أخذهم الكلام و مر الوقت و هما لازالوا يتكلمون في المحمول

تاخذهم الكلمات المحملة بالمشاعر و الحب كانت تستمع له تسبح معه في بحر من الكلمات لا نهاية له .

حتي وقعت عينها علي الساعة و هي تقول حسام

حسام : قلبي

رحمة : انت عارف الساعة كام ؟

نظر في ساعته و لم يدي كيف تحدث معها ساعتين كاملين

ابتسم و هو يقول طيب اقفلي نتكلم بكرة عشان تبقي فايقة
في الشغل و هبقي اكلمك تاني

رحمة : طيب تصبح علي خير يا حسام

حسام : و انت من اهلي يا رحمة تصبحي علي خير يا حبيبتي

ارتبكت و هي تغلق الخط و ترجع بجسدها في الفراش و هي تنظر إلي السقف، و تشعر بأنها خفيفة اخف من الهواء نفسه

كانت اسبح فوق الغيمات ، تداعب قلبها همساته و كلماته العاشقة ، و هو يقول لها عن حبه الذي نبت في قلبه من اول مرة نظر في عمق عينها وقال لها :

حسام : انت لون عنيكي ايه بالظبط ؟

ضحكت بخفة و هي تقول

رحمة : الظاهر مش كنت لوحدي رغم كل اللي انت شوفته يا دكتور انا و انت حسينا بنفس الاحساس بنفس المشاعر بنفس التيار الكهربائي اللي ضرب قلبي و قلبك

حاولت أن تغفو حتي لا يأخذها السهر و لا تقوي علي النهوض للعمل باليوم التالي

و كما حدث بالأمس حدث اليوم و جدته يقف ينتظرها امام الباب .


ابتسمت برقة و هي تقول صباح الخير

حسام : صباحك سكر

رحمة : بخجل و هي تركب و هو يفتح لها الباب قالت

رحمة : رايح مصر النهاردة برضوا

حسام : و عينه تلتقي بعينها قال لا انا رايح اوصل حبيبي الشغل

ابتسمت بخجل و تلونت عينها و هي تجلس و هو يغلق الباب و يلف ليركب بجوارها

بعد وقت كان يوصلها و هي تبتسم له قبل أن تنزل لقد كان الصباح هذه المرة مختلفة

كانوا يتكلمون معا يتبادلان الكلمات و المعلومات عن ما مضي في حياتهم أخبرها كيف كانت الحياة في الخارج قاسية و كيف كان يعمل في مطعم من اجل ان يوفر بعض المال من اجل ان يحصل علي ما يريد

لم بخجل و هو يقول لها كل ما حدث له كيف غسل أطباق و عمل حتي يأكل إلي أن تحسن الحال

و ما ان اوقف السيارة كانت تبتسم له و هي تهم لتنزل

حسام هفوت عليكي بعد الشغل

ابتسمت له و قالت طيب اللي تشوفه

مر يوم العمل كانت تشتغل علي تصميم جديد تضع الخطوط الأساسية عندما مر الوقت و كانت تنزل لتجده ينتظرها بابتسامة

اقتربت منه مسرعة و هي تقول

رحمة : أخرتك طبعا

حسام : ما تشغليش بالك فتح لها الباب كالعادة و لف ليكي بجوارها تلاقت عينه بعين وجدي الذي ابتسم له و تحرك ليسلم عليه

وجدي حسام باشا ليه ما طلعتش اخذت القهوة معايا

حسام : مرة تانية انا كنت فايت اخد الباسمهندسة رحمة

وجدي : شركتك يا باشا تامر باي حاجة

حسام : تسلم

وجدي : اتفضل حضرتك بلاش تأخر نفسك

ابتسم له و تحرك مع رحمة و لكن في نصف الطريق اوقف السيارة و هو يخرج علبة من الطابلوه

نظرت له رحمة بستفسار

حسام : انا افتكرت اني مش جابت ليكي هدية

نظرت له بدهشة و قالت

رحمة : بس انا مش عاوزة حاجة

حسام : عارف بس شوفيها يا رب تعجبك

بعد تردد نظر لها بحاجب مرفوع كأنه يقول لها هل يجب ان انتظر كثيرا

اخذته من يده علي استحياء كانت علبة من المخمل الاسود

فتحتها لتجد بها سلسلة من الدهب من نوعية راقية و بها عين بحجر متغير اللون أو ذو فص متحرك يعكس لون الضوء الساقط عليه و كأنه يقول لها هذا ما يحدث عندما انظر إلي عينك فهي كانت مثل عينها إلي حد كبير حتي نظرت له بدهشة و قالت

رحمة : هي خلوة اوي بس مش هينفع اخدها

حسام : ليه بس يا قلبي

رحمة : انت عارف

حسام : لا مش عارف

رحمة : هقول لماما مين اللي جابها انت طيب ليه و امتي

حسام : اه قولي ليها انا اللي حيبتها و هدية لأني ما حابتش ليكي و كمان انا جيبت لخالتي عشان ما تتكلمش و بعدين سهل كلها كام يوم و نجيب الشبكة

رحمة : ايه

حسام : ايه قولت حاجة غلط يا رحمة انا بعد الساعات و مستني و الليلة اللي هتبقي فيها مراتي

نظرت له بخجل مد يده ليمسك كفها ف سحبتها و هي تقول

رحمة : حسام ما ينفعش

حسام : مفيش أقرب من الايام و بكرة ينفع بس انا مش عاوز اخد خطوة رسمي الا لما اقف علي أرض صلبه معاكي انا مش عارف انت مترددة ولا محتاجة وقت ولا رافضة

رحمة : بخجل يعني لو رافضة انا معاك الوقتي ليه

حسام : بجد يا رحمة بجد بتبدليني نفس المشاعر يعني مش لوحدي اللي حاسس ب الارتباط الروحي اللي ربطني بيكي

هزت رأسها بمعني هي ايضا تشاركه نفس الإحساس

ابتسم لها و تحرك بالسيارة و هو يقول بكرة اجازة و اكمل بيجي البلد

رحمة اه

حسام يعني يناسبكم اجي انا و خالتك بكرة

نظرت له بستفسار

حسام لو موافقة هاجي اتقدم بكرة

ارتبكت و ظلت تفرك في يدها

حسام بيقول السكوت عالما الرضي

ارتكبت أكثر و لم ترد

حسام : طيب انا بس عاوزة اقول حاجة قبل ما اجي

نظرت له منتظر أن يتكلم فقال

حسام : بحبك

ارتكبت و شعرت بالحياء و تلون وجهها بحمرة الخجل

حسام بحبك يا رحمة

رحمة ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي