الحلقة الحادية عشر

الحلقة الحادية عشر

الحب المحرم

بقلم نورا محمد على

كانت تسأل و تسأل و عقلها يدور و يدور و هي ثابته مكانها و لكنها لم تقدر علي الإجابة ولا حتي علي السؤال الذي ظهر في عقلها هل من الممكن أن يكون هناك شى بينهم هل هناك شئ لم تلاحظه

و لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن لما هي رافضة الي هذه الدرجة و كان رحمة موصومة بشئ حاشا لله فهي اطهر من ماء الندي ماذا بها أو بمعني اصح ماذا هناك يعيبها انها لا عيب فيها يكفي انها ربت أمام عينيها تعرف عنها الشاردة و الواردة و هي فوق كل هذا

جميلة و رقيقة و حنونة و مهذبة و ربة منزل ممتازة و كذلك متعلمة تعليم عالي هي مهندسة متفوقة و محترمة و ايضا تعمل و اي احد مكانها كان طار من الفرح لكل هذه الصفات بالإضافة إلي انها ابنة اختها و لكن لما هي تشعر بالصدمة لما هي ليست سعيدة هل هناك عيب في رحمة هل هناك شئ تعرفه هي فقط

لا الحقيقة هي ليست سعيدة هي مصدومة و كانها حزينة لأنها لم تلاحظ و لكنها نقضت افكارها و قالت

سناء : انا دماغي سرحت بعيد مستحيل يكون بيفكر في رحمة

رحمة اصغر منه بكتير اكتر من عشر سنين و كمان انا كنت بلاحظ أنها مش بتطيق اتكلم عليه قدامها دي كانت بتتحجج باي حاجة و تدخل قوضتها لا لا انا بفكر في ايه.

اكيد انا اللي مش فاهمة ولا في حاجة مش مظبوطة ثم رجعت تقول لنفسها يمكن كلم اكمل عشان يروح معاه .؟ اه اكيد هو ده ما هو اكمل زي اخوه انا دماغي ضربت دي رحمة هي كمان زي اخته لا زي ايه دي اخته

كانت تسأل و تجاوب علي نفسها و لكنها قالت يا خبر بفلوس بكرة يبقي ببلاش

ألقت السلام علي اختها التي اخذتها في حضنها و هي تقول

صفاء : يا اهلا يا سناء هو من لقي احبابه نسي أصحابه ولا ايه كده يا سناء اسبوع كامل و اكتر ولا تسألي طيب لما يطلع حسام وانا هملص ودانه عشان شغلك عني و لا انت اللي ما صدقتي.

ابتسمت سناء فيبدو أن صفاء لا تعرف شئ مما يشغل عقلها

ضمت اختها و سلمت علي روان و اكمل و جلست و هي لا زالت لا تدري لما قلبها يرتجف هل من الممكن لا لا و أخذت تلوم علي نفسها لأنها لم تسأل عن من تشغل باله أو من يريد أن يخطبها و استمر قلبها في الارتجاف

و لكن ما جعل قلبها ينتفض أكثر أن حسام فعلا رن الجرس و هو محمل بالجاتو و التورتة و طبق الشيكولاته و عينه التي تحمل بين جفنيها الشوق و اللهفة و هو ينظر إلي رحمة بحب لا ليس حب انه العشق نفسه و كأنه لم يلف و لم يدور و لم يعرف غيرها

فغرت فمها و هي تكاد أن تشهق أن تصرخ أن تقول لا يجوز أن حبك لها محرم ... لما هي.؟ لما ليس غيرها الدنيا مليئة لما هي ...؟

و لكنها تمالكت نفسها و عينها يتجمع فيها الدمع علي ابنها و ليس عينها فقط بل قلبها ايضا يبكي علي حال وحيدها و عقلها يسأل هل ستكون السبب في كسرة قلب ابنها هذه المرة و لكن اي حظ هذا الذي يملكه ابنها هل مكتوب عليه أن لا يتزوج ممن يحب في المرة الأول عشق حية لا ليست حية انها حرباء متلونه و في هذه المرة دق قلبه لمن لا تحل له؟

نبض قلبه لأخته......؟

نظرت عينها و هي تنتقل بين حسام و رحمة التي تأخذ من يده و تقول

رحمة : ايه ده كله يا حسام ليه كل ده كان كفاية حاجة واحدة.

نظر في عمق عينها و هو يهمس و يقول

حسام : مفيش حاجة كثير عليكي الدنيا مش كتير عليكي يا قلبي المهم انت عاملة ايه وحشاني

اخذت سناء أنفاسها بقوة و لكن لم يلاحظ أحد

وقف اكمل و هو يقول

اكمل : اهلا يا سحس أيه ده يا عم حسام انت جاي لحد غريب عشان ده كله و بعدين معاك

حسام : ما غريب الا الشيطان و انا هروح لحد غريب ليه

صفاء نهضت لتقبله و هي تقول : نورت يا قلب خالتك بقي كده يا واد مش تسأل عليا مليش كوم فيك

حسام و هو يقبل خد خالته قال : منور بيكي يا خالتي طبعا ليكي كوم و كوم كبير كمان ما انت زي ماما

أبتسمت له بمودة و لكنها مسكت أذنه بمزاح

حسام نظر لها بدهشة

صفاء : انت من يوم ما جيت ما شوفتكشي ولا شوفت اختي غير يوم ما جات معاك و النهاردة ايه مش تقولها تعالي نروح لخالتي نطل عليها

حسام : لا عندك حق بس سييبي وداني الله يخليكي يا خالتو انا كبرت...

كان الكل يضحك و لكنهم كانو غافلين عن تلك النار في قلب سناء التي جلست علي المقعد لا تتحرك حتي لو تحرك الحائط من مكانه هي سوف تظل ثابته

حسام : ازيك يا مدام روان عاملة ايه

روان : الحمد لله يا دكتور حسام يا رب تكون بخير

حسام : تسلمي بخير الحمد لله و جلس بجوار اكمل

أكمل : ايه ده كله يا حسام ما انت ولا اللي رايح يخطب

حسام : خدتها من علي لساني

أكمل : هي ايه دي .. اوعي تقول ان ربنا تاب عليك و رجعت لطريق السوي من تاني

اذدري لعابه و هو يقول

حسام : و دي حاجة وحشة مش عيب انك تغلط العيب انك تصر علي الغلط

أكمل : صح كلامك ايه العقل ده يا دكتور بقى ايه حكاية انك جاي تخطب دي يعني انت بعد ما دخلت التورتة فاكر انك تتطلع بيها

حسام : ههههه حلوة بس لا طبعا التورتة جاية ليكم و اخرج علبة الهدية و اعطي خالته

صفاء : تسلم ايدك يا حسام بس دي كتير

حسام : مش اوي بقي انا جايب ليكي انت وماما زي بعض شوفي كده يا سوسو

هزت رأسها و ابتسمت و لكنها كانت ابتسامة شاحبة

و اختفت ابتسامتها ما ان أخرج علبة مختلفة على المهمل ايضا و ما ان اخرج ما فيها و هو يبتسم لرحمة

حسام : و دي ليكي يا رحمة العين دي فكرتني بعينك اللي مش عارف لونها

ضحكت روان و كذلك صفاء ام رحمة فركت يدها و سناء كانت صامته لا تقوي علي الكلام

أكمل : لا كده كتير يا حسام

حسام : ولا كتير ولا حاجة انا بس كنت نسيت الهداية معايا و نظر إلي رحمة بأبتسامة

هنا استمعت سناء عقلها وقالت

سناء : و مالوا يا حبيبي ما خالتك زي و كأنها امك و رحمة زي اختك الصغيرة

نظر لامه و كأنه يستنكر قولها و هو لا يعرف لما تقول ذلك لما هذا التحفظ و التحفز في نفس الوقت

أكمل : فعلا حسام اكتر من أخ

نظر لهم حسام و قال : بس انا مش شايف رحمة زي اختي

و هنا نزلت الطامة علي رأس سناء

و ما أن اكمل حسام كلامه و قال

حسام : و بصراحة انا فعلا جاي اخطب لأني لو لفيت البلد من شرقها لغربها مش هلاقي ضافر رحمة

نظرت صفاء بدهشة و كذلك أكمل ام سناء كانت تشعر بالصدمة لدرجة انها فقدت النطق

أما رحمة تحول لون عينها للون الفيروزي و روان تبتسم لها و تقول

روان : مبروووك يا روحي

صفاء : انت بتتكلم جد يا حسام

أكمل : هي دي حاجة فيها هزار يا امي و بعدين حسام الف مين تتمناه هو فيه زيه بس الرأي رأي رحمة و دي مش فيها زعل يعني هي لو مش موافقة لازم تفهم اننا اهل

صفاء : طبعا

نظر اكمل إلي رحمة التي تذوب خجلا وهي تفرك يدها في بعضها و لون و عينها متغيرة و هي تنظر أرضا

حسام : ها يا باشمهندسة موافقة و ابتسم لها... فلم تقوي علي الكلام

أكمل : ايه يا رومي السكوت علامة الرضي نقرأ الفاتحة

لم ترد و لم تقوي علي الرد و هي ترفع طرف عينها لتنظر إلي حسام الذي ينظر لها بعشق و كأنه غافل عن وجود العائلة حولهم تنظر لهم.

صفاء : الموضوع ده لازم تردي يا رحمة لو مش موافقة قولي و لو موافقة برضوا قولي

رحمة بعد جهد طويل حتي أتمالك نفسها ورغم انها كانت متوقعه طلبه لا هي لم تكن متوقع هي كانت تعلم انه اتي التقدم لها ليطلبها لان عينه تلمع في حضرتها و قلبه ينبض بطريقة مختلفة في وجودها و ان حاله مثل حالها هي و هي رغم كل الحرية اللي تعيش فيها و الثقة اللي اكتسبتها من الدراسة والأحكام بالناس الا انها لم تقوي علي النطق

صفاء : يا بنتي قولي رايك

و كلما لم تقول شئ اطمن قلب سناء برحمة قد ترفض و لكن ما أن بدأ قلبها يرتاح حتي شعرت بدلو ماء بارد يسكب فوق رأسها و رحمة تقول

رحمة : اللي تشوفيه يا ماما

صفاء : يعني موافقة

نظرت إلي حسام الذي ينظر لها بطريقة لم تراها من قبل هي مزيج من كل شئ من الحب و العشق و التملك فقالت بثقة

رحمة : موافقة

و هنا انتفض قلب سناء وهي تنظر لهم و لكن الحب الذي تراه أمامها وقالت

سناء : انا مش موافقة

نظر لها الجميع منه من يبتسم و منهم من يظنها تمزح و منه من شعر الآن انها لم تكون طبيعية من اول دخولها و هنا انتبه الجميع من الدموع التي تسيل علي وجهها و من الجدية والحجرشه في صوتها انها تتكلم جد ولا تمزح

و سؤال يطرح نفسه في الافق

لما هي رافضة لما

صفاء : بتقولي ايه يا سناء انت مش موافقة بجد ولا بتهزري

سناء : هو الموضوع ده في هزار يا صفاء حسام مستحيل يتجوز رحمة

حسام : نعم انت بتقولي ايه يا امي انت غلبتي معايا علي ما وافقت علي الموضوع و لما قلبي دق و حسيت اني بحب و مستعد اربط روحي وقلبي بيها بتقولي لا طيب ازاي...؟

سناء : مش ينفع حبك ليها حرام؟ حبك ليها محرم.. ؟

نظرت صدمة علي وجوه الجميع و هي تفحر هذه القنبلة

و كأنها تحكم عليهم بالموت

حسام تمالك نفسه و نظر لامه بحدة لاول مرة و هو يقول

حسام : بتقولي ايه مش فاهم

نظرت سناء إلي صفاء و قالت :
فاكرة لم جوزك الله يرحمة مات و رحتي تعملي الورق بتاع المعاش

صفاء نظرت لها دون رد

سناء : سيبتي رحمة معايا و كانت لسه حتة لحمة حمرة

اخذت صفاء أنفاسها و هي تنتظر الاسوء

سناء غيبتي ساعة ولا يمكن اثنين فاكرة

هزت صفاء رأسها و هي تأكد تبكي علي وجه ابنتها الذي تحول من الفرح إلي الصدمة والخوف و عينها التي تحولت للون الدم من فرط البكاء

حسام : ما تبكيش يا قلبي

اما سناء اكملت كلامها وهي تقول

سناء : وقتها مجرد.ما انتي مشيتي فضلت رحمة تبكي و تبكي و انا اسكت فيها ما تسكتش كان عندها كام شهر و انا كنت وقتها برضع رضوي و انت عارف رضوي اكبر من رحمة سنة و نص و اكتر

كانت تتكلم و دموعها تسيل علي وجهها و هي تنظر لأبنها الذي اشتعل قلبه قبل عينه

و قف حسام من المقعد و هو ينظر إلي امه و يقول لها

حسام : انت عاوزة تقولي ايه بالظبط انا مش فاهم حاجة

سناء : انا رضعتها يعني هي اختك في الرضاعة يعني ما تحلش ليك حبك ليها حرام حبك ليها محرم

نظر إلي امه بصدمة و هو يجلس مكانه و عينه تنتقل بين امه و خالته و رحمة و وضع رأسه بين يديه يسندها وكأنه لم يعد يقوي علي رفع راسه

سناء : حسام مالك يا قلب امك فيك ايه رد عليا طيب ارفع راسك

و ما ان رفع راسه حتي رأت عينه تحمل الدمع و هو يقولها

حسام : ليه...؟

سناء : ليه ايه ليه حاولت أسكتها و هي مفطورة من العياط..؟ ليه ايه؟

حسام : ليه ما قولتيش من الأول؟

سناء : هو انت كنت لمحت ولا اتكلمت انت اول ما دخلت و انا قلبي فرحان ليك انا شوفت في عينك اللي بحلم اشوفه من زمان بس بس اختارت غلط

ضحك بسخرية وهو يقول اختارت غلط ازاي قلبي مال ليها هي حبيتها كانت سبب انى انسى و اقطع علاقتي بالماضي كله كان عندي استعداد اسيب فرنسا ونفضل في فرع الشركة هنا و انتي جاية تقولي ما ينفعش

سناء : انت ليه ما سألتش نفسك انا ليه وديتك لبنت عمك و مش كلمتك علي رحمة

حسام : بعدها سألت بس عرفت السبب متأخر

قال كلامه و وقف ينظر إلي رحمة التي تبكي و هو ايضا كان قلبه يبكي تحرك ليخرج .من الباب

تارك خلفه امه تنادي عليه و خالته تشارك امه البكاء و النداء و صفاء تنظر إلي سناء بصدمة و رفص و هي تلوم عليها انها لم تقول من قبل اما رحمة أسرعت إلي غرفتها وهي تنتفض

من يقول ان بضع قطرات من اللبن كانت سبب في تحريم حبهم

كانت تنام علي وجهها علي الفراش تبكي حظها العثر و هي تفكر لما هي من بحدث لها كل ذلك لما هي من يكون حظها
و حبها معقد في حين كان أخوها يشعر بما هي فيه فاتجه إلي غرفتها يجلس جوارها في الفراش وهو يقول

أكمل : ليها حل

التفتت لتنظر له و عينها تحمل آلاف الأسئلة و لكنه لم يقول شئ

و لكنه جلس جوارها و هو يضمها بمحبة اخوية و هو يردد كلامه مرة اخري

ليها حل ام شاء الله...

بماذا يفكر أكمل.. وكيف لها حل...؟

انتظرونا فى الحلقه القادمه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي