الحلقة الرابعة

الحلقة الرابعة

الحب المحرم

بقلم نورا محمد على

بعد وقت مر في صمت دون تبادل الحديث ببنه و بين والدته كان يوقف السيارة بعد أن استطاعت أن يوقف موجة الضحك التي تملكته بأعجوبة منذ أن خرج من بيت عمه و اه مما حدث في بيت عمه و خاصة علي نظرة مرأة عمه الأخيرة لوالدته التي كانت تعني الكثير و الكثير اما هو لم يكن يهتم بما تراه مراة عمه مناسب أو تطمح له و اكن لسان حاله يقول لوالدته لقد نبهت عليكي قبل أن تذهب و ها هي النتيجة

كان ينزل من أجل أن يلف حول السيارة ليفتح لوالدته الباب و لكنها نزلت دون مساعدة منه و لكنها كانت تنظر له بغضب و هي تقول

سناء : تعرف تبطل ضحك بقي يا بيه ولا هي كانت نكته و عجباك اوي

حسام و الله بحاول بس اعمل ايه كل ما افتكر بصة مراة عمي ليكي افتكر اني نبهت عليكي . بقي يا سوسو عاوزة تجوزيني لعيلة لسه مش خلصت ثانوي حتي دي تحت السن القانوني للجواز يا أمي دي قاصر طيب ازاي

سناء : و هي تحاول ان تلملم نفسها مما تشعر به من خجل قالت

سناء : اللي جات في بالي يا حسام يعني انت شايف اني بلف البلد كل يوم

حسام : هههه طيب ياله يا أمي عشان نسلم علي خالتي و هي ساعة و قول ياله تقومي انا دماغي وجعتني و عاوز ارجع البيت

سناء : طيب ياله

تحرك هو الي الباب الخلفي للسيارة و حمل منه طبق حلويات شرقي ضخم الذي اشتراه بعد أن أجر السيارة منذ عدة ساعات

نظرت له امه بستفسار

حسام : اصل لو كانت خالتي مش اتصلت انا كنت هفوت عليها انا عمري ما انسي انها هي اللي واخده بحسك من يوم ما سافرت و يوم جواز رضوي و كل ما كلمك تقولي كنت عند خالتك خالتك كانت هنا

ابتسمت له و هي تربت علي كتفه بمحبة فهو لم يغفل او ينسي من يكرمها في غيابه وضعت يدها في ذراعه بفخر و هي تسير معه إلي باب البيت

طرق الجرس و ابتعد عنه خطوة و ما ان فتح له اكمل حتي ابتسم و هو ينظر إليه بترحاب و هو يأخذه بالحضن و يقول يا ادي النور يا دكتور ولا اقول يا باش مهندس ولا ايه

ضحك هههههه حسام و قال

حسام : حلوة دكتور دي يا اكمل رغم اني مش دارس طب

ضحك اكمل هو الآخر فهو يعرف حسام و مزاحه

حسام : هو انت غريب يا اكمل قول يا حسام

اقتربت صفاء لتحتضن حسام بمحبه و هي تقول نورت يا قلب خالتك

ابتسم لها و هو يقول منور بيكي يا خالتو و ما أن تركها حتي كانت تحتضن اختها بمحبه و هي تقول

صفاء : اوعي تقولي واقفة على الباب مستنية حد يقولك اتفضلي ولا ايه هو احنا لينا غير بعض

سناء : لا يا قلب اختك

بعد وقت كانو يدخلون و صفاء تقول انا بحضر غذا

حسام الف هنا بس احنا اتغدينا عند عمي قبل ما نيجيى المهم روح انت اتغدي يا اكمل قبل ما الاكل يبرد

اكمل ابتسم له اكمل و هو يتذكر ايام الطفولة و المرح و ايام المراهقة و الشباب و ايام الدراسة في جامعة القاهرة فهو كان قريب من حسام لسنوات حتي بعد سفره ظلوا علي تواصل بينهم مراسلات و مكالمات جلس علي المقعد القريب من حسام كما جلست خالته سناء و لكن اكمل ابتسم و هو يقول

اكمل : أكل ايه بس يا عم هو انا هشوف كل يوم المهم انت قاعد قد ابه المرة دي

حسام : هو كان نفس شهر بتاع كل مرة و ارجع بس خالتك بقي وقعتني في شر أعمالي

نظرت لها سناء و هي تعرف عن ماذا بتكلم و لسان حالها يقول هو الجواز شر ام اكمل ما أن سمع كلام حسام حتي ضحك

اكمل : ههههه ازاي مش فاهم

حسام : عاوزة تجوزني يا سيدي

اكمل : تصدق عندك حق هي فعلا هتوصلك في شر أعمالك

في هذا الوقت كانت تدخل زوجة أكمل تحمل صنية محملة بالعصير و المقبلات و هي تنظر الي زوجها بحدة بعد أن سمعت كلامه الاخير و هي تقول بتسأل

روان : بتقول ايه يا اكمل مش سامعة

اكمل : ابدا يا قلبي انا بقول عليه هو حسام عامل زي الطير الحر ملوش مالكة يعني الملام مش عليا

ابتسمت فهي تعرف انه يقول الحقيقة فردت عليه بمداعبة

روان : طيب ما انا عارفة انت تقدر تقول غير كده

اكمل : من ناحية اقدر فأنا

نظىت له و كأنها تدعي الغضب الذي لم تكن تشعر به فأبتسم و قال

اكمل : ما أقدرش

ابتسم حسام لزوجة اكمل و هو يقول اتشرفت يا مدام

روان : الشرف ليا يا دكتور نورت بلدك

اكمل : اقعدي يا رور و بلاش تقلبيها جد

أخذهم الكلام في هذا الوقت دخلت صفاء إلي رحمة تطلب منها أن تخرج لتسلم علي حسام ابن خالتها

رغم ان رحمة قد اكتفت من السيرة نفسها فهو كان مقرر علي البيت منذ أن سافر خالتها لا تمل من الكلام عنه و من يلومها هو ابنها البعيد عنها آلاف الكيلو مترات

هزت رأسها لأمها من احل ان تخرج و تترك لها مساحة و تحركت لتنتقي احد فساتينها المحببه

ارتدت فستان مناسب لقدها الصغير فهي في حجمها لا تذيد عن طفلة رغم انها في الثانية و العشرين من عمرها و قفت امام المرأة تندم لبسها و ارتدت عليه حجاب مناسب للفستان و دون أن تضع ميك اب علي وجهها اكتفت بأن مررت قلم الكحل في عينها و خرجت من الغرفة الي حيث يجلسون و هي تلقي السلام

رحمة : سلام عليكم

رفع عينه لتلقي بعينها و هو يحاول ان يتذكر أين رائها من قبل أن وجهها يبدو مألوف

حسام : عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا و سكت فهو لا يذكر الاسم

اكمل : ايه ده اوعي تقول انك مش فاكرها رحمة اختي الصغيرة

حسام : ام ضفائر ياه دا انا اخر مرة شوفتك فيها قبل ما سافر كنت طفلة

رحمة : فعلا

مد يده ليسلم عليها و رغم انها لا تسلم علي رجال في العادة الا أنه لم تعرف لما مدت كفها و لكنها ما أن لمس يدها حتي سحبتها و هي تقول

رحمة : حمد لله علي السلامة

حسام : الله يسلمك

جلست علي احد المقاعد قريبة من روان و حاولت أن لا تتدخل في النقاش رغم انها لأول مره تراه منذ سنوات طويلة و هي لا تنكر أن الصور التي تحتفظ بها خالتها لا توفيه حقه فهو يعد وسيم و جذاب إلي حد بعيد و لكنزما شأنها هي و منذ متي تهتم بمظهر رجل نفضت عنها افكارها لتستيقظ من شرودها علي صوت خالتها

سناء : ها يا رورو عاملتي ايه في الشركة الي رسلتيها عشان الشغل

حسام : انت خلصتي دراسه

رحمة : اه السنة دي بس للاسف مفيش شغل رغم اني عاملة كرسات كتير في ورد و أكسل و لغات و برمجة

حسام ياه كل ده و مش لقية شغل مستحيل انت عارفة انت لو في فرنسا كنت اشتغلتي اول ما تقدمي و انت بالمؤهلات دي ايه رايك ابعت ليكي عقد عمل من هناك . هناك الحياة أسهل و

رحمة : و ايه

حسام : مش فاهم انت تقصدي ايه

رحمة : لو كل واحد سافر بعد ما اتعلم عشان برا الحياة احسن البلد دي عمرها ما هتتقدم لما انت و انا نبخل عليها بعلمنا يبقي مفيش بكرة لبلدنا انت سافرة تعمل درسات عليا عشان تفيد بلدك و النهاية انت استقريت هناك و نسيت بلدك اللي كلمتك بعثة عشان تتعلم و بتيجي شهر كل كام سنة تبقي مش مصدق امتي هيخلص عشان ترجع تأتي

و رغم دهشته من انها حولت محاولته لمساعدتها إلي تهمة و هي تشعره بأنه لا ينتمي الي بلده بمجرد انه فكر في الاستقرار في الخارج

حسام : انت بتهجميني انا ولا الكل يعني عشان ابقي عارف

نظرت له نظرة طويلة و كادت أن تقول انت شايف ايه و لكنها قالت

رحمة : انا مش بهاجمك ولا حاجة انا بس اقصد الكل يعني لو انت و انا و غيرنا سبو البلد عشان برا الحياة أحدث

حسام : مش بس أحدث كفاية الروتين

رحمة : الروتين هه

حسام : اه انا النهاردة روحت أأجر غربية و صاحب المعرض مشكور قالي اجار شهرين كتير طيب ما تشتريها يا باشا و بعد كلام أفهم أن الكام يوم اللي نازل فيهم إجازة هيروح في اجراءات نقل الملكية و الترخيص و خلافة لأمتي هتفضل كده

نظرت له رحمة كأنه براسين ماذا يقول هل يظنها غبية ام ماذا أن الإجراءات في كل البلاد و لكنها هي من بدأت النقاش و عليها أن لا تنسحب او تنفعل فهي لم تعد طفلة كما يظن

رحمة : ماشي بس مش لدرجة اللي انت بتتكلم بيها دي يعني انت في فرنسا بتشتري العربية من المعرض من غير إجراءات

حسام : لا بس

رحمة : من غير بس هناك نفس الاجراءات بس انت هناك هتلتزم عشان النظام و المخالفات و غيره هناك هتخاف ترمي ورقة في الشارع بس هنا عادي العيب مش في البلد العيب فينا

اكمل : صلي علي النبي في قلبك و بلاش تدخل معها في السكة دي

حسام رفع يده بستسلام و ابتسم لها و هو يقول

حسام : طيب ايه رايك اشوف ليكي شغل في فرع الشركة هنا

نظرت له مطولا و كأنها توازن الأمر في عقلها و هو أيضا يأكلها بنظرات عينه حتي انه لم يشعر ماذا يحدث هل فقد عقله ام أن عينها لونها أخضر فعلا لقد كانت عسلي منذ قليل

ام هي تكلمت و لكنه لازال سارح في عينها و عندما لم تتلقي رد منه نظرت له بغضب فتحول عينها إلي لون ازرق غامق

رحمة : انا بكلمك علي فكرة و اعتقد ان من الزوق

حسام : هو انت عينك لونها ايه بالظبط

نظرت له بدهشة و لكنها ابتسمت و هي تقول

رحمة : علي حسب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي