الفصل الثامن

الحلقة الثامنة

الحب المحرم

بقلم نورا محمد على


بعد.وقت كانت تصل إلي الشركة بعد رحلة صراع من الأفكار يسكن عقلها و عقله كلهما يفكران دون صوت دون همس أو حس نظرت له و هي قبل أن تنزل من السيارة و أبتسمت له بمودة و هي تقول

رحمة : شكرا يا حسام ولا اقول يا دكتور أو ..

حسام : اوي ايه يا رحمة اوعي تقولي ابيه

نظرت له مطولا و لم ترد و بما ترد و لسانها عاجز عن الرد و لكن عينيها قالت الكثير و قلبها قال أكثر و لكنها لم تنبث بين شفتيها بحرف فقال

حسام : نظر في عمق عينها كأنه ينتظر الإجابة علي سؤاله بفارغ الصبر و كأن ما سوف تقوله لسوف يترتب عليه باقي الأحداث

حسام : ايه.. الإجابة صعبة اوي كده ولا انتي شايفة اني كبير اوي عليكي انا اقصد يعني انتي شايفة اني ..

و سكت لم يكمل و بماذا يكمل هل يسألها.. هل تراه مناسب ليكون حبيب ليكون زوج ام ماذا ؟ هو لم يعرفها الا من اسبوع لم يتعامل معها الا عدة مرات قليلة و لكنه يشعر بحرب بين ضلوعه كأنه نسي كل ما مضي من حياته كأنه لم يتذوق الحب من قبل هو المتردد رغم انه خبير هو المراهق رغم انه تجاوز المرحلة بكثير و لكن ماذا يحدث له عليه بالتعقل و التريث

رحمة أخرجته من أفكاره التي سحبته لبعيد صوت رحمة الرقيق الذي يتلون بالخجل و هي تقول

رحمة : انا ما قولتيش كده يا ..

نظر لها و هو يرفع حاجب واحد و كأنه ينتظر أن تكمل فابتسمت له بخجل و هي تقول أو بالأصح تكمل كلامها

رحمة : يا حسام

و ما ان نطقت اسمه بتلك الطريقة حتي كان يفكر في شئ واحد في أن يضمها بين ذراعيه أو يحتويها في حضن كبير و طويل قد يغيبهم عن الدنيا و هو يمني نفسه بأن تشعر بما يشعر به أو بالأصح تبادله نفس الشعور او علي الاقل تبادله الحب بالاعجاب و سوف يكون راضيا كان ينظر إلي وجهها المحبب إلي قلبه و عينه تتحرك علي ملامحها التي تأثره كلما تعمق فيها أكثر و توقفت علي شفتيها التي تهمس

رحمة : بس الوقت أتأخر و لازم ادخل الشركة

حسام : اه طبعا اتفضلي بس هخلص المشوار اللي وريا و هفوت عليكي نروح سوا لو مش عندك مانع

رحمة : بأبتسامة و انا همانع ليه يا ريت حتي ترحمني من المواصلات

و تحركت و هي توري خجلها فهي تكذب هي لم تفكر في إرهاق المواصلات من قبل و المسافة تعد قريبة و لكنها تريد صحبته هي تفكر فيه كما يفكر فيها و قد يكون أكثر و لكن .. السؤال الذي يطرح نفسه لما؟؟

وقد مر عليها يوم العمل و هي تفكر فيه و كيف كان يسأل كأن الدنيا متوقفة علي ردها علي سؤاله هل تراه كبير إلي هذه الدرجة

ربما قبل أن تراه اما الآن فهي لن تكذب علي نفسها هي تراه بصورة اخري هو جان و راقي و ذو فكر و مكانة و شخصية محببة متحدث لبق متفهم و سيم و جذاب الخلاصة هو رجل كما لم تحلم بأن تتعامل مع مثله من قبل

هو المختلف بتقلبات شخصيته المتناقضة كما هي مختلفة بتقلبات عينيها الفيروزية أو بمعني اصح الشفافة

كانت تنزل لتراه ينتظرها و كأنه علي استعداد أن يبقي باقي عمره لتكون معه

اوصلها إلي البيت و هو يتكلم معها و يسأل عن عملها أو كيف مر اليوم و لم تدري متي تطرق الأمر إلي حياتها السابقة و كل ما مضي قبل أن تراه كيف سأل أن كانت مرتبطة أو أن كان هناك أحدهم يشغل قلبها

نظرت له بطرف عينيها و هي لا تعرف لما يسأل و أن سأل ماذا بعد... هي تعرف ان حياته حافله

حسام : ايه.... ؟ السؤال صعب لدرجة دي ولا انا بتجاوز حدودي

رحمة : مش صعب بس يعني مش متوقع

حسام : يعني كان فيه ارتباط

رحمة :::هههههه

حسام : أنا قولت ايه يضحك للدرجة دي

رحمة : انت بتسأل و تجاوب و بعدين منين جايب التأكيد أن فيه حد فى حياتي .. اصلا ماكنش عندي وقت ارتبط بس الغريبة أن انت اللي بتسأل.؟

نظر لها بطريقة لم تفهمها كانت عينه تحمل مشاعر مختلطه كأنها مزيج من الأفكار

حسام : ليه غريبة اني اسالك؟

رحمة : لان انت حياتك كانت اوبين مايند... بره و جوه

حسام : نظر لها بصدمه وهو يقول... ايه ؟

رحمة : يعني كنت مرتبط قبل ما تسافر و عايش قصة حب و كان عادي اوي بالنسبة ليك. تكون فى علاقه

نظرات الدهشة في عينه كانت خير دليل علي صدق كلامها فهي تعرف الكثير ربما أكثر مما كان يتوقع فلقد .كانت طفلة وقت أن سافر و تلك القصة التي تحكي عنها انتهت حتي قبل أن تبدأ و ايضا ليس كما توحي بكلامها. فأي انفتاح تتكلم عنه و هو الريفي الآتي من خلف الأبقار كما كانت تظن أروي ولذا لم تنتظر الى أن يصل الى ماهو عليه الآن من علم ومكانه .. وماده و تزوجت الجاهز ماديا وتركته بصدمته علي حبه البكر و قلبه البكر الذي تمزق قبل أن يتذوق الحب أو يشعر بحلاوته...

عندما شعرت بسكوته قالت

رحمة : و كمان برا ما شاء الله حياتك حافلة مرة مونيكا و مرة روز و مرة جين... قلبك ده اتوبيس

و هنا فغر فمه و أغلقه بسرعة و حرفيا كان في حالة ذهول.. من اين تعرف كل هذا و نسي أن السماء كما تحمل طائرات تحمل الأخبار اسرع و كأن المثل الذي يقول

من تحمل في مكة يأتي خبرها مع الحجاج صحيح.

حسام : بعد أن تمالك نفسه و هو ينظر لها قال

حسام : انت جبتي الكلام ده منين
رحمه وهي تنظر له ولحاله المضطرب وكيف تحولت شخصيته من واثقه الى مرتبكه. وقالت. وهى تضحك

رحمة : مالك يا حسام اللي يشوف الصدمة اللي علي وشك يقول بأفتري عليك انت ناسي انك ابن خالتي و مش بس كده انت و اخويا أكمل صداقتكم استمرت حتي بعد سفرك و كلامك معاه ما تقطعش

حسام فتح فمه و أغلقه مرة اخري فيبدو انها تعرف الكثير و لكن هل سيأثر ما تعرفه علي طلبه .

حسام : تمام ..... معني كده انك شايفة اني حياتي حافلة و اني مش الشخص اللي .. اللي ..

رحمة : اللي ايه؟ يا حسام مش فاهمة

نظر لها بطريقة جعلت قلبها يرفرف بين ضلوعها و هي تري الحب مرسوما في عينيه و كأنها كلمات حية و ليست نظرات و كل نظرة تحمل عمقا اكبر و معني مختلف و كأن العشق تمكن منه و لم يعد يقوي علي الصبر و هو نفسه لا يعرف متي حدث كل هذا ربما لا يحتاج العشق إلي وقت و لكنه اتي فجأة هو من كان يفكر في زواج عقلاني و ليس عن حب جارف ليس عن احتمال وجع مرة اخري او وجع اكبر مما سبق فنا مضي استطاع أن يتخطاه و لكن هذا الوضع قد يصعب عليه أن يتجاوز و لكن حتي لو جازف و سأل ما يدور في عقله هل يستطيع أن يتحمل الوجع هل يستطيع أن ينكسر مرة اخري او يتحمل ما سوف يترتب علي رد رحمة هل من الممكن أن تقبل به هو الكبير عنها بسنوات هو من تزوق الحب من و مع اخريات هو من
عجنته الدنيا و عجنها هو

اما هي كانت تائه في ما بين عينيه في ما بين جفنبه كان بحر لة قاع له لا نهاية له و لكنها كانت تغوص فيها حتي انها كانت علي استعداد للغرق أكثر و أكثر و هي تفكر في كلامه

و لكنه إلي الآن لم يقول شئ

حسام وهو مرتبك كأنه خائف من الرفض و كأنه فى امتحان يحدد مصيره. لا ليس فقط مصيره بل سوف يتحدد عليه باقي حياته...

حسام: تتجوززييييني. يا رحمة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي