الفصل الثانى

ردوا جميعاً عليه السلامة وهموا بالخروج ترجلوا بعضاً من الوقت حتى وصلوا إلى وجهتهم تلمفضلة ، كافيه بمنطقة هادئة بالأقصر يجود بها يعض الكافيهات فذهبوا نحو الكافيه الذي يريدون الجلوس به وما أن وضعوا اقدامهم بداخله حتى شاهد مصطفى ابنة عمه ومعها صديقتها ياسمين
_ ايدا دى منى بنت عمى ومعاها صاحبتها ياسمين
كان سعيد سرح بعض الوقت فى ياسمين الفناة التى يراها للمرة الثانية فى حياته ولكنه لا يلعم لماذا يتعثر عن فعل أى شئ حينما يراها فثبت فى مكانه حتى افاقه مصطفى
_. يابنى أنت فى ايه روحت فين
=مفيش هى مين اللى مع بنت عمك دى
نظر إليه فكان وجه سعيد مرسوم ببتسامة ولمعة لعينيه
_ ايه ياصاحبى عجبتك ولا إيه ، ظى يا سيدى بنت الحاج منصور الحرجاوى

كان أسامة أيضا سارحا بخياله ولكن عكس سعيد فرد فى غفلة لما بداخله
_ اهو دى يابخت اللى هيتجوزها ، هيملك نص اراضى الأقصر تقريبا ابوها من اغنى واحد فالبلد
كان سعيد يجتظ من تلك الكلمات التى يكون فحواها الأموال
_ مش كل حاجة الفلوس يا أسامة ممكن يكون ابوها معاه ملايين بس ربنا مش مبارك فيهم ، واللى موزع الارزاق مدى لكل واحد حقه تالت ومتلت
دائما ما يحدث خلاف فى الحديث ما بين اسامة وسعيد ولكن تدخل مصطفى ينقظ دائما الموقف
_ خلاص يلا بينا نسلم عليهم
ذهبوا الثلاث متجهيين نحوهم حتى رأتهم منى فنادت على مصطفى
_ مصطفى ، ثم لوحت له بيديها فأتجه هو واصدقائه نحوهم
= ازيك يا بنت منى عاملة ايه ، غريبة أول مرة الاقيكى جاية هنا
_ لا مهو ياسمين هى اللى عرفتنى عليه ، ازيك يا سعيد عامل ايه
سعيد كمن كان يفكر فى أموراً كثيرة وواحدا افاقه فجأة
= ها .. ازيك انتى يا منى انا بخير الحمد لله
_ مبروك ياعم على المجموع العالى دا محدش قدك
= الله يبارك فيكى يارب ، مجموع مصطفى عالى برضو
_ ياعم فى فرق ما بينكم ٨ درجات مئوية ، تخيلى يا ياسمين سعيد من غير ما يلخد دروس ولا حاجة جايب فى الثانوية العامة ٨٩ فى المية واحنا بنقعد ناخد فى دروس ونهرى نفسنا مزاكرة وفى الأخر مبنحصلش التمانين حتى
_ دا قر دا ولا ايه
ضحكوا جميعا على كلام منى فأكمل حواره سعيد
_ على العموم يا ستى لو عيزانى ازاكرلك معنديش مشكلة
كانت ياسمين تستمع للحوار حتى سمعت تلك الجملة وكأنها تشبثت بأمل حول الدراسة
_ قصدك تزاكرلنا احنا كلنا فى المركب سوا
= مش فاهم
ردت عليه منى ..
_ هفهمك انت عارف ان انا و ريهام اخت مصطفى فى تانية ثانوى وياسمين كمان ، وبناخد دروس كتير اوى بس مبنفهمش حاجة وانا كنت حكيت مع ياسمين قبل كدا عنك وعن قد ايه انت شاطر وبتعرف توصل المعلومة
= ياستى لو على كدا معنديش مشكلة بس كلموا اهلكم الأول ولو كدا ازاكرلكم عند مصطفى فالبيت

_ خلاص يا سيدى اتفقنا يلا احنا هنمشى بقى
كان مصطفى يريد ان يحدث ذلك فلم بفرض عليهم شيئا
_ خلاص براحتكم بقولك ايه روحى علينا علطول امى عاملة اكل حلو اوى
= منا عارفة يا اخويا ، اختك كلمتنى وقالتلى ، يلا باى
ذهبت الفتيات وجلس الشباب على طاولة بالمكان يتبادلون النظرات حتى قطع ذلك الصمت كلام مصطفى
_ إيه رأيك يا عم سعيد بقى فى ياسمين
كان مصطفى يريد أن يعرف ما بداخل صديقه فهو فقط من نظرة عينيه عرف أن ياسمين اثارت اعجاب سعيد بدرجة كبيرة ولكن سعيد كطبيعته لا يقول شيئاً عن ما بداخله
_ عادى يعنى بنت كويسة
كان سعيد تلمع عينيه من الأعجاب بالفتاة أم عن اسامة الذى التزم الصمت كثيراً كانت عيناه يملأها الطمع فكان رده يؤكد ذلك ...
= عادى ايه ياعم انت مبتشوفش طب مبتعرفش تحسب ، انت غلبان أوى يا سعيد
أكملوا الشباب جلستهم يتحدثون عن أشياء عدة من ثم هموا بالخروج وكلا منهم ذهب إلى بيته
.....................................................................

كان الضابط يستمع إلى حكايات سعيد ومصطفى عن علاقتهم بأسامة وكما يبدو له أن أسامة كان يمتلئ بالطمع منذ صغره
= بس مقولتليش برضو قاطعتوا بعض ليه
كان الوقت قد تأخر فنظر مصطفى إلى ساعته ثم رد عليه قائلا ..
_ دا لو كان عندك وقت ياباشا الساعة دلوقتى بقت ١ بليل
= عندك حق يا مصطفى باشا ، عمتا انا مقدرش اروحك انهاردة يا سعيد ولكن أقدر اقولك انك هتبات هنا فالمكتب وبكرا بإذن الله انا هتصرف وهتخرج
اتصدم سعيد لما سمعه من الضابط
_ بس حضرتك انا كان لازم أرجع القاهرة انهاردة الشركة فيها مشاكل وعندى اجتماع برا مصر دا غير أنى لازم اطمن على بنات عمى
= بص يا سعيد انا اللى اقدر عليه انى هسيبلك تليفونك وتعمل اللى انت عايزه وكمان مصطفى هيبقى معاك لو حابب وبكرا تروح براحتك وتوف حياتك
_ تمام حضرتك ربنا يعدى اليوم دا على خير


انتهوا من الحديث وأبلغ العميد ألضابط أن هذا المكتب لا يدخله أحدا وان كل ما يطلبه سعيد ينفذ فقط من يدخل عليه هو مصطفى صديقه .. .........

......................... .......................... ...................... .... ......................

عودة للفلاش باك
بعد مرور عامين من الدراسة قد أثبت نفسه فيهم سعيد جداراته فى الدراسة وساعد فيهم ياسمين ومنى وريهام على تحقيق نجاحات فى الدراسة وكانوا يحصلون على مجاميع عالية ، وكان سعيد يتابع العمل مع والد مصطفى ويتابع دراسته وأصبح بالمرحلة الثالثة فى الكلية ، كان سيعد كل يوم يزداد حبه لياسمين ولكنه يخشى أن يبوح بما بداخله لعلها ترفض أو يكون لديها شخصاً ما تفضله عليه ، ظل سعيد تلك السنوات يكتم كل شيئاً بداخله ، وتوسط له والد مصطفى بأن يعمل مع والد يا سمين الحاج منصور الحرجاوى ، وعمل معه سعيد وأثبت جدارته وأحقيته بالعمل حتى اصبح الذراع الأيمن للحاج منصور ، كان سعيد يفعل كل شئ ينظم أوقاته ويتابع المحلات والأراضى ويراجع الحسابات ويقوم بجرد كل شئ فكان سعيد هو محور حياة الحاج منصور ، إلى ان جاء وقت كان يفكر فيه الحاج منصور فى الإنتخابات البرلمانية وكان يريد الترشح ، وكان سعيد ذاهبا اليه لأعطايه الأموال فوجده شارد الذهب
_ السلام عليكم يا حاج منصور ...
لم يجب الحاج عليه ولم يلاحظ وجوده
_ يا حاج منصور .. يا حاج
= ها .. حمد الله على السلامة يا سعيد يابنى
_ مالك يا حاج سرحان جامد كدا ليه
= كويس أنك جيت يا سعيد والله انت بس اللى هتقدر تخرجنى من اللى انا فيه
جلس سعيد على الأريكة التى يجلس عليها الحاج منصور وكأنه يعلم ما يدور بداخله ولكن يجب أن يستمع إليه
_ ها يا حاج ادينى قعدت مالك بقى
تنهد الحاج منصور ثم بدأ فى الحديث ..
= أنت عارف الحاج عمر ممدوح
_ اه طبعاً عارفه ، مهو دا المنافس الوحيد ليك
= بالظبط يابنى الراجل دا عنده نفوذ عالية أوى وانا من ساعة ما أخد الصفقة الأخيرة دى بتاعة المحاصيل الزراعية وان دماغى هتشت لأن كل حاجة كانت بتدل أنها راسية علينا احنا ايه اللى حصل بقى معرفش
نظر إليه سعيد ورد عليه بكل ثقة وهدوء
_ منت عارف يا حاج انه فمجلس الشعب فدا بيديله نفوذ لوحده ويخليه عنده علاقات أكبر

سرح الحاج قليلا فيما قاله له سعيد وأسند يده اليمنى على ظهر الأريكة ثم مال عليه برأسه ، واراد سعيد ان يتركه يفكر بعض الشئ لعله يجد مخرجا لما فيه أو انه يكون يفكر فى شئ يريد قوله حتى التفت إليه الحاج ونظر اليه نظرة كانت تمتلئ بالأندفاع ..
= انا هترشح لمجس الشعب الدورة الجاية
_ الموضوع مش بالبساطة دى ياحاج
كان كلام سعيد بمثابة اشعال الحريق داخل الحاج منصور فأثار غضبه
= انت جاى ياض تقرفنى وتعقدها فى وشى يعنى ولا ايه ؟!
_ أهدى بس يا حاج أنت فهمتنى غلط ، أنت عايز تترشح لمجلس الشعب تمام ولكن فى شوية حاجات لازم نعملها ومتنساش أنك هتنزل قصاد الحاج عمر نفسه فلازم نحسبها
= مهو دا اللى مخوفنى ، ومخلي الدنيا ملغبطة فدماغى
_ متقلقش انا عندى الحل .. سيبنى بس اظبطها كدا وبكرا هقولك نعمل ايه
= إلا يا واد يا سعيد لو عرفت تخلص الموضوع دا انا ساعتها هعملك اللى أنت عايزه .. كل اللى نفسك فيه هتاخده
_ باذن الله الموضوع هيخلص وهتبقى فالمجلس . بس نرتب دا عشان الموضوع صعب شوية وهنصرف كمان
= المهم ننول اللى عايزينه
_ طيب دى الفلوس اللى طلبت اجبهالك .. محتاج منى حاجة تانية
= اه محتاجك فى موضوع ، انت عارف ان البنت بنتى السنادى هى الثانوية العامة وانا عايزها تجيب مجموع عالى
_ وانا مش مأثر معاهم يا حاج ، انا بدرسلها هى وريهام ومنى واديك شايف مستواهم
= ايوا شايف بس انا عايزك بقى السنادى تركز معاها كويس جدا وهديلك اللى أنت عايزه
_ مش فاهم يا حاج تقصد ايه
= اقصد أنك بدل ما تزاكر للتلاتة مع بعض عايزك تزاكرلها لوحدها أنت عارف دى اللى طلعت بيها من الدنيا وعايز اشوفها أحسن الناس وانا نفسي اشوفها مهندسة كبيرة قد الدنيا
التزم سعيد الصمت قليلا ثم أدرف قائلا
_ خلاص اللى تشوفه ياحاج اللى انت شايفه اريحلك انا هعمله
= تسلملي يا سعيد يابنى ، روح انت بقى وبكرا نبقى نشوف هنعمل ايه
_ ماشى يا حاج تؤمرنى بحاجة انت
= ميؤمرش عليك ظالم يا بنى مع السلامة
ذهب سعيد إلى منزله يزاكر بعض المحاضرات التى يأخذها من زملائه ظل يزاكر لمدة ساعة ومن ثم جلس ليضع خطة لكى ينجح الحاج منصور فى إنتخابات مجلس النواب جلس سعيد يوضع بعض الاستراتيجيات والسياسات حتى ارهقه النوم فقام بتبديل ملابسه التى لازال يرتديها منذ وصوله الى البيت وذهب إلى سريره فسمع صوت رنين هاتفه امسك به فوجد المتصل هو صديقه مصطفى مصطفى الذى أصبح طالبا بكلية الشرطة فى السنة الأخيرة وعلى وشك التخرج ولكنه لا يتحدث معه كثيراً نظرا لأنهم يمنعون من أستخدام الموبيلات إلا فى أوقات معينة ولكنها تبقى قليلة فلا يجمع سعيد ومصطفى مكالمة هاتفية سوى مرتين أو ثلاث بالأسبوع أجاب سعيد على صديقه على الفور مرحبا به بأشتياق شديد
_ ياعم متقولى أن بدلة الظابط بتغير وبتخلى الصحاب تبعد كدا
= ولا بلاش دخلاتك دى أنت عارف انى بكلمك بالعافية وأحمد ربنا أنى أتصلت بيك أنا كلمتك قبل ما أكلم امى اصلا
_ أصيل ياصاحبى واحشنى جدا والله وأنت عارف أنى بعمل كدا من كتر منت واحشنى
= عارف يا اخويا والله ، وياعم متقلقش انا نازل بعد بكرا خلاص ألأجازة هقعد معاكم شهر واسافر تانى
_ بجد دا ايه الأخبار المفرحة دى ياعم
= المهم بس متقعش بلسانك قدام ابويا وأمى واكتم السر مش عايز حد يعرف
_ حاضر ياعم أنت محسسنى انى بقابلهم كل يوم
= ليه يابنى
_ اهو الحاج منصور فارمنى شوية فالشغل معاه لما تيجى ابقى افهمك
= ماشى ياصاحبى هسيبك انا عشان تلاقيك مقتول ونبقى نتقابل لما اجى ونتكلم
_ ماشى يا صاحبى توصل بالسلامة
= الله يسلمك يا حبيبى ، مع السلامة
أغلق سعيد المكالمة ووضع الهاتف بجواره وذهب إلى السرير ليستريح

فى بعض الأحيان يفعل الأنسان كل شئ ليصل إلى ما يحب سواء عمل اول أو أهداف أو دراسة ، فماذا يفعل من أحب شخصاً لمدة عامين ولم يبح له بما بداخله ؟! سيقدم له كل شئ سيحول حياته إلى محور حياة هذا الشخص سيجتهد فى كل شئ حتى يصل إليه " دائما ما يكون الحب هو الدافع الأهم للنجاح " سواء علاقة تريد الوصول إليها أو تريد الهروب منها اما انك تريد أن تثبت نفسك له أو تريد أن تثبت نفسك لنفسك بأنك قادرا على فعل كل شئ ...
أستيقظ سعيد كعادته تناول فنجان القهوة الخاص به من ثم ذهب ليتابع عمله مر سعيد على الأراضى ومن ثم المحلات التجارية ثم أخذ أوراقه وذهب إلى ڤيلا الحاج منصور ليطلعه على ما توصل إليه حول خطة الأنتخابات ..
دخل سعيد من الباب فرحب به حارس الڤيلا وتوجه قاصدا المنزل وقعت عين سعيد على أمراة تجلس على الأريكة التى تتواجد بالجنينة لينتفض قلبه وتتسارع نبضاته نعم هى ياسمين أو من دق لها قلبه أو من أحس بمشاعره تجاه امرأة كانت ياسمين تجلس وتتابع صفحات السوشيال ميديا على الهاتف أقترب منها سعيد والقى عليها السلام ..
_ صباح الخير يا ياسمين

التفتت يامين إليه لتجده حاملا لأوراق بيده فأبتسمت ورد عليه السلام
= صباح الخير يا سعيد عامل ايه ، تعالى أقعد عقبال ما بابا ينزل
جلس سعيد على الكرسي المقابل لها
_ الحمد لله انا بخير ، عرفتى أن الحاج عايزنى اديكى دروسك لوحدك
= أكيد طبعا إذا كنت أنا اللى طلبت منه كدا
فكر سعيد قليلا فيما قالته ياسمين ولكنه تدارك الموقف سريعا خشية أن يأخذه تفكير فى انها تحبه
_ طلبتى منه ، مش فاهم هو فى حاجة مثلا انا معرفهاش
= لا عادى مفيش حاجة بس السنادى ثانوية عامة وانا بصراحة عمرى ما فهمت من حد المعلومة زى ما فهمتها منك ، بس السنتين اللى فاتوا لما كنت بتراجعلنا الدروس وكدا كانت ريهام ومنى بيجيبوا مجاميع اكبر منى بكتير وانا عايزة السنادى اعديهم عشان كدا طلبت من بابا اخد الدرس لوحدى ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي