الفصل الحادي عشر

أحست لمياء ان مصطفى قد تضايق من رد شيرين على صديقه سعيد فأجابت
= معرفش بس يمكن ضغط الإمتحانات هو السبب
_ ودا يخليها تتعامل مع سعيد بسخافة
حاولت لمياء التهدئة من شأن مصطفى
= ياحبيبى هى لسة متعرفش سعيد كويس وبكرا الأيام تعرفها
_ بس دا يديها مبرر تحرجه
أحست لمياء أن كل ما يشغل بال مصطفى هو صديقه وليس ما اتفقت عليه هى ووالدها بشأن خطبتهم
= طب ممكن تسيبك شوية منهم ونخلينا فى المهم
رد عليها مصطفى بعدما ادرك انه من المفترض ان يتناقشوا بشأنهم الان
_ ايه يا حبيبتى
= هتجيب ابوك وتيجوا امتى عشان نتخطب
_ انا اتفقت مع باباكى خلاص انا مش ناسى ياحبيبتى ، هنيجى الاسبوع الجاى عشان باباكى مسافر الاسبوع دا
= انا بحلم باليوم دا بقالى كتير يا مصطفى
_ وانا كمان يا روحى
انتهى سعيد من حديثه مع المتر شريف و الدكتور سعيد وخرجوا ليجلسوا قليلا مع الجميع ، وبعدها ذهب مصطفى وسعيد لمنزل مصطفى فأقترح مصطفى على سعيد بان يجلسوا قليلا بجوار المنزل على المقهى ، وعلى الجانب الثانى تجلس مريم ولمياء وشيرين بالڤيلا يتحدثون مع بعضهم البعض ولكن يبدو على شيرين الغضب من وجود سعيد فأرادت لمياء معرفة السبب الحقيقى ليس ما قالته لتسكت مصطفى
_ على فكرا يا شيرين الطريقة اللى اتعاملتر بيها مع سعيد دى بايخة اوى
= انا عارفة الأشكال دى كويس وبعرف انعامل معاهم ازاى
تفاجأت مريم بردها فقالت
_ عيب يا شيرين ايه الكلام اللى انتى بتقوليع دا
= يابنتى دا واحد جعان وداخل على طمع
_ وانتى عرفتى منين انه داخل على طمع
= طريقته واسلوبه داخل يتمسكن لحد ما يتمكن عامل زى التعبان يقرب منك بمنتهى الخبث وفى لحظه يلدغك
_ معلش مهو انتى لو شوفتى عمل ايه مع بابا مكنتيش قولتى كدا
= انا مفهمش فالكلام دا بس مسير الأيام تثبتلكم ان كان عندى حق فى كل كلمة بقولها

على الجانب الآخر ذهب مصطفى وسعيد إلى المقهى ويشربون الشاى فسأل مصطفى سعيد
_ قولى بقى يا صاحبى ليه رفضت تعيش فى الفيلا بعد ما كنت مقرر تعيش هناك
= انت مخدتش بالك من معاملة شيرين
_ ياعم سيبك منها البنت لسة صغيرة برضو مش فاهمة حاجة
= لا بالعكس هى عندها حق فى كل كلمة قالتها
_ ازاى يعنى
= يعنى مينفعش واحد غريب يعيش معاهم فى الفيلا
_ بس انت مش غريب يا صاحبى أنت ابن عمها
= لا غريب هى اول مره تعرف ان ليها ابن عم يعنى مش متربيين مع بعض علشان تتقبلنى بسهوله لا وكمان اعيش معاهم فى الفيل
_ طب وفيها ايه يعنى لما تعيش معاهم فى الفيلا
أستفزت تلك الكلمات غريزة سعيد فنظر إلي صديقه واردف
_ جرا ايه يا مصطفى قى ايه ، انت نسيت احنا اتربينا على ايه
= تقصد ايه مش فاهمك
_ مينفعش ياصاحبى نعيش فى بيت فيه بنات مهما كانت صلة القرابه لانهم مش هياخدوا راحتهم
= ما عمك حل الموضوع ده وقال انك هتعيش فى الاستديو بتاعه اللى فى الجنينه يعنى مش هتقعد معاهم ولا حاجه
_ برضو يا صاحبى ، خلينى انا على راحتى وهما على راحتهم
فى وسط حديثهم رن هاتف مصطفى فنظر للمتصل وجدها ريهام اخته فقال لصديقه
_ دى ريهام بتتصل
= استنى ، هى عرفت انك لقيتنى
_ لأ ، اتلهيت فى اللى حصل ومقولتش لحد
= طب هات هرد انا
أعطى مصطفى لسعيد الهاتف وقام بالرد على ريهام ثم غير طبقة صوته وكأنه شخصا أخر
_ ألو مين معايا
ردت ريهام وهى متفاجأة
= مش دا تليفون مصطفى
_ ايوا دا تليفون النقيب مصطفى على
= طب مين حضرتك
_ انا زميل ليه
= طب ومصطفى فين
سكت سعيد قليلا ثم اتبع قائلا
_ والله مش عارف اقول لحضرتك ايه
تملك الخوف من ريهام فقالت
= قولى مصطفى جراله حاجة
_ مصطفى كان فى مأمورية انهاردة واتصاب فيها
= طب هو فين وفمستشفى ايه
_ امسكى نفسك يا فندم ، هو حاليا لسة خارج من العمليات
كان سعيد و مصطفى يكتمان ضحكهم وسط سماع صوت ريهام
= انا هنزل اقول لابويا وهنيجى حالا ، قولى مستشفى ايه
_ مهو يا فندم حضرتك لازم تيجوا ، بس بعد أذنك وانتم جايين ابقو هاتوا نعاكم علبة شوكلاتة عشان بحبها
أكتشفت ريهام من تلك الجملة انه سعيد فهو دائما يحب التلاعب بصوته فى المكالمات
= سعيد ...يخربيتك رعبتنى حرام عليك
ضحك عاليا سعيد ثم قال
_ مال قلبك بقى خفيف ليه كدا
= يعنى عايزنى اسمع حد بيقول اخوكى اتضرب بالنار وفى المستشفى واسكت
= انا قولت هتكشفينى من الأول اصلا
_ انا فى الاول كنت شاكة فيك لكن لما قولت مصطفى اتصاب عقلى وقف خالص
= يا ستى اهو مرزوع قدامى زى القرد وقاعد بيضحك عليكى
أعطى سعيد لمصطفى الهاتف وكلم اخته التى عاتبته
_ كدا يا مصطفى بتشتغلونى
= معلش يارورو جت فيكى انتى بقى
_ امال لقيت الزفت دا فين
= لا دا موضوع طويل اوى لما احى البلد هحكيلك
_ انت جاى امتى
= يوم ولا اتنين كدا وهكوم فالبلد عندكم عشان عايز ابوكى فى موضوع مهم
_ موضوع ايه
= انا نويت اخطب
فرحت كثرا ريهام بتلك الجملة فهي طالما تمنت ان ترى اخوها عريسا وفى اسعد ايام حياته
_ انت بتتكلم جد يا مصطفى
= وهى المواضيع دى فيها هزار ، بس المهم يفضل الكلام دا سر بينا لحد ما اجى
_ ونويت تخطب مين
= واحدة من هنا فالقاهرة
_ هو ده اللى كنت خايفه منه على اخر الزمن هتجيبلنا واحده منعرفش اصلها وتقول انك عاوز تتجوزها
= عيب عليكى وانا هناسب اى حد . وبعدين دى مش غريبه عننا ، هى تعتبر من العيلة برضو
_ انا مش فاهمة حاجة
= من عيلة امك
_ يادى المصيبة وانت عايز تكلمهم انك تتجوز واحدة من عيلة امك
= لا طبعا مش ناسى ، بس البنت اللى هخطيها دى تبقى بنت عم سعيد
_ لا انت كدا لغبطتنى اكتر ، مصطفى انت بتتلكم جد بالله عليك
= امال ايه اللى هيخلينى اهزر
_ لا انت تحكيلى كل حاجة دلوقتى ، من غير ما تخبى حرف واحد
= ماشى يا ستى
قص عليها مصطفى كل الموضوع اية من دخول والد لمياء المستشفى إلى اكتشاف كل الاشياء تلك ، من ثم اتفق معها على ان لا تخبر احدا بذلك وانه سوف يأتى ويفهمهم كل شئ

عودة من الفلاش باك

بعدما ذهب سعيد إلى منزله جلس يفكر فى كل ما حدث ، وبينما هو غارقا فى افكاره وجد هاتفه يعلن عن متصل امسك به ، فاذ هو المحامى رد عليه سعيد
_ الوو
= ازيك يا سعيد
_ تمام يا متر انا بخير اخبار الدنيا عندك ايه
=الدنيا تمام انا بتصل اطمن عليك ، هترجع القاهرة امتى
_ انا بكرا راجع انشاء الله
= طب كويس اوى
أحس سعيد ان هناك شيئا ما يخبئه المحامى
_ هو فى حاجة يامتر
= اه فى اجتماع مهم اوى ولازم تحضره بنفسك
_ اجتماع ايه دا
= مدام ليلى هتوصل من السفر بعد يومين
أحس سعيد ان هناك بعض المشكلات بالعمل
_ ليه هو فى مشكلة فالشغل اللى ما بينا
= لا خالص هى جايه علشان تباركلك على البراءه ده غير ان هى معاها شغل هنا وفى عقود واتفاقات مابينا متعطله مابين شركاتنا ولازم نخلصها وانت عارف ان هى المسئوله عن كل الاتفاقات اللى مابينا وبين مستر ادم الشريك الاجنبى
_ طب تمام على العموم انا راجع القاهره بكره وفى حاجات كتير هتتغير الفتره اللى جايه
=حاجات ايه دى
_ لما ارجع هقولك سلام دلوقتى

فى جانب أخر كان هناك حديث حول سعيد زالقضية التى اتهم بها ، بداخل قصراً كبير جدا بالقاهرة كان يجلس رجل بمكتبه يتفحص بعض الاوراق وفجأة الباب خبط واندفع أحد من ورائه
_ فى ايه يا كمال ايه التسرع دا
= فى خبر مش حلو ياباشا
_ قول
= سعيد اخد برأءة من القضية
فجأة الرجل ترك ما بيده وظهر عليه الغضب
_ ازاى دا حصل
= تقرير الطب الشرعى طلع فى صالحه
_ هو انا مش اتنيلت قولت نظبط الدنيا مع بتوع الطب الشرعى
= انا كنت مظبط كل حاجه مع الراجل بتاعنا هناك بس فجأه الراجل بتاعنا اتغير وواحد تانى مسك القضيه والراحل ده ملهوش سكه خالص ده غير ان حضرتك عارف كويس ان سعيد عنده اللى بيحميه سواء كان سيادة المستشار او الناس اللى مشاركهم وبيشتغل معاهم
_ وجاى تبلغنى بعد ما اللى عملناه باظ
= انا لسة يا فندم واصلنى الخبر حالا من منصور
_ والراجل بتاعنا بينيل ايه هناك ، نايم على ودانه
= حضرتك عارف ان الراجل بتاعنا اليومين اللى فاتوا كان مشغول بالصفقه الجديده وبعيد خالص عن موضوع سعيد واسامه
_ الخبر دا لو وصل للجماعة اللى برا هيخلصوا علينا كلنا
= انا قولت من الأول يا باشا اننا لازم نخلص من سعيد بالقتل مش بقضية يلبسها
_ احنا كنا عاوزين نضرب عصفورين بحجر نخلص من اسامه وسعيد فى ضربه واحده علشان ماحدش يحس بينا
= طب والحل دلوقتى ، احنا كده يعتبر معملناش اى حاجه من اللى الجماعه طالببنها
_ الجماعه كل اللى يهمهم انهم يدخلوا الشركه ويشتروا اسهم ويسيطروا عليها ويمنعوا الشغل التانى اللى سعيد لو عرف طريقه ساعتها هنبقى كلنا فى خطر لان الجماعه اللى بره مش هيسمحوا باى شكل من الاشكال ان اللى كان بيحصل قبل كده يتكرر وساعتها هيتهمونا احنا بالتقصير واحنا مهما كنا مش قد الجماعه دول ولا قد زعلهم احنا هنا عايشين فى امان علشان الجماعه اللى بره راضيين عننا لكن لو غضبوا مننا ساعتها هنروح كلنا فى ستين داهيه
= طب وهنعمل كدا ازاى
_ هنحاول معاه المرادى بالود والتفاهم
= ولو موافقش
_ يبقى وقتها مش هيبقى قصادنا غير حل من الاتنين الحل الاول اننا نقتله ونخلص منه وساعتها هنلاقى طريقه نتفاهم بيها مع اللى هيجى بعد كده
= والحل التانى
رد عليه بعدما اسند ضهره على الكرسي واشعل سيجارته
_ لا الحل التانى ده محتاج تفكير شويه وتخطيط لان ساعتها همسكه من ايده اللى بتوجعه
= طب دا بالنسبة لسعيد ، خلينا بقى فى الموضوع الأهم
_ ايه هو
= ياباشا احنا بقالنا فتره كبيره مش واخدين راحتنا فى الشغل خصوصا من ساعة ما الداخليه وقع فى ايدها الورق والمستندات اللى تخصنا
_ لا متخافش من الموضوع دا ، كل اللى مع الداخلية شوية صور واوراق ملهاش لازمة
= انا مش مطمن
_ انا عاوزك تبعت شوية رجاله ينزلوا الاقصر وياخدوا بالهم من كل التحركات اللى بتحصل هناك علشان يوم ما نضرب ضربتنا هنضرب الكل مره واحده
= احنا كده بنحارب فى الاتجاهات وكده خطر
_ ملكش دعوه انت ونفذ كل اللى انا طالبه منك ومش عاوز اى حد فيكم يتصرف من دماغه وبالنسبه لسعيد سيبوه دلوقتى ومحدش يتعرضله لحد ما نشوف هيصرف ازاى بعد اللى حصل
= حاضر يا باشا بعد اذنك

عودة للفلاش باك
بعد يومين سافر مصطفى إلى الأقصر لكى يفاتح الده فى شأن زواجه وبعدما وصل ارتاح اخبر وتناولو الغذاء جلس مصطفى مع والده ووالدته واخته ليحدثهم عن أمر الزواج واخبرهم عن أمر عودة سعيد وانه يعيش معه بالشقة فى القاهرة وقصة عمه
_ انا جاى مخصوص عشان فى موضوع عايزك فيه
رد عليه والده
= خير يابنى
_ هو خير بإذن الله انا نويت أخطب
ابتسمت والدته واردفت
= ربنا يكملك على خير يابنى يارب
ثم سأله والده
_ ومين يابنى الناس اللى هناسبهم ؟!
= تبقى بنت عم سعيد يا ابويا اعرفها من سنتين وكان فى شوية مشاكل عندهم واتحلت الحمد لله
_ طب خير يابنى
= بس قبل اي حاجة فى حاجة لازم اقولهالك
_ خير يابنى
= الناس دول قرايب امى
نظر اليه ابيه ثم قال
_ طبعا انت فاكر امى هقولك لأ ومش هاجى معاك والكلام دا عشان هما قرايب امك مش كدا
= لا يا ابويا ولكن انت لازم تبقى عارف معلومة زى دى
_ بص يابنى انت اللى هتختار اللى تعيش معاك ، هتبقى مراتك انت وفنفس الوقت هى من العيلة ، واللى انت حكيته عن ابوها واللى عمله مع سعيد يخلينى واثق فى انهم ناس كويسة على بركة الله يابنى هروحلهم امتى
= على الاسبوع الجاى يا ابويا باذن الله
_ على بركة الله يابنى
جلس مصطفى يجبرهم بعض الاشياء عن لمياء واهلها وكيف يتعاملون معه ومع سعيد
على الجانب الأخر كان سعيد يجلس بمفرده بمنزل مصطفى يفكر فى كل ما يحدث له كطبيعته جتى رن هاتفه نظر للمتصل فوجد رقم غير مسجل اجاب عليه
_ الوووو .. مين معايا
= انا شريف المحامى يا سعيد
_ ازيك يا متر ، خير فى ايه
= فى مصيبة
_ مصيبة ايه يا متر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي