الفصل الثالث

نيرة تحمل بين يديها الإفطار وتقدمة لي، لاحظت نيرة شرود ذهني نادت عليا أكثر من مرة، أنا لا أسمعها، أقتربت مني وَضعت يدها على كتفي، نظرتُ إليها بتعجب وأنا أتسأل هل كانت تقول شئ؟ جلستُ على المائدة، يبدو على عين نيرة اللهفة الشديدة؛ لكي تعرف ما حدث لي بعد زواجي من نبيل.

نبيل! سيرته بمجرد أن تُذكر يضِيقُ صدري، لكن لابد أن أخبر نيرة ومنير لكي يستطيعوا مساعدتي، بينما أنا أتناول فنجان الشاي بعد الإنتهاء من إفطاري، كان منير قد حضر، لا أعلم أين كان؛ لعله كان في عمله، دخل منير وسلم عليا وعلى نيرة، كُنتُ أتأمل علاقتهم، كم هي علاقة جميلة! يحنو فيها منير على نيرة فهو بمثابة الأب والأخ والأبن بالنسبة لها، يقبلها من جبينها ويثني عليها لا يخجل من وجودي بينهم في مدحها أمامي، يتيمةٌ هي مثلي لكن وجدت من عوضها عن يُتمها وحرمانها، أتمنى لها السعادة من كل قلبي، وأتمنى أن يرزقني الله بزوجً هين لين قلبه يُحب بصدق، أتمنى أن أجد ما يعوضني عن ليالِ حرماني.

كُنتُ أحدق النظر فيهم خشيتُ أن يكونوا قد لاحظوا إهتمامِ، نظرتُ إلى أي شئ آخر في الغرفة كي لا أُركز إهتمامِ معهم، جلس منير بجواري وجاءت نيرة هي الأُخرى، منير نظر إليَ نظرة حُب وأمل، وأخبرني أنه لديه خبر سار سوف يغير حياتي البائسة بالتأكيد، قلبي يدق تلك المرة ليس خوفاً لكن ترقب لما سيقوله منير ليا، هدأت دقاتُ قلبي عندما أخبرني منير أنه كان في القسم وأن نبيل أيضاً كان هناك، لقد تم استدعائه ليأخذوا أقواله في المحاضر الثلاث المرفوعة عليه.

يحكي منير ويصف نبيل كما رآه:
-هو طويل القامة يميل لون بشرته إلى اللون الأسود، صوته غير مسموع؛ بالكاد نسمعه أنا والضابط المحقق، يبدو عليه الأحترام والتواضع، لم يحاول أن يسألني حتى عن مكانك، أعترفَ بكل شئ بمنتهى السهولة أمام الضابط ووقع على ذلك.

تعجبتُ من كلام منير! نبيل يعترف هكذا بمنتهى السهولة! نبيل من دمر حياتي وكسرني؛ الوحش الكاسر لضعفي، السجان لسجِينتهُ، الصائد لفريسته، كيف يتحول كل هذا إلى لا شئ! كيف أن يوافق على كل ما ذكرته في المحضر، دون أن يعترض أو يُكذب كلامي أمام الضابط.

إلى تلك اللحظة يجلسان وينتظران مني أن أسرد قصتي عليهم، تنهتُ لضيق صدري لمجرد محاولة تذكُري حياتي السابقة، نبيل حرمني من أُنوثتي، حرمني من سعادتي، حرمني من كرامتي، لم يكتفي نبيل بحرماني، بل عذبني كل يوم! نعم كل يوم بمعنى الكلمة عندما يعود من عمله في تمام الساعة الثامنةُ مساءً، يضربني على أبسط الأُمور، يحرقني بالسجائر التي يحملها بيده، أمس أخذتُ الهاتف لكي أستطيع أن أتحدث إليكِ في الهاتف، يحبسني ويعذبني ويحرقني، إن البيت هو سجنٌ بالنسبة ليِ، أردتُ مساعدتكِ لكي أهرب من سجني، تأخرتِ عليَ، كسرتُ طبلة مفتاح باب الشقة، وهربتُ قبل أن يأتي هو.

منير عيناه تمتلئان دهشة! كأن عيونه تتسأل كيف لشخصية مثل ما أرويها عليهم أن يكون هو نفس الشخص الذي رآه اليوم في القسم! نعم لقد تعجبتُ كثيراً مثله هكذا في بداية زواجي منه، أخبرتهم أنه شخصية غير سوية وأنه بالتأكيد مريض نفسي، كُنتُ مُشتاقه لكي أعرف ماذا حدث في القسم؟

منير شعر بقلقي أبتسم ولم يقُل سوى لا تقلقي! ازداد توتري وصممتُ على معرفة ماذا حدث؟ رد قائلا:
-هو معترف بكل ما ذكرناه في القضية، لا تخافي فبالتأكيد سوف تكسبين قضيتك، محضر عدم التعدي قد وقع عليه وأنتهى، محضر إثبات حالة في صالحكِ كله، وقد حُكِمَ عليه بشهرين حبس لتعديه عليكِ وغرامة قدرها خمس الآف جُنية، أما قضية الطلاق فهذه سوف تأخذ وقت إلى أن يحين الحُكم فيها.

أحساسي لا يوصف بكلمة واحدة، كأنِ حصُلتُ على حُريتي أخيراً على الرغم ما زلتُ لم أحصل على الطلاق حتى الأن، أُريد أن أشتري فساتين، أُريد أن أفرح أرقص أُغني، أُريد أن أخرج كل يوم، أُريد أن أعوض كل ما فاتني، أشعُر بالدم يجري في عروقي تلك المرة والحيوية والنشاط يتملكون من جسدي، لقد كِدتُ أنسى ذلك الإحساس، أعتدتُ على أن يهرب الدمُ من جسدي من شدة خوفي، لكن الأن ها أنا ذا أشعر بالفرحة والسعادة كأني ولِدتُ من جديد.

تحولت سعادتي إلى حزن وتحول أملي إلى يأس، عندما تذكرتُ أنِ لا أملك شئ، لا أملك بيت؛ لا أملك أهل، لا أملك أُماً ولا أباً، ستظلُ في ذاكرتي للأبد يتيمةٌ أنا في المهد! ليس ليٍ لا حبيب ولا قريب ولا أي أحد، ولا يمكن أن أجلس هنا في بيت نيرة أكثر من يوم، لا أريد أن أتسبب في أي إحراج ولا أذى لها، معيِ مبلغ بسيط من المال هذا كل ما أملكه، وأيضا منير سوف يحتاج إلى أموال لكي يتابع إجراءات قضية الطلاق، فهذا عمله ولا يصح أن بعمل بدون مقابل.

أثناء تفكيري، حدث ما كُنتُ أتوقعه، طلب منير منيِ ألف جُنية مُقدم الأتعاب لتلك القضية، لم أكن أملُك سوى خمسة ألف جنية، هذا كل ما أملكه، وافقتُ بالطبع فهذا حقه، قدمتُ الشكر له واستأذنتُ للدخول إلى الغرفة، أخرجتُ حقيبتي من الخِزانة وأخرجتُ منها ألف جُنيهاً كما طلب منيِ منير، قُمتُ بتغير ثيابي واستعدادِ للرحيل، كان يمتزج بداخلي شعور السعادة والأمل، لكن الخوف من مواجهة المستقبل بمفردي كانت تسيطر عليَ، ماذا أفعل بأربعة ألف وما زالت القضية مفتوحة ومنير سوف يطلب مني أموال أُخرى، إذن ليس ليِ حرية التصرف سوى في ألفين جُنية فقط لا غير.

إلى أين أذهب؟ ليس ليِ ملجأ، ليس ليِ أحداً، ويستحيل أن أعودُ إلى سجنيِ مرة أُخرى، لا أشعر بأي حنين إلى بيت الزوجية، لا أريد أن أرى أي شئ يُذكرني بنبيل، وأيامي معه، أصبح الآن كُلُ شئ جاهز للرحيل، خرجتُ من الغرفة، شكرتُ نيرة على حُسن استضافتها ومعاملتها الطيبة، وشكرتُ منير زوجها على الوقوف بجانبي ومساعدتي في أخذ حقي من زوجي، في الحقيقة لم يوافقوا على مغادرتي بسهولة، وألحوا عليَ إلِحاحاً، لكنِ كُنتُ أشعر أنهم ليسُ طبيعين في وجودي، ولا أريد أن أُضايقهم في حياتهم، أحتضنتُ نيرة بقوة وطلبتُ رقم منير أحتفظ به على هاتفي، لكي أُتابع تفاصيل القضية بين الحين والأخر.

غادرتُ منزلهم وأنا تائهة حائرة في الشوارع والطرقات، لا أبحثُ عن شئ ولكن لا أعلم إلى أين أذهب؟ وماذا أفعل؟ قدمي تؤلمني، جلستُ لِألتقط أنفاسي وأُحددُ هدفي، الظلام قد حلَ والطرقات لن تكون أمانٌ ليِ بعد ذلك، لابُد أن أبحث عن فُندق أُقيم فيه الليلة، ثم أنظر بعدها كيف أتصرف!

أُريد فُندق تكاليفه قليلة، أعلم أن أسعار الفنادق غالية ولن أقدر على ثمنها أسبوعً واحدً، لكنِ قد قررت الذهاب اليوم لا مفر اليوم من الإقامة في فندق، وسوف أبذُل قُصارى جُهدي لِلحفاظ على الأموال كي لا أفقدها سريعاً، أخذتُ أتجول في الطرقات والشوارع ووجدت فُندقً صغيراً أعتقد أنه ليس بالثمن الغالي، وأن تكاليفه ستكون رخيصة.

دخلتُ الفُندق أصابني حالة من الذهول لجمال الفُندق من الداخل، فلقد ظننته رخيص عندما رأيته من الخارج، الآن هو بالتأكيد سيكون غالي الثمن، أحاول أن أُلملم أدراجي وأعود مرة أُخرى إلى باب الفندق قبل أن أتعرض إلى الأحراج أكثر من هذا، إلى أن سمعتُ صوتاً يناديني، يطلب مني أن أتوقف وأن لا أُغادر، استدرتُ إليه ونظرتُ في عينيه وقررتُ أن أُخبره أنني أخطأتُ في العنوان.

وجدتُ الرجل يتحدث معي بأسلوب لبق ومهذب ويُحسن الحديث معي، أخبرته أنني أخطأتُ في الفندق وكُنتُ أقصد فندق آخر، وبعدها سألته من باب الفضول كم تكون تكلفة الليلة الواحدة هنا في الفُندق؟ عندما أجابني وقفتُ أمامه يتملكنٍ تعجب شديد بعد ما أخبرنِ أن سعر الليلة الواحدة ألف جُنيهاً! أبيتُ ليلة واحدة بألف جُنيهاً وأنا لم يعُد التصرف لي إلا بألفين جُنيهاً فقط.

كدتُ أن؛ أن أُغادر الفندق إلا أنه أخبرنِ أنه سوف يُقلل تكاليف الليلة الواحدة للنصف! أو يُمكن أن يجعلنِ لا أدفع أي ثمن للإقامة هذه الليلة! تسألتُ كيف يُمكن أن تكون بدون مقابل ليلة واحدة؟ أجابني وياليته لم يُجيبُني! يُريد منِ أن أُقيم معه تلك الليلة! أنا! لهذه الدرجة أصبحتُ أُباع وأُشترى! أبداً ولن ولم أُباعُ وأُشترى بعد اليوم.

نظرتُ إليه نظرة تدُل على ردِ عليه، نظرة بألف كلمةٌ وكلمةٌ، يكفي أنه لن يتحدث معي مرة أُخرى بعدها، وأجابتي قد وصلت له، غادرتُ أصبحتُ في الشارع مرة أُخرى، لن أذهب إلى أي فندق بعد الآن، قضيتُ ليلتي هذهِ في الطريق أمام ذلك الفندق وأنا لم تغمض لي جفن، أنظر إلى الناسُ حولي أحياناً وأغفو سريعاً يغمضُ عيني، أفيق سريعاً وأعاود النظر مرة أُخرى إليهم، أخشى عيونهم، لا أريدهم أن ينظروا إليَ، أنا من يأستُ من حياتي، وكٌنتُ على وشك أن أجد الحياة تبتسم لي من جديد، لكن أعطتني صفعةٌ من جديد.

يُتمي هو مصيري، فتحتُ عيناي إلى هذه الحياة وأخبرٌني أني مختلفة عن الجميع، تسألتُ عن أمي وأبي أين هم ؟ كانت إجابتهم أني يتيمة، يتيمةٌ أنا في المهد! كم تؤلمني تلك الجملة! كم أشعر بوحدتي فيها! أين أمي وأبي؟ أي قلبٌ هذا يمتلكونه! يمتلكون قلب! لا والله أشك في قلوبهم ورحمتهم بي، أنا وحيدة ليس لي في الكون بأكمله من يسأل عنِ ويرعانِ ليس لي من يهتم لأجلي حتى! أحياناً أتخيل شكل أبي وأمي، هل أكون مثل أمي أم أبي؟ أنا أعتقد أنِ مثل أبي، ياليته كان موجود بجواري، لا أعلم عن معنى الأب سوى السند والأمان والإطمئنان معه في هذه الحياة.

أنا! من أنا؟ حتى أسمي مزيف أشُكُ في إسمي فرح! فرح! من أين يأتي الفرح؟ لكنهم قالوا لي في الملجأ أن هذا فعلاً هو إسمي الحقيقي، أين ذلك العِقد الذي أخبرونِ أنهم وجدوه معي؟ عقدٌ من ذَهب مكتوبٌ عليه إسمي! هل كانوا أغنياء؟ أم حالتهم بسيطة لكن أرادوا أن يُميزونِ إذا كبرت، لكن أين هم؟ لن يبحثوا عني لم يسألوا حتى عن علاماتهم!

أحياناً ترنُ كلمات نبيل زوجي في أُذني، أنِ ابنه من الحرام، أن أمي تخلصت مني لكونِ عارٌ عليها، حتى عندما كبرت لم تُفكر في البحث عني؛ لأنها لا تُريد أن يعرف أحد بشأني، أنا أي قصة فيهم قصتي أنا؟ حيرتي تأكلني! الآلم تتملكَ منِ، أنا أنهار كُلياً من الداخل.

الهاتف يرن من يتصل بي في السادسة صباحاً، الوقتُ قد مر وأنا لم تغمض لي جفن، لا أنام بعد الآن، لم اجد حل حتى الآن، كان المتصل منير، يريد أن أُقابله بعد ساعة في القسم لِأمرً هام، لعله خير، قلبي لا يحتمل الصدمات مرة أُخرى، لا أحتمل أي صدمة، قلبي على وشك الإنهيار، كفاكم كسر في قلبي، كفاكم آلم في قلبي، لقد مُزقتُ بأفعالكم، ليس لي سوى أن أذهب وأعرف ماذا يريدون مني في القسم بالتحديد، أتمنى أن لا أجد كارثة تحل عليَ مرة أُخرى.

توجهتُ إلى القسم عن طريق سيارة تاكسي، فأنا لا أعلم أي طريق أنا فيه، لا أعلم الطرقات والأماكن، لقد كُنتُ محبوسةٌ في سجني، لن أخرج منه أبداً! تلك جملة نبيل ليِ دائماً وهو يعذبني، أنا الآن أقف أمام القسم، لم أعُد أتمالك أعصابي أمام أي شخص الآن، أنا لا أثق بأي شخص، أنا حائرةٌ ضائعةٌ يتيمةٌ، ليس لي أحداٌ، أصعد درجات السُلم وأنا قدمي ترتعش من شدة خوفِ، أصبحتُ أخاف كل شئ حولي.

أعطيتُ بطاقتي إلى أمين الشرطة، طلب منِ الجلوس خمس دقائق وسوف ينادي على إسمي، الخمس دقائق تحولوا إلى عشر وإلى خمسة عشر ولم ينادي عليً أحد، جالسةٌ أنا أنظر إلى ساعةُ يدي لقد مر أكثر من نصف ساعة ولم ينادي عليَ أحداً، ها هو يناديني؛ أقفُ أنا لا أعلم كيف أخطو خطواتي إلى مكتب الضابط، قدمي تتقدم وواحدة تتأخر، وصلتُ إلى المكتب، الضابط ومساعده ونبيل يقف أمامه ومنير زوج صديقتي والمحامي الخاص بيِ، كلهم ينتظروني! إذن لماذا تأخروا في أن ينادي على إسمي؟

جلستُ وأنا أنظر في عيونهم جميعاً، هل تآمروا كلهم على كسري؟ هل تآمر منير معهم؟ لا أقدر أن أنظر إلى عيون نبيل! أريد أن أتوارى من عيونه، الآن أنظر إلى عيون الضابط أنتظر منه أن يوجه ليَ الحديث، اليوم هو يوم سعادتي، اليوم هو يوم فرحتي، أخيراً سوف أنام وأنا مستريحه في فراشي، فراشي! أين هو فراشي هذا؟ تذكرتُ أني أنام في الطريق ولا ملجأ ليِ، لكن لا يهُم هذا بجانب الخبر الذي قاله الضابط لي، لقد أخبرني أن نبيل وافق على طلاقي، كيف يوافق نبيل بهذه السهولة على أن يتركني هكذا، بدون أن يتمسك بجاريته ويتركها هكذا! منير أخبرني أن مصاريف الطلاق سوف تتكلف فوق الألفين جُنية، حسناً معي هذا المبلغ أخيراً سوف أتخلص من نبيل وظُلمه وقسوته وإهانته ليٍ.

الحقيبة كانت معي، أخرجتُ منها الأموال وأعطيتهُا للضابط، ولكن منير أخبرني أنها ليست كلها المصاريف اللازمة، أنا لم أفهم شئ، طلبت منهم توضيح أكثر مبلغ الألفين من سوف يأخذه؟ منير سوف يأخذ ألفاً أتعابه، والقضية والأوراق المطلوبة لإجراءات الطلاق سوف أتكفل بها أنا، تتكلف ألف جُنيهاً، الآن فهمت ولكن هل تم طلاقِ إذن وهل تم إنهاء كُل إجراءات الطلاق هكذا؟ هل أصبحتُ حرة ومطلقة هكذا؟ أم عليَ الإنتظار!

تفهمتُ الموقف وأعطيتُ للضابط ألفاً ولمنير ألفاً، وتسألت هل طلقني أم ما زالت الإجراءات لم تنتهي بعد، أخبرني الضابط أنهم سوف ينهي الإجراءات الآن، وأمام عيني وقع نبيل على ورقة خلاصي، على ورقة إنفصالي، على ورقة تحريري، على ورقة طلاقي، أخيراً صرتُ حرة، أخيراً يبتسم الحظ ليِ، لن أُصبح أسيرة بعد الآن، لن يحكم عليَ أحداً مرة أُخرى، لن أسلم حريتي إلى أي شخص بعد الآن، لن أُعامل مثل العبيد مرة أخرى! هذه أنا، أنا فرح، من اليوم أبدأُ حياتي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي