الفصل الرابع

الآن تحررتُ من سجني، الآن أصبحتُ حُرة طليقة، ليس لأحداً عليَ سٌلطة، قام منير بالسير معي إلى خارج القسم، لم يسألني إن كان معي أموال أم لا! لم يهتم لأمري إلى أين أذهب؟ أو ماذا سأفعل؟ ألقى عليَ السلام وغادر، ضائعةٌ أنا في عالمً ليس عالمي، تائهةٌ أنا في عيون ونظرات من حولي، لا استطيع تميز نظرة عيونهم لي، أهي شفقة أم طمع أم تجاهل! الفرح يغمرني لا أريد أن أُفسد تلك اللحظة بالنسبة لي، فأنا لم أعيش لحظات فرح كثيراً في حياتي، لا أُريد أن أُفوت تلك اللحظة هباءً، أنا جائعة طعامً ونوم، لم أنم مُنذُ البارحة، لم أتذوق طعم الطعام مُنذُ البارحة.

نظرتُ إلى حقيبتي ما زال معي ألفين جُنيهاً، سِرتُ في طريقي أشتريتُ طعامً بسيطً وتناولته وأنا أسير في الطريق، على يميني وعلى يساري محلات كثيرة لبيع الملابس ومطاعم أكثر، أمامي طفلة صغيرة تسير مع سيدة كبيرة يبدو أنها جدتها، الطفلة مبتسمة وسعيدة وتنظر إلى جدتها وتُشير لها على محل من بين هؤلاء المحلات، يدخلانه وتخرج منه حاملاً حقيبة عليها إسم المحل، لقد أشترت لها جدتها كل ما أرادت وخرجت الطفلة سعيدة وعيناها تنظران إلى جدتها نظرة كلها حُب وثناء.

حِينها تذكرتُ الدادة المسؤولة عن الأطفال في الملجأ، سرحتُ بخيالي في ملجأ الأمل، تذكرتُ كُلُ شئٌ هُناك، بوابة الملجأ الدادة والمديرة، أسمع عن المُعاملات السيئة لأطفال الملَجئ دوماً، لكن كأن الله أراد بنا الرحمة، في الحقيقة كانت معاملتهم لنا في الملجأ جيدة، ليس هناك ضربٌ ولا تعذيب ولا أيً من الأُمور التي أسمعها، لكن مهما كانت رحمتهم بنا، لن يكون مثل أمي وأبي! كم يمتلك أبي من الأموال؟ كم تمتلك أمي من الملابس والسيارات؟ أم هم لا يمتلكون أي شئ مثلي! لا مجال للتفكير الآن، إلى أين أذهب؟ لقد أشتقتُ إلى دادة سعيدة!

كُنتُ أسير على أقدامي، طريق وراء طريق وأنا لا أُركز، فقط عقلي يفكر في مصيري وحياتي، هل سيعود نبيل للإنتقام مني؟ يستحيل نبيل أن يترُكني هكذا! شخصيته تجعله سينتقم مني فيما بعد، لابد أن أكون قد أخذتُ كُل إحتياطي منه، هو لا يعرف غير نيرة صديقتي، يُمكن أن يصل إلى بيت نيرة بسهولة إذا سأل عن منير، إذن لا يصح أن أُخبر نيرة بمكاني بعد ذلك.

قدمي ساقتني إلى ملجأ الأمل! أيُعقل هذا لابد أني أحلُم! قدمي ساقتني إلى المكان الأول لي في حياتي، كيف لا أُفكر في الملجأ مُنذ أن هربت من بيت نبيل؟ الملجأ هذا المكان؛ كُنتُ أظن أنه منذ خُروجي من هنا وأنا لن أعود مرة أُخرى، لم أعتقد للحظة إنى سأعود إليه من جديد بإختياري.

أنا أقف أمام البوابة، مُمتلئة بالأتربة، دفعتُ الباب إلى الأمام، ها هو الملجأ، أمشي وخُطواتي تتباطئ أنظر حولي في كل مكان، هُنا كُنت ألعب في تلك الحديقة الصغيرة، أتذكر أنا ونيرة كُنا نجلسُ هنا، الحديقة فارغة الآن، بالتأكيد هم مُنشغلون بالدراسة في الأعلى، لم أُقابل أي أحد حتى الآن، أين ذهب الجميع؟ أين ذهب بواب الملجأ، ألا يوجد أي شخص يعترض طريقي ويسألني إلى أين أنا ذاهبه؟ صعدتُ الدرج وأنا مُتعجبه، وجدتُ الحُجُرات أمامي.

وقفتُ أمام حُجرتي، أقصد التي كانت حُجرتي، كُنتُ أنظر إلى الأطفال وهم جالسون والمعلمة تشرح لهم،  وأنا أتخيل نفسي جالسةٌ معهم، أتخيل نفسي مثلما كُنت وعشتُ هُنا، كُنتُ أُحب معلمتي، لكن أكثر شخص أحببته هي الدادة سعيدة، هي مثل أُمي دائما ما كُنتُ أشعر بحنانها ليس عليَ أنا فقط، بل على كُل طِفل في الملجأ، جميعنا أحببنا دادة سعيدة، أتذكر وهي تُمشط لي شعري وتهمس في أُذني أن كل حياتي ستتحسن، وأن لا داعي للذعر، أتذكر وهي تُغطيني وأنا نائمةٌ على فراشي، كلماتُها همساتُها حنانُها كُنتُ أشعُر بكُل تصرف منها مُنذُ مَهدي، هي من كانت معي من البداية، حتى أن سلمتني إلى نبيل، بعدها لم أعلم عنها شئ ولم تعلم هي الأُخرى عني أي شئ.

بينما أنا سارحةٌ في أفكاري، لم أفيق إلا على صوت إحدى المُعلمات كانت تمر في ممر الطابق، نظرتُ إليها وتسأَلت من أكون؟ أخبرتُها أني أسأل عن دادة سعيدة، تلك المُعلمة لم أرها من قبل، يبدو أنها تعمل حديثاً في الملجأ، لم تعرف الدادة سعيدة، ولم تسمع عنها من قبل، تسألتُ عن أي شخصٌ هنا يعمل منذُ سنين طويلة في الملجأ، في البداية المُعلمة كانت تخشى الحديث معي، كانت تظن أنني أُريد أن أُقدم شكوى أو أتسبب في أي مشكلة للملجأ، كانت مُتحفظه جداً في الحديث معي، وأنا أدركتُ ذلك سريعاً.

تركتني تلك المُعلمة وأكملت سيرها إلى أخر الممر، أكملتُ سيري في الممر وأنا أتلفت يميناً ويساراً، استعيد ذاكرتي هُنا كُنتُ أجلس هُنا كُنت أقرأ، كُنت لا أُحب دراستي، لكن دادة سعيدة أصرت على أن أُكمل دراستي، أصبح معي شهادة تخرج من قسم إدارة ومُعاملات، قسم لم أكن أحلم به في طفولتي، فرحتي لم تُقارن بفرحة دادة سعيدة، شعرتُ أنها هي من نجحت وتخرجت ولستُ أنا، لو كانت أمي موجودة لم تكن تفرح لي أكثر من السعادة التي رأيتها على وجه داده سعيدة، أكملتُ سيري قِدماً إلى الأمام، توقفت مرة أُخرى، هذه الغرفة كان بها ولدٌ من نفس عمري، كُنتُ معجبة به منذ صغري كان مثل أخي، كان يخشى عليَ، لا يجعل أحد يشعر بضعفي أو خوفي، كان يهتم لأجلي كُنت أظن وقتها أنه أخي، يهتم بي دوناً عن باقي الفتيات في نفس عمري، هو كان يكبُرني قليلا بثلاث أو أربع سنوات تقريباً.

تذكرتُ وهو يُطيب بخاطري وأنا أبكي من ضرب إحداهن لي، كُنت الأضعف من بينهن، لولا وجود هذا الفتى معي لكُنتُ في خبر كان الآن، على الرغم من انضباط الملجأ إلا أن السيطرة على هذا العدد الهائل من الأطفال أمراً صعبً للغاية، لذلك إن لم تكُن تملك القوة لحماية نفسك فسوف تُأكل!

تابعتُ سيري وأنا أشعر بمزيج من الحنين والألم ، لم أكُن أتخيل أن في يوماً من الأيام أشعُر بحنين لهذا المكان! وصلتُ إلى أخر غرفة في الممر بأكمله، كانت غُرفة المديرة، مديرة الملجأ علياء هانم، سيدة من السيدات الراقية في حديثها وفي ملابسها وفي تعاملها، في الحقيقة من أكثر الشخصيات اللاتي أثروا في ذاكرتي دادة سعيدة وعلياء هانم، هن من هونوا عليَ كثيراً داخل الملجأ.

 تعثرتُ في حَجر صغير مُلقاه في الممر، نظرتُ للأسفل وقُمتُ بوضعه على جانب الطريق، في تلك الأثناء قابلتُ مساعد مدير الملجأ، رحبت بي ما زالت تذكُرنِي، الأستاذة عواطف، سيدة شديدة وقوية شخصية صارمة حازمة، لكنها مع الحق إلى ما لا نهاية، حقاً كانوا عائلة لكن أنا كُنت أشعر بالوحدة بينهم، لم أشعر بأهميتهم إلا بعدما تزوجتُ من نبيل، نعم! لم أشعر بتلك النعمة التي كانت بين يدي، إلا بعد أن أُبتُليت بنبيل! فرق كبير بين معنى الحب لكليهما، فرق العطاء والأنانية، دخلتُ مكتبها جلستُ أمامها على المقعد.
أستاذة عواطف بنظرة أمل سألتني:
-كيف حالك يا فرح، هل معكِ أطفال الأن؟
أخبرتها بنظرة يأس:
-لا، لم أُنجب أطفال حتى الآن، وحمداً لله أنه لم يرزقني بأطفال.
بتعجب شديد أجابتني:
-لا أفهمك! هل لا تُحبين الأطفال؟
بإبتسامة سخرية أجبتها:
-ومن منا لا يُحبُ الأطفال! قابلني مشاكل عدة مع زوجي والحمدُ لله لقد رُزقتُ الطلاق.
ازداد تعجب الأستاذة عواطف وتسألت:
-حمداً لله على الطلاق! لهذه الدرجة كانت تستحيل عشرتُكِ معه!
بهدوء وسلام نفسي أجبتُها:
-كان مريض؛ يٌحب بطريقته، وطريقته لا تناسبني، بل يستحيل أن تتحملها أي فتاة، شعرتُ أنِ قد ولدتُ من جديد يوم طلاقي، جئتُ إليكم اليوم لأني لا أملك عائلة غيركم، في الحقيقة جئتُ باحثة عن دادة سعيدة، تذكُرينها؟
عادت بظهرها إلى الوراء على المقعد، وتنهدت ونظرت في عيني وقالت:
-الدادة سعيدة، ومن ينسى الدادة سعيدة! لم تتخيلي كم حُزني عندما غادرت الملجأ.
بصدمة مني تسألت:
-هل تعلمين إلى أين ذهبت؟ أنا أحتاج إليها ضروري جداً، ليس لي ملجأ سواها الآن، من فضلك يا أستاذة عواطف إذا كُنتِ تعلمين مكانها أخبرينِ فوراً.
بنظرة شفقة ونبرة باردة أجابت:
-لا أحد يعلم مكانها سوى علياء هانم مديرة الملجأ، وهي لم تأتي اليوم إلى الملجأ، لظروف صحية قد أُصيبت بدوار وطلب منها الطبيب أن تستريح في المنزل، منذ ثلاث أيام لم تأتي إلى الملجأ، لعلها عائدة غداً إلى العمل.

جلستُ في مكانِ أُفكر، يوماً آخر أقضيه في الشوارع ليلاً! منذ يومين متواصلين وأنا مُستيقظة، لا أستطيع أن أُواصل عدم النوم لمدة ثلاث ليالٍ! ماذا أفعل الآن؟ الأستاذة عواطف لم أكن على صلة مباشرة بها منذ طفولتي، وشخصيتها تجعلني أخشى أن أطلب منها أن أقضي الليلة في بيتها، أخشى أن أُقابل نبيل في الخارج وأنا وحدي وليس لي أحداً أتكئ عليه! يتيمةٌ أنا والناسُ حولي كثيرون! شكرتُ الأستاذة عواطف على وقوفها معي وحديثها إليَ، ثم أعطيت لها رقم هاتفي إذا توصلت لأي شئً تُخبرني.

خرجتُ من مكتبها أُلملم يأسي، خُطواتي تتباطئ، عقلي شارد سارح، التفكير يُسيطر على عقلي، لابُد لي أن أعمل، تذكرتُ كلمات دادة سعيدة التي دائماً ما كانت تطلب مني العمل والتعود عليه، لكنِ لم أعمل في حياتي من قبل، لقد تزوجتُ نبيل سريعاً، بعد تخرجي مباشرةً، دادة سعيدة كانت تخبرني أن سلاحي في تعليمي، وأن كرامتي في عملي ولا أعتاد أن أذِل نفسي لأحد، تذكرتُ كلماتها، والحل في أن أجد عمل لِاستطيع العيش، لكن ما زالت مشكلتي قائمة، السكن باهظ الثمن بالطبع أتحدث عن الإيجار، لابد أن أجد دادة سعيدة ولا أشعر بوحدتي بعد الآن، على الأقل أجد من يدعمنِ في حياتي، من يهون عليَ مرارة الأيام وقساوتها.

وصلتُ إلى بوابة الملجأ، وجدتُ البواب يجلس على مقعد خشبي بسيط، ويتناول كوب من الشاي الساخن يحمله في يدهَ، توجهتُ إليه؛ طلبت منه أن أجلس بجواره، رحب كثيراً ولم يُمانع، إنسان بسيط يعاني من متاعب الحياة وهمومها، بعد جلوسي ظل يحكي لي عن مسؤلياته وهمومه وصعوبة الحياة عليه، وجدتُ من هو مهموم أكثرُ مني! يُربي ست أولاد وزوجته وراتبه بسيط للغاية، يوماً يأكلون ويوماً يجوعون، لم أجد كلمات أُطيب بها خاطره ، وجدته صالح راضي يحمدُ الله، وأخر كلامه معي " الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروهً سواه" 

كلماته لامست قلبي من الداخل، يحمدُ الله على مكروهٍ أصابه! حمدتُ الله أنا أيضاً، " الحمدُ لله الذي لا يُحمد على مكروهً سواه" جميعُنا مُبتلى وعلى قدرِ الرضا قدر العطاء! كلماته وبساطته معي في الحديث غيرت من تفكيري، جعلني أُراجع نفسي مرة أُخرى لعلِ أنا المُخطأة، الهاتف يرن! من يسألُ عني؟ ليس لي أحداً، رقم لا أعرفه من يكون يا تُرى؟ أجبتُ كانت أستاذة عواطف تتمنى أن لا أكون قد أبتعدتُ عن الملجأ، لم تكُن تعلم أنِ ما زلتُ جالسة على بوابة الملجأ مع ذلك الرجل الذي لا أعلم حتى إسمه لكنه أثر فيَ كثيراً.

الأستاذة عواطف قد وجدت عنوان سكن الدادة سعيدة في ملف من ملفاتها على مكتبها، حمداً لله لم أقضي تلك الليلة في الشوارع والطرقات، نظرتُ إلى ذلك الرجل و ابتسمت؛ أدركتُ حينها أنِ عندما حمدتُ الله رزقني، وأرسل لي المساعدة، شكرتُ ذلك الرجُل الطيب المسكين، وكأن عيني تخبره أنِ قد فهمتُ المخزى من الحديث، عُدتُ مسرعاً إلى غرفة مساعد مدير الملجأ الأستاذة عواطف.

ألتقط أنفاسي سريعا و بصوت عالي، من سرعة سيري إليها، أمهلتني إلى حين أن أهدئ، كادت تطلب لي كوب من النعناع ليُهدئ أعصابي لكنِ رفضت؛ أُريد أن أذهب سريعاً إلى دادة سعيدة، أشتقتُ إلى سماع حديثها ونصائحها لي، أشتقتُ إلى شعور أن هناك شخصٌ يُحبني ويهتم بي، شخصٌ يحنو عليَ ويرعاني، أنا أفتقد شعور الأُلفة! بمفردي أنا منذُ مهِدي، حياتي لم تتغير حتى عند كبري، يتيمةٌ أنا في المهد!

أخذتُ ورقة مكتوب بداخلها العُنوان المطلوب، سلمتُ على الأستاذة عواطف وشكرتها لمساعدتها لى، وطلبت منها أن تُبلغ سلاماتي وتحياتي لمديرة الملجأ علياء هانم، فهي بمثابة أمي الثانية، ثانِ شخص كان يُعاملني بحنان هنا في الملجأ، وأنا على وشك الخروج من الملجأ سلمتُ على ذلك الرجُل الطيب وتمنيتُ له حياة أفضل من تلك التي يعيشها.

يا لهذه الحياة وألوانها! نتقابل فيها بدون معاد، ونبحث عن بعض مراراً وتكراً ولم نستطيع الوصول، يُريد الغني لو كان فقيراً ولديه قناعة الفقير، يُريدُ الفقير لو أصبح غنياً ولديه كل أموال الغنيِ، يا لهذة الحياة وألوانها!

أسيرُ في الطريق وحدي أنا، أحمل بيدي تلك الورقة، طريقٌ تلو الأخر، أسأل في الطرقاتِ عن هذا العنوان، أحدهم يعرف ويُشير إليَ أي طريقً أسلكُه، والأخر لا يعرف وأُتابع سيري بعدها، نور الشمس كاد أن يغيب، أخشى أن يحل الليل عليَ وأنا مازلتُ في الطريق أبحث، لا لا، أدام اللهُ معي فأنا لا أخشى أي شئ، لعلِ أكون قد أقتربتُ من طريقي، أكملتُ سيري ثم عوت لسؤال أحد المارة مرة أخرى، أنا الآن أقف في طريق مملوء بالعمارات والأبراج الشاهقة، أيُعقل أن تكون دادة سعيدة بيتُها هُنا! هي من الطبقة الإجتماعية ذات المستوى العالي! كيف ذلك؟ كان لا يبدو عليها إطلاقاً معنا، كانت تبدو من الطبقة الكادحة التي تحصُل على قوتِ يومها بالكاد.

أخبرني الرجُل أن هذا العنوان بالتحديد الذي أقف أمامه، وأشار لي على البُرج المكتوب في العنوان ورقم الشقة، بُرج وفي منطقة مستوها عالي مثل هذه المنطقة! لم أكن أتوقع ذلك، هل العنوان يكون خطأ بعد كل هذا السير؟ ليس أمامي سوى أنا أصعد إلى ذلك الدرج وأتأكد بنفسي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي