الفصل التاسع

جالسةٌ أنا أمامهُ أنظر إليه أتأمل أفعالهُ وأقواله، يشرب كأس العصير الذي يحمله بين يديه وأنا عيني لا تفارقه، عقلي منشغلٌ بالتفكير فيه، لا أستطيع أن أُسيطر عليه، هل هذا قلق أم حُبٌ جديد في حياتي! أكان هناك حُب قديم؟ نبيل! نبيل لم يكن حبً إطلاقاً، كُنت طفلة تبدأ حياتها كفتاة راشدة، مهوسةٌ أنا بأي كلمة إعجاب من أي شاب، لا أفكر في تصرفاتهُ معي ولا في تعاملهُ تجاهي، كان عقلي مغيب في تلك العلاقة، كُنت أحلم برفقة نبيل واليوم الذي أكون فيه زوجته، لم أكن أتخيل أن ذلك اليوم هو يومُ سجنِ.

لم أفوق من خيالاتِ إلا على صوت رعد وهو يُنادي عليَ، يسألني فيما كُنت شاردة الذهن؟ لم أكن أُريد أن أذكر حديثِ عن نبيل باستفاضة مع رعد، كان نبيل بالنسبة ليَ صفحة في حياتي أُريد أن اطويها، لكن كُلما قابلتُ أُناس جُدد في حياتي، كُلما ازداد خوفي من أن أُخدع فيهم مرة أُخرى، رعد أنهي من تناول العصير وضعهُ على المنضدة، ثم وجهَ حديثهُ ليَ:
-كٌنتِ تتعجبين من أنِ لم أحفظ السير هنا في القصر ولا أماكن الأشياء بالداخل، على الرغم أنه بيتي والطبيعي أن أكون تعودت على المكان، لكن ما أنا فيه تأثير صدمة نفسية كبيرة تعرضتُ لها منذ فترة قريبة، وقبل هذه الفترة كُنت شخصاً طبيعاً آرى بشكل طبيعي وأذهب إلى عملي في الشركة، لكن بعد ما حدث لي وأنا هُنا قعيد.
بصدمة كبيرة سألته:
-وما سبب تلك الصدمة التي تعرضت لها؟ وهل هناك أمل أن تعود وترى بشكل طبيعيِ؟
بسلامة نفس وطمأنينة أجابني:
-كُلُ شيءً بيد الله وحدهُ يا فرح، لا تقلقي إن كان مكتوب لي أن أرى ثانياً سوف آرى بإذن الله، الطبيب طمأنني وأخبرني أنِ إن تخلصتُ من أزمتي النفسية سود أعود لطبيعتي مرة أُخرى.

عما الصمت أرجاء المكان، أنتظرتُ أن يخبرني بما الذي تسبب في حدوث تلك الصدمة له، لكنه لم يتحدث يبدو أنه لا يريد التحدث الآن، كُنت أخشى أن ألح عليه في السؤال، أكتفيتُ فقط أن أعرف أنه لم يولد كفيف وأن هناك أمل في شفائه، أستاءذنتُ منه وأخذتُ معِ الكأس الفارغ وعدتُ به إلى المطبخ.

مازال شغفي به لم ينتهي، ما زلتُ أُركز معه ومع تصرفاتهُ، ما زلتُ لا أستطيع منع نفسي من محاولة التفكير فيه، شغفي تجاهُ تحول من فضولٍ وشفقة إلى إهتمام كبير لا أعلم إلى أين يقودني! عُدت إلى تلك الطفلة الصغيرة الموجودة بالمطبخ، وجدتها تُمسك بقلمً لها وبين يديها الأُخرى كُراسة تكتب واجباتها كما نصحتها، جلستُ بجوارها حاولتُ مساعدتها في واجباتها، وجدتها تقول لي "مسكينٌ رعد طوال اليوم يجلس هكذا على مقعدهُ، قبل الحادثة التي تعرض لها كُنا لا نراهُ في القصر من كثرة عملهُ في الخارج، يحبني جداً ويحنو عليَ، أنا حزينة على حالهُ"

كلماتها أثارت فضولي ولكن كان موعد الغداء قد حان، وسمعتُ صوت سيدة نرمين تسأل عني، خرجتُ إليها على الفور وسألت إن كُنا إنتهينا من إعداد الطعام أم لا؟ أجبتُها نعم، وسوف يضعونه على الفور على المائدة، المائدة! كبيرة للغاية لا أستطيع عد كل تلك المقاعد! لماذا يضعون عدد من المقاعد كبير هكذا، وهم فردين فقط في القصر بأكمله؟

سيدة نرمين كانت تعلم مكان رعد، يبدوا أنه مكانه المُعتاد، ذهبت إليه بنفسها وأخبرته أن الطعام جاهز على المائدة، ساعدتهُ في النهوض من مكانه، كُنتُ أُراقبهم من بعيد أتمنى أن تنادي عليَ سيدة نرمين لكي أتي إليها وأُساعد رعد، لكنها لم تحتاجني في شيء، جلسوا هما الاثنين على هذه المائدة الضخمة، لا أعلم سر امتلكهم لمائدة مثل هذه، ولكن القصر بأكمله كبير إذن طبيعي ان تكون المائدة كذلك، جميع العاملين في المطبخ ينتظرون إنتهاء سيدة نرمين ورعد من تناولهم للطعام وهم مُتوترين، كُنت لا أعلم السبب ولكن عندما سمعتُ صوتها عالٍ وبنبرة غضب وهي تصيح فيهم أن الطعام مالح قليلاً، علمتُ وقتها سبب توترهم تلك الليلة والذي عرفته أيضاً عن سيدة نرمين أنها تُدقق في الطعام ودائماً ما تتحدث عن الأخطاء الموجودة في كل وجبة.

نظرتُ في ساعة يدِ، كانت الساعة الخامسة وخمس دقائق، وموعد رحيلِ قد حان، ذهبتُ إليها وطلبتُ منها أن استأذن في الانصراف، وافقت ولكن طلبت مني أن أنتظر قليلا، تجهزتُ وأرتديتُ ثيابي وأنتظرتُ إلى حين عودتها، أقف أنا بمفردي على باب القصر من الداخل، بين الحين والآخر أنظر إلى ساعة يدِ، لقد تأخرت سيدة نرمين، وإلى أين ذهبت؟ لا أُريد أن تقلق عليَ دادة سعيدة، أتمنى أن تكون سيدة نرمين تُحضر لي أي أموال كما وعدتني أنها ستُعطيني يومياً أموال بسيطة، بالإضافة إلى راتبي في آخر الشهر.

ها هي قد جاءت أراها تنزل من على الدرج أمامي، لقد كانت في الطابق العلوي، وصلت إليَ، أخبرتني أن مباشرتي للعمل اليوم جيدة وتريد حماس ونشاط أكثر في اليوم التالي، ووضعت يدها في يدي وكأنها تُلقي السلام عليَ بالأيدي، لكنها كانت تحمل بين يدها بعض الأموال كما وعدتنِ حقاً، في البداية كُنت محرجة جداً أن آخذها ولكن احتياجِ لها جعلني لم أرفضها كثيراً.

لو تعلمون كم كانت فرحتي بتلك النقود البسيطة، أول شيء أّخُذهُ مقابل العمل، كُنت أتمنى أن أشتري كل ما تشتهى دادة سعيدة، ولكن المبلغ كان محدودٌ للغاية، بالطبع تريد طعام ، الطعام الجاهز سيكون مُكلف أكثر والأموال التي معِ لم تعُد تكفي! قررتُ شراء المواد الخام لعمل الطعام وأقوم بإعدادهُ أنا، هذا أفضل حل لديَ إلى الآن، ذهبتُ إلى أقرب سوبر ماركت واشتريت منه بعض المواد اللازمة لإعداد الطعام.

الطريق طويل، كُنتُ أسير وأنا أُحاول أن أتغلب على تعبِ، لم أستقل أي سيارة لكي أوفر ثمن الأُجرة، أُسرع في خطواتِ وأبطأ بعدها لالتقاط أنفاسي، أنظر إلى ساعة يدي، في اليد الأُخرى أحمل كيس الطعام الذي أحضرته من السوبر ماركت، إلى أن وصلتُ إلى بيت دادة سعيدة أخيراً.

عندما دخلتُ من الباب كانت دادة سعيدة جالسةٌ أمامي في غرفة استقبال الضيوف، تعجبت من وجودها هنا! وسألتها عن سبب تعجبِ، أجابتني أنِ قد تأخرتُ عن موعدِ وأنها قلقت عليَ وكانت تجلس هنا بجوار الباب لكي تسمع صوتي على الدرج فطمئن عليَ، أخذتُ يدها وأدخلتها إلى غرفتها، وأخبرتُها ان تنتظر نصف ساعة بالضبط ولن أتأخر عن هذه المُهلة، وأنِ سوف أُعد لها طعامً لم تأكلهُ قط.

غيرتُ ثيابي ودخلتُ على المطبخ سريعاً يبدو أن دادة سعيدة جائعه، أعددُتُ الأُرز ووضعتُ عليه خلطة من البُهار كُنت قد تعلمتُها في الملجأ من إحدى صديقاتي، وأكملتُ تحضير باقي الطعام، أعددتُ شرائح الدجاج وأعددتُ سلطة وأصبح الطعامُ جاهز، أتمنى أن ينال إعجاب دادة سعيدة، جهزتُ السفرة وذهبتُ إليها في الغرفة تعجبت إنِ انتهت من تحضير الطعام في وقتً قصير.

مازلتُ لم أرتاح منذ عودتي تلك الليلة، ولكن يكفي أن أرى سعادةْ دادة سعيدة وهي تأكل وتشبع من الطعام، أحضرتُها على المائدة بعد تذوقها للطعام، يبدو أنها مستمتعة جداً به، بعدها تعجبت من أنِ استطيع صنع طعام بمذاق جيد مثل هذا، نبيل لم يكن يمدح في طعامِ قط، مهما حاولتُ أن أُبدع فيه كان هو لا يبالي بأي كلمة جميلة في حقي.

أحضرتُ لها أكواب الشاي وهي ذهبت إلى غرفتها تشاهد التلفاز، كانت سعيدة حقاً بذلك الطعام، ليس فقط لانِ طبختهُ، بل أيضاً لأنه من حُر أموالي، جلستُ بجوارها وأعطيتُ لها كوب الشاي الساخن بين يديها، بدأت بسؤالِ:
-كيف كان يومك اليوم؟ أنا سعيدة لأنكِ أصبحتِ عاملة وتاكلين وتشربين من عمل يديكِ.
بإبتسامة رضا قلت لها:
-نعم أنا أيضاً سعيدة بذلك، الحمد لله على كل حال، اليوم كان خفيف عليَ، مازلتُ لا أعرف مهامِ وأُحاول التعرف عليها، ولكن يبدو أنها مسؤولية كبيرة، أُتابع تنظيف الغرف والطعام، لكن الحديقة ليست من تخصصِ، سيدة نرمين يبدو أنها لا تُعجب بأي طعام بسهولة، صاحت اليوم في العاملين في المطبخ، ومن تصرفاتهم يبدوا أن هذا الأمر مُعتادين عليه.
ابتسمت وأخذت رشفة من كوب الشاي وقالت:
-نرمين دائماً ما تُحب الطعام مظبوط، إن كان به أي خطأ لا تأكُله بتاتاً، كانت تأتي بِشيفات من دول غربية لكي تضمن أن الطعام سيكون له مذاق خاص.
تابعتُ حديثِ وقُلت:
-جلستُ قليلاً مع رعد، أخبرنِ أنه كان شخص طبيعي كما قلتِ فعلاً، وأنه تعرض إلى حادث نفسي كبير أثر فيه ولم يتحمل ما حدث له، أُصيب عيناه بالعمى المؤقت، لحين زوال أثر تلك الصدمة من على عقله سوف يعود بشكل طبيعي بعدها، لا أعلم يا دادة سر إهتمامِ برعد، ولكن أشعر أنِ أُريد التحدث إليه دائماً أُريد الإطمئنان على حالته، دائماً ما أقلق بشأنه.

داده سعيدة كانت تسمعني وهي صامته، أنا أعلم بفرق السن وفرق الأجيال بيني وبينها، لكن أُحب دائماً أن أسمع حديثها ونصيحتها ليَ، سألتها لما لم تتحدث وتُعطيني نصيحتها، أجابت أنها لا تعرف رد فعل نرمين يمكن أن توافق أو ترفض وهي لا تريد أن تُغضبها منها، ولا تعلم رعد وشخصيته ولا تريدني أن آتأذى مرة أُخرى، سرحت بخيالها؛ كُنت أعلم ما الذي يُشغل بالها، إنها أميرة ابنتها كُنت قد وجدتُ بعض الأوراق الخاصة بها ومذكراتها، لابد أن أقرأ تلك المذكرات.

تركتُها ودخلتُ إلى غرفتي وأخرجتُ تلك المُذكرات، جلستُ على المكتب وبدأتُ في قرأتها، كانت قد كَتبت كلام عن شعورها دائماً برفض نصائح وتوجيهات والدتها، وأن أصدقائها الذين من طبقات اجتماعية عالية أعتادو على السهر والحفلات والخروج في اوقات مُتاخرة، وكتبت في أخر صفحاتها أنها تتمنى أن تعيش مثلهم، وتكون مُستقلة بحياتها وتسطيع ان تستضيف أصدقائها في بيتها في أي وقت دون ان تكون والدتها عقبة في حياتها وتُسبب إحراج لها.

كُنتُ أتعجب عن فتاة مثل أميرة هذه، تمتلك أُماً مثل داده سعيدة، وتنفر منها وتُريد أن تتبرئ منها هجرتها وتركتها فقط لهذه الأسباب التافهة! تريد أن تعيش حياتها وتخرج وتسهر في الليل دون أن يسالها احد إلى أين تذهب! ولم تكتفي بهذا فقط بل أخذت كل أملاك والدتها، وحرمت داده سعيدة حتى من أموالها على حياة عينها!

في أحد الأوراق كان هُناك عنوان لأحد أصدقائها، حفظتُ ذلك العنوان جيداً وقررتُ أن أذهب إليه غداً، كُنتُ مُنهكه من التعب في ذلك اليوم، لم أشعُر بنفسي إلا في اليوم التالي، سمعتُ صوت المُنبة يرن، سريعاً تجهزتُ وكُنتُ على أتم الأستعداد للذهاب إلى القصر، تعجبت دادة سعيدة من استيقاظِ مُبكراً ذلك اليوم، كان كُلي نشاط وحيوية، ذهبتُ إلى القصر وتابعتُ العمل فيه كان يوماً أسهل من ليلة أمس، في تمام الساعة العاشرة صباحاً نزلت سيدة نرمين من على الدرج وأخبرتُها أنِ تابعتُ كل العمل في القصر وأُريد أن أستاءذن ساعة واحدة وأعود مرة أخرى، كُنت أُريد الذهاب إلى العنوان الذي وجدته في أوراق أميرة.

وافقت سيدة نرمين بدون أن تسألني إلى أين أنا ذاهبة؟ كُنت على وشك الخروج من القصر أقف الآن في حديقة القصر، رعد وجدته يشرب كوب العصير في الحديقة، تعمدتُ إصدار صوتٌ لكي يشعر بوجودي، التفت إليَ وسأل "من موجود؛ أهذه أنتِ يا فرح"
أقتربتُ منه أكثر، وأجبتُه قائله:
- نعم هذا أنا، أنا فرح يا رعد، كُنتُ على وشك الخروج، ذاهبهٌ إلى مكان قريب من هُنا، وسوف أعود بعد ساعة لن اتأخر.
بتعجب سالني:
-وإلى أين أنتِ ذاهبه؟
أجبتُ:
-دادة سعيدة لها ابنه واحدة تدعى أميرة، أميرة هربت من داده سعيدة منذ زمن، هي أكبر منِ في السن ببضع سنوات، من ليلة هُروبها وهي حالتها مُتدهوره، لقد أخذت كل أموالها، تركت والدتها بدون أي شيء بدون أي مال، تركت لها فقط الشقة التي تسكن فيها حالياً، أنا أُقيم معها في نفس تلك الشقة الآن، دائما ما تقول دادة سعيدة أنِ أُشبه ابنتها.
ازداد تعجبه وعاد سؤاله:
-لم تُجيبِ على سؤالي حتى الآن؟ إلى أين انتِ ذاهبه؟ وما دخل قصة داده سعيدة الآن بسؤالي؟
أجبتُ:
-وجدتُ عنوان في أوراق أميرة، أنا أُقيم في غرفتها بالتحديد، فتشتُ كل تلك الاوراق، أنا متأكدة أن ذلك العنوان سوف يوصلني إليها، أنا الآن ذاهبه إلى ذلك العنوان، هو قريب جداً من هنا.

صمم رعد على أن يأتي معِ، تعجبتُ من طلبه ولكن كُنتُ سعيدة لأنه سيُرافقني، ترك ما في يده وقام من مجلسه وأتكئ على يدي، ثم أنتظر لبرهة كأنه تردد، سألتهُ إن كان لا يُحب أن يأتي معِ، أو يريد أن ينتظر شيء ضروري، لكنه أوضح لي أنه يفكر أن يُخبر سيدة نرمين قبل الذهاب حتى لا تقلق عليه، ولكن عاد ليقول أنه يخشى أن يخبرها فترفض ذهابهُ، لذا قرر أن يذهب معِ بدون عِلمها سريعاً.

كُنتُ كالطالبة التي لأول مرة تخرج مع حبيبها وتهرب من مدرستها، كُنت كالطفلة التي خرجت مع أبيها، شعورِ يومها لا يوصف بكلام، أنظر إليه وأتمنى إن كان هذا حُلمً لا أفيق منه، هذا اليوم لا ينسى أبداً بالنسبة لي، فهو أول يوم أقرب فيه أكثر من رعد، أكون بقربه لدرجة لم اتخيلها بهذه السرعة، لم أكن أعلم العنوان جيداً، ورعد لا يستطيع مساعدتي في ذلك الأمر نظراً لظروفه، كُلما تقدمنا في السير أسال أحد المارة عن الطريق ويصف لي الشارع المُقبل، إلى أن وصلنا إلى ذلك العنوان وتأكدتُ أنه فعلا العنوان الصحيح.

طلبتُ من رعد أن ينتظرنِ وأنا سوف أصعد إليهم، لكنه رفض وصمم على أن لا يتركني أبداً بمفردي فأنا لا أعلم هذا المكان حتى من قبل، كم كان شعورِ تجاههُ وقتها لا يوصف بالشهامة والمروءة فقط بل بالحُب الدافئ الذي حُرمتُ منه سنين حياتي مع نبيل! لم أُريد أن أُشعرهُ بأي عجز أو أن سبب رفضِ هو أنه كفيف، وافقتُ على رفقتهُ معِ إليهم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي