الفصل العاشر

بوابة النجوم.

قبيلة كوارتس..

دعى"راموس "  ملك مدينة كوارتس، زعيم سحرة هذه البلدة موبخًا إياه عن إهماله في العثور على حجر الياقوت.
هذا  الحجر  يعد القوة لمن يكتسبه والملك ، أخبره زعيم السحرة مرارًا أن هذا الحجر في قاع بحر الظلمات، وأنها خاطرت عدة مرات بأعظم معاونيه من المردة والجان، لكن ذهبوا ولم يعودوا، تبخرت أجسداهم، بالرغم من أنهم تلبسوا العديد من الحيوانات والبشر والجماد، لكن قوة سكان بحر  الظلمات كانت أقوى.
هو لا يقبل إلا بالأرواح البشرية الخيرة، التي لا تأزي ولا تخضع لحكم حاكم، وأنهم في انتظار هذه الروح  منذ سنوات.

دلف "مورغان" زعيم السحرة مكنث الرأس بعد ما فعله أخر مرة، فذ راموس فور رؤيته ونيران عينيه تكاد تحرق القصر،  اقترب منه قابضًا على رقبته بكلتا كفيه يريد موته ليشفي غليل قلبه:
- رأيت ناتج طلائعك وأخبارك يا مورغان! أنت كاهن فاشل، بظنك أنك ستخدعني؟!
من أين أتتك الجرأة لهذا، ألا تعي أنت تقف مع من؟

كان مورغان يجاهد الحديث، حروف متقطعة تخرج من فيه وهو قابض بقوة علي رقبته:
- أنا؟! حاشاك يا مولاى، أنا أخبرتك أن الفتى هناك، لكن جنودك هم من فشلوا في خطفه وجلبه إلى هنا.

ألقى مورغان اللوم والعتاب على جنود الملك ونفد بروحه، ليتركه الملك دافعًا إياه على الأرض، حاول مورغان ان يعيد الهواء إلى رئتيه ثانية، الأمر أشبه بخروج الروح، فهو رغم قوة سحره ولعناته، لكن بنية الملك تغلب كل ما أوتي من قوة.
ابتعد راموس عنه قليلًا مفكرًا بصوته:
- حسنًا، سأتي بأجود الحراس في المملكة وأنبههم لخطفه والإتيان به، لكن بعد ذلك ما الذي يمكنك فعله.
ـ سنجبره على الغوص داخل بحر الظلمات، لإحضار حجر الياقوت إليك، لكن الأمر غير ما هو واضح أمامك، هذا الفتي بمنزل هذا العجوز المدعو كوش،  وعند الإقتراب منه ستقام علينا القرية، ولن تبرح حتى يعود إليهم، هكذا سنكون قد نقضنا العهد الذي بيننا وبينهم، هنا ستقام الحرب الفعلية، ليست كمناوشات الأمس.
ـ أنا فقط أحق بمتلاك هذا الحجر يا غبي، وقتها لا يستطع امرىء الوقوف بوجهي، من هذا ليجرأ بينه وبين نفسه فعل هذا، حتما ستكون نهايته.
ـ حسنا، متى سترسل هذا الحارس؟
ـ بالغد، حتى تستكين الامور قليلا ليحسبوا أن غيابه عاديًا كونه غريب عن هذا البلدة.
ـ لا بد أن يكون حارسًا لبيب، حتى يسهل عليه التواجد بين قوم ألفا واستدراك الفتى إلى هنا.
ـ هو حارسي الشخصي، مصدر ثقتي، وكيل شؤني، لا عليك من هذا، سيأتي به لا محال، اغرب عن وجهي الآن، نفرت رؤيتك.
طالع مورغان هيئته والحقد يملأ قلبه حيال الملك، دائمًا ما يرى نفوره من هيئته، ليس وحده من يفعل ذلك بل جل البشريين، قديمًا قبل عشرون عامًا كان فتى يافع، ذو بنية شبابة مكتملة العافية والجمال، يحب فتاة قريته الصغيرة، حبها حد الجنون والوله، لكن طمع الآدميين غريزة خلقوا منها.
توفي والد مورغان في الصغر، تكفل تربيته صديق والده وجاره، هو من علمه أصول وفنون السحر، كان ذلك تبادلًا مع حبيبته ابنة هذا الرجل.
علمهم السحر الطيب في مساعدة الناس دون مقابل، وهنا نبت العشق بينه وبين ابنته، فكانوا يتبادلون الأدوار مستمتعين بمساعدة الناس دون مقابل، أعطاهم أحد قواته الخارقة في التخفي للمساعدة دون رؤية العالم لهم.
ظلت الأمور تسري لسنوات في أحسن حال والعشق بينهما يزدهر.
في أحد الأيام هناك من لعب بعقل مورغان وأستطاع افساد عقله في استعمال قوته عكس ما عاهد معلمه عليه، تطور الأمر للسحر الأسود وأزية الخلق مقابل مادي، كلما اكتسب مورغان أكثر كلما جفا قلبه وقسى على الناس.
هنا فاض كيل حبيبته وقصت ما علمت به لإبيها، حاول تحذيره في الرجوع عن ازية الناس وأنه سيعود ضررًا عليه، لكن من دون فائدة، جشعه المكتسب من الأموال جعله ناكرًا للجميل غير عابئًا بلعته ما يفعله.
ما كان على معلمه فعله حينها هو إبعاده عن ابنته، وطرده من قريته، لم يأن لـ مورغان التفكير في خسارة حياته وانسانيته وحبه موافقًا على ما طلبه منه تاركًا خلفه البلدة وقلبه الطاهر، ذاهبًا حيث المال والسيطرة على جيوش من الجان السفلية التي تساعده في معرفة أسرار الناس بطرقٍ بخيثة يعقبها أزى.
في أحد الأيام أتت إليه خادمة ملكة حاكم البلدة، تريد منه وصفة للإجهاض في مقابل مادي، وافق مورغان وحضر لها الوصفة كعادته من الوصفات الخبيثة، بالفعل أخذت وصيفة الملكة الخلطة وأعطتها لجارية سرًا في الطعام وفقدت جنينيها.
تحرى الملك عن الفاعل وعلم بخطتهم، عاقب كلًا منهم بنفس عمله، أعطى الخادمة الخلطة نفسها وفقدت جنينها، عزل الملكة عن حكمها ونفاها خارج المملكة، أما عن مورغان فكانت حيلة أدهى.
طلب مجيئة إليه، من ثم أمره بتحضير وصفة تشوه الوجه والجسد، وإن فعل ذلك سيعفوا عنه ويتركه حيا.
أخذت الوصفة وقت وجيز من مورغان وأتى بها للملك في غضون يومان، كانت هذه نقطة تحول في حياته، حيث أمره الملك أن يشرب الوصفة بنفسه أمام أعين البلدة ليكون عبرة لهم، تحت التهديد والضرب المبرح فعلها مورغان.
نفذ الملك وعده تاركًا إياه حيًا، لكن بعدما جازاه من نفس عمله، تركه حيًا بجسد فحمي مقزز ووجه منفر، جلد سميك مجعد بشدة، بنية هزيلة كاهلة.
هنا دمرت حياة مورغان لكنه لم يأخذ مما حدث معه عبرة على العكس، تطور عمله الفاسد وأسحاره الملعونة، أصبح قادر على صب اللعنات وإزالتها، استدعاء الموتى والتحدث معهم، قد كان أغلب زبائنه من المزاعين الذين كانوا يرغبون بمعالجة حيواناتهم المريضة بالشعوزة والسحر، أيضًا الكثير من السيدات التي كانت تأتي إليه ليساعدها في جل اعمال الخراب، حتى أصبح مهابة وخشية للناس أجمع.
توفي الملك وتولى إبنه راموس المملكة، من وقتها لم تعد مملكة العدل كما في عهد أبيه، انقسم سكان المملكة إلى قسمين من جوره وعتو حكمه، قبيلة كوارتس وقبيلة ألفا الذي كان يحكمها أخيه الأصغر، كان هو داعم أهلها، لكن قبل سنوات اختفى وبقيت القبيلة دون حاكم، محمية بعصمة أهلها وصفاء نيتهم، أما عن أخيه فالكل لا يعلم مكان وسبب اختفائه، غالبهم لا يريد تصديق فكرة موته، أملًا في عودته مرة أخرى لينقذهم من جور راموس وحاشيته ومعاونيه، أكره غالب سكان المملكة في اتباعه بطريقة المراوغة المالية، غالبهم استسلم له، فإن هم أحد بالرفض أصابته لعنة مورغان الذي أصبح أحد معاونيه، أو ابتزه بأولاده وحبسهم أو خطف بناته وجعلها إحدى جواري القصر وحرمهم رؤيتهم.
لكن الشيء الوحيد الذي كان لا يفعله هو قتل من رفض الخضوع لحكمه، حتى لا يخسر عدد فرد واحد من مملكة.
استراتيجية طامعة ونفوذ تحط المبادئ والإنسانية أرضًا، تلك هي لعنة السلطة لمن لا يخاف الله ولا يخش لقائه.
غير قبيلة ألفا التي كان يحكمها أخيه
"دانييل جاكسون " أو المعروف بين قبيلة ألفا وراموس أيضًا بـ "البدر "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي