نفوس خائنه3
نفوس خائنه 3
لا تجعلو القراءه تنهيكم عن صلاتكم
حمدى بخبث... يا باشا هتبقى تحت عينك وهى لا ليها قرايب ولا حد لانها بنت ملجى واكيد لو ليها اهل مكنتش هتتربى بعيد عنهم وانتا عينك هتبقى عليها بطرقتك
رضوان... ماشى يا حمدى قولى كنت جاى لى.
......
بعد يومان كانت يسرا تقف امام غرفه المديره وهر ترتجف من الخوف بعد سماع طلب المديره لها لان ينتظرها احدهم. وهى على علم ان رضوان سوف ياتى لها فى اى وقت كما اخبرتها كوثر تلك الشقراء التى لم ترتاح لها ابدا ولكن ما عليها الا التصديق فهى كالغريق يتعلق بقشه للنجاه. طرقت الباب ودلفت بعد سماع المديره لها بالدلوف
اقترابت بخطوات مرتعشه دون ان ترفع نظرها وتنظر لمن يجلس ويتبعها بدقه... ايوا يا ابله ايمان
تحدث ذالك القابع امامها ببرود... اقعدى يا يسرا
رفعت نظرها له بتوتر وعندما نظرت الى عيناه وجدت رهبه من المكوث امامه. ما بلك بالعمل معه ايقنت ان الايام الاتيه ليست بهينه
... هتفضلى وقفه كاير يا يسرا
التفتت يسرا لمدام ايمان وتحدثت بكره دفين... لا هقعد يا ابله ايمان
جلست يسرا امام رضوان بالكرسى المقابل له وانتظرت ان تسمع حديث منهم ولكن وجدت الصمت يعم المكان
تنحنحت مدام ايمان بحرج... يسرا ورق خروجك من الدار جاهز على امتضتك بس
بجد.. نطقت بها يسرا بلهفه ولم تصدق انها ستصبح حره بعد قليل
مدام ايمان بغيظ مكبوت... بجد يا يسرا واستاذ رضوان هي..
قاطعه رضوان بنظرات ناريه....ممكن تسبينا شويه يا مدام ايمان
وقفت مدام ايما واستعدت بالرحيل وهى تنظر ليسرا بابتسامه صفراء.... استاذن انا يا استاذ رضوان لو عوزت حاجه نادى عليا
هز رضوان راسه بنفور من تلك المراءه الشمطاء والتفت الى القابعه امامه ويظهر على وجهه التوتر... يسرا محمود تسع عشر سنه وست شهور عمك الى جابك الدار بعد ما اهلك عملو حدثه وسافر الاردن هو والدكتوره مراته
ابتعلت يسرا ريقها بتوتر... عرفت مل ده منين
اقترب رضوان منها بوجه بملامح خاليه من اى تعابير... نصيحه منى بلاش السؤال ده. وانا جيت عشان ااقدملك مسعده زى ما طلبتى بس مفيش حاجه من غير مقابل واراجع للخلف يستند على مقعده ويراقب تعابير وججها التى يظهر عليها علامات الاستفهام
اما يسرا نظره له بتعجب عن اى مقابل يتحدث ذالك المتعجرف
رضوان بانجاز... من غير لف ولا دوران هتشتغلى عندى مربيه لطفل عنده ست سنين كل اهتماماتك هو وبس لحد ما يكبر شويه ويعتمد على نفسه من هنا لحد ما يوسف يتحمل مسؤليه نفسه مكلوب منك انك متتجوزيش ولو على تعليمك انا هحطلك ورقك فى جامعه محترمه وهكلملك المدير تنزلى يوم فى الاسبوع وانتى بحيث متبعديش كتير عن يوسف
استنتجت يسرا ان هذا اسم الطفل الذى اخبرته عنه كوثر والذى يتحدث عنه رضوان منذ بدايه حديثه.... وانا موافقه
رضوان بثقه..... هيبقى فى عقد بينى وبينك يثبت انك بتشتغلى عندى ومرتبك هيكون مبلغ محترم بحيث لما يوسف يكبر يكون معاكى مبلغ تقدرى تعيشى بيه.
ابتسمت يسرا براحه فما افضل من ذالك عمل ومرتب يجعلها تعيش بعد ترك عملها بالضافه الى المبلغ الذى اخبرته كوثر به وسفرها للخارج... موافقه هخرج امتا من هنا
سحب رضوان عدت اوراق من على المكتب ووضعهم اما مها بهدوء... امضى هنا وقومى جهزى حجتك
امسكت يسرا القلم الذى امامها ووقعت على الاوراق واستاذنت من رضوان لتذهب وتاتى باغراضها.
كانت تقف يسرا وتحضن عائشه التى تبكى... خلاص بقا يا عائشه هبقا اجى اشوفك وبعدين انتى كلها كام شهر وهتخرجى
ابتعدت عائشه عن يسرا وتحدثت ببكاء... خلى بالك من نفسك ثم اقترب من اذنها واردفت بهمس.. انا خايفه عليكى من الى اسمها كوثر دى خدى بالك من نفسك ومتثقيش فيها وابقى طمنينى عليكى
اردفت يسرا ببسمه مزيفه... متخفيش يا ايشوه هو انا اى حد ولا ايه
ابتسمت عائشه بحزن وودعت يسرا التى بدورها عانقتها بحب اخوى ثم ابتعدت وحملت حقيبتها لتخرج من ذالك المكان ولا عوده له بعد الان
كان يقف رضوان يستند على سيارته ينتظر قدوم يسرا التى كانت تاتى باغراضها. نظر اتجاه البوابه الحديده وجدها تخرج منها بارتعاش قدميها ثم توقف امامها واخذت نفس عميق والتفتت تجاه سياره رضوان وجدته مستند عليها بكل ثقه اقتربت منه بابتسامه صغيره... انا خلصت
اخذ رضوان حقيبتها الصغيره ووضعها بالخلف ثم فتح لها باب السياره واغلقه خلفها وبعدها التف للجه اللخرى وجلس مكان السائق وقاد السياره بصمت
نظرت يسرا اتجاه ووجدته يضع تركيزه كله بالطريق وملامح جامده. ابتلعت ريقها بتوتر واردفت بخفوت... هو مدام ايمان وفقت على خروجى بالسهوله دى
تحدث رضوان بجمود.... كان سهل عليا اخرجك من المكان ده من غير اى تعب ثم سرد كل ما حدث فى زيارته الثانيه للدار
دلف رضوان بخطواط ثابته الى مكتب مديره الدار التى بدورها رحبت به بابتسامه جشعه... اهلا اهلا رضوان باشا نورتنا جلس رضوان من دون التفوه بكلمه تحت حديثها الملتهف
رضوان مباشره.....يسرا محمود عيز اوراق خروجها يخلص دلوقتى
شحب وجه مدام ايمان وتحدثت بتعلثم... بس بس ده ليه
مال رضوان بجزعه الامامى وتحدث بتهديد... لانها قربت تتم العشرين سنه ولسه هنا
تحدثت مدام ايمان بتوتر ملحوظ.... هى الى رفضت تخرج
ابتسم رضوان بجانب فمه....مكنتش حابب اقلق كدا بس انتى كدابه الورق يخلص دلوقتى والا باشاره منى هتكونى بين اربع حيطان بسبب انك بتبيعى البنات بعد ما ورقهم بيخلص
انفعلت مدام ايمان بغضب... ده كدب ايه الى بتقوله ده
وقف رضوان بثبات ونظر لها نظره ناريه... يسرا معديه السن القانونى دخله فى سنتين ايه مقعدها هنا
مدام ايمان باندفاع... قلتلك انها هى الى رفضت تخرج
رضوان بابتسامه خبث... انا معايا جواب بخط ايد يسرا بتستنجدنى انها تخرج من هنا لان انتو رفضين.. ابعتلها وجهزى ورقها عشان محطكيش فى دماغى ولو دورت وراكى عارف ان هلاقى بلاوى
ابتعلت مدام ايمان ريقها بتوتر ونهت اوراق يسرا ثم استدعت لها كما امرها رضوان
باك
ابتسمت يسرا براحه ولكن تلاشت ابتسامتها عندما تذكرت كوثر وحديثها عن رضوان وجشعه للمال وذالك الطفل ابن اخيه او ابن لاخته لم تتذكر النسب بينهم عقلها مشوش تماما. نظرات الى رضوان والذى يتابع الطريق بصمت... اسم الطفل يوسف
ابتسم رضون بحزن.. ابن اختى الله يرحمها
يرا بحزن... ربنا يرحمها. يوسف معندهوش قرايب غيرك
رضوان بجديه... يوسف ملهوش حد غيرى وياريت تخدى بالك منه كويس وممنوع اى حد غريب يقرب منه باص المدرسه بيخده الساعه سبعه وبيرجع اتناشر تكونى مستنيه قدام بابا الفيلا
ايقنت يسرا ان رضوان يعشق المال مثل ما اخبرته عنه كوثر لذالك رفض ان يخبرها عن كوثر ووجودها.... ان شاء الله
بعد قليل وصل رضوان المنزل ودخل بالسياره بعد ان فتح الحارس البوابه الخارجيه فور رؤيته لرضوان. كانت يسرا تتابع كل ذالك بدهشه من جمال الفيلا وتصميماتها الرائعه بدايه من الحديقه الى بهو الفلا من الداخل وذلك السلم الذى يتوسطه للصعود لباقى الغرف
ترك رضوان يسرا تتامل فى المنزل ونادى باسم زينه كبيره الخدم التى اتت فور سماعه
اما يسرا لفت نظرها لها امراءه اربعينيه ملامحه هادئه وتقف بطاعه امام رضوان مثل ما فعل الحارس يبدو ان رضوان ليس بشخص هين
رضوان... مدام زينه دى مربيه يوسف الجديده وضبيلها الاوضه الى جنب يوسف وناديلى على يوسف
التفت رضوان الى يسرا وطلب منها التقدم الى الاريجه للجلوس عليها وجلس هو مقابلها فى انتظار قدوم يوسف الذى عندما اخبرته الخادمه ان رضوان بالاسفل لم ينتظر منها دعوته للنزول بل تركها وهرول الى الاسفل وهو ينادى على رضوان
يوسف... خالوووووو وحشتنى
فرد رضوان زراعيه واستقبل الطفل بحنان... عامل ايه يا بطل
ابتسم يوسف ببرائه... كويس يا خالو
استشعر الصغير بوجود احد معهم مما جعل فضوله يلتفت للخلف ليقع نظره على يسرا التى كانت تتابع الموقف بصمت ابتسم يوسف لها بخجل ثم اقترب من اذان رضون.. مين الجميله دى
ابتسم ؤضوان بهدوء... دى الداده الجديده
تغيرات معالم وجه الطفل من البرئه الى العدوانيه ورمق يسرا بنظره كاره... انا مش صغير يا خالو عشان تجيب دادا ليا انا كبير ومش عايز حد معايا
... الروليه موجوده واتباد بس لا فيس ولا اى مواقع اخر تعتبر سرقه ارجو ابلاغى اذا وجدت...
حاولت يسرا تلطيف الجو واردفت بمرح.... كبير قد ايه يعنى كدا
التفت لها يوسف واقترب منها بخطوات لا تليق الا برجل... قربت اكمل السبع سنين
ارفت يسرا بموسيسه.... وانا قربت اكمل العشرين
يوسف.. يعنى بينى وبينك اممم. فرد اصابعه ليعد عليهم لمعرفه فارق العمر بينهم وبعدها وجد ان ما هو الا ثلاث عشر سنه مما جعله يبتسم بفرحه فهى لا تكبره بكثير الذين كان ياتو له فكانو ما يقارب لخمس او سبع مرات من عمره... مش كتير اكبر منى بثلاث عش سنه بس
يسرا بمرح... يعنى انا كدا صغيره
يوسف بتفكير... مش اوى
كان رضوان يقف ويتابع حديث يوسف بتركيز مما ايقن ان يوسف يفرق معه العمر يريد احد ان يتفهمه وليس ليفعل واجبه فقد. انصرف بهدوء دون ان يقطع حديثهم وصعد الى عرفته. وفى طريقه قابل زينه التى اخبرته انها اعددت الغرفه لزينه
رضوان... شيلتى الحاجه بتعتى الى فيها
زينه بطاقه... ايوه يا فندم وحتطهم فى غرفه حضرتك
هز رضوان راسه بتفهم وصعد الى غرفته بصمت اما زينه نزلت لاسفل واخبره يسره ان غرفتها جاهزه
يسرا وهى تنظر للصغير.... انا هطلع اوضتى بقا يا يوسف اشفوها واحط هدومى
يوسف بتفكير.... ماشى وانا هستنا خالو ينزل
حملت يسرا حقيبتها وصعدت الى غرفتها برفقه زينه التى تركته امام باب الغرفه ونزلت الى الاسفل لتعد السفره. اما يسرا دلفت الى الغرفه وتركت حقيبتها على الطاوله الصغيره التى بالغرفه وفتحتها واخذت ما سوف ترتاديه وتوجهت امام الباب الصغير الذى بالغرفه وهو المرحاض كما اخبرتها به زينه فتحت الباب ودلفت بخطوات ثابته وضعت ملابسها على حافه المغطس وقامت بفتح المغطس بعد ان تحررت من ملابسها وهى تقف تحت الماء وتغمض جفونها بتعب تتذكر كل ما مرت به من عناء فى ربعان شبابها بدل ان تنعم بمنزل دفائ يجمعها بوالديها تربت بين جدان دار بارده قاسيه لطفله فى الخامسه من عمرها اختلطت دموعها مع الماء وما زالت تبكى بقهر على كل ما عانته بحياتها قفلت الصنبور واتجت الى المنشفه لتجفف جسدها ووجها الذى ما ذالت الدموع تاخذمجرها عليه واردت ملابسها وخرجت الى الغرفه. بعد قليل استمعت الى صوت طرقات
يسرا.... ادخل
دلفت زينه باحترام... رضوان بلشا مستنى حضرتك تحت هو والبيه الصغير
يسرا... نازله وراكى
انصرفت زينه وابتسمت يسرا بسخريه... والبيه الصغير اه يا زمن
قامت زينه وعصقت شعرها كعكه وارتدت حذها ونزلت الى الاسفل وجدت رضوات يجلس على راس الطاوله وبجانبه يوسف اكملت خطواتها ووقفت بجانب الطاوله وجهت حديثها لرضوان... حضرتك طلبتنى
رضوان بهدوء.... ايوه ااقعدى اتعشى معانا
كانت ستعترض يسرا ولكن اوقفها رضوان بيده... مفيش تبرير انتى جايه هنا من بدرى. يعنى اكيد زمانك جعتى ااقعدى معانا عشان كمان يوسف يتعود عليكى فى حياته
هزت يسرا راسها بنعم وجلست مقابل يوسف وامسكت المعلقه بيدها وبداءت باحتساء الشوربه التى امامها حتى تدفئها فى ذالك الجو البارد
كان الصمت سيد المكان عندما اردف رضوان.... انا الحمد لله شبعت هطلع انام وانتى خليكى مع يوسف لحد ما ينام
يسرا... حاضر. انصرف رضوان وبقت يسرا برفقع يوسف الذى لم يتفوه ببنط كلمه حتى انتهى من تناول طعامه ونظر ليسرا ليخبرها انه يريد التفرج على احدى افلام الكارتون ظنا منه انها سوف ترفض مثل الباقيه لتذهب لترتاح وعند تلك النقطه ابتسم بمكر سيستطيع رفض يسرا بنجاح ولكن خيبت ظنه عندما اطاعته
يسرا بابتسامه... تعالى يا يوسف حلو الكرتون ده
يوسف بفرحه..... جميل ده الاميره والوحش
جلست يسرا بجانب الصغير تتابع معه الفيلم بحماس
التفت يوسف لها بتعجب ملحوظ... انتى هتتفرجى معايا يا جميله
يسرا بابتسامه... مش عيزنى اتفرج معاك
يوسف بلهفه برائه....لا عيزك تتفرجى معايا بس كل الدادا الى قبلك مكنوش بيحبو الكرتون وبيقولو مضر
يسرا بابتسامه.. بقالى عشرين سنه سنه بتفرك على الكرتون ومحصلش حاجه بس عشان احافظ على عينى بتفرج حبه صغيرين.
يوسف... بصدق وعد هتفرج حبه صغيرين. بس عايز فشار
قامت يسرا من مجلسها... هروح اخلى مدام زينه تعملك الفشار
هز يوسف راسه بابتسامه جميله بينما تابعت يسرا خطواتها الى المطبخ لتستمع الى
كانت وينه تقف وتتحدث بصوت يكاد يكون مسموع مع سكون الليل التقتطه اذن يسرا او ربما لانه ذكر اسمه.. ايوا يسرا مع يوسف حبها اوى واتعلق بيها جدا جات من المغرب وهى قعده معاه برا ماشى سلام
التفتت زينه لتباشر انهاء عملها وجدات يسرا تقف وتنظر لها بشك
زينه بتوتر... انسه يسرا
بقلمى منار احمد
لا تجعلو القراءه تنهيكم عن صلاتكم
حمدى بخبث... يا باشا هتبقى تحت عينك وهى لا ليها قرايب ولا حد لانها بنت ملجى واكيد لو ليها اهل مكنتش هتتربى بعيد عنهم وانتا عينك هتبقى عليها بطرقتك
رضوان... ماشى يا حمدى قولى كنت جاى لى.
......
بعد يومان كانت يسرا تقف امام غرفه المديره وهر ترتجف من الخوف بعد سماع طلب المديره لها لان ينتظرها احدهم. وهى على علم ان رضوان سوف ياتى لها فى اى وقت كما اخبرتها كوثر تلك الشقراء التى لم ترتاح لها ابدا ولكن ما عليها الا التصديق فهى كالغريق يتعلق بقشه للنجاه. طرقت الباب ودلفت بعد سماع المديره لها بالدلوف
اقترابت بخطوات مرتعشه دون ان ترفع نظرها وتنظر لمن يجلس ويتبعها بدقه... ايوا يا ابله ايمان
تحدث ذالك القابع امامها ببرود... اقعدى يا يسرا
رفعت نظرها له بتوتر وعندما نظرت الى عيناه وجدت رهبه من المكوث امامه. ما بلك بالعمل معه ايقنت ان الايام الاتيه ليست بهينه
... هتفضلى وقفه كاير يا يسرا
التفتت يسرا لمدام ايمان وتحدثت بكره دفين... لا هقعد يا ابله ايمان
جلست يسرا امام رضوان بالكرسى المقابل له وانتظرت ان تسمع حديث منهم ولكن وجدت الصمت يعم المكان
تنحنحت مدام ايمان بحرج... يسرا ورق خروجك من الدار جاهز على امتضتك بس
بجد.. نطقت بها يسرا بلهفه ولم تصدق انها ستصبح حره بعد قليل
مدام ايمان بغيظ مكبوت... بجد يا يسرا واستاذ رضوان هي..
قاطعه رضوان بنظرات ناريه....ممكن تسبينا شويه يا مدام ايمان
وقفت مدام ايما واستعدت بالرحيل وهى تنظر ليسرا بابتسامه صفراء.... استاذن انا يا استاذ رضوان لو عوزت حاجه نادى عليا
هز رضوان راسه بنفور من تلك المراءه الشمطاء والتفت الى القابعه امامه ويظهر على وجهه التوتر... يسرا محمود تسع عشر سنه وست شهور عمك الى جابك الدار بعد ما اهلك عملو حدثه وسافر الاردن هو والدكتوره مراته
ابتعلت يسرا ريقها بتوتر... عرفت مل ده منين
اقترب رضوان منها بوجه بملامح خاليه من اى تعابير... نصيحه منى بلاش السؤال ده. وانا جيت عشان ااقدملك مسعده زى ما طلبتى بس مفيش حاجه من غير مقابل واراجع للخلف يستند على مقعده ويراقب تعابير وججها التى يظهر عليها علامات الاستفهام
اما يسرا نظره له بتعجب عن اى مقابل يتحدث ذالك المتعجرف
رضوان بانجاز... من غير لف ولا دوران هتشتغلى عندى مربيه لطفل عنده ست سنين كل اهتماماتك هو وبس لحد ما يكبر شويه ويعتمد على نفسه من هنا لحد ما يوسف يتحمل مسؤليه نفسه مكلوب منك انك متتجوزيش ولو على تعليمك انا هحطلك ورقك فى جامعه محترمه وهكلملك المدير تنزلى يوم فى الاسبوع وانتى بحيث متبعديش كتير عن يوسف
استنتجت يسرا ان هذا اسم الطفل الذى اخبرته عنه كوثر والذى يتحدث عنه رضوان منذ بدايه حديثه.... وانا موافقه
رضوان بثقه..... هيبقى فى عقد بينى وبينك يثبت انك بتشتغلى عندى ومرتبك هيكون مبلغ محترم بحيث لما يوسف يكبر يكون معاكى مبلغ تقدرى تعيشى بيه.
ابتسمت يسرا براحه فما افضل من ذالك عمل ومرتب يجعلها تعيش بعد ترك عملها بالضافه الى المبلغ الذى اخبرته كوثر به وسفرها للخارج... موافقه هخرج امتا من هنا
سحب رضوان عدت اوراق من على المكتب ووضعهم اما مها بهدوء... امضى هنا وقومى جهزى حجتك
امسكت يسرا القلم الذى امامها ووقعت على الاوراق واستاذنت من رضوان لتذهب وتاتى باغراضها.
كانت تقف يسرا وتحضن عائشه التى تبكى... خلاص بقا يا عائشه هبقا اجى اشوفك وبعدين انتى كلها كام شهر وهتخرجى
ابتعدت عائشه عن يسرا وتحدثت ببكاء... خلى بالك من نفسك ثم اقترب من اذنها واردفت بهمس.. انا خايفه عليكى من الى اسمها كوثر دى خدى بالك من نفسك ومتثقيش فيها وابقى طمنينى عليكى
اردفت يسرا ببسمه مزيفه... متخفيش يا ايشوه هو انا اى حد ولا ايه
ابتسمت عائشه بحزن وودعت يسرا التى بدورها عانقتها بحب اخوى ثم ابتعدت وحملت حقيبتها لتخرج من ذالك المكان ولا عوده له بعد الان
كان يقف رضوان يستند على سيارته ينتظر قدوم يسرا التى كانت تاتى باغراضها. نظر اتجاه البوابه الحديده وجدها تخرج منها بارتعاش قدميها ثم توقف امامها واخذت نفس عميق والتفتت تجاه سياره رضوان وجدته مستند عليها بكل ثقه اقتربت منه بابتسامه صغيره... انا خلصت
اخذ رضوان حقيبتها الصغيره ووضعها بالخلف ثم فتح لها باب السياره واغلقه خلفها وبعدها التف للجه اللخرى وجلس مكان السائق وقاد السياره بصمت
نظرت يسرا اتجاه ووجدته يضع تركيزه كله بالطريق وملامح جامده. ابتلعت ريقها بتوتر واردفت بخفوت... هو مدام ايمان وفقت على خروجى بالسهوله دى
تحدث رضوان بجمود.... كان سهل عليا اخرجك من المكان ده من غير اى تعب ثم سرد كل ما حدث فى زيارته الثانيه للدار
دلف رضوان بخطواط ثابته الى مكتب مديره الدار التى بدورها رحبت به بابتسامه جشعه... اهلا اهلا رضوان باشا نورتنا جلس رضوان من دون التفوه بكلمه تحت حديثها الملتهف
رضوان مباشره.....يسرا محمود عيز اوراق خروجها يخلص دلوقتى
شحب وجه مدام ايمان وتحدثت بتعلثم... بس بس ده ليه
مال رضوان بجزعه الامامى وتحدث بتهديد... لانها قربت تتم العشرين سنه ولسه هنا
تحدثت مدام ايمان بتوتر ملحوظ.... هى الى رفضت تخرج
ابتسم رضوان بجانب فمه....مكنتش حابب اقلق كدا بس انتى كدابه الورق يخلص دلوقتى والا باشاره منى هتكونى بين اربع حيطان بسبب انك بتبيعى البنات بعد ما ورقهم بيخلص
انفعلت مدام ايمان بغضب... ده كدب ايه الى بتقوله ده
وقف رضوان بثبات ونظر لها نظره ناريه... يسرا معديه السن القانونى دخله فى سنتين ايه مقعدها هنا
مدام ايمان باندفاع... قلتلك انها هى الى رفضت تخرج
رضوان بابتسامه خبث... انا معايا جواب بخط ايد يسرا بتستنجدنى انها تخرج من هنا لان انتو رفضين.. ابعتلها وجهزى ورقها عشان محطكيش فى دماغى ولو دورت وراكى عارف ان هلاقى بلاوى
ابتعلت مدام ايمان ريقها بتوتر ونهت اوراق يسرا ثم استدعت لها كما امرها رضوان
باك
ابتسمت يسرا براحه ولكن تلاشت ابتسامتها عندما تذكرت كوثر وحديثها عن رضوان وجشعه للمال وذالك الطفل ابن اخيه او ابن لاخته لم تتذكر النسب بينهم عقلها مشوش تماما. نظرات الى رضوان والذى يتابع الطريق بصمت... اسم الطفل يوسف
ابتسم رضون بحزن.. ابن اختى الله يرحمها
يرا بحزن... ربنا يرحمها. يوسف معندهوش قرايب غيرك
رضوان بجديه... يوسف ملهوش حد غيرى وياريت تخدى بالك منه كويس وممنوع اى حد غريب يقرب منه باص المدرسه بيخده الساعه سبعه وبيرجع اتناشر تكونى مستنيه قدام بابا الفيلا
ايقنت يسرا ان رضوان يعشق المال مثل ما اخبرته عنه كوثر لذالك رفض ان يخبرها عن كوثر ووجودها.... ان شاء الله
بعد قليل وصل رضوان المنزل ودخل بالسياره بعد ان فتح الحارس البوابه الخارجيه فور رؤيته لرضوان. كانت يسرا تتابع كل ذالك بدهشه من جمال الفيلا وتصميماتها الرائعه بدايه من الحديقه الى بهو الفلا من الداخل وذلك السلم الذى يتوسطه للصعود لباقى الغرف
ترك رضوان يسرا تتامل فى المنزل ونادى باسم زينه كبيره الخدم التى اتت فور سماعه
اما يسرا لفت نظرها لها امراءه اربعينيه ملامحه هادئه وتقف بطاعه امام رضوان مثل ما فعل الحارس يبدو ان رضوان ليس بشخص هين
رضوان... مدام زينه دى مربيه يوسف الجديده وضبيلها الاوضه الى جنب يوسف وناديلى على يوسف
التفت رضوان الى يسرا وطلب منها التقدم الى الاريجه للجلوس عليها وجلس هو مقابلها فى انتظار قدوم يوسف الذى عندما اخبرته الخادمه ان رضوان بالاسفل لم ينتظر منها دعوته للنزول بل تركها وهرول الى الاسفل وهو ينادى على رضوان
يوسف... خالوووووو وحشتنى
فرد رضوان زراعيه واستقبل الطفل بحنان... عامل ايه يا بطل
ابتسم يوسف ببرائه... كويس يا خالو
استشعر الصغير بوجود احد معهم مما جعل فضوله يلتفت للخلف ليقع نظره على يسرا التى كانت تتابع الموقف بصمت ابتسم يوسف لها بخجل ثم اقترب من اذان رضون.. مين الجميله دى
ابتسم ؤضوان بهدوء... دى الداده الجديده
تغيرات معالم وجه الطفل من البرئه الى العدوانيه ورمق يسرا بنظره كاره... انا مش صغير يا خالو عشان تجيب دادا ليا انا كبير ومش عايز حد معايا
... الروليه موجوده واتباد بس لا فيس ولا اى مواقع اخر تعتبر سرقه ارجو ابلاغى اذا وجدت...
حاولت يسرا تلطيف الجو واردفت بمرح.... كبير قد ايه يعنى كدا
التفت لها يوسف واقترب منها بخطوات لا تليق الا برجل... قربت اكمل السبع سنين
ارفت يسرا بموسيسه.... وانا قربت اكمل العشرين
يوسف.. يعنى بينى وبينك اممم. فرد اصابعه ليعد عليهم لمعرفه فارق العمر بينهم وبعدها وجد ان ما هو الا ثلاث عشر سنه مما جعله يبتسم بفرحه فهى لا تكبره بكثير الذين كان ياتو له فكانو ما يقارب لخمس او سبع مرات من عمره... مش كتير اكبر منى بثلاث عش سنه بس
يسرا بمرح... يعنى انا كدا صغيره
يوسف بتفكير... مش اوى
كان رضوان يقف ويتابع حديث يوسف بتركيز مما ايقن ان يوسف يفرق معه العمر يريد احد ان يتفهمه وليس ليفعل واجبه فقد. انصرف بهدوء دون ان يقطع حديثهم وصعد الى عرفته. وفى طريقه قابل زينه التى اخبرته انها اعددت الغرفه لزينه
رضوان... شيلتى الحاجه بتعتى الى فيها
زينه بطاقه... ايوه يا فندم وحتطهم فى غرفه حضرتك
هز رضوان راسه بتفهم وصعد الى غرفته بصمت اما زينه نزلت لاسفل واخبره يسره ان غرفتها جاهزه
يسرا وهى تنظر للصغير.... انا هطلع اوضتى بقا يا يوسف اشفوها واحط هدومى
يوسف بتفكير.... ماشى وانا هستنا خالو ينزل
حملت يسرا حقيبتها وصعدت الى غرفتها برفقه زينه التى تركته امام باب الغرفه ونزلت الى الاسفل لتعد السفره. اما يسرا دلفت الى الغرفه وتركت حقيبتها على الطاوله الصغيره التى بالغرفه وفتحتها واخذت ما سوف ترتاديه وتوجهت امام الباب الصغير الذى بالغرفه وهو المرحاض كما اخبرتها به زينه فتحت الباب ودلفت بخطوات ثابته وضعت ملابسها على حافه المغطس وقامت بفتح المغطس بعد ان تحررت من ملابسها وهى تقف تحت الماء وتغمض جفونها بتعب تتذكر كل ما مرت به من عناء فى ربعان شبابها بدل ان تنعم بمنزل دفائ يجمعها بوالديها تربت بين جدان دار بارده قاسيه لطفله فى الخامسه من عمرها اختلطت دموعها مع الماء وما زالت تبكى بقهر على كل ما عانته بحياتها قفلت الصنبور واتجت الى المنشفه لتجفف جسدها ووجها الذى ما ذالت الدموع تاخذمجرها عليه واردت ملابسها وخرجت الى الغرفه. بعد قليل استمعت الى صوت طرقات
يسرا.... ادخل
دلفت زينه باحترام... رضوان بلشا مستنى حضرتك تحت هو والبيه الصغير
يسرا... نازله وراكى
انصرفت زينه وابتسمت يسرا بسخريه... والبيه الصغير اه يا زمن
قامت زينه وعصقت شعرها كعكه وارتدت حذها ونزلت الى الاسفل وجدت رضوات يجلس على راس الطاوله وبجانبه يوسف اكملت خطواتها ووقفت بجانب الطاوله وجهت حديثها لرضوان... حضرتك طلبتنى
رضوان بهدوء.... ايوه ااقعدى اتعشى معانا
كانت ستعترض يسرا ولكن اوقفها رضوان بيده... مفيش تبرير انتى جايه هنا من بدرى. يعنى اكيد زمانك جعتى ااقعدى معانا عشان كمان يوسف يتعود عليكى فى حياته
هزت يسرا راسها بنعم وجلست مقابل يوسف وامسكت المعلقه بيدها وبداءت باحتساء الشوربه التى امامها حتى تدفئها فى ذالك الجو البارد
كان الصمت سيد المكان عندما اردف رضوان.... انا الحمد لله شبعت هطلع انام وانتى خليكى مع يوسف لحد ما ينام
يسرا... حاضر. انصرف رضوان وبقت يسرا برفقع يوسف الذى لم يتفوه ببنط كلمه حتى انتهى من تناول طعامه ونظر ليسرا ليخبرها انه يريد التفرج على احدى افلام الكارتون ظنا منه انها سوف ترفض مثل الباقيه لتذهب لترتاح وعند تلك النقطه ابتسم بمكر سيستطيع رفض يسرا بنجاح ولكن خيبت ظنه عندما اطاعته
يسرا بابتسامه... تعالى يا يوسف حلو الكرتون ده
يوسف بفرحه..... جميل ده الاميره والوحش
جلست يسرا بجانب الصغير تتابع معه الفيلم بحماس
التفت يوسف لها بتعجب ملحوظ... انتى هتتفرجى معايا يا جميله
يسرا بابتسامه... مش عيزنى اتفرج معاك
يوسف بلهفه برائه....لا عيزك تتفرجى معايا بس كل الدادا الى قبلك مكنوش بيحبو الكرتون وبيقولو مضر
يسرا بابتسامه.. بقالى عشرين سنه سنه بتفرك على الكرتون ومحصلش حاجه بس عشان احافظ على عينى بتفرج حبه صغيرين.
يوسف... بصدق وعد هتفرج حبه صغيرين. بس عايز فشار
قامت يسرا من مجلسها... هروح اخلى مدام زينه تعملك الفشار
هز يوسف راسه بابتسامه جميله بينما تابعت يسرا خطواتها الى المطبخ لتستمع الى
كانت وينه تقف وتتحدث بصوت يكاد يكون مسموع مع سكون الليل التقتطه اذن يسرا او ربما لانه ذكر اسمه.. ايوا يسرا مع يوسف حبها اوى واتعلق بيها جدا جات من المغرب وهى قعده معاه برا ماشى سلام
التفتت زينه لتباشر انهاء عملها وجدات يسرا تقف وتنظر لها بشك
زينه بتوتر... انسه يسرا
بقلمى منار احمد