الفصل الثامن عشر

ابتسام رامز وهو يقترب يجذبها مرة اخرى ويتتطلع الى شفتيها يضع يده حول رقبتها يقترب اكثر

ويطبع تلك القبله العميقه على شفتيها وبصوت يمتلئ حب والأول مرة يشعر بهذا المشاعر

رامز : لو كان التاخير كله حلو كده دائما هتاخر لو اعرف ان التاخير طعمه حلو قوي

بتعدات جميله سنتيمترات وهي تلتقط انفاسها وهو يتطلع الملامحها

رامز : انا مش عارف انام ومش عايز انام يمكن قربي منك والكلام معاكي خلني عايزك اكتر

و ما كنتش اعرف بجد ان الحياه معاكي حلوه قوي كده
وانا مش واخذ بالي

حاولت جميله ان ترسم الابتسامه على وجهها

جميلة : بس انت لازم تنام احنا الساعه دلوقتي خمسه يعني حضرتك هتقوم تاخذ شاور وتصلي الفجر

وانا كمان هاروح اطمئن على الاولاد واخذ شاور واجي اصلي الفجر وبعد كده ما تستننيش عشان انا هنامرمع الاولاد

وهو بعتدال يجلس على السرير ممتعض ويحدق اليها

رامز : لي حصل ايه

ابتسمت وهي تحاول الابتعاد حتى لا تضعف وتبقى بجواره

جميلة : مفيش حاجه انا بس جنه حرارتها مش عجباني هافضل جمبها لحد ما اطمئن عليها

ينتفض قلب رامز

رامز : انت بتقولي ايه سخنه طب انا هاتصل بالدكتور حالا

وهي تحاول منع الى رامز

جميلة : يا رامز ده مجرد ارتفاع بسيط في درجه الحراره
و انا اديتها الدواء قبل ما انام

بس انا راح اطمئن عليها دلوقتي وما تقلقش هتبقى كويسه

ويزفر رامز وهو يحاول هدوء

رامز : والله خليتيني اقلق على البنت بس الحمد لله انتي راحتي قلبي

اكملت ارتداء ملابسها وهي تتطلع اليه

جميلة : ودلوقتي اقولك تصبح على خير

وهو يقبل يدها

وانت من اهل الخير يا قلبي

وعندها اضات جميلة الانوار لكي يقوم رامز للصلاة وخرجت من الغرفه وهي لا تدري هل هي سعيده ام حزينه والدموع تملا عينها

كأنما كانت تحتفظ بالدموع في عينها حتى لا يعرف احد شيء عنها دخلت للاطمئنان على الاولاد

و قامت بواجبها اليومي نزلت الى الخارج وكان الفجر قد اذن بالفعل

وقفت التراقبه شروق وهو ينير السماء وهو ينير الطريق والعيون حتى سمعت اصوات اقدام خلفها نظرت في اهتمام

جميلة : مين

وكان منصور يعلم عوايد فهي تحب ان تشاهد شروق الشمس وبهدوء يجيبها

منصور : انا جميله متخافيش،

وكان منصور هو الذي يصلي الفجر ثم يقراء القران الكريم وعندها ابتسمت وهي ترمقه بعينها

جميلة : والله فزعتني يا منصور

وبنظرة قلقة

منصور : ايه يا بنتي انت لسه ما نمتيش لحد دلوقتي لي

رفعت عينها نحو السماء تتنهدا

جميلة : انا والله ما انا عارفه يا منصوره بس مش عارفه انام مش عارفه عقلي بيرفض النوم لي

منصور وهو يتطلع اليها يمكن عشان انتي شغله بالك بتفكري او لانك انت نمتي كتير

تنهدات بهدوء تفكر

جميلة : ممكن يا منصور بس بوص كده وشوف المنظر الجميل ده مين عايز ينام ويفوته شوفت المنظر الرباني الجميل ده

منصور وهو يقف بجوارها يتطلع اليه

منصور : فعلا جمال رباني مفيش زي

وهو يلتفت اليها مره اخرى

بس مش ده اللي شاغل عقلك يا جميله انا مش عارف ايه اللي بيحصل بينك وبين رامز

بس انت شكلك حزينه تعبانه قوليلي لو رامز مزعلك

ابتسمت وهي ترمقه بعينها

جميلة : انت عارف واحنا صغيرين لما اقرر اهلنا ان يجمع بينهم شركه كبيره ما كانوش يعرفوا ان الشركاء دي هتصبح اخوه

بداو حياتهم اتجوزه و خلفونا واحنا برضو مشين انا على نفس الطريق كبيرنا عشنا مع بعض ومافترقنش ابد لحظه واحدة

ولما جئت نوال وجلال ودخله حياتنا وبقه عندنا عيله كبيره ما عرفناش ايه الصلة اللي بتجمعنا بس كانت الصلاه قويه جدا لدرجه

ان انا لما كبرنا فضلنا مع بعضه ما قدرناش نفترق ابد الحب جمعنا حب مصيره الجواز

بذمتك يعني هيكون عندي العيله والحب واولادي وهيبقى في حاجه تحزني وانا معاي كل احبابي و حوالي

كفايه حبكم واشوفكم بسعادة

ليزفر منصور وهو يتطلع اليها

منصور : انت عارفه يا جميله كلامك ده خلاني احس بالخوف اكتر والقلق اكتر لان كلامك غريب

ايه اللي بيحصل يا جميلة انا عايز اعرف انا حساس بحاجة

و تحاول جميلة التهرب

جميلة : مفيش حاجه ده مجرد شعور كنت دفناه جوه روحي وكنت عايزه اقوله لحد عزيز على قلبي وهو انت يا منصور انت اخويا اللي اللي مولدتوش امي

حبك وخوفك ودعمك كل ده انا اكون عايزه ايه من الدنيا غير اخ و عيله وزوج وحياه سعيده

ليشعر رامز بها وبكم الحزني بداخلها

منصور : قوليلي ايه اللي بيحصل لو انا اخوك زي ما انتب بتقولي انا حاسس ان في حاجه غريبه بتحصل بينكم انت ورامز

جميله وهي تحاول التهرب اكثر

جميلة : مفيش حاجه انت ايه اللي خلاك بس تظن كده

منصور : مش عارف بس شعور وصلب ومش عارف ايه سبب مع انك ما قولتيش ولا كلمه ولا نطقتي بحرف

الا اني عارف ان في حاجه بتحصل وانت مش عايزه تقولي

و يدور في عقلها وهي تفكر

طب عايزني اقولك حياتي وحياه رامز على وشك الانتهاء وانها مجرد ايام وليالي وهينتهى كل شيء و هنبعد عن بعض وهنفترق ود بيقتلني بس لازم احرر من وجودي

لتصمت جميله وهي لا تريد البوح باكثر من ذلك لمنصور وبهدوء

عن اذنك يا منصور لازم اطلع انام بعد بعد اليوم الطويل ده وانا اسفه لو كلمي ازعاجك

منصور بقلق وضيق :متقوليش كدا ابد انا موجود دائما عشانك

وعندها اوما براسه

تصبحي على خير

وصعدت جميله لغرفتها وتوجه منصور الى غرفته وترك جميله تفكر وحدها ودار هذا الكلام بداخل راسها

جميلة : انا لو سبت رامز ايه اللي هيحصل للعيله اللي بتجمعنا لما اسيبهم هيظنوا اني انا السبب انا اللي خليتهم يفترقوا عن بعض

لتزفر تفكرا في رامز وبقلق

انا بجد نفسي انك تتحرر منى يا رامز وتعيش حياتك اللي انت اخترتها مع الانسانه اللي انت قلبك حبها

و انا عارفه ان الانسانه دي مش انا انا قلقي دلوقتي على الاولاد ومش عايزاهم يبعده عنك لاني عارفه و متاكده انك بتحبهم اكثر من نفسك

وهي تنظر الى السماء

يا رب بس انا هاعمل ايه دلوقتي

وتدور هذه الافكار في داخل راسها وجعلتها لاتدري ماذا تفعل لتقوم وهي تسلم امرها الي الله لتاخد شور وتصلي الفجر و تتوكل على الله

وبعد مرور اسبوع من هذه الليله وكان رامز يشعر بسعاده وفرح وتمر الايام وهو كل يوم يزداد عشقا لتلك الجميله التى اثرت قلبه

ولكن كان هذا متاخر جدا وبعد مرور اسبوع من هذه الليله كانت نوال لا تزال تجلس هي وجلال في منزل منصوره وكان الجميع على طاوله الغداء

ليرن هاتف جميله ولكنها لم تكن بجواره لتقوم نوال تري المتصل وكان رقم غريب لتقوم بالرد

بعد استئذان جميله التي اخبرتها ان تقوم بالرد و معرفه من المتصل وبهدوء

الو ايوه مين معاي

وصوت متوتر وكانت امرأة

الو لو سمحت انا عايزه اتكلم مع مدام جميله مش ده رقمها هي موجوده

نوال تومي براسها

نوال : ايو هي موجوده بس اقولها مين

المراه : قوليلها ان صاحبتها من النادي واسمي ساره وعايزه اتكلم معها في حاجه مهمه جدا

تنهدات فاتن وهي تاخذ الهاتف وتدخل به الى المطبخ ممتعضة

ايه يا بنتي تلفونك صداع امي عمال انادي عليك من الصبح تليفونك رن ورديت عليه معلش اسفه بس اللي كان بيتصل عمال يزن يزن في رديت

اومات جميلة براسها

جميلة : يا قلبي ولا يهمك مين عايزني

نوال : مش عارفه يا جميله بس بتقولي انها واحده صاحبتك و اسمها ساره وهي صاحبتك من النادي

تعجبت جميله من هذه المكالمه فانها لا تعلم احد هذا الاسم عندها اخذت كي ترد وبهدوء

جميلة : الو مين

جاء الصوت بكل توتر

انا اسفه جدا يا مدام جميله بس انا مجرد رسول بس
و عايزة اتكلم مع حضرتك وعندي رساله لازم تعرفيها

جميله وهي تبتعد وتاخذ الهاتف بعيدا حتى لا يستمع احد اليها وبصوت يمتلئ حيرة

جميلة : رسالة ايه مش فاهمة بس حضرتك مين وعايزه ايه

انا اسفه قوي بس انا زي ما قولتلك انا مجرد رسول ومعاي رساله من امرتي جوز حضرتك التانيه وهي عايزاك تعرفيها

جميله وهي تشعر ببعض الالم في قلبها فهي تعلم ان علياء هي من تفعل ذلك وقلبها يعتصر من الالم

جميلة : طيب تقدري تبلغينى الرساله

لتتنهدا بتوتر

مش هينفع على التليفون يا مدام جميلة في حاجة لازم تسمعيها انا ممكن ابعتلك على الوتس بس انا عايزة اشوف حضرتك واتكلم معاكي

جميلة وهي تعل انها بالفعل لديها اومات براسها

جميلة : اوك تحبي نتقابل فين

حددي انت الميعاد اللي انت عايزة نتقابل فيه يا مدام جميله اي مكان وانا مش هتدخل في المكان اللي انت تختاري

وبهدوء وهي تحاول عدم أظهر شي بصوت حزين وتغيرت ملامحها

جميلة : اوك هاقولك هقبلك فين ها نروح نادي اسمه نادي الشروق لو تعرفيه

اجابتها بهدوء

ايو يا مدام جميله انا عارفه المكان بس ان شاء الله اقابلك أمته اقابل حضرتك

الساعة ٤ العصر وارجوكي متتاخريش لاني ما بحبش التاخير

ساره بهدوء

مش هتاخر

وقامت باغلاق الخط وعندها اقترب رامز بكل حب وهو يحتضنها من الخلف

رامز : يا روحي يا روحي وحشتيني قوي قوي قوي قوليلي كنتي بتتكلمي مع مين

استدارت جميله وهو لا يزال متمسك بها ويحتضنها تحاول الهروب من سؤاله

جميلة : دي واحدة صاحبتي من النادي كنت طالبه منها حاجه و جابتهلي

وهي تحاول الافلات منه ولكنه يقترب من اذنها يهمس لها

رامز : انا باحبك يا جميله ومش عارف حبيتك امته بس انا جوايا عايزك كل ثانيه وكل دقيقه تبقى معي

حاولت جميله الابتسام وهي تشعر ببعض الخجل وترمقه بعينها

جميلة : "رامز سيبني احنا في البيت وحوالينا ناس مش لوحدنا

ابتسم وهو يضع قبل علي وجانتها

اوك يا روحي بس اوعديني ما تبعديش عني عشان بتوحشيني

لم يكن رامز يعلم ان المكية التي دبرت له الا بعد فوات الاوان وانه بالفعل قد وقع في الفخ وانه هذا السعادة على وشك الانتهاء

و يتركها رامز وهي تتوجه نحو شقيقتها فاتن

جميلة : فاتن لو سمحتي انت النهارده هتاخذي بالك من الاولاد عشان انا خارجه

رامز وهو يقترب ممتعض

رامز : انتي راح فين يا جميلة

ابتسمت ابتسامه بسيطه

جميلة : "انا رايحه اقابل واحدة صاحبتي النهارده وممكن اتغدى معها وممكن واتاخر شويه

فاتن وهي تحدق اليها ببعض القلق ولكنها اومات راسها موافقه

فاتن : اوك يا قلبي ما تقلقيش بس هتخرجي امتى على الساعه كم
وهي تتنندا ترى ملامح رامز الحنقه

جميلة : الساعه اربعه كده ان شاء الله مش هتاخر

تطلع اليه رامز ببعض الغيره وهو يراها ويقترب منها يتسال

رامز : جميله مين صاحبتك دي وتعرفت عليها أمته واسمها ايه وهتقبليها فين

جميله وهي ممتعضه تشعر بالغضب وهي تحاول التمسك

جميلة : ايه يا رامز انت هتفتحلي محضر دي مجرد صحبه ليه

وجاء هذا الرد على بانفعال وملامحك حنقه وتخرج عن شعورها وهي تتوجه اليه

انت تصرفاتك بجدا غريبه ومش محتمله يعني انت لما تخرج وتيجي متاخر لا باتكلم معاك

ولا باقولك كنت فين ولا كنت مع مين وانا لما اكون عايزه اخرج شويه وقابل اصحابي تفتح لي محضر وتبقى فضولي جدا

ليرمقها رامز ببعض الغيره وهو يقترب منها

رامز انت امراتي فهمه

وهو يمسك يدها بقوه

يعني اعرف انت كل لحظه فين سامعاني يا جميله

اقترب منصور منه وهو يحاول تهدات سوء الفهم البسيط

منصور : ايه ده يا رامز في ايه مالك

ليزفر وهو يتراجع بكل غيظ

رامز : يا منصور الهانم لازم كل تحركتها اعرفها هي فين وجايه منين وده حقي وبعدين هي انفعلت بسرعه انا ما كانش قصدي حاجه

لتركهم جميله و تذهب الى غرفتها

حدك منصور اليه وهو يتطلع لتلك الغير المفاجاه على جميلة وهو يربت على كتفه

طيب اهدي بس انت عارف جميله بتكون موجودة في البيت طول الوقت ما بتصدق احد من اصحابها يكلمها عشان تخرج معهم

عض رامز على شفاتيه بانفعال وهو لا يدري ما السر وراء انفعاله هكذا

وبصوت متوتر

انا اسف لو كنت ازعجتكم عن اذنكم انا خا ج ولما ارجع اشوف الهانم


ويمر الوقت وعندما قربت الساعه الثالثه عصرا دخلت نوال غرفه جميله وهي تطمئنها على الاولاد

يا روحي

لتفتت جميله تحاول الابتسامة

ما تقلقيش على البنات يا روحي انا اهتميت بيهم انا وفاتن

وقفت تريد البوح بشي تريد ان تعلم ماذا يحدث التفتت جميلة وهي تراها واقفه امامها

جميلة : اولا تسلمي يا روحي عشان اهتمامك انتي وفاتن وثانيا شكلي وشك كده وملامحك عايزه تسالي حاجه قولي يا نوال عايزه ايه

وهي تقف امامها زفرة

نوال : اه بصراحه كده انا عايزه اجي معاكي

جميله وهي تضحك

بجد عايزه تيجي معي يالهوو ي تعرفي ان دي اول ضحكه ليه تطلع من قلبي من اسبوع تصرفاتك بتخليني اضحك

هو انا بنت صغيره في نظركم عشان للدرجه دي عايزه تيجي معاي

نوال: لا يا جميله بس بصراحه كده انا وفاتن خايفين عليكي انك تخرجي لوحدك تاني ويحصلك حاجه

اقترب جميله تحاول اطمنتها

جميلة : ما تقلقيش يا نوال انا كويسه و هابقى كويسه ان شاء الله انا بس هاروح اشوف واحده صاحبتي

كانت مسافره بره مصر وجاءت و اتصلت بيه عشان اروح اسلم عليها دي كل الموضوع ويا ستي انا مش هاروح حته بعيد يعني ده النادي


لتزفر نوال ببعض الالم

نوال : " انت والله مش عارفه الشعور اللي انا حسيت بيه
انا وفاتن لما عرفنا انك فيك حاجه مش عارفه اشرحلك الموضوع

لو حصل حاجه لحد فينا مش عارفه يا جميله قلبي بيوجعني عشان كده احنا بنخاف عليكي وعلينا كلنا يا قلبي

جميله وهي تقترب منها تضمها اليها

جميلة : يا نوال انتي مؤمنه بالله ما تقوليش الكلام ده مره تانيه ولو حصل اي حاجه لاي حد فينا ده امر الله يا بنتي وقدره

وما تقلقيش لان ربنا معنا وهو خير حافظ وهو أرحم الراحمين

ابتسمت نوال وهي تضمها اليها

نوال : ونعم بالله يا قلبي طيب انا كده اطمنت عليكي انا هانزل عشان تلحقي تغيري هدومك و تروحي لصاحبتك وتخدي بالك من نفسك

خرجت نوال من غرفه جميله كي تقوم بتغيير م ملابسها وكي تستعد الى المفاجاه الكبيره الذي ارادت علياء ان تعرف بها جميلة

ولكي تقوم جميله بعد هذا بطلب الطلاق نهائي من رامز ولكنها لما تعلم ان رامز توهج دخل قلبه حب الجميلة ولكن من سوف يختار بعد معرفة جميلة الحقيقة جميلة ام علياء
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي