الفصل التاسع والعشرون

لتحاول جميله الاعتدال و يرتسم على وجهه تلك الملامح المتعبه وبصوت يمتلئ سخريه من شقيقتها

جميلة : يعني انتي مش مش هتصدقي الا لما هو بنفسه يجي يقولك يا فاتن انا متجوز على اختك هو ده اللي هيخليك تصدقيه

وتقترب منها فاتن تحاول فهم ما يحدث

فاتن : يعني انت متاكده ان متجوز عليكي طب عرفت منين

وبثقه تملي صوتها

جميله : سمعته بوداني وهو بيتكلم مع امرته وهو بيحكيلها حكايه جوازنا انا وهو وان وان كان مغصوب عليا وعلى الجواز منى

وانه عمره ما حبني ولو ما كانش بيني وبينه البنات كان هيطلقني وان جوزان كان بس عشان المصلحة والفلوس

لتشهق فاتن وهي تضع يدها على فمها مصدومه وتغمض عينها متالمه تفكر وبصوت يمتلئ الم وهي تقترب ترى الدموع المنهمر من عين جميله

لتقترب تحتضنها متالمه

اهدى عشان نفسك واللي، في بطنك انا اسفه يا روحي رامز حتى لو كان تجوز عليكي اكيد دي غلطه

وهيصلح و هيحس انه غلطان ويرجعلك انتي مراتي وام ولاده وكله حاجة له

غمضت جميله عينها تحاول التنفس و تحاول الاحتفاظ باعصابها هادئه من اجل الجنين

و بصوت يمتلئ حزن وقهر

جميلة : انا خلاص يا فاتن انا ورامز انتهى كل شيء بيننا انا اول لما اقف على رجلي هحرر من قيود جوازنا

والقيود دي فرصه عليه ابوه عشان المصلحة وهو تعب من فكرة ا تباط بإنسانة مش بيحبها

القيد ده هو جوازي منه هو بيحب مراته والتانيه قوي وانا هاكون مجرد عثرة في طريقه والحل الوحيد ليا وله

اننا ننطلق وده قراري النهائي ومش هترجع عنه عنه مهما حصل انا ورامز هنطلق والجنين ده هينزل

لاني مش عايزه افتكر ان كل كلمه ولمسه وكل لحظه كانت بيني وبينه كانت مجرد واجب بيقضيه عشان يظهر قدامي وقدام الناس اننا اسعد زوجين في الدنيا

و انا مش عايزه اكر ابنى او بنتى منه الحل الوحيد اننا انطلق

وكان هناك من يستمع لتلك المحادثة ويفتح في تلك اللحظه باب الغرفه وكان يريد الاطمئنان عليها

و يستمع اليها وهي تخبر فاتن انها سوف تطلب الطلاق وبصوت يمتلئ حنق

و يدخل بكل اندفع و غضب واحمر وجهها وبصوت يمتلئ لوم وغضب

انتي بتقولي ايه انت عاوزه تطلقي

اومات براسها بثقه وهي ترى ملامح وجه وبكل غضب يعتري قلبها

جميلة : ايو يا رامز انا وانت هنطلق تقدر ترجع بعدها المراتك علياء هانم من غير ماتقلق

او تخاف اني عرفت و كشفت الحقيقة الهانم مراتك عملت الصح لما أظهرت الحقيقة ليا

وانا بجد بشكرا وانت كمان اشكرها بالنيابة عني وقدمها هديه أغلى واحلى بمناسبة طلاقي انا وانت

ولما تروح المسيو فؤاد بلغ سلامي يا رامز بيه

واه قبل ما انسى ابقه خد الفاتورة بتاع الاسورة عشان الهانم مراتك بدور عليها

وبانفعال اكثر وغضب يعتري ويصر على اسنانه واحمر وجهه اكثر

رامز : وانا مش هطلقك

لم تستطع علياء الانتظار بعد خروج رامز وكانت تريد معرفه ما يحدث وما حدث بينها وبين جميله

ويرن جرس الباب وتقف نانسي حانقه بكل غضب بسبب علياء وانها قد اتصلت بها في هذا الوقت المتاخر

لتاتي اليها وكان ما هي عبده لديها وتقف نانسي بضيق حتى اتت الخادمه وهي تفتح الباب وبصوت هادء

مساء الخير

اهلا يا انسه نانسي اتفضلي على هانم مستنياك في الصالون من بدري

لتخطو نانسي و قلبها وعقلها في مكان اخر وهو كيف
ستخبره علياء بالحقيقه

وبالفعل تجد علياء جالسه في انتظارها بسعاده ترتسم على وجهها وبصوت يمتلئ فرح

علياء : اهلا اهلا بالقمر يتاعي انا مستنياك من الصبح على نار

اقتربت نانسي وهي عقده العزم على اخبارها بكل ما حدث اليوم وكانت رغم انها خائفة من رد فعل علياء

على معرفتها الحقيقه ولكنها اردت رؤيه تلك النظره الخائبه المفجوعه في عينها وهي تعلم كل شيء

وان تلك المشاعر التي يكنه لها زوجها مجرد مشاعر مزيفه وكلها خداع

اقتربت وهي تجلس على الكرسي امامها وبعض التوتر

نانسي : ايه علياء كنتي استنى الصبح وانا كنت جايلك بنفسي لي التسرع وبعدين اصلا الموضوع كله لغبطت

لتصمت حانقه وتوترت علياء

علياء : موضوع ايه يا نانسي اللي يستنى البكرا ولغبطت ايه.. ما هو لازم اعرف ايه اللي حصل بالظبط مش الموضوع اللي يتاجل الكلام فيه لحد للصبح

و تقترب منها تجلس بجوارها على كنبه الصالون واحمر وجهه بتزفر و تغيرت ملامح وجهها

انتي مستعجله وعايزه تعرفي اوك بس اع في انك انتي اللي عايزة تعرفي

انا فعلا روحت وقابلت جميله وقعدت واقنعتها تسمع التسجيل الصوتي

وسعاده ونبرة تمتلئ بالفرح مع ابتسامه ملات شفتها

علياء : ايو وبعدين ايه حصل فرحيني وخلي قلبي يطير من السعادة

لما سمعت وعارفت الحقيقه انهارت صح عيطت وقامت تجري زي المجنونه مش مصدقه ان رامز بيحبني واتجوزني عليها وهيطلقها

التفتت نانسي وهي تجلس امامها رفعت براسها ببعض السخريه تربته على يدها

نانسي : اهدي كده وبلاش حماس زياده واسمعيني لان من اللي انا شفته من شخصيه جميله لقيتها انها مختلفه جدا عن توقعاتك وعن كلام رامز عنها

رافعه حاجبها متسائلا بحيره

علياء : يعني ايه قصدك مش فاهمه شخصيتها ايه يعني فهميني

امتعض وجهه علياء وبسعاده تغمر نانسي وهي ترى ملامحه علياء وبصوت يمتلئ ثقه

نانسي : يعني جميله مش شخصيه ضعيفه ولا تافهه فهمتي
قصدي لانها لا نقهرت ولا عيطت ولا حزنت ولا اي حاجه من الافلام العربي

اللي انت متصورها في عقلك دي بالعكس قعدت وسمعت التسجيل للاخر باعصاب فولاذيه ولا دمعه واحده ولا نزلت من عينها ولا تاثرت حتى

انتفض جسد علياء بغضب يعتري قلبها وهي تتحرك ذهابا وايابا وهي تحني راسها تطلع لنانسي

عليتد : يعني ايه مش فاهمه وضحي كلامك يعني ايه.. هي انصدمت وما تصدقتش التسجيل الصوتي اللي سمعته بودانها ان جوزها بيكرها وهيسبها هي مجنونه دي ولا ايه

ابتسمت نانسي وهي تقف بثقه واصرار وملامح وجهه التي تغيرت وبصوت يمتلئ تأكيد على قوة جميله

نانسي : بالعكس دي عقله جدا و تصرفاتها وكلامها يدل على انها عقليه وواو يا علياء

انا ما صدقتش ايه اللي حصل ومش قادره لحد دلوقتي أصدق الكلام اللي سمعت منها انتي لو كنتي موجودة كنتي اللي هتنهاري مش هي

وبغيظ وغضب تقت ب منها تمسك يدها

علياء : ايه اللي حصل فهميني عشان انا حاسه اني تايهه منك انهار ايه وكلام فارغ اللي انتي بتقوليه هي دلوقتي عملت ايه وقالتلك ايه

لتتراجع نانسي تجلس مره اخرى وهي ترى ملامح علياء الحنقه وداخلها يمتلئ بسعاده وهي تضع يدها بجوارها تريد اجلسها بجوارها

نانسي : تعالي اقعدي بس كده عشان عايزاك تهدي وانتي بتسمعي الكلام ده لانه بجد انا تهت و انفعلت وانا ما كنتش قادره اتصور اللي حصل

وبانفعال و هي تقف واحمر وجهها وبصوت شبه صارخ

علياء : انطقي يا نانسي

جلسات نانسي بهدوء

نانسي : اوك ايه اللي انت عايزه هاقولك اولا جميله شخصيه قويه جدا

ثانيا هي سمعت التسجيل للاخر زي مانت عايزه وكان رد فعلها غريب جدا لدرجه اني اتصدمت

لما هي تكلمت معاي وقالتلي الحقيقه المره اللي لو سمعتها احتمال كبير انك تقتلي رامز وتشربي من دم منضمه لانه استغلك اسواء استغلال

وصدمه وملامح متوتره تفكر وهي تقترب تجلس بجوار نفسي مالت راسها غير مدركة بصدمه مذهولة

علياء : انتي بتقول ايه انا اقتل رامز للدرجه دي

حقيقه ايه اللي جميله قالتهلك واللي لغبطتك كدا وممكن بسببها اني اقتل رامز اكيد في ملعوب من جميلة

اومات نانسي براسها مع ابتسامه ساخره وبصوت يمتلي سعاده داخليه

نانسي : الحقيقه مش ملعوب وانتي هتسَعي وهتفكري هتعرفي رامز بيضحك عليكي ولا في حياته حبك

ولا في حياته هيطلق جميلة وانتي بالنسبه له مصلحه وهتخلص و هيطلقك

وتقف علياء منتفضة الجسد بانفعال وغضب وكانما انفجر بداخلها شيء ما

علياء : انتي بتقولي ايه انتي اتجننتي

لتزفر نانسي وهي تقف إمامها بكل ثقه

نانسي : باقولك الحقيقه المره اللي انا كنت باحاول اجلها عشانك

بس دلوقتي هاقولك بالتفاصيل بس اهدى كده وفكري كويس قبل ايه خطوة

وبغضب وبركات ثائر بداخلها يعترف قلبها نيران حارقه وهي ترفع راسها تتطلع اليها ممتعضه

علياء : انتي عايزني اهد ده انا لو كل كلمة بتقوليه انتي صح انا بنفسي هقتله بايدي ومش حزن عليه.
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي