الفصل الثامن والعشرون

و يسرع نبض قلبه وهو يرى حبيبته تسقط امام لتسرع نوال بالاتصال بالطبيب مره اخرى وهي تبكي تمسك بالسماع منهارة ويرن للهاتف الياتي الرد بسرعه

الو ايو يا دكتور عصام لو سمحت تعال بسرعة

وكان دكتور عصام نائم في منزله حين اتصلت به نوال وبفزع يملي صوتها

الحقني يا دكتور جميله وقعت مره تانيه قامت من السرير
و اجاهدت نفسها ومي عليها مره تانية ارجوك تعال بسرعه

وعندها فزاع دكتور عصام َهو ينتفض من سريره

ما تقلقيش انا جايلك في الطريق على طول

ويصعد الجميع الى غرفه جميله ويحتضنها رامز بين ذراعيه بفزع يرتسم على وجهها والقلق الذي سيطر على قلبه

وعندها قامت نوال باخراج الرجال من الغرفه

لو سمحتم بر عشان نحاول نفوقها

و يحاول رامز التمسك وهو لا يدري ما يحدث له وما حدث لجميله في هذه اللحظه

و تحاول فاتن الهدوء ولكنها لا تستطيع وترمقه رامز بعينها بكل غضب

فاتن : رامز ارجوك اخرج بره انا مش عايز احد في الاوضه ليزفر. وهو يتحرك ذهاب واياب وهو يتطلع اليها بالالم يعتري قلبه

رامز : انا عايزه اعرف دلوقتي امراتي فيها ايه احد يقولي لتشير فاتن بيدها الى منصور

اكيد اكيد منصور هيقولك بس بره لاني عايزة اوفوقه اختي

وعندها تقدم رامز الى الباب وهو يفتح ويخرج و ينظر الى جميله وهي مستلقيه على السرير لا تتحرك

والنيران تشتعل في قلبه عن هذه الكلمات التي تفوهت بها قبل ان تسقط

وفي الخارج كان يقف منصور وجلال خارج الغرفه بقلق وفزع ونظرا منصور الى اخيه ويقترب منها يمسك من ياقته قميصه واحمر وجهها وبصوت يمتلئ حقد وغضب

منصور : انت عملت ايه يا رامز بدمر حياتك بايدك

اقترب جلال بهدوء ويحاول نزع يده منصور عن رامز

جلال : يا منصور مش دلوقتي اللي انت بتعملوا ده احنا عايزين نطمن على جميله الاول ده مش وقت الانفعال

وبغضب يعتري قلبه وحنق وهو ينفض يده عن رامز ويبتعد يحاول الهدوء و يستدير مرة أخرى

منصور : لا ده وقت صدقني البيه هو السبب في كل حاجة بتحصلها و شكل عامل مصيبه

البيه شكل على علاقه بست تاني وجميله عارفة ود سبب انهيار ها النهاردة

وبانفعال اكثر وصوت يمتلي غضب وينظر اليه بكل الالم

انا عايزك تفرح يابن ابوك مراتك بسببك دلوقتي منهارة وكمان حامل والود اللي كنت مستني ونفسك فيه

هي حامل دلوقتي بس بسببك انت وبسببك انك اناني وغبي هينزل هتسقط لانها انهارت وده خطر على حياتها وحياة ابنك

و بصدمه ويقف مذهول واحمر وجهها وهو لا يصدق كلمات منصور

رامز : انت بتقول ايه جميله حامل

ويقف رامز بتلك النظره التي ارتسمت على ملامح وجهه

انت بتقول ايه جميله حامل وانا كنت

ويقف جلال يرمقه بعينه يلومه وبصوت ممتعض

بجد يا رامز انت جاي في وقت غلط تتنيل وتعمل غلطة زي دي وتبوظ الدنيا

اغمض عيناه وهو يشعر ان جميله بالفعل سوف تضيع منه بين يده والي الابد و بصوت متالم

يعني انا السبب في حاله جميله دي انا اللي حبتها تنهار كدا

وبصوت يمتلئ غضب وانفعال

منصور : ايو انت مراتك بقلها اكتر من شهر وهي متغيره وحالتها وحشه وانت جنبها جوزها

مش عارف ولا حاسس بيها ولا بمشاعرها لان حضرتك ولا همك طول الليل والنهار بره البيت وكمان رايح تحب عليها

ويصر منصور على اسنانه وهو يقف بغضب اكثر يلتفت اليه

انت عارف انا مش هتكلم معاك دلوقتي بس الدكتور يجي
و يطمنا عليها وبعد كده انا وانت لنا كلام تاني سامعني

ويقاطع صوتهم وكلماتهم في صعود الطبيب مع الخادمه الذي اتي مسرعا وبنظره حنقه

اهلا يا دكتور عصام اتفضل

اوم من الطبيب راسه وهو يراه ملامح الجميع ويدلف الى الداخل وتستقبله فاتن بعد ان عادة جميله لوعيها وبهدوء يقترب منها و يقوم بقياس ضغطها ويبتسم لها

عصام : ايه اميرتي كده تقلقيني عليكي وتقلقي اخواتك وجوزك بره واقف زي ما يكون هو اللي تعبان

لتلمع الدموع في عينها متالمه

جميلة : انا فيه ايه يا دكتور انا مش قادر اقف على رجلي خلاص وحسه بالضعف والدوخه

ابتسم وهو ينزع جهاز الضغط من على يدها وبحنان يضع يدها بجانبها ويقوم في بفحصها وبعد دقائق ينتهي وهو يجلس بالقرب منها وبصوت يمتلئ قلق

عصام : قوليلي يا اميرتي انتي اكلت حاجه النهارده

لتقاطع نوال وهي حانقه

والله يا دكتور ولا لقمة واحدة حاطتها في وبقها من ساعه لما جاءت من بره لحد دلوقتي وهي زي ما تكون صايمه

رافع راسه حانقه يتطلع لنوال

طيب يا لمضة روحي جهزي احلى اكله جميله بتحبها وانا بنفسي هاكلها بيدي عشان انا عايز اتعشى معها

وهو يربت على راسها وحنان وابتسمت جميله بهدوء وهي تعتذر له

جميلة : انا اسفه اني خليتك تيجي في الوقت ده وانك تسيب كل حاجه وراك عشاني

وبصوت يلومها ممتعض

عصام : انت بتقولي ايه يا اميرتي انت تتصلي بيه في اي وقت واجي بسرعه عشانك في اي وقت وزمان

يا روحي هو انا غريب انتم بناتي و ابوكم موصيني عليكم وبعدين يا اميرتي انا عايزه اقولك خبر حلو قوي

اقتربت فاتن وهي تجلس بالقرب من جميله ترتسم على وجهها السعاده وبصوت يمتلئ لهفه وهي تنتظر رد فعل جميله

لانها كانت تعلم ان جميله تتمنى وتنتظر ان ياتي لها ابن من رامز ولكن على الرغم من رغبه رامز

الا انه لم يكن يتوقع ان جميله سوف تحمل في هذا الوقت الصعب ولانه كانت مجرد وقت قبل ان يقوم بتطليقها وتركها لذلك لم يكن مهتم

تنهدت فاتن بعض السعاده هي تلوم الدكتور وتونبه

فاتن : يا دكتور انا كنت اللي هقولها ينفع كده يعني

وسعاده وفرح يرتسم على ملامح عصام وهو يقوم باغظتها

ايو انا اللي هقولها و اسكتي انتي بقه عشان انا حابب اقولها المفاجاه دي ويكون الكل موجود

اطلعي نادي على اللي هيموتوا من القلق بر دول انا عايز طمنهم على حاله جميله

امتعض وجه فاتن خائفه من رد فعل جميله مره اخرى لرؤيه رامز وهي تشعر بالقلق عليها وبصوت مهزوز

هو لازم يعني يا دكتور

و بسخريه يتطلع اليها

ايه بنتي اللي لازم ده ده جوزها واخواتها عايزني اقولهم حالتها على فترات متقطعه يلا يتحرك من مكانه هتجنني معاكي

لتزفير بقلق ممتعضه وهي تقف حانقه

طيب طيب خلاص انت عصبي كده لي قومت اهووو

وهي تقف ينتفض جسدها تتوجه نحو الباب وتدير المقبض ويستدير رامز بسرعه عند رؤيه الباب يفتح ليجد فاتن حانقه وهي ترمقه بعينها بغيظ

فاتن : دكتور عصام عايزكم تفضلوا

ليدخل الثلاثه بهدوء ويقترب رامز من جميله بلهفه

رامز : حبيبتي انت عامله ايه قلقتيني عليكي

وهو ينحني يقبل راسها ويبتعدا الدكتور عصام ليدع رامز يجلس بجوار جميله لتراه وهي تحاول عدم النظر اليه وعدم التحدث اليه ويلاحظ الجميع ذلك

وقف دكتور عصام وسطهم يرمقه جميله

وبصوت متعب لا تريد بقاء رامز بجوارها وبنفتذ صبر

يا دكتور انت سكت لي لما سالتك انا بشتكى من ايه اهم موجودين ياريت تقولي انا عندي ايه

ابتسم بسعاده تملا وجهه

اصبري يا ست البنات انا حبيت اعملكم مفاجاه

حدق رامز اليه وهو يعلم وبصوت يمتلئ سعاده

جميله حامل وان شاء الله هايجي وليه العهد ينور بيتكم

ولم تكن جميله تعلم لتحدق بها وهي غير مصدقه بانفعال وقلب متالم ورد فعل منها يصدم الجميع من رد فعلها

جميلة : الجنين ده لازم ينزل انا مش عايزه الحمل ده ولا الجنين ده

وينتفض جسد رامز

رامز : انت بتقولي ايه انتي اتجننتي ايه الكلام الفارغ ده جنين ايه اللي ينزل

و يتدخل الطبيب بسرعه و منصور يسرع نحو اخيه

منصور : رامز اهدي مالك جميله تعبانه انت مش شايف حالتها وبعدين افهم الانفعال مش كويس عشانها

وحضرتك لازم دلوقتي مهما هي قالت ايه

او وعملت انك تتحمل اتفضل دلوقتي اخرج لانك بكده مش هتساعدها بالعكس هتتعبها

ليزفر رامز هو يتتطلع اليها بكل حانق وغضب يشير اليها بسبابته وبصوت يمتلئ انفعال

رامز : جميله مهما حصل عايزك تعرفي ان اي قرار هتاخديه هيكون في ساعه انفعال انا مش هقبل بيه ابدا سمعاني يا هانم

وهو يلتفت يخرج من الغرفه ويتطلع اليه الجميع بعيون تمتلئ حيرة وتساءل اقتربت فاتن منها وهي متعبه والدموع تنزل من عيناها على وجناتيها

والتفت الطبيب وهو يرمق منصور وجلال يشير اليهم بالخروج

وانه يريد التحدث معهم و بصوت هادئ بعد خروج جلال ومنصور وبكل صارمة

عصام : جميله انا مش هديلك مهدئات تاني وهاشرحلك وضعك بالظبط و مهما كان قرارك هو مشاركه بينك وبين رامز ده اول حاجة

وثانيا انتي حالتك دلوقتي مش هينفع انك تفكري تحبي او تكرهي او تفكري او ترهقي نفسك يعني ممنوع عليك الخروج من اوضتك

ولازم ترتاحي لمده اسبوع على الاقل في السرير وانا كتبتلك لك فيتامينات هتمشي عليها

لحد ما انتي تتحسني وتوقفي على رجلك مفيش كلام عن اجهاض او نزول الجنين ده سامعاني

انا باكلمك كطبيب مش كاب مهنتي وواجبي يحتم عليا على قبل كل شيء اني اخاف عليكي وعلى صحتك انت والجنين

وبصراحك من دلوقتي انتي عندك انهيار عصبي و طبعا ده اكيد ان في سببه ان مشكله بينك وبين رامز

انا مش عايز اعرف ايه هي كل اللي يهمني دلوقت انتي وصحتك وصحه الجنين غير كده مش عايز اعرف حاجه

ليزفر وهو يشعر بالضيق وياخذ حقيبته

و انا مضطر من دلوقتي لو انتي مانفذتفيش تعليماتي والالتزام في السرير واخذ الادويه هدخلك المستشفى وانتي حره

وتحاول جميله الهدوء وهي تومي براسها

اوك يا دكتور اوعدك مش هتحرك من السرير وها خليني محبوسه في اوضتي ارتحت كده يا دكتور

هزا راسه وهو لايريد التفوه بكلمه واحده ويخرج بهدوء من الغرفه

التفت اليها فاتن تجلس بقربها وهي تربته على راسها

انتي مجنونه يا بنتي ايه النيله والكلام اللي قولتيه من شويه ده

وبعدين انا مش قولتلك ما تتحركش من السرير وايه كلامك الغريب ده عن انك عايزه تنزلي الجنين

انتي نفسك ربنا يرزقك بابنه من رامز يكون سند للبنات
و دلوقتي لما ربنا يرزقك عايزه تنزلي يا مجنونه

شعرت جميله بالم يملي قلبها وهي تحاول عدم تذكر
ما حدث اليوم ابتسمت ساخرة

جميله : بجد يا فاتن عايزني احتفظ بجنين ابو هيطلقني وينهي اللي بينا

انتفضت فاتن بصدمة

فاتن : " انت بتقولي ايه طلاقي وكلام فارغ ايه جبتي الكلام ده منين رامز عمره ما يعمل كده ابد

رفعت جميله راسها حنقه وتكمل بغضب

جميله : دي الحقيقه اللي كان مخبيها رامز عني وعنكم
و هو عمره ما حبني يا فاتن

رامز ولا في حياته كان هيكون ليا يمكن احنا اتجوزنا وخلفنا اه بس قلبه وروح مع انسانه تانيه

دي الحقيقه المرة والمكالمات اللي كانت بتيجي صحيحه رامز متجوز عليا من سنتين او اقل مش متذكره

امتعض وجهه فاتن وهي تقف ولا تصدق كلمة

فاتن : متجوز عليكي الكلام ده انت متاكده منه مين قالك الكلام ده

لتحاول جميله الاعتدال و يرتسم على وجهه تلك الملامح المتعبه وبصوت يمتلئ سخريه من شقيقتها

جميلة : يعني انتي مش مش هتصدقي الا لما هو بنفسه يجي يقولك يا فاتن انا متجوز على اختك هو ده اللي هيخليك تصدقيه

وتقترب منها فاتن تحاول فهم ما يحدث

فاتن : يعني انت متاكده ان متجوز عليكي طب عرفت منين

وبثقه تملي صوتها

جميله : سمعته بوداني وهو بيتكلم مع امرته وهو بيحكيلها حكايه جوازنا انا وهو وان وان كان مغصوب عليا وعلى الجواز منى

وانه عمره ما حبني ولو ما كانش بيني وبينه البنات كان هيطلقني وان جوزان كان بس عشان المصلحة والفلوس

لتشهق فاتن وهي تضع يدها على فمها مصدومه وتغمض عينها متالمه تفكر وبصوت يمتلئ الم وهي تقترب ترى الدموع المنهمر من عين جميله

لتقترب تحتضنها متالمه

اهدى عشان نفسك واللي، في بطنك انا اسفه يا روحي رامز حتى لو كان تجوز عليكي اكيد دي غلطه

وهيصلح و هيحس انه غلطان ويرجعلك انتي مراتي وام ولاده وكله حاجة له

غمضت جميله عينها تحاول التنفس و تحاول الاحتفاظ باعصابها هادئه من اجل الجنين

و بصوت يمتلئ حزن وقهر

جميلة : انا خلاص يا فاتن انا ورامز انتهى كل شيء بيننا انا اول لما اقف على رجلي هحرر من قيود جوازنا

والقيود دي فرصه عليه ابوه عشان المصلحة وهو تعب من فكرة ا تباط بإنسانة مش بيحبها

القيد ده هو جوازي منه هو بيحب مراته والتانيه قوي وانا هاكون مجرد عثرة في طريقه والحل الوحيد ليا وله

اننا ننطلق وده قراري النهائي ومش هترجع عنه عنه مهما حصل انا ورامز هنطلق والجنين ده هينزل

لاني مش عايزه افتكر ان كل كلمه ولمسه وكل لحظه كانت بيني وبينه كانت مجرد واجب بيقضيه عشان يظهر قدامي وقدام الناس اننا اسعد زوجين في الدنيا

و انا مش عايزه اكر ابنى او بنتى منه الحل الوحيد اننا انطلق

وكان هناك من يستمع لتلك المحادثة ويفتح في تلك اللحظه باب الغرفه وكان يريد الاطمئنان عليها

و يستمع اليها وهي تخبر فاتن انها سوف تطلب الطلاق وبصوت يمتلئ حنق

و يدخل بكل اندفع و غضب واحمر وجهها وبصوت يمتلئ لوم وغضب

انتي بتقولي ايه انت عاوزه تطلقي

اومات براسها بثقه وهي ترى ملامح وجه وبكل غضب يعتري قلبها

جميلة : ايو يا رامز انا وانت هنطلق تقدر ترجع بعدها المراتك علياء هانم من غير ماتقلق

او تخاف اني عرفت و كشفت الحقيقة الهانم مراتك عملت الصح لما أظهرت الحقيقة ليا

وانا بجد بشكرا وانت كمان اشكرها بالنيابة عني وقدمها هديه أغلى واحلى بمناسبة طلاقي انا وانت

ولما تروح المسيو فؤاد بلغ سلامي يا رامز بيه

واه قبل ما انسى ابقه خد الفاتورة بتاع الاسورة عشان الهانم مراتك بدور عليها

وبانفعال اكثر وغضب يعتري ويصر على اسنانه واحمر وجهه اكثر

رامز : وانا مش هطلقك.
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي