الفصل٣

تحدثت «هارلي» إلى «أدم» قائلة:
  -موافقة على عرضك، بس أحب احذرك يعني لا تحاول تلعب معايا كده ولا كده، صدقني مش علشاني، أنا هعرف أجيب حقي أزاي، أنا بحءرك علسان نتايج هتكون سلبية جدًا عليك.

يطالعها «أدم» الذي تبسم لثقتها التامة بما يمكنها أن تفعل.

مد لها يده قائل:
  -يبقى سلام الشراكة بينا.

صافحته «هارلي» التي تطالعه بنظرات تستشف بها صدقه من عدمه، تحدثت قائلة عقب ابعادها يدها من يده:
  -هات رقمك، هخلص شغل وهبقى اكلمك.

أومأ «أدم» ليأخذ هاتفها الذي قامت بإخراجه حتى يسجل رقمه عليه، قائل:
  -تمام هستنى اتصال منك، وقت ماتفضي قوليلي اقابلك، أنا موريش حاجة اربعة وعشرين ساعة.

أخذت «هارلي» هاتفها عائدة إلى المطعم.

استمر في مطالعتها حتى اختفت عن انظاره، ليتبسم بخبث؛ لنجاح خطته.

أخرج هاتفه عند تلقيه اتصال، ليجيب قائل:
  -جيت في وقتك يا ريو.

تحدث «راسل» في ترقب سائل:
  -أيه الأخبار؟ كل حاجة ماشية مظبوط؟

اجابه «أدم» بثقة قائل:
  -عيب عليك، تم التعليق بنجاح.

رفع «راسل» حاجبيه ببسمة غير مصدق سرعة تصرف صديقه، ليقول:
  -يا رااجل! مخيبتش ظن اما قولتلهم أنك تنفع للمهمة دي، قولي بقى عملت أيه.

في الليل.

(بمنزل فيونا).

ارتدت «فيونا» فستان أصفر اللون طويل سواريه يناسب عيد مولدها، فقد كانت رقيقة لحد لا تجعل من يراها يقول أنها لا تليق بعمل الشرطة.

ما إن خرجت من غرفتها، ولك كانت تطالع الساعة من هاتفها، استمعت لصوت والدتها تقول:
  -أنتِ واقفة عندك بتعملي أيه؟ صحابك جوم يلا علشان تقعدي معاهم.

طالعتها «فيونا» والتفكير يظهر عليها، لتقول:
  -مين؟

اجابتها والدتها في ضيق من سؤالها، قائلة:
  -وأنتِ عندك غيرهم يا «فيونا»؟! «دين» و«سوزي» و«روما».

استمرت «فيونا» في مطالعتها، لتقول شاردة الذهن وقد تملكها الضيق؛ خوفًا من أن لا يأتي «راسل»:
  -طيب روحي اقعدي أنتِ معاهم لحد ماخلص اللي بعمله.

طالعتها والدتها في ضيق، وبالفعل ذهبت لتضيف اصدقائها حتى تأتي هي.

طالعت «فيونا» الهاتف فور ذهابها تفكر، هل تتصل لتتسائل عن سبب تأخيره؟

اغمضت عيناها متنهدة، فقد اعطت نفسها فرصة لحين لم يأتي عقب مرور بعض الوقت، حينها ستتصل به.

(بمنزل أدم).

تحدث «أدم» إلى «هارلي» عبر الهاتف، قائل:
  -هروح المكان اللي نتقابل فيه وابعتلك موقعي.

اجابه «هارلي» نافية:
  -لا تعالى قابلني عند المطعم اللي شغالة فيه.

اجابها «أدم»:
  -طيب بس كده هاخدك ونروح الشقة علشان اوريكِ اللوح اللي رسمتها زمان.

فكرت «هارلي» قليلًا، فقد نست أمر الذهاب لرؤية اللوح، هذا مادفعها للتحدث قائلة:
  -خلاص ابعتلي اللوكيشن وأنا هجيلك.

تبسم «أدم» قائل:
  -مكان من الأول، سلام.

أغلق الخط ذاهب إلى الغرفة التي تجاور منزله ببعض الأقدام البسيطة، مرسل لها موقعه.

وبالفعل تجاوبت «هارلي» لما فعل لتذهب لرؤيته.

ما إن توصلت أمام الغرفة، اتصلت ب«أدم» لتخبره عن وصولها، ما إن رأى اتصالها، دون أن يجيب خرج من الغرفة، وهنا رأها.

تبسم ليبتعد عن أمام الغرفة، قائل:
  -تفضلي الدخول إلى منزلي المتواضع.

اقتربت «هارلي» للدخول متطلعة من حولها، فقد كانت غرفة متهالكة إلى حد كبير، بل كانت تملأها اللوح، سرير واحد جانبًا، اضائة باهتة فكم كانت الغرفة هادئة تمامًا.

اصبحت تتطلع إلى اللوح المعلقة، ليقترب عقب اغلاقه لباب الغرفة قائل:
  -أيه رأيك؟ دي حاجة رسمتها من وقت طويل.

طالعته «هارلي» في دهشة منها؛ فالألواح جميعها كانت باهظة، من يراها يعتقد أنها لرسام كبير:
  -أنت اللي رسمت اللوح دي؟!

أومأ «أدم» قائل:
  -أيه مش حلوة؟

اجابته «هارلي» بدهشة تتملك نظراتها، قائلة:
  -دي روعة، أنت فعلًا عندك موهبة كبيرة، أزاي أنت بالبراعة دي؟!

تبسم «أدم» قائل:
  -طب الحمدالله أنها عجبتك، يعني مندمتيش أنك هتقفي جانبي؟

حركت «هارلي» رأسها نافية، لتقول:
  -أكيد لا، ده أنا اتشجعت أكتر.

تبسم «أدم» ليقول:
  -يبقى على البركة.

تحدثت «هارلي» سائلة:
  -اللوحة ممكن تخلصها في أد أيه؟

فكر «أدم» قليلًا، ليقول وهو يحاول حساب الأمر:
  -يعني على حسب اللوحة اللي هرسمها، ممكن أيام ممكن شهور، ممكن سنين.

أومأت «هارلي» قائلة:
  -طيب أنا هوريك لوحة مشهورة وعيزاك تعمل زيها، واللوحة دي لو اتباعت فعلًا هنكسب من وراها كتير أوي.

أومأ «أدم» قائل:
  -معاكِ طبعًا.

تبسمت «هارلي» بغموض لما يدور بعقلها، قائلة:
  -تمام أوي.

(بمنزل راسل).

أخذ «راسل» كوب قهوته الذي صنعه للتو، ليمر ذاهب للجلوس بالشرفة، ما إن خرج إلى هناك تطلع لشرفة «روز» الذي يعم الظلام بداخلها دلالة على عدم وجود أحد بالغرفة.

استمر في التطلع بعض الوقت، ليستفيق من شروده على صوت اتصال من «فيونا».

هذا مادفعه لعقد حاجبيه في ضيق لما تذكر من أمر غاب عن عقله تمامًا:
  -أوووف نسيت خالص موضوعك.

قام بفتح الخط ليقول قبل أي شيء:
  -بعتذر جدًا يا «فيونا» بجد بعتذر نسيت أوي موضوع الحفلة.

تملكت ملامح فيونا الحزن لما قال؛ فهو نسي أمر لم تكون لتنساه، ولكنها حاولت عدم اظهار هذا، لتقول:
  -ولا يهمك، الحفلة لسه هتبداء، أنا مستنياك، وسيدة «مونتايا» جات كمان.

اجابها «راسل» في أسف، قال:
  -للأسف مش هقدر أجي، بس هعوضهالك أكيد وهديتك عندي.

تطلعت «فيونا» امامها والحزن يتملكها، فقد اقامت حفلة لعيد مولدها خصيصًا ورتبت الكثير من الأشياء فقط ليأتي!

أومأت بهدوء مبغت، لتقول بذات هدوئها وضيقها الظاهر:
  -تمام، سلام.

اغلقت الخط ليتنهد في ضيق من مافعل؛ فهو لم يود أن يحزنها، ولكن بذات الوقت لم يتوقع أن عدم ذهابه سيفرق معها هكذا.

أعاد التطلع إلى الشرفة حين رأى ضوء الغرفة اشتعل.

ارتسمت بسمة هادئة فوق ثغره ،مما جعله يتظاهر اانشغاله بالهاتف أثناء احتسائه القهوة.

قدمت على اغلاق النافزة كالعادة حين عودتها من الخارج، ليتحدث في تسرع قبل أن تغلقها، قائل:
  -لحظة بس.

توقفت «روز» لتطالعه منتبهة، نهض متحدث والبسمة مازالت تزين ثغره، قائل:
  -مساء الخير الأول.

ابعدت «روز» نظراتها عنها واصبحت تتطلع إلى الداخل بنظرات مختطفة، لتقول:
  -لو في حاجة مهمة ياريت تنجز وتقولها، وإلا هدخل.

اجابها «راسل» قائل:
  -أنا عايز أفهم أنتِ ليه بتتجاهليني؟ ليه متقفيش تسمعيني زي الناس الطبيعية؟!

طالعته «روز» في ضيق منها، قائلة:
  -تصدق أنا غلطانه.

اغلقت الشرفة أسفل حديثه بأن لا تفعل، ليرفع خصلاته متنهد في ضيق، فكم كانت عنيدة معه.

في اليوم التالي.

بغرفة الملهى.

يتحدث «مارف» إلى «ساينوس» قائل:
  -دي الحكاية كلها، السلاح ده قادر أنه ينقلنا كلنا لمكان تاني خالص، وهي حتى مرضيتش تشاركنا فيه، يعني سرقته مننا وطمعت يكونلها لوحدها.

يطالعه «ساينوس» الذي تحدث أسفل استماع «دينا» المغنية من خلف الباب لهم:
  -يعني أنت عايزني اساعدك ترجعه، ونتقاسم فيه؟

أومأ «مارف» قائل:
  -بالظبط كده، واللي أنت عايزه أنا موافق عليه.

تبسم «ساينوس» بسمة جانبية ليطالع «زاس»، قائل:
  -إذا كان كده، فأنا عارف هرجعه أزاي.

تبسم «زاس» والذي يعد زراعه الأيمن، بل يشاركه بأي شيء يقوم به، ومن يُنهي اعماله بغمضة عين.

(بمنزل روز).

تتطلع «روز» إلى الشرفة، تتذكر حديث «راسل» الذي في الصباح، هناك مايدور بعقلها من أمر تتردد في فعله، بل تخشاه.

بذات الوقت خرج «راسل» إلى شرفة غرفته، يتطلع إلى شرفتها يرى ما إذا كانت مغلقة أم لا.

تنهد في ضيق حين رأها مغلقة، ليجلس مكمل احتسائه كوب قهوته لعلها تخرج ويستطيع التحدث معها.

ابعدت نظراتها عن الشرفة لتغمض عيناها متنهدة بعنق، فخوفها يسيطر عليها من فعل أي شيء.

في هذا الوقت قام «يونس» بفتح باب الغرفة والدخول، ليطالعها كما فعلت هي.

اقترب جالس فوق السرير امامها، ليضع يده فوق وجنتها ببسمة جانبية هادئة، مما جعلها تُبعد وجهها عن يده في خوف من لمساته لها.

أمسك «يونس» وجهها من جديد بعنف، ليعيد انظارها له، قائل:
   -الأسبوع الجاي هنرجع مصر.

طالعته «روز» في دهشة لما قال، قائلة:
  -هنرجع؟!

أومأ «يونس» قائل:
  -مش هينفع ائاخر شغلي أكتر من كده.

تطالعه «روز» التي شردت قليلًا، قائلة:
  -وهتحبسني هناك بردو؟

وضع «يونس» يده فوق خصلاتها مملس فوقهما بعشق يشتمهم، قائل:
  -أنا مبحبسكيش يا «روز»، أنا بحافظ عليكِ.

ابعدت «روز» عيونها عنه والدموع تجمعت بهما، فماذا تقول لمن يعتقد أن بإحتجازها داخل اربعة جدران هكذا يحافظ عليها؟!

نهض «يونس» ليقول:
  -خلال الأسبوع ده عايزك تجهزي حاجتك علشان يبقى معاكِ وقت كفاية.

خرج من الغرفة دون سماعه لإجابتها، لتطالع أثر ذهابه والدموع تاجمع بعيناها شاردة الذهن، فمؤكد رجوعهم إلى مصر، لا يقتصر على عمله فقط، فمن خلال معرفتها له، لا يفعل شيء إلا وهو يدرسه بدقة تامة.

استمعت لصوت باب المنزل، هذا مادفعها للنهوض والذهاب في اتجاه الشرفة، فمنذ أن سكنوا هنا ولا قد كانت المنطقة خالية من حولهم، لكن الأن أصبح «راسل» يتواجد أيضًا، فهو يعلم إذا ارادت التحدث رفقة أحد لن تستطيع، لعدم ايجادها الأنجليزيه، ولا يدري أن «راسل» من أصول عربية كذلك!

تلقى «راسل» اتصال، هذا مادفعه لعقد حاجبيه في ضيق من نفيه، قائل:
  -نسيت خالص موضوع عيد الميلاد.

اجابها ما إن فتح الخط، ليتحدث في أسف قائل:
  -بعتذر جدًا يا «فيونا»، بجد نسيت العيد ميلاد خالص.

تملك الحزن ملامح «فيونا» لنسيانه لها، فكيف يفعل وإن كانت مكانه لتذكرت بل واصبحت أول الحاضرين!

اجابته «فيونا» محاولة أن لا تظهر حزنها منه، قائلة:
  -مفيش مشكلة، أنا لسه مقطعتش التورته مستنياك، وكمان السيدة «مونتايا» هنا، وهي كمان مستنياك.

تحدث «راسل» في أسف، وقد ذهبت عيناه في اتجاه شرفة «روز» والتي شعر أنها تُفتح، ليقول:
  -للأسف مش هقدر أجي، أنا ورايا شغل كتير ويادوبك كنت لسه هدخل أنام، هتتعوضلك أكيد وهديتك عندي.

تطلعت «فيونا» امامها ومظهرها يدل على الكم الهائل من الحزن والضيق بداخلها؛ فقد أجرت احتفالًا بعيد مولدها خصيصًا لأجل مجيئه، بل ورتبت الكثير من الأمور التي ودت فعلها فقط في انتظار مجيئه، والأن يقول أنه لن يستطيع!

تحدثت والحزن كان يظهره صوتها، لتقول:
  -ربنا يعينك، سلام.

اغلقت الخط ليتطلع إلى هاتفه، ثم إلى «روز» التي خرجت من الشرفة، هذا مادفعه للنهوض واقف ليطالعها وقد عاد قلبه في النبض بطريقة كما وكأنه يتخبط بها!

ليقول في تسرع قبل أن تتركه وتعود للداخل كما فعلت صباحًا:
  -أنا عايز أفهم أنتِ ليه مش عايزة تكلميني؟!

تحدثت «روز» بنبرة متوترة، ونظراتها لا تقف عن التطلع خلفها، قائلة:
  -اا أنا مبتكلمش انجليزي.

طالعها «راسل» الذي علم في تلك اللحظة أنها مصرية الجنسية.

لذا تحدث ببسمة رحب قائل:
  -أنا كمان مصري على فكرة، ودي حاجة حلوة أننا نكون من نفس البلد.

تطالعه «روز» والقلق يملاء قلبها؛ فتلك المرة الأولى التي تتحدث بها إلى غريب!

أكمل «راسل» حديثه سائل:
  -أنتِ أسمك أيه؟

طالعته «روز» التي لا تدري اماتفعله هو الأصح؟! أم فخ من «يونس» ليرى ما إذا كانت ستجاريه وتتحدث معه على ماتعيشه أم لا؟

استمر «راسل» في مطالعتها وقد لاحظ شرودها التام، ليقول في تعجب من صمتها التام:
  -أنتِ كويسة؟

طالعته «روز» منتبهة، لتبتعد عائدة إلى الداخل، أسفل حديثه وتعجبه من ماتفعل وتهربها بتلك الطريقة التي لا يعلم ماسببها!

في البوم التالي.

تتحدث «هارلي» عبر الهاتف رفقة إحدى رجال الأعمال المعروفين، لتقول:
-ولو جيبتلك نفس اللوحة مفيش بينها وبين الأصلية اختلاف، تدريني كام فيها؟

اجابها الرجل متسائل في ترقب:
-مفيش بينهم احتلاف! اشوفها الأول وبعدين نتكلم في السعر.

اجابته «هارلي» قائلة:
-تمام، أول ماتكون معايا هبلغك.

اغلقت الخط لتتصل ب«أدم» والذي وجدت أن هاتفه مشغول.

(بمنزل أدم).

يتحدث عبر الهاتف رفقة «راسل» قائل:
-عندك حق أنا الأحسن مجيش الفترة دي القسم يعني العب من بعيد لبعيد؛ لأنها لو عرفت كل حاجة هتبوظ.

اجابه «راسل» قائل:
-صح كده، بس هي أيه اللي هيخليها تساعدك إلا لو كان في في دماغها حاجة اتجاه الموضوع ده!

اجابه «أدم» قائل:
-ده أكيد، وأكبر دليل على كده أنها ادتني صورة للوحة مشهورة وطلبت مني اقلدها زي ماهي بالظبط، فأكيد في حاجة ورا الحوار ده.

تطلع «راسل» امامه شارد الذهن، ليقول في قلق منه:
-ربنا يستر ويعديها على خير، أنا عايزك تحاول تعرف فين السلاح بأسرع وقت لأننا منعرفش أيه اللي ممكن يحصل لو اخرنا.

اجابه «أدم» قائل:
-كل حاجة بتشمي زي مامرتبلها لحد ماهي لوحدها اللي هتيجي تقولي على مكانه، متقلقش أنا مظبط كل حاجة.

أومأ «راسل» قائل:
-ربنا معاك يا صاحبي، يلا لو احتجت حاجة كلمني.

أومأ «أدم» ببسمة شاكرة، قائل:
-تعيش.

أغلق الخط ليطالع صورة طفولته رفقة تلك الصغيرة القريب عمرها من عمره معلقة بالحائط امامه، ارتسم فوق شفتاه بسمة هادئة وكأن الذكريات داهمت عقله لتعلن عن سعادة قلبه بتلك الصور المتبقية فقط من الماضي.

افاق من شروده على صوت رسالة هاتفيه، جعلته يعيد الإمساك بهاتفه ليقرأها:
-رد على تليفونك يا زفت.

رفع «أدم» حاجبيه في صدمة من توبيخها له، فلم يسبق وإن وبخ من أحد خاصة أنثى!

ضحك صحكة ساخرة، ليقول في دهشة منه:
-زفت! ماشي يا غراب أنتِ، إن ماوريتك.

اغلق هاتفه ليذهب من المنزل متجه إلى مطعم عملها.

(بمنزل فيونا).

تحدثت والدتها لها سائلة في تعجب:
-أنتِ مش هتروحي الشغل النهارده؟!

طالعتها «فيونا» وملامحها تظهر حالة مزاجها السيئة:
-لا مش رايحة.

تنهدت والدتها قائلة:
-يعني هتقعديلي النهارده في البيت!

ابعدت «فيونا» نظراتها عنها لتتحدث ساخرة:
-ليه قاعده على قلبك؟!

طالعتها والدتها شاردة الذهن كأنها تريد قول شيء وتتردد في البوح به، لتجلس بجانبها عازمة على اخبارها حين قالت:
-«فيونا» أنا خدت قرار، ولازم تعرفيه.

طالعتها «فيونا» لتقول:
-قرار أيه؟!

اجابتها والدتها عقب صمت قليل:
-أنا هتجوز.

تبدلت ملامح فيونا إلى الصدمة، قائلة:
-أيه؟!

(أثناء ذهاب هارلي إلى عملها).

تلقت اتصال، امسكت هاتفها متوقعة أن يكون «أدم»، ولكن تعجبت حين رأت المتصل «ساينوس».

تحدثت في تسائل منها، قائلة:
-بيتصل ليه ده؟!

فتحت الخط لتجيب قائلة:
-خير؟ مش طردتني من الشغل وانبسط، عايز أيه تاني؟

اجابها «ساينوس» بود غير معتاد، قائل:
-تؤتؤتؤ، أنتِ زعلتي مني ولا أيه؟! ده أنا عملت كده بس علشان الزبون، هو أنا أقدر استغنى عنك؟

يطالعه «زاس» ببسمة ساخرة لقوله الكاذب.

عقدت «هارلي» حاجبيها متطلعة امامها في تعجب من كلماته؛ فهي تعلم أنه لا يحبها بالأساس، لتقول:
-الكلام ده ليا؟!

ضحك «ساينوس» قائل:
-أمال لمين؟! ليكِ طبعًا، أنا عايزك ترجعي الشغل يا «هارلي» حقيقي مش عارف أمشي الدنيا من غيرك، ومش هقبل رفض.

استمرت «هارلي» في تملك الصمت، فحديثه وطلبه لعودتها لا يريحها.

أكمل «ساينوس» قائل:
-هستناكِ تتصلي وتقوليلي أنا جاية ورجعة مطرحي، باي باي.

أغلق الخط أسفل دهشتها؛ فتلك المرة الأولى التي يحاول «ساينوس» استعطافها بها! بل المرة الأولى التي يتحدث بها بلطف هكذا معها!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي