الفصل١٠

تحدث «ساينوس» إلى «مارف» سائل:
  -عملتوا أيه بخصوص «هارلي»؟

اجابه «مارف» أثناء جلوسه فوق الأريكة واضع قدم فوق الأخرى، ليقول ببرود منه:
  -قرصنا ودنها بس قبل مانقطعها المرة الجاية.

استمر «ساينوس» في مطالعته، ليقول متسائل:
  -يعني عملت أيه؟

اجابه «مارف» بنظرات وبسمة باردة، ليقول:
  -هتعرف مع الوقت هتعرف، إلا قولي مش أنت شيلت أيدك من الحوار ولا أيه؟

اعتدل في جلسته ليطالعه ببرود وهدوء تام منتظر اجابته.

تحدث «ساينوس» قائل:
  -مشلتش أيدي ولا حاجة، أنا هفضل معاكوا وهعمل اللي أقدر عليه علشان اخليها تعترف.

طالعه «مارف» يفكر ما إذا كان سيحتاج له بالأمر أم لا، لذا قال:
  -لو احتاجتك هقولك.

رفع «ساينوس» حاجبيه قائل:
  -يعني خلاص اتخليتوا عني؟

تحدث «مارف» نافي، ليقول:
  -مش كده، بس أحنا مش هنحتاجك في المرحلة الجاية، يعني كلها هتكون تهديدات وحاجات حلوة من دي، ولما نعرف مكانها يا إما تعترف، يا إما نخلص منها.

أومأ «ساينوس» قائل:
  -سيبوا الموضوع ده عليا، أنا هبعت رجالتي يدوروا عليها، ولو لقوها صدقوني هتعترف هتعترف، بس يبقالي النص.

ضحك «مارف» قائل:
  -النص! ده أنت طموح قوي.

أومأ «ساينوس» ببسمة باردة، ليقول:
  -قولتلك هخليها تعترف، لو اعترفت على أيدي يبقالي النص، لو فشلت وقتها اديني اللي أنت عايزه، بس ده احتمال ضعيف جدًا.

طالعه «مارف» بنظرات يفكر بها بحديث «ساينوس»، ليقول عقب صمت دام ثواني، ماد له يده:
  -وأنا موافق.

تبسم «ساينوس» مصافحه، ما إن صافحه، نهض مستعد للذهاب، قائل:
  -طب إذا كان كده أبداء أنا في رحلة البحث بتاعتي.

تبسم «مارف» ليوميئ، قائل:
  -بالتوفيق.

ذهب «ساينوس» ليطالع «مارف» الواقفة على بعد منه «كاساندرا» قائل:
  -راقبيه.

أومأت «كاساندرا» ذاهبة خلف «ساينوس».

ما إن عاد «ساينوس» إلى الملهى، قام بإبلاغ رجاله بأمر البحث عن «هارلي»، وبالفعل ذهبوا للبحث عنها.

ما إن التفت، رأى هيلينا تقف خلفه بردائها الأسود، تطالعه لتقول:
  -ليك وحشة يا «ساينوس».

توقفت نظراته صوبها، بل تملك قلبه القلق لرؤيتها، برغم أنه لا يعلم من تكون:
  -أنتِ مين؟!

اجابته «هيلينا» قائلة:
  -مسيرك تعرف، بس وقتها هيكون الوقت فات.

استمر في مطالعتها ولا يدري من تكون وما سبب حديثها، هذا مادفعه للتحدث محاول أن لا يظهر قلقه منها، قائل:
  -لو مقولتيش مين أنتِ أنا هناديهم يشوفوا صرفة معاكِ.

ضحكت «هيلينا» ضحكات ساخرة بصوت مرتفع، لتقول:
  -تنادي مين؟! فكرك إني هقلق من الصراصير بتوعك؟ استنضف بس وأبقى هات رجالة.

استمر في مطالعتها وثباتها وعدم خوفها قد اثاروا القلق بداخله أكثر، ليقترب من الباب منادي على رجاله، قاطعه صوت حركة ما بالغرفة، جعلته يلتفت ليتطلع لها، ولكنه لم يجدها!

تطلع بجميع اركان الغرفة ليصوب نظراته اتجاه النافذة التي تطل على الشارع، أخذ انفاسه بهدوء يحاول أن ينظمها، في هذا الوقت قام «زاس» بطرق باب الغرفة ليدخل مطالع «ساينوس»، قائل:
  -في حاجة ولا أيه؟

طالعه «ساينوس» ليقول:
  -روح بسرعة شوف اللي خرجت من هنا بنت لابسة بدلة سودة، عايزك تراقبها بسرعهة.

ذهب «زاس» مسرع إلى الخارج ليلحق بها، أسفل نظرات «ساينوس» الشاردة فمن تكون ومالذي تريده منه، لتتعمد اخافته دون اخباره بمرادها!

في الليل.

يجلس «أدم» بجانب «هارلي» يصنع لها الكمادات لتنخفض حرارتها عقب عمل الخافض الذي اعطاه لها.

استمر في مطالعتها شارد الذهن، تطلع إلى القلادة برقبتها والتي تظهر أن بداخلها شيء ما، هذا مادفعه للإمساك بها بهدوء حتى لا يوقظها من نومها، قام بفتحها في فضول منه لمعرفة مابداخلها.

توقفت نظراته بل تملكته الصدمة حين رأى هذه الصورة لفتاة صغيرة، نعم إنها ذاتها طفلته!

تطلع «أدم» إليها والدهشة تتملك نظراته، بل تتملك جسده بأكمله، هاهو قد تأكد الأن من تكون هذه الذي كان يشك بكونها صغيرته، فقد تأكد الأن.

قام بإغلاق القلادة محاول أن يستفيق من شروده، ليرجع خصلاته الفحمية للخلف متنهد بعمق، وكأنه فقد انفاسه؛ فكيف تكون هي تلك اللصة والتي عليه تسليمها بنهاية المهمة؟!

تحدث «أدم » مطالعها ومابداخله يحاول أن يكذب ما رأى، ولكن تلك المرة كيف سيفعل وهناك دليل قوي يثبت له صحة شكوكه؟! بل يؤكدها:
  -ليه؟ ليه بقيتي كده؟ وأزاي! أنتِ صعبتيها عليا أوي، أنا بجد مش قادر أصدق، أزاي البنت اللي كنت بتمنى اشوفها ولو مجرد نظرة بس تكون هي نفسها اللي بحاول اوقعها؟!

أغمض عيناه متنهد بعمق، ليفتحها من جديد مطالعها، أكمل صنع الكمادات لها شارد بملامحها، بل بطفولتهم وتفكيره حول مالذي سيفعله وكيف سيسلمها بالفعل؟ كيف سيفضل عمله على من أحبب منذ الصغر وقضى طفولته بجانبها؟! تغيرت تمامًا وهذا مايتسائل قلبه عنه، لما كل هذا التغيير؟!

كان التفكير سيقتله، بل سيوقف عقله عن العمل، الكثير من التسائلات تدور بعقله ولا اجابة عليها، فقط ينتظر وهذا مايقتله ببطئ؛ فكيف سيتحدث ويخبرها وهو لا يعلم مالذي سيفعله، ايقتل المشاعر بداخله وينفز العدالة؟ أم يترك عمله لأجل محبوبته وحينها سيحارب لأجل حماية من تهلك الجميع!

(بمنزل راسل).

تجلس «روز» فوق الاريكة تتطلع امامها إلى الاشيء.

قاطع شرودها اقتراب «راسل» أثناء جلوسه فوق الأريكة بجانبها، والذي مد لها كوب شيكولاه ساخن، ليقول:
  -عملته مخصوص لينا.

طالعته «روز» لتتبسم بهدوء أخذاه، معيدة مطالعته، لتقول:
  -شكرًا ليك.

تبسم «راسل» ليطالعها متحدث محاول تسليتها، قائل:
  -تعرفي أنا كنت بشوفك من البلاكونة بتاعتي بقالي فترة كبيرة، وكنت بتمنى اتكلم معاكِ أو تيجي فرصة وأسمع صوتك، بس كنتي بتتهربي مني، وقتها أنا مكنتش فاهم ليه، لحد ماعرفتيني إنك مخطوفة.

تطالعه «روز» التي ارتسمت البسمة فوق ثغرها لحديثه اللطيف، لتقول في مزاح منها:
  -غريبة يعني الظابط هو اللي عايز يتعرف على بنت عادية! جديدة عليا دي.

ضحك «راسل» ليكمل في مزاح منه أيضًا:
  -لا ده أنا لا ظابط ولا حاجة، ده أنا يدوبك بظبط هدومي بالعافية.

ضحكت «روز» لما قال، ليتبسم قائل:
  -أه والله يعني أحنا ماشيين ببركة ربنا، بس اقولك الميزة بقى إن لو قضية زي قضيتك كده الواحد يتصرف فيها بمزاجه، يعني يضرب بوكس من هنا، على قلم من هنا، بالنار ماشي.

استمرت «روز» في الضحك على كلماته، لتطالعه ببسمة ترتسم فوق ثغرها، قائلة:
  -شكرًا على كل اللي عملته وبتعمله علشاني، أنت انسان جميل.

تبسم «راسل» لكلماتها، ليقول في تعجب من كلماتها:
  -جميل! تعرفي إن دي أول مرة حد يقولي فيها يا جميل؟

تبسمت «روز» أكثر، لتقول:
  -يعني مين هيقول لظابط أنت جميل، بس دي الحقيقة.

استمر في مطالعتها ببسمة ترتسم فوق ثغره، فقد شرد بملامحها وبسمتها التي تزيد من دقات قلبه.

ابعدت نظراتها عنه وقد تحولت بسمتها إلى خجل من نظراته المثبتة صوبها، قامت بإرتشاف بعض من مشروب الشيكولاه خاصتها، ليفعل هو المثل والبسمة ترتسم فوق ثغره لخجلها الواضح.

في اليوم التالي.

تتحدث «دينا» إلى «هارلي» عبر الهاتف تقول:
  -أنا عرفت اللي حصل معاكِ، قولتلك هما مش هيسكتوا، وزاد على كده كون «ساينوس» معاهم، هو رجع تاني انضملهم.

تحدثت «هارلي» متطلعة امامها في تواعد، لتقول:
  -أنا عارفة هتصرف معاهم أزاي، بس أسند طولي الأول، وأنا هوريهم أزاي يتحدوا «هارلي».
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي