الفصل٢٩

في الليل

تحدث «ليو» إلى «راسل» في أسف منه، قائل:
  -للأسف مقدرناش نلاقيها، بس البحث لسه مستمر.

طالعه «راسل» الذي شعر بخيبة كبيرة وأنه بالفعل لن يجدها.

أومأ بهدوء ليقول عقب نهوضه:
  -طيب يا «ليو»، لو في أي جديد قولي، أنا هروح.

أومأ «ليو» قائل:
  -أكيد.

حين ذهب إلى المنزل.

تحدثت «روز» التي كانت تجلس فوق الأريكة في ملل منها تنتظره.

ما إن رأته نهضت لتتحدث ببسمة قائلة:
  -حمدالله على السلامة.

تبسم «راسل» بخفوت رغم الضيق الذي يتملكه، ليقول:
  -الله يسلمك، اتغديتي؟

حركت «روز» رأسها نافية، مجيبة:
  -لا مستنياك، حالًا هحط الأكل وناكل سوا.

وبالفعل ذهبت إلى غرفة الطهي لتحضر الطعام، وفي هذا الوقت الذي كانت تحضره به، ذهب هو ليبدل ملابسه خارج من الغرفة.

تحدثت «روز» التي انتهت من وضع الصحون فوق الطاولة، لتقول:
  -يلا تعالى أقعد.

وبالفعل ذهب ليجلس حتى تجلس امامه.

تحدثت سائلة عقب بدأهم للحديث، قائلة:
  -عملت أيه في الشغل؟

اجابها «راسل» بحزن، قائل:
  -بعت مجموعة من القوات يدوروا عليها بس ملهاش أثر.

استمرت «روز» في تصويب نظراتها اتجاهه في تسائل:
  -أمال هتكون راحت فين دي؟!

رفع «راسل» حاجبيه بجهل، قائل:
  -معنديش فكرة، صح أنا كنت عايز افاتحك في حاجة.

أومأت «روز» قائلة:
  -حاجة أيه؟

اجابها «راسل» ونظراته لم تبتعد عنها:
  -أيه رأيك لو نروح نقعد مع أمي؟

طالعته «روز» بتفكير، لتقول ببسمة هادئة طمأنته:
  -أنت بتسألني؟! أكيد معنديش مانع.

ارتسمت البسمة فوق ثغر «راسل»، وكأنه كان يحمل هم الأمر، ليقول:
  -هي نفسها تتعرف عليكِ وأنا كلمتها عنك كتير، وعارفة إني هسافر معاكِ علشان نتجوز.

ازدادت بسمة «روز» التي قالت:
  -أنا كمان نفسي اتعرف عليها، أكيد معنديش مانع أننا نقعد معاها، دي حاجة تبسطني.

تبسم «راسل» أكثر، ليقول:
  -أنا محبتكيش من فراغ بردو.

تبسمت «روز» بخجل تملكها من كلمته، لتنظر إلى الطعام مكملة تناوله كأنهى تتفاده اظهار خجلها.

(بمنزل الجوكر).

أعدت «هارلي» تلك السهرة أثناء غياب «الجوكر»، والتي كانت تعدها بإتقان منتظرة عودته.

ما إن قام بالدخول إلى المنزل، عقد حاجبيه بخفوت حين قابلته عتمة قاتمة، ليقول:
  -أنتوا مطفيين النور ليه كده؟!

قدم على الإقتراب من ذر الإضائة لإشعاله، ولكن امسكت «هارلي» يده قائلة:
  -استنى متشغلهوش دلوقت، تعالى معايا بالراحة.

أخذت بيده حتى وصلوا إلى تلك الطاولة التي تزينها بالورود، واضعة الشموع فوقها كذلك الطعام.

لتشعل الشموع والإضائة الخافتة، هذا ما أذهل «الجوكر» ما إن رأه، ليقول:
  -هي دي بقى السهرة اللي بتقولي عليها؟!

تبسمت «هارلي» قائلة:
  -أيه رأيك؟

تبسم «الجوكر» ليقول عقب جلوسه:
  -حاجة مكنتش متوقعها الصراحة، خصوصًا منك، بس شكلك بدأت تحن.

رفعت «هارلي» حاجبيها ببسمة جالسة هي الأخرى فوق الكرسي بجانبه، لتقول:
  -يعني، قول حاجة شبه كده، المهم دوق الأكل لأن أنا اللي عملاه.

تبسم «الجوكر» أكثر، والذي بدأ في تناول الطعام، قائل في لذة منه:
  -أممم تحفة، رجعتيني لأيام زمان.

رسمت «هارلي» بسمة زائفة فوق ثغرها، لتقول:
  -اعتبر القعدة دي قعدة صلح بينا؛ يعني عايزة أصفي كل حاجة بينا، نرجع زي الأول نبداء من جديد.

أومأ «الجوكر» بذات بسمته الهادئة، قائل:
  -ياريت.

اجابته «هارلي» وكأن ترتب لما تنوي قوله:
  -بص بقى، أنا عيزاك النهارده تثبتلي أنك فعلًا مبتحبش البنت اللي اسمها «روما» دي.

استمر «الجوكر» في مطالعتها، ليتنهد بعمق تارك الطعام، قائل:
  -اثبتلك أزاي يا «هارلي»؟ أنا قولتلك كل حاجة، أعمل أيه تاني؟

اجابته «هارلي»، قائلة:
  -قول اللي قولته من تاني، ولأن الكذاب بينسى فلو نسيت حاجة من اللي قولتها، هعرف وقتها أنك كذاب.

ضحك «الجوكر» لتأكدها من صدقه بتلك الطريقة، قائل:
  -أمم طيب، إذا كان الموضوع كده فأنا هقول اللي أنتِ عيزاه.

وبالفعل اخبرها بما اخبرها به المرة الماضية، لتتحدث متسائلة:
  -أيه المعلومات اللي عايزها منها؟

اجابها «الجوكر» قائل:
  -حاجة تبع شركة هي شغالة فيها، وأظن إن كده كفايه؛ لأن ده شغل وليه اسراره.

رفعت «هارلي» حاجبيها، لتقول عقب وضع يدها فوق يده:
  -أسرار شغل على «هارلي»؟!

تنهد «الجوكر» الذي أمسك بيدها، مقبلها ليقول:
  -في معاها ورق مهدده بيه شركة كبيرة أوي الشركة المنافسة اللي بتشتغل فيها، علشان كده صاحب الشركة قالي اجيب الورق منها، فهمتي حاجة؟

رفعت «هارلي» حاجبيها بفهم قائلة:
  -اااه يعني الموضوع كده! ده أنا قولت الحوار هيبقى كبير أوي.

تبسم «الجوكر» الذي غمز لها قائل:
  -ننام؟

حركت «هارلي» رأسها نافية ساحبة يدها:
  -تؤ، مليش مزاج.

في اليوم التالي.

تجلس «روما» بمكتب عملها بإحدى الشركات، تراسل «الجوكر» والذي لم يجيبها لنومه.

قامت بفتح الرسالة التي ارسلت لها من هذا الرقم المجهول، عقدت حاجبيها حينما بدأت بمشاهدة الفيديو، الذي كان يظهر به جلوس «الجوكر» رفقة «هارلي».

لترفع الصوت حتى تصدم بما تسمع؛ فكل ماقيل ليلة أمس كانت تسجله الكاميرات.

ما إن أنهت الفيديو، والذي تسبب لها بصدمة كابحة، رأت الرقم نفسه يتصل، هذا مادفعها لفتح الخط ووضعه فوق أذنها، مستمعة لكلمات «هارلي»، التي قالت:
  -طبعًا أنتِ عايزة تعرفي ليه بعتلك الفيديو ده، باختصار كده أنا بوريكِ حجمك في قلب «الجوكر»، ويا أما تختاري نهايتك تبقى على أيده، يا أما تسمعي اللي هقول عليه من سكات.

(بمنزل والدة راسل).

تحدثت والدته مطالعة «روز» ببسمة هادئة، لتقول:
  -أنا مبسوطة إني شوفتك، فعلًا ذوق «راسل» مش أي ذوق.

تبسمت «روز» التي تطالع «راسل» بخجل وسعادة لحديث والدته عنها.

تلقى «راسل» اتصال من «فيونا»، والذي ابتعد خطوات عنهم، ليجيب، قائل:
  -ألو.

اجابته «فيونا» في تسرع، قائلة:
  -«راسل» أنا عرفت مكان السلاح.

عقد «راسل» حاجبيه بخفوت وتعجب، سائل:
  -عرفتي منين؟!

اجابته «فيونا» قائلة:
  -في رسالة اتبعتتلي الصبح بصورة «هارلي» وهي في ايدها السلاح وطالعة بيت مهجور، خبته ونزلت لأنه مكنش في أيدها وهي نازله، وبتقولي في الرسالة أنها عرفت فين «هارلي»، بس طالبه فلوس، يعني ممكن نحلها ودي كده الأول، قبل ماندخل الشرطة وتحس بينا.

تحدثت «راسل» في لهفة، قائل:
  -طيب قوليلها أن اللي عيزاه هتاخده، أنا مستعد ادفعلها اللي تطلبه.

أومأت «فيونا» قائلة:
  -عملت كده، وقولتلها أنك هتيجي معايا، علشان كده قالتلي نتقابل الساعة ٩ عند البيت هناك.

أومأ «راسل» وقد عاد الأمل له من جديد، قائل:
  -تمام هقابلك ونروح سوا، لو حصلت أي حاجة تاني قوليلي.

أومأت «فيونا» لتنهي الحديث معه، قائلة:
  -طيب، سلام.

اغلقت الخط ليتطلع «جان» إليها سأل في قلق انتابه من حديثها:
  -بلاش تروحي في حته يا «فيونا».

التفتت «فيونا» لتطالعه عقب ارسالها العنوان والمنزل إلى «راسل»، لتقول في تعجب:
  -وليه لا؟ ده كده أحنا قرقنا من هدفنا وخلاص كلها خطوة، ده غير إني شرطية وكمان هيبقى معايا «راسل»، مفيش داعي تقلق من حاجة.

استمر «جان» في تصويب نظراته اتجاهها، ليومأ بهدوء، دون كلمة أخرى.

(بمنزل ساينوس).

تلقى «ساينوس» رسالة من «دينا»، والتي تنص على:
  -أنا عرفت «هارلي» مخبية السلاح فيه يا بوص، هبعتلك عنوان البيت وصورته، ونتقابل هناك في الساعة ٩.

رفع «ساينوس» حاجبيه ببسمة ترتسم فوق ثغره.

(بمنزل الجوكر).

يتحدث «الجوكر» عبر الهاتف إلى «روما» والتي تخبره بلقائهم في ذات المنزل ليلًا! 

أسفل تنصت «هارلي» الواقفة خلفه، ما إن انتهى من المكالمة، التفت ليطالعها في زعر منه، قائل:
  -خضتيني، واقفة كده ليه؟!

تبسمت «هارلي» لتدنى منه، قائلة:
  -جيت اقولك بما إنك مبخلتش عليا، وقولتلي على كل اللي أنا عايزة اعرفه، فأنا مش هبخل عليك، وهوديك لمكان السلاح.

رفع «الجوكر» حاجبيه في دهشة، قائل:
  -فعلًا؟ طب يلا.

حركت «هارلي» رأسها نافية، لتقول:
  -بعد ماتخلص من موضوع «روما» تمامًا بليل، وقتها ممكن نروح أنا وأنت ونجيبه.

أومأ «الجوكر» بتفهم، قائل:
  -طيب، اللي تحبيه، بس خليكِ عند كلامك ومتنساهوش.

تبسمت «هارلي» غامزة له، لتقول:
  -متقلقش، مش زي احدهم أنا.

في الليل.

تحدثت «مونتايا» في ضيق حين اخبرتها «فيونا» بأمر وجود السلاح بإحدى المنازل، لتقول:
  -أنتوا مصدقين الكذب ده؟! لو حد عارف مكان السلاح طب مايحاول يجيبه هو، وهيطلعله اضعاف مضعفة للمبلغ اللي هيطلبه! أنا مش مصدقة أي حاجة من الكلام ده.

اجابتها «فيونا»، والتي حاولت أن تقنعها بالأمر، ولكنه أبى بالفشل، لتتحدث قائلة:
  -طيب يا سيدة «مونتايا»، اللي أنتِ عيزاه، على العموم أحنا هنروح هناك بليل، ولو غيرتي رأيك وحبيتي تيجي كلميني.

أنهت المكالمة معها، أثناء وضع «جان» للطعام فوق الطاولة، قائل:
  -حبيبتي يلا علشان ناكل.

تبسمت «فيونا» وقد ارتفعت معنوياتها لما علمت من احتمالية حصولهم على السلاح، اقتربت جالسة امامه، ليضع طبقها امامها، قائل:
  -بالهنى يا روحي.

بدأت «فيونا» في تناول طعامها، لتتحدث في شوق بما هو قادم:
  -أنت متعرفش أنا مبسوطة قد أيه، بجد حاسة إني هطير من كتر السعادة، يعني القضية اللي كنا بنحاول نخلصها من فترة كبيرة، برسالة واحدة هتنتهي، أنت متخيل.

تبسم «جان» بخفوت، ويبدو أنه ليس سعيد بالأمر، فقد كان القلق هو من يظهر بعينه، والتي رأته بوضوح، لتضع يدها فوق يده مطمأنه، بقولها:
  -مش عيزاك تقلق يا «جان»، مفيش حاجة وحشة هتحصل، وكل حاجة هتبقى تمام، أنا حاسة بكده.

تبسم «جان» ليقرب يدها مقبلها، قائل:
  -بتمنى.

لم تمر سوى دقائق معدودة، لتتحدث «فيونا» في تعب، وشعور بأن العالم يدور من حولها:
  -في، في حاجة غلط بتحصل!

استمر «جان» في مطالعتها، ليتحدث في أسف وحزن لما فعله، قائل:
  -أنا أسف يا «فيونا»، بس معنديش استعداد اخسرك، واسيبها تلعب بيكِ أنتِ كمان.

لم تدري «فيونا» بأي شيء بعدها، فقد غفت دون رجعة.

بالمنزل الذي أُرسل للجميع.

وصل «راسل» إلى هناك، والذي حاول مرارًا الإتصال ب«فيونا» ولكن هاتفها مغلق، لذا ذهب بمفرده.

تطلع إلى المنزل، بل تطلع حوله، ولكن حين رأه الضوء مشتعل بالداخل، هم بالذهاب ليدخل به،  أسفل رفعه للسلاح حتى يتفقد ما إذا كان هناك خطر عليه.

ما إن قام بضرب الباب ضربة خافتة، فُتح ليوجهه سلاحه صوب من رأهم امامه، والذي انزله حين تفقد وجوههم، قائل في تعجب:
  -أنتوا بتعملوا أيه هنا؟!

اجابه «ساينوس» وقد تعجب لوجوده أيضًا:
  -أنا جيت أشوف لو «هارلي» هنا.

اجابه «زاس» في تعجب:
  -وأنت بتعمل أيه هنا؟!

في هذا الوقت قام «الجوكر» بالدخول، متحدث بصوت مرتفع، قائل:
  -«روما»، صمت حين رأه تجمعهم، والذي تعجب منه، ليقول:
  -أنتوا أيه اللي جابكوا هنا؟!

طالعه «راسل» بذات نظراته المتعجبة، قائل:
  -أنا جاتلي رسالة، بتقول أن السلاح هنا، والبنت المفروض أنها مستنياني قريب من البيت بس ملقتهاش.

أومأ «ساينوس» قائل:
  -أنا كمان جاتلي نفس الرسالة، بس من «دينا».

صوب الجميع نظراته عند باب المنزل، حين دخول «أدم» والذي كان ينادي بكلمات، قائل:
  -«هارلي»، «هارلي».

أغمض «الجوكر» عيناه في غضب، قائل:
  -كانت خدعة!

تحدث «أدم» في تسائل من هذا التجمع، مطالع «راسل»:
  -أنتوا بتعملوا أيه هنا؟!

في هذا الوقت أُغلق باب المنزل من الخارج، ليصوب الجميع نظراته اتجاهه، ذاهب «الجوكر» في سرعة منه محاول في فتحه.

ليتحدث «ساينوس» في تسرع وقلق، قائل:
  -المسدس استخدموا المسدس علشان يفتح.

صمت الجميع حين استمعوا لصوت دقات كعقارب الساعة، إنها مألوفة لدى الضبات بالفعل، لقد كانت صوت قنبلة!

تسير «هارلي» رفقة «دينا» و«هيلينا» التي قالت:
  -هنروح نشوف «روما»، ودول هنسيبهم محبوسين هنا؟!

تطلعت «هارلي» لها، لتتبسم بسمة جانبية، لتطالع ساعة يدها، عقب مرور الوقت المحدد للقنبلة، قائلة:
  -واحد، اتنين، تلاته.

في هذا الوقت استمعوا إلى صوت الإنفجار وتصاعد النيران، والتي كانت تُفتك بالمنزل، فقد كانوا بعداء كل البعد عنهم، ولكن صوت الأنفجار كان مسموع، فموعد القنبلة كان ثلاثة دقائق.

جحظت عينا «هيلينا»، كما حدث مع «دينا»، التي قالت:
  -أنتي حاطه قنبلة في البيت؟

طالعتهم «هارلي» نازعة هذه القلادة التي كانت ترتديها منذ زمن، والتي كانت هدية من «الجوكر».

قامت بإلقائها من فوق هذا الجسر التي تتدفق المياه من اسفله، قائلة بسعادة طائلة:
   -أوووو أد أيه أنا حاسة بإنتصار، قدرت اتخلص من عقدتي اخيرًا.

تطلعت «هيلينا» إلى «دينا»، ولا يصدق كلًا منهم أنها بالفعل انتهت منهم جميعًا، أو كما تظن هي هذا!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي