الفصل الخامس

كان سونغ كيمينغ يقف بالخارج بين يحمل بين طيات يداه صندوقاً مغلفاً بطريقة جميلة
"عمتي اللطيفة ، لقد اتصل بي شياو سونغ".
كان يبتسم لها بتملق لتبادله الأخرى فوراً بينما تقول:
"حسنا، هيا ادخل بسرعة!"
كانت وانغ تبتسم لكيمينغ كثيراً وتطري عليه ، موقفها معه مختلف للغاية عن معاملتها القاسية لفينغ..
دخل كيمينغ بوجهه المبتسم كالعادة لتحط عيناه على يد ريوونغ التي تمسك بيد رجل أخر

احتدت عيني كيمينغ بغضب تخلله ، ليبتسم بتكلف محاولاً السيطرة على غضبه
إقترب ليضع الصندوق أمام تشوان بهدوء ليردف مبتسماً :
"عمي العزيز، هذا شاي أخضر صيني من الدرجة الأولى ، لقد حصلت عليه للتو! أتذكر أنك تحب شرب الشاي"
بادله تشيان الإبتسامة ليردف بلباقة:
"يالك من شابٍ طيب ، تفضل بالجلوس"

أومأ تشوان بهدوء ليناظر الشابان أمامه ، الفرق بينهم شاسع ، كالفرق بين السماء والأرض.

جلس سونغ كيمينغ على الأريكة بإعتيادية لينظر إلى فنغ لين بابتسامة على وجهه متمتماً:
"هل هذا...قريبكم؟"

سارعت وانغ وجلست بجانب سونغ كيمينغ عندما سمعت استفساره تحاول إلفاق كذبة ما "عزيزي كيمينغ ، هذا الرجل ..."
ما كادت وانغ أن تنهي جملتها المبعثرة ، حتى قاطعتها ريونغ قائلة:
"إنه زوجي!"
كالعادة تخلل صوتها البرود التام.

أدرك تشوان إن الأمر من المستحيل أن يبقى سراً ليعتدل بجلسته بينما يحتل البرود طيات معالمه ليُبرر الموقف قائلاً: "شو كيمينغ ، لا تهتم، والد هذا الرجل صديق الجد شياو يينغ، الذي أمر بمزاح مخاطباً إياه عندما كان طفلاً بأن يتزوج ريونغ ، لم أكن أتوقع أن يأخذ الأمر على محمل الجد."
إبتسمت ريونغ بسخرية بينما ترفع يدها التي تحتوي وثيقة زواجهم
"لكننا قد تزوجنا بالفعل"
هي تشعر بالقرف من المدعوا بكيمينغ.


ارتخت ملامح كيمينغ المنافقة ليردف بهدوء مصطنع: "ريونغ ، ما خطبك عزيزتي ؟أفعلت شيئاً سيئاً؟؟!"
شخرت ريونغ بسخرية هي حقاً تشعر بالقرف من سماع نفاقه الكاذب
"ألا يزال لديك الوجه لتتكلم؟" أمسكت بعدها بيد فينغ لتقول باستعجال
"لنذهب!"

أخذت بخطاها رفقة زوجها خارجةً من المكان الذي بدأ يثقل قلبها لتتمتم بينما تمر بجانب كيمينغ
"يا لك من وقح!"

لم يتحمل تشوان تصرفات ابنته اتجاه أحدى أهم العائلات فالمدينة ليضرب الطاولة بيده صارخاً بغضب جسيم يتخلل صوته:
"شو ريونغ! إن تجرأت على مغادرة هذا البيت ، لا يمكنك العودة إليه طوال حياتك!"

ورغم حديث والدها المؤلم لم تتوقف ريونغ عن أخذ خطوات رحيلها
أيفعل ذلك ويبعد إبنته من أجل حقيرٍ كـ كيمينغ!
قررت ألا تبالي بهم كما فعلوا معها لتسحب فينغ بعيداً عنهم.

أما كيمينغ فقد احتل الغضب ملامحه، كيف يمكن لرجل أخر أن يحصل على إحدى فريساته والتي حصل عليها بعد عناءٍ شاق؟!
وأشدهم قوة أيضاً!!
"عزيزي كيمينغ لا تغضب ، لا يمكن لهؤلاء الاثنين فعل شيء دون موافقتنا."
جاءت وانغ بتردد تحاول أن تهدأ الغاضب أمامها
هي بالطبع لا تُريد أن يكرههم !!

"عمتي، أنا لست غاضب، لكنك تعرفين إن المهر كان ثلاث مئة مليون وان وكان شيئاً خاص قد أعدته عائلتنا لكم خصيصاً ، آمل أن تتمكنوا من حل الأمر في أسرع وقت."
كانت كلمات سونغ كيمينغ واضحة جدا، ظلت كلماته تصفع وانغ بحروفها ،هم ليسوا أغبياء، يمكنهم فهم ما يعنيه ذلك.

ثروة عائلة شو أكثر من مليار، ومهر فتاتهم كان سيزيدهم ثلاثين فالمئة من ثروتهم، ولكن إذا أعطوك عائلة سونغ شيئاً ما، فيمكنهم استرجاعه بسهولة .

عائلة سونغ لا تمزح عندما يتعلق الأمر بالأموال ، فهم يسيطرون أيضا على نصف إمدادات المواد في مدينة جيانغ.
إن أرادوا فلن يبيعوا شيئاً لعائلة شو فالمستقبل ، لدى عليهم ألا يعادوهم أبداً.
قد تكون العواقب كارثية حقاً!
"لا تقلق سونغ كيمينغ، نحن نعرف ما نفعل"
أصبح تشوان أكثر جدية ورسمية في حديثه
عائلة سونغ قادرين على تدميره حقاً!
كانت زوجته وانغ على حق، عليهم ألا يغضبوا عائلة سونغ أبداً!

...
.

أخذت رويينغ فينغ ببساطة وغادر كلاهما منزل شو.
وفي طريقهم قد وصلت رسائل لهاتف ريونغ لتسحب هاتفها ملقيةً نظرة لتتحول للبرود فجأة
ما الأمر؟ "تساءل فينغ بغرابة لتجيبه الأُخرى بلامبالاة
"تم تجميد جميع بطاقاتي المصرفية، والخدمات المصرفية عبر الهاتف أيضاً"
تمتمت بهدوء لتُخرج محفظتها السوداء تحدق بها بترقب
"لدي أكثر من مئتي دولار"
قالت بأسف يتغلغل صوتها لينفي فينغ قائلاً:
"لا بأس، لدي بعض المال"
أخرج فينغ ما يقبع في جيبه من مال ليناظره بشرود

"لدي خمسون سنتا، وبعض الفكات، وثلاثة عشرة دولارات"
حاولت ريونغ كتم ضحكتها عندما سماعها لهذا، هي تشعر بالغرابة بالفعل، عندما تكون مع فينغ هي تضحك كثيراً.

تمتمت بصوت مرح قائلة:
"من المؤسف إنك لم تأخذ المليونين، أنت نادم صحيح".
"أنا نادم على ذلك قليلا" أومأ فينغ لين برأسه بتنهد.


"لقد أسأت فهمك واعتقدت إنك ستقول لا أحتاج المال!"
نفخت شو روينغ فمها قليلا بمرح ومضيت إلى الأمام.
ليبتسم فينغ تابعاً إياها: "إلى أين نحن ذاهبون الآن؟"

"لا أعرف، لا ينبغي أن أفكر بالعودة إلى المنزل"
نظرت رويينغ إلى فينغ لين بحيره تحتل ملامح وجهها الجميل.
"مع عائلتي وعائلة سونغ في هذه المدينة، من المستحيل بالنسبة لي العثور على وظيفة في مدينة جيانغ. تمتمت بتنهد فهي على علم بأنهم لن يتركوها وشأنها.

رأى فينغ الضيق يحتل عيني ريونغ ليحاول تغيير الموضوع قائلاً:
"أشعر بالجوع علينا الذهاب لتناول شيء ما!" لوى شفتيه بينما يحدق في تفاصيل ملامح الأخرى لتحدق به بدورها
استغرب صمتها ليردف مجدداً، "ماذا؟ ألا تريدين تناول الطعام؟"

نفت ريونغ بابتسامة لتتمتم بـ "لا بأس"

بادلها فينغ ليرد عليها بقوله:
"أخشى فقط أنكِ لن تكونين قادرةً على تحمل حرارة الطعام فقد اعتدت على خاصة الأغنياء"
مازحها قائلاً بينما يحط يديه في جيوب سرواله لتجيبه بذات النبرة:

"بالطبع أستطيع."
أومأت رويينغ برأسها مؤكدة .

"نشتري لاو غان ما و الكعك المطهو على البخار، لا بأس بذلك معك؟"
اقترح عليها لتوافق على فكرته.

"أتذكر أنه في جيانغشي، كان لوالدي منزل. يمكننا الذهاب إليه الآن ومن ثم نذهب لشراء الطعام، إن كنتِ تعتبرينني شخصًا مقرباً منك الآن بما إنني زوجك، أخبريني بما حدث."
تحدث فينغ لين مناظراً الطريق أمامه ليوقف سيارة أجرة.

لكن رويينغ ابتسمت ولوحت لسائق سيارة الأجرة معتذرة، وأخذت فينغ لين تمشي للحافلة،
"بأموالنا هذه أتعتقد إنه لا يزال بوسعنا استقلال سيارة أجرة؟"
تخللت ضحكتها الرنانة صوتها ليشاركها الأخر ضاحكاً دون أن يتحدث.
استقل الاثنان الحافلة وتوجها إلى القرية في مدينة جيانغ معا.
على طول الطريق، أخبرت ريونغ فينغ بكل ما حدث اليوم.
أومأ فنغ لين برأسه متنهداً، واتضح أن كل شيءٍ كان بسببه..



كانت القرية تتكون من عدة منازل تشترك في فناء واحد ، حيث يشترك منزل والد فينغ مع شخص أخر في ذات الفناء.

بعد دخولهم للقرية الصغيرة ، وجدوا أن فناء منزل فينغ قد تمت صيانته جيدا، وكان هناك العديد من حقول الزراعة الخضراء التي تغزوها الخضروات الشهية.

وفي فناء منزل فينغ يقبع منزلان، يبدو أحدهما مسكون بالفعل فيوجد بعض الأغطية على حبل الغسيل
أما المنزل على اليسار تبدو جدرانه مرقشة للغاية.

بقى فينغ يعد الطوب على الحائط ليتوقف عند إحداهن ويسحبه ليخرج المفاتيح من تحته.
ظل يحدق بهم لتقاطع تركيزه ريونغ وهي تتدمر:

" فينغ لين!"
تحدثت بتدمر يبدو وكأن المنزل سينهار في أية وقت، عليه أن يعمل ليجني المال فلا يمكنه الاعتماد على منزل كهذا!

لم يسعه أن يجيبها حتى بصوت أحد ما حُط على مسامعهما ليلتفت كلاهما.

"من؟"
جاء صوت هذا الرجل من المنزل المقابل ليحدث كلاهم به بحذر
قد كان أصلعاً ويحمل بيده منجلاً!!

دخل أصلع الرأس مع المنجل إلى الفناء، ليقوم فينغ بحشو الطوب واستدار ونظر إلى الجانب الآخر بسرعة

"من أنت؟"
أستفسر بصوته الحاد بينما يتخذ خطواته أمام ريونغ.
عند رؤية للفستان المعلق حيثما خرج الرجل الأصلع كان قد أيقن هيتهم بالفعل لص بالتأكيد.

التفت فينغ بذعر عندما استمع لصوت صراخ امرأة تقبع فالبيت الذي خرج منه الأصلع.
سار على الفور لتخبره ريونغ بقلق:
"فينغ كن حذرا."

شعرت شو رويينغ أيضا بالخوف ودقات قلبها أصبحت مسموعة، نظرت حولها، وأخذت عصا من حقل الخضار، لتتبع فينغ بسرعة.

"ماذا تفعل؟"
نطقت ريونغ بقلق ليضع فينغ كلتا يديه بجيوب بنطاله يسير باتجاه صاحب المنجل
والذي لم يناظره حتى بل كان مركزاً على ريونغ خلفه
هذه الفتاة! يقسم إنه رآها على التلفاز وهي جميلة أيضاً! عليه أن يحصل عليها
وقف فينغ أمامه ليسخر أصلع الرأس منه قائلاً:
"ما بال هذه النظرة أيها الوغد الصغير، من الأفضل لك أن تغادر ولا تحشر أنفك بما لا يعنيك"
ما كاد أن ينهي الأصلع كلماته ويرفع رأسه ناوياً ضربه بالمنجل الذي بين يداه حتى بفينغ يخرج يديه من بنطاله ويدفعه ناحية باب المنزل خلفه بقوة

دخل فينغ الغرفة ورأى سبعة أو ثمانية رجال في الداخل، وكانت هناك امرأة في منتصف العمر واقعة على الأرض بينما تبكي بحده.

تحيط آثار الدماء زاويا فمها.

هذه..
تذكر إنه قد التقاها عدة مرات كانت المرأة جارة الرجل العجوز في ذلك الوقت، العمة تانغ!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي