الفصل الخامس عشر

-هل تتحدث عني؟
نظرت "ريونغ" دون استعاب لكلام "فينغ" بينما تبادل نظراتها بينه وبين "رو"، هي قد أدركت بالفعل مدى خبث وحقارة هذه المرأة
هي لم تتغير أبداً.

-لا بأس أنا بخير
تحدثت "رو" بينما تمسح دموعها الكاذبة، بعدما خلعت نظاراتها مخرجة منديل من جيبها، مسحت عينيها ووجهها لتعيدها مجدداً، وما لبث "فينغ" حتى خاطب "ريونغ" بعصبية:
- أعتذرِ منها!!

دخل بعدما رمقها بخيبة أمل بينما يحمل الكعك والحليب الذي أحضره،
تبعته "ريونغ" لتصرخ:
-"فينغ" أنها تكذب، هي حتى تدعي البكاء! وهي من صرخت عليّ!!
حاولت "ريونغ" أقناعه ليردف "فينغ" بنفاذ صبر.

-"ريونغ" أختلقِ كذبة أفضل، الأنسة "رو" أستاذة جامعية، ونائبة عميد فلماذا ستفعل هذا أتظنينها طفلة!!
ألقى بدوره الكعك على الطاولة ليردف لها بحدة:
-أعتذرِ بسرعة
ناظرته "ريونغ" بغير تصديق لتلتفت تحدق بالأخرى بابتسامة زائفة:
- أعتدنا أن نكون زملاء فالفصل، فيمكن أن يكون بيننا بعض سوء الفهم

ورغم تبرير "ريونغ" الذي لا داع له كانت "رو" لا تزال تدعي البكاء ودموعها الزائفة تنهمر وكإنها مظلومة، ليقترب منها "فينغ" على عجل:
-لا تبكي أنسة "رو"، هي فقط عديمة الخبرة على عكسك ولا تعلم ما تقول

ضحكت "ريونغ" بغير تصديق لتردف صارخة:
-أنا عديمة الخبرة؟!
هي ترغب في الانقضاض على تلك الأفعى الكاذبة وحالاً والتي بدورها فتحت فمها لتقول:
-"فينغ" لما تعيش معك هذه الفتاة
سألت بصوتٍ منخفض ليفكر قليلاً ويجيب:
-إنها قريبتي...
قاطعته "ريونغ" بحدة بينما تقول:
-أنا زوجته !! "فينغ" أرها الشهادة فخاصتي بالقصر!

"هل أنتِ مصابة بالحمى؟"
تمتم ليلتقط "فينغ" حليب الصويا بيدٍ واحده ويحمل "ريونغ" على كتفه الأخر بسهولة ليخرج بعدها بينما أستمرت "ريونغ" بالصراخ:
-"رو" أيتها الحقيرة الوقحة سأريك!!
كافحت "ريونغ" على كتفه تحاول النزول ولكنها لم تستطع
وضعها "فينغ" بالفناء ليضع الحليب والكعك بيده، ليدخل بعدها مغلقاً الباب

تمتمت "رو" عندما رأته يدخل بدورها:
-لما هي تكرهني وغاضبة لهذا الحد

تنهد "فينغ" ليقول:
-لا أعلم حقاً ما بها

فتح "فينغ" الكعك والحليب ليردف بابتسامة:
-تفضلي هل ترغبين بالأكل؟

أومأت له "رو" لتشكره وما كادت تتحدث حتى سمعوا صوت صراخٍ من النافذة

-"فينغ لين" أيها الحقير الغبي، الحق علي إني كنتِ أحاول حمايتك منها
تحدثت "ريونغ" بينما تتناول طعامها بعنف لتردف "رو":

-فالحقيقة أنا أرغب حقاً بأن أعرف، ماهي علاقتك بها؟ فكما قلت من قبل أنا تقليدية للغاية..
تنهد "فينغ" ليردف بدوره:
-حسنا، سأخبرك بالحقيقة، نحن نعرف بعضنا البعض منذ الطفولة. طلب منها والديها الزواج من "سونغ كيمينغ"،لذلك طلبت مني التظاهر مؤقتا بأنها زوجتي لتتخلص منه.

شرح لها "فينغ بجدية لتردف متمتمة:
"أوه! تعرفان بعضكما من الطفولة...."

ابتسمت "لان رو" مومأتًا برأسها شاعرتاً بالارتياح فقد بدت حبيبة الطفولة ولكن يبدو أن "ريونغ" لا تستطيع إيقاع رجلٍ واحد حتى..

بعد أن تناول كلاهما طعامهم فتح "فينغ" الباب لتهرع "ريونغ" على الفور
وما كادت أن تنطق حتى قاطعها "فينغ" فوراً:
-توقفي توقفي سأخرج مع الأنسة "رو" وستبقين بمفردك بالمنزل
وقبل أن تعترض سحبه "فينغ" "رو" من يدها مغادراً لتتمسك هي بيده أيضاً لتلتفت غامزه لـ"ريونغ"
هي تسخر منها!!

-أنت!!
صرخت "ريونغ" بغضب، بينما أستقل كلا "فينغ" و"رو" سيارة رو ظلت تبتسم بجانبية بينما تتذكر ملامح "ريونغ" هي تسعد حقاً بإزعاجها
هي تعترف بذلك.. هذا ممتع للغاية
يبدوا انهم بحاجة للتواصل أكثر مستقبلاً لتكمل تنمرها الطويل عليها،
عائلة "لان" ليست بمنطقة الأغنياء بالجانب الشرقي من المدينة هم بمنطقة راقية أخرى تدعى "سيال"، لقد عاشوا بقصرهم هذا لوقت طويل ومن ذلك الوقت لم تبنى المنطقة الشرقية للأغنياء بعد..

أوقفت "رو" سيارتها في مكان وقوف السيارات خارج القصر وترجلت رفقة "فينغ" دخل كلاهما القصر مارين بالحراس والذي لم يعترضوا طريقهم أبداً منحنين لـ"رو"

أومأت لهم "فينغ" بإحترام فيبدون بغاية الجدية من ناحية العمل.
وعلى مسافة ليست بالكبيرة، كان يستلقي عجوز على كرسي هزاز على العشب، تحت مظلة كبيرة وطاولة خشبية صغيره بجانبه عليها كوب ماء.

تقدمت "رو" لتتمتم قائلة :
-جدي لقد أحضرت "فينغ"!
ابتسمت "رو" بينما تقدمت مع "فينغ" لجدها والذي استقام بدوره مناظراً "فينغ"

أومأ لها الجد ليقول بهدوء:
-عزيزتي "رو" دعينا وحدنا

ناظرته "رو" بشك لتقول:
-ولما جدي ما الذي تريد أن تتحدث عنه وحدكما
أمسكت بذراعه برفق ليقول بدوره:
-أمور بين الرجال.
عبست بخفة ليربت بدوره على كتفها ناطقاً :
-انتظرنا بالداخل
أومأت "رو" برأسها لتدخل القصر دون أن تنسى ألقاء بعض النظرات على "فينغ"..

-أنت "فينغ لين" الذي ينتمي لفيلق العمليات السرية صحيح؟ وأنت أصغر شخص بالفيلق؟
بدأ "لان" حديثة حالما غادرت "رو" ليقطب "فينغ" حاجباه ويسأل بشكل قاطع:
-من أخبرك بهذا؟!
تساءل بشك لأن هذه المعلومات سرية ليجيبه الأخر باعتياد:
"لدي ثلاثة أبناء أكبرهم إعتاد بالعمل في فيلق الجيش السري والثاني كان نائب الوزير"
أوضح مبتسماً لترتخي ملامح "فينغ" ليسأل :

"نائب الوزير الذي تم اغتياله؟"
تساءل "فينغ" موسعاً عيناه شاعراً بالأسف.
"نعم، كلا أبنائي الكبيران توفيا وبقى الأصغر، فلحسن الحظ، أبني الثالث يعشق العمل ولم يدخل بأمور السياسة، و"لان رو" هي الابنة الوحيدة له"

وضع السيد "لان" الكأس وقال متابعاً:
-لقد كنت عضواً من الوحدة السرية فالاستخبارات ولكنني تقاعدت
ناظره "فينغ" ليجلس على سياج الحديقة الذي خلفه ليقول مبتسماً:
-إنها صدفة رائعة! أنا أيضاً من وحدة الاستخبارات والعمليات السرية كما تعلم ولكني تقاعدت.

ابتسم له "لان" ليقول بخفوت:
-لا تزال شاباً..

تنهد "فينغ "ليردف بهدوء:
-نعم ولكن مهماتنا صعبة، المهمة المكتملة تعادل عمل مئة فيلق من النخبة، إنه صعبٌ للغاية لا أمزح!

لم يكن "فينغ" يبالغ بقوله فبالنسبة لمهام المستوى العالي منهم ينتهون من العملية الواحدة على مدار السنين، بعضٌ من الأعضاء يقومون بثلاث أو أربع مهمات فقط رغم انهم اشتغلوا طوال العمر!

-واجه فريقنا بعض المهام دون راحة لمدة شهور وأيام طويله

ظل "فينغ" يتحدث عن ماضيه العسكري ليقهقه "لان" مقاطعاً:
-دعنا لا نتحدث عن هذا الآن، ما رأيك بحفيدتي

غير مجرى الحديث ليطالعه الأخرى مبتسماً
-أنها جيدة، أشعر بالرضى من ناحيتها
فهم "فينغ" أخيراً لما رو كانت تعلم بأنه خطيبته،
عائلتها تعرفه بالفعل.

-هذا جيد، وأنا أيضاً أعتقد بأنك مناسبٌ لها
قال بعدما أومأ له ليكمل:
-لطالما أثارت "رو" الضجة منذ صغرها، وكانت تزعجني برغبتها في الانضمام للفيلق، لدى حققت لها حلمها
قال جدها مقهقهاً

-هل هي فالاستخبارات، انه ليس أمن عليها؟!!؟
عبس "فينغ" متسائلاً لينفي "لان" قائلاً:
- نعم هذا فالبداية ولكن الآن أعتقد إنه من الجيد أن تتزوج شخصاً قوياً مثلك، عليك أن تحميها!

أنهى "لان" حديثه واستلقى على الكرسي مجدداً

-ألم تجبرها على هذا؟!
تساءل "فينغ" لينفي "لان" حالاً
-لا أبداً! إنها عضو في القسم العادي تجمع فقط المعلومات الاستخبارية وهي آمنة نسبياً
أوضح "لان" ليتنفس "فينغ" الصعداء مموضعاً يداه بجيوب بنطاله

-حسناً فالحقيقة أرغب في أن أطلب منك معروفاً..
أبتسم له "لان" ليقول "قل ماذا تريد"

حسم "فينغ" أمره وقال:
-أريدك أن تضغط على عائلة "شو"، لدي خلاف معهم
هو أراد حل مشكلة "ريونغ " أولاً، ولحسن الحظ وافق الجد على طلبه

-هذا بسيط
أومأ "فينغ" برأسه مرتاحاً


في مساء اليوم وعلى تمام الساعة السادسة تحديداً، كانت "وانغ" تجلس مع زوجها "تشوان" بينما يعدان المبلغ وعقد الثلاثمائة مليون أمامهم.

ابتسمت "وانغ" بسعادة بالغة، فبعد حصولهم على هذا المبلغ من عائلة "تشو" تستطيع أن تتقرب منهم تالياً وأيضاً ستحصل على ثلاثمائة أخرى أن تزوجت "ريونغ" من "كيمينغ"

عليها اغتنام الفرصة!
وبحدوث هذا ستصبح عائلتها أغنى عائلة بالبلاد!

قاطع أفكارها الشيطانية صوت هاتف "تشوان" ليرد متسائلاً:
-ما الأمر؟
تساءل بهدوء ليأتيه صوت الطرف الأخر قائلاً
-سيدي توقفت وزارة التجارة فجأة عن عملها على وثائقنا، إن لم نسلم المال فالوقت المحدد فسيتعين علينا دفع تعويضات طائلة!

جاء الصوت من الهاتف ليصرخ "تشوان" بغضب:
-ماذا ؟! ما لذي يحدث؟!!"
تساءل على عجب ليجيب الأخر قائلاً:
-لا أعلم ولكنني أحاول أن أفهم الموضوع هنا

-حسناً تحقق من الأمر وأبلغني حالما تحصل على الأخبار
أغلق "تشوان" الهاتف مباشرةً بعد حديثه…
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي