الفصل الحادي عشر

رئيسة جهزت اللى طلبه منها طاهر
وبعد هو ما خلص عشا ودخل اوضته
دخلت هى جهزت لنفسها اول حاجة تاكلها من وقت ما كانت عند نسمة
اليوم كان طويل عليها جدا
وكله قلق وتوتر
لكن كانت مش قادرة تنام من غير اكل
كانت مجهدة
فعلا قعدت فى المطبخ اكلت لحد ما شبعت
وغسلت الاطباق
وطفيت النور
واخيرا راحت اوضتها ترتاح
والتعب بتاع اليوم كله
كان سبب فى انها تنام فى اقل من دقيقة

فى نفس الليلة
كان سيد بيجهز شنطته
وامه قاعدة على الكنبة ساكتة وبتبص عليه
وبتحاول تمنع دموعها اللى ثابته فى عنيها
ومش عايزاها تنزل علشان متزعلهوش اكتر

ياسر داخل من باب الاوضة.ايه يا ابو السيد خلاص نويت الرحيل؟

ام سيد اول ما سمعت كلمة الرحيل
مقدرتش تمسك دموعها اكتر من كده
وانهارت

سيد وياسر قربوا منها وقعدوا جنبها على الكنبة

سيد.ايه يا ست الكل ليه بس كده؟
انتى عايزة تزعلينى يعنى قبل ما امشى؟
متقلقيش انا هبقى زى الفل
ومش هغيب عليكي
وبعدين ادعيلي ربنا يوسع رزقى
علشان ابعتلك تيجي تعملى عمرة وحج كمان

ام سيد بصوت مكتوم من العياط.يارب يابنى يرجعك لحضنى سالم غانم
انت واخواتك
انا لا كنت عايزة فلوس ولا حتى عمرة
ولا عايزة الحاجة اللى هتيجي عن طريق غربتكم
وشقاكم بعيد عن حضني
انتم اهم عندى يا سيد
ده انا يابنى قلبى بيتقطع على اخواتك
بسفرك هتاخد الباقى من قلبى معاك

ياسر بيحاول يهدى امه بمرح.هو فى ايه يا حاجة؟
هما بس عيالك وانا كيس جوافة؟
انتى بتتكلمى عنهم بس وكأنى انا مش موجود
لاء يا ام سيد ده انا كده اخد على خاطرى منك اوى
ولا انا مش ابنك وانتى جايبانى من الملجأ
ولا ايه حكايتكم انتم؟

ام سيد بتطبطب على رجل ياسر وبتحاول تبتسم.كلكم عندى نفس الغلاوة
انتم يا حبايبى العين اللى بشوف بيها
سفر اخواتك هيخلينى عايشة بعين واحدة
العين دى انت يا ياسر يا حبيبى
بكرة يابنى لما تتجوز وتخلف هتحس باللى انا فيه
بس ربنا ما يكتب عليك فراق عيالك

ياسر زعلان كمان على انه هيكون لواحده
ومن غير اخواته
اللى ماليين عليه البيت
لكن هو دايما كده بيحاول ميبينش انه زعلان
مش بيحب الزعل

سيد.خلاص بقى يمة
الواد ياسر هيحسدنا
مش عايزك تخافى عليا
ولا على البنات دول بمية راجل
انتى عارفة تربيتك

ام سيد بتمسح دموعها.ربنا يردكم لحضنى وانا على وش الدنيا يا سيد
هتوحشنى يا حبيبى

سيد حزين وموجوع
وعلشان ميسمحش لدموعه تنزل
مقدرش يعمل حاجة غير انه يحضن امه ويحس بالدفا بتاع حضنها
وهى اتعلقت فى حضنه ومش عايزة تسيبه

خلصت الليلة صعبة فى بيت ام سيد اللى صممت انها تفضل صاحية لحد الصبح
وسيد يبقى قاعد فى حضنها
وفضلوا بنفس الوضع كده لحد النهار ما طلع

عند فاطمة وفى اول يوم ليها فى الشغل
قدرت تفهم شغلها بسرعة
وطبقت كل حاجة سارة كانت كتباها بالحرف فى الورق بتاع الوصفات
وقدرت تخلى الاكل يطلع بالطريقة بتاعته وكأنها بتعمل الاكلات اللبنانى من زمان
وكانت لينا مبسوطة بشطارتها

وبعد الغدا فى البيت
لينا ندهت على فاطمة
وباتديت تعرفها على كارم بيه
وعلى راغب الابن الاصغر
ومحمد اللى جابها من المطار
واول ما فاطمة شافته افتكرت كلامه معاها الصبح
وحسيت ان وشها سخن واتوترت
بعد ما اتعرفت عليهم وشكرتها لينا على شطارتها فى الاكل
راحت على المطبخ
كملت كل اللى كان ناقصها
لحد ما الليل جه
واتعشوا
واخيرا خلص يوم شغلها
وراحت على اوضتها وهى فرحانة اوى
اول يوم فات عليها كويس
عرفت تشتغل
البنات اللى بتشتغل معاها هى مرتاحالهم وهما كويسين معاها
اهل البيت اللى شغالة فيه
محترمين
جهزت الهدوم اللى هتنام بيها
ودخلت الحمام اخدت دش
وسرحت شعرها
وطلعت من الحمام
فردت جسمها على السرير
وابتسمت وراحت فى النوم

اول ليلة كانت لرئيسة وفاطمة فى شغلهم مش وحشة
والاتنين متفائلين خير

كل الامور كانت طبيعية جدا
وكل يوم شبه اللى قبله
تصحى فاطمة
تصلى الصبح
وتغير هدومها وتروح على المطبخ
تفطر مع سارة ورغد
وبتداء تحضر الفطار
وبعد ما تخلص شغل الفطار تبداء تجهز الغدا
لحد العشا
وبين كل وقت للتانى تصلى الفرض بتاعها
ونفس اللى بيحصل كل يوم

عند رئيسة فات اليومين
واتصل طاهر بأسامة
وبلغه ان رئيسة ذكية جدا
وشايفة شغلها وشاطرة
وان هو هيخليها تكمل فى الشغل
والخبر ده فرح رئيسة جدا واسامة
وكمان نسمة
وكانت رئيسة كل يوم بتحاول تبذل اقصى جهد ليها علشان تثبت نفسها فى الشغل
وطاهر يفضل مبسوط من شغلها

سافر سيد واستلم شغله كعامل بناء تبع شركة معروفة
والتزم بشغله وكان محبوب من اصحابه

فى بيت عبدالله

عبدالله.بقولك ايه يا ام سيد
انا عايز اقولك على حاجة

ام سيد.خير يا خويا فى ايه كفى الله الشر؟

عبدالله.انا عايز اتجوز

ام سيد اتصدمت وعنيها دمعت.يامصيبتى
عايز تتجوز
انت اتجننت ياراجل انت
جواز ايه
ده انت عيالك اطول منك

عبدالله.شرع ربنا قال من حقى اتجوز
مرة واتنين واربعة كمان
انا ببلغك بس علشان يكون عندك علم
انا عايز اتجوز بنت صغيرة كده حلوة تدلعني
وتخلي بالها مني
وانتى بقيتى مش حمل الدلع

ام سيد.دلوقتى بتدور على الصغيرة ياعبدالله
بعد ما بعدت عيالى من حواليا
عايز تتجوز
وتوحدنى
وتقهرنى
لاء ياخويا
انا مش هقبل ده
شرع ربنا على عينى وعلى راسى
بس ده يعمله اللى مكفى بيته
اللى هيقدر يعدل
مش هو ده كلام ربنا يا سى عبدالله
ياللى عايز تدلع
ولا انت ناوى تدلع بشقا عيالى وتعبهم فى غربتهم

عبدالله بعصبية.بقولك ايه يا ست انتى
انا لسه معجزتش
اه عيالى كبار بس الواحد لسه قلبه شباب
ويقدر يتجوز ويخلف
وانتى خلاص قولتى عيالى كبروا مش هحمل تانى علشان عيب
وانا مش عارف ايه اللى عيب فيه
يبقى حقى بقى
اتجوز واحدة تكون عايزة تجيب عيال
انا عايز عزوة حواليا

ام سيد.انت راجل قليل الاصل
وعايز عزوة ليه
علشان تغربهم وتشقيهم وتعيش على تمن تعبهم
هقول ايه بس
حسبي الله ونعم الوكيل
بس انا عايزة اطلق

عبدالله اتصدم من الكلمة.عايزة ايه؟
تطلقى
انتى اتجننتى يا ولية ولا ايه؟
انتى ناسية ان بناتك على وش جواز
الناس تقول ايه لو جالهم عرسان وعرفوا ان امهم مطلقة

ام سيد.مالكش انت فيه بقى يا خويا
روح انت اتجوز وادلع
وانا وعيالى لينا ربنا
المهم تطلقنى

عبدالله.اعقلى يا ام سيد عيب كده
طلاق ايه اللى تطلقيه
هتروحي فين انتى لما تطلقى
ليكي مين

ام سيد.ليا ربنا
وبعدين هو ايه اللى هروح فين
انا مش هروح فى اى مكان
انا قاعدة فى بيتى يا عبدالله
وعيالى لما هيرجعوا هييجوا لحضنى هنا وانا فى بيتى
روح انت الله يسهلك حالك بعيد عني

عبدالله.ياام سيد متعقديش الدنيا
ياولية دى جوازة كده للروقان
لكن انتى الاصل
مش احسن ما اعمل حاجة حرام
لكن هاجى ابص عليكم ومصاريفك زى ما هى

ام سيد.لاء يا خويا اتجوز انت ربنا يسعدك
وانا بقى ربنا هيدبر امرى
بس خليك فاكر يا عبدالله
انت اللى طلبت تفارق يا خويا مش انا
انت اللى بيعت العمر اللى فات ده كله
انا لو باقية عليك
ولا انت جيت طلبت مني بالاصول
انك عايز تخلف
كان يمكن ساعتها اقولك اجيبلك العيل
ولو مش هقدر اعمل ده هقولك لاء يا خويا شرع ربنا حللك تتجوز تانى علشان تخلف
لكن انت بتقول ادلع
وعايز واحدة صغيرة
انا مكبرنيش السن والعمر يا عبدالله
انا كبرنى بخلك والهم اللى عيشته معاك
ربنا يرزقك الخلف الصالح ياخويا

عبدالله.طيب نشوف ابنك ياسر رأيه ايه فى موضوع الطلاق ده

ام سيد.ونشوف رأيه فى موضوع الجواز كمان

عبدالله.خلاص ماشى
ماهو كده كده كل الناس هتعرف
انا مش هروح اتجوز فى السر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي