الفصل الرابع عشر

كانت فاطمة واقفة قصاد محمد وحاسة ان اطرافها مشلولة
وكأنها بتحلم
مش معقول واحد فى مستواه
وشكله ووضعه
يحب بنت فى بساطتها وظروفها

لكن محمد كان بيحاول يستغل شرود فاطمة
ويقرب منها اكتر واكتر
لحد فاطمة ما انتبهت ان نفس محمد
بقى فى رقبتها
هى حاسة بيه
ورجعت بسرعة لوعيها

فاطمة بصدمة.انت بتعمل ايه
انت اتجننت

محمد بعد بسرعة عنها وفاتح عنيه على اخرها ومصدوم من اللى بتقوله

فاطمة بأنفعال.انت فاكر ان بنات الناس لعبة ولا ايه
لا يابيه
مش معنى انى بشتغل خدامة فى بيتكم انى رخيصة
لاء انا بنت ناس
واعرف احافظ على نفسى كويس اوى
لو عايز تتسلى دور على واحدة تعرف تتسلى معاها
لكن انا مش من النوع اللى انت عايزه

سابته فاطمة واقف مذهول من كلامها
ومشيت من قدامه وهى مش عارفة بتتحرك ازاى
ولا حاسة برجليها على فين مودياها
كانت بتعيط
ومقتنعة ان كده خلاص هى سابت الشغل
وياريت تيجى بس على انها تسيب الشغل
من غير مشاكل ولا مصايب

رجعت فاطمة اوضتها
قفلت عليها الباب وقعدت ورا الباب تعيط
وانهارت من العياط
حاطة ايديها على وشها
ودموعها بتتخلل اصابعها

محمد كان واقف مكانه وبيفتكر كل حرف قالته فاطمة
وفى نفس الوقت مضايق جدا انها تتكلم معاه بالاسلوب ده

فاطمة وهى بتعيط بتكلم نفسها.ليه ياربى كده بس؟
عملت انا ايه فى حياتى علشان توجعني اكتر ما انا موجوعة
هو انا ناقصة اذى
كنت ناقصة ييجى ده كمان يشوف نفسه عليا
ما يسيبنى اكل عيش فى حالى ويروح يدور على اللى شبهه
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
يارب دبرنى يارب

سمعت فاطمة صوت خبط على الباب
مسحت دموعها
وبصوت مصطنع واثق.مين

محمد.افتحى يافاطمة

فاطمة.اتفضل يا استاذ محمد ارجع بيتك الله يخليك
انا مش عايزة مشاكل

محمد.افتحى هقولك كلمتين وامشى

فاطمة قامت وقفت ورا الباب
ومتوترة مش عارفة تفتح الباب ولا لاء

محمد.افتحى يافاطمة
مش هضايقك والله
كلمتين وهمشى علطول

فاطمة مسحت وشها كويس هى مش عايزاه ياخد باله انها كانت بتعيط
وفتحت الباب
وحاولت تتماسك قدامه

لكن صدمها محمد اللى دخل الاوضة وقفل وراه الباب

فاطمة شهقت بصوت مسموع.انت ايه اللى بتعمله ده

محمد.فاطمة اسمعينى
انا مش عايز منك حاجة
ولا انا فكرت فى اللى جه فى بالك
ومستحيل افكر استغل ظروفك او وضعك
انا عارف انتى هنا مالكيش حد
ومحتاجة الشغل

فاطمة وابتديت عنيها تدمع.يا استاذ محمد
الله يسترك
انا معرفش فى الكلام اللى حضرتك بتقوله ده
انا بس عايزة اشوف شغلي وانا مرتاحة
مش عايزة ابقى خايفة
ووجودك هنا دلوقتى ده مخوفنى

محمد برقة.بصى يافاطمة
اسمعينى
انا والله فعلا بحبك
مش عايز اتسلى بيكي
مش عايز اضايقك ولا اخوفك
انا عارف ان اللى بتسمعيه ده صعب
وممكن يعمل مشاكل كتير جدا انتى مش هتكونى حملها
لكن مش عارف ليه انتى بالذات اللى حسيت من ناحيتك بالحب ده
مفكرتش فيكي بأى طريقة تمس كرامتك
ولا اخلاقك
بس انا بحبك ومش عارف امنع نفسى من اني اقرب منك

فاطمة.ومعنى الكلام ده ايه
يعنى هتوصل منه لأيه

محمد.مش عارف يا فاطمة
انا كل اللى فكرت فيه
احساسى من ناحيتك
هوصل او مش هوصل مفكرتش الحقيقة

فاطمة ودموعها نازلة على خدها.شوف يا استاذ محمد
علشان انا مبعرفش الف وادور
انا لا بتاعت حب ولا الكلام بتاع ولاد الذوات ده
اللى اعرفه ان اللى بيحب واحدة بيتجوزها
واللى بيحب يتجوز واحدة بيروح يخبط على باب بيت اهلها
ويطلبها بالأصول
واهلها من حقهم يوافقوا او يرفضوا
غير كده يا استاذ
معنديش كلام تانى اقوله
ومتفكرش انى علشان بنت ولواحدى هنا
يبقى سهل انى امسك فيك ب ايديا وسنانى
لأنك بيه
وابن ذوات
وحلو
ومعاك فلوس
وان واحد زيك يحب واحدة زيي
دى حاجة محلمش بيها
لالالا خالص
انا مع فقرى وظروفى اللى تحت الصفر دى
عارفة انى استاهل السلطان ذات نفسه
وليا اهل بعيد عني اه
لكن بعرف احافظ على كرامتهم كويس اوى
كده انا قولتلك اللى عندى
يعنى اى كلام تانى مش هيبقى له داعي
وباب اوضتى ياريت متخبطش عليه تانى
الست لينا لو عرفت حاجة زى دى هتبقى مصيبة
ومحدش هيصدق ان ابن البهوات هو اللى جاى برجليه لحد باب الخدامة
وهيفكروا انى انا اللى غاويتك

محمد بأعجاب.انتى بتبهرينى يا فاطمة من وقت ما وصلتى هنا
تصبحى على خير

سابها محمد وخرج ومقالش اى حاجة تانيه
وفاطمة راحت قعدت على سريرها
وحاسة انها سامعه صوت دقات قلبها


عند ياسر قاعد مع عبدالله

ياسر وهو مضايق.هو ايه يا حاج اللى امي بتقوله ده
بقى انت عايز تتجوز؟

عبدالله.ايه ده هى لحقت تشتكيلك
ايه ده انا ملحقتش

ياسر.لاء يابا هى مش بتشتكي
دى بتقولى انها عايزاك تطلقها

عبدالله بدهشة.ايه ده هى قالتلك كده؟
ده انا فاكرها بتقول كده علشان ترجعنى عن اللى فى دماغي

ياسر.لاء يابا قالت وقالت اكتر من كده كمان
بس يعنى ايه تبعدك عن اللى فى بالك
هو انت بصحيح ناوى تتجوز

عبدالله.قالت ايه تانى؟
وبعدين ليه متجوزش؟
هو مش ده حقى ولا ايه؟
ده ربنا نفسه عطانى الحق ده انتم عايزين تمنعوه ولا ايه

ياسر بحزن.لاء طبعا محدش يقدر يعترض على شرع ربنا
بس هو انت يابا ماشى معانا
بالشرع اللى ربنا قال عليه
يابا هو شرع ربنا قالك تخلى بناتك يعيشوا فى بلاد غريبة
وهما لسه مدخلوش دنيا
متبقاش عارف متغطيين ولا عريانين
بياكلوا ولا جعانين
شرع ايه ده
يابا الشرع قالك
(وان خفتم الا تعدلوا فواحدة)
وانت امى عمرك ما مشيت معاها بالعدل
عايز تروح تجيبلها ضرة كمان
بعد ما استحملت معاك السنين دى كلها

عبدالله انفعل
وابتدا صوته يعلى على ياسر فى القهوة والناس ابتديت تركز معاهم

ياسر.وطى صوتك يابا الناس بتتفرج علينا

عبدالله.اوطى صوت ايه
انتم هتحاسبونى على اخر الزمن
لاء انا اعمل اللى على كيفى
وامك طالق بالتلاتة
ومن بكرة هشوف نفسى بقى
جاتكم الهم
الواحد بيجيب عيال يربيها ولا تربيه
ده الدنيا اتقلبت باين كده

اتصدم ياسر من رد فعل ابوه
وفكرة انه طلق امه فعلا
وقدام كل الناس
كانت صدمة وفضيحة كمان
ومش متخيل ازاى ابوه فى يوم وليلة اتحول بالشكل ده

عند رئيسة اللى حضرت العشا لدكتور طاهر زى كل يوم

طاهر قاعد على كرسى السفرة وبيقرأ كتب فى الطب

رئيسة.اتفضل العشا يا دكتور
(الزبادى والعصير)

طاهر بيقفل الكتاب ويسيبه على جنب.شكرا يا رئيسة
قوليلى عاملة ايه

رئيسة بأبتسامة.فى نعمة يادكتور الحمد لله

طاهر.بتكلمى اهلك فى مصر

رئيسة.اه ببعتلهم جوابات وبيبعتولى
الحمد لله كله بخير

طاهر.طيب الحمد لله
انتى مش محتاجة حاجة يا رئيسة
اطلبى لو فيه حاجة محتاجاها

رئيسة بأبتسامة.كتر الف خيرك يا دكتور الحمد لله
هحتاج ايه بس
ده انت خيرك مغرقنى

طاهر.خير ايه بس يا بنتى
ده حقك
صحيح يا رئيسة
انتى متقدملك عريس
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي