الفصل الثالث عشر

ياسر كان مصدوم من كلام امه وقوته
هو مش متعود منها على الطريقة دى
هى علطول مستسلمة وهادية وراضية
لكن اللى شايفها دلوقتى واحدة تانيه غيرها

ياسر بأحباط.ماشى يمة
انا هخرج دلوقتى اشوف ابويا على القهوة
ولو لقيته هقعد اتكلم معاه
وانا عارف ان اللى قاله ده كان كلمتين فى الهوا كده
لكن مفيش حاجة هتحصل منه
وانتى استهدي بالله كده وانسي اللى قولتيه ده

ام سيد بثقة حطيت ايديها على خدها وبأيديها شاورت لياسر بأيديها التانيه ناحية الباب
بمعنى انه يتفضل يخرج يروحله
لكن منطقتش بحرف بعد اخر كلام قالته

خرج ياسر من البيت
وهو متعصب جدا ودمع محروق
هومش مستوعب ان امه ممكن تطلق
مش بس انها تفكر تتجوز واحد غير ابوه
وبعد سنين اد ايه
بعد ما عيالها كبروا وبقوا شباب وعرايس
الموضوع بالنسباله صعب ومش مقبول
راح ناحية القهوة
ووقف من الشارع يبص جوة القهوة يمكن يشوف عبدالله
لكن مش شايفه

القهوجى.ايه يامعلم ياسر
عم عبدالله قال راح يبص على حاجة فى السوق
وراجع
ده حتى طالب كوباية سحلب
وقال مش هيتأخر

ياسر بزهق.هو كان قاعد فين

القهوجى بيشاور على الطاولة اللى كان قاعد عليها عبدالله.هناك اهو حتى لسه مشيلتش الدومينو
كان بيلعب مع عم فتحى

ياسر.طيب هستناه هاتلى واحد شاى من غير سكر

القهوجي.عنيا يا معلم ياسر

دخل ياسر قعد على الترابيزة اللى ابوه كان قاعد عليها
وحط ايديه على راسه وهو باصص فى الارض
وسرحان فى الكلام اللى امه قالته
وبيكلم نفسه بصوت واطى.فينك دلوقتى يا سيد تشوف حل للمصيبة اللى امك ناوية عليها دى

عند رئيسة كانت كل احوالها عادية ومفيش عندها حاجة جديدة
هى خلاص قدرت تثبت لدكتور طاهر انها بتاعت شغل
وتقدر تتحمل المسؤلية الخاصة بمتطلباته
وكان اسامة مبسوط جدا لرئيسة
وكان دايما يطمن عليها يوم اجازتها لما تروح تقضى اليوم مع نسمة

سيد شغله كويس
وعلاقاته كويسة
واتعود على المكان وعلى السكن
وعلى زمايله
وقدر كمان يكون معاهم صداقات
وعلاقاتهم بقيت قوية ببعض
وكانوا علطول بيشجعوا بعض على القرب من ربنا
غير انهم كانوا دايما بيساعدوا بعض

اما عند فاطمة
كانت كل حاجة معاها بتختلف
علاقتها بسارة ورغد مميزة جدا
ولينا مبسوطة منها جدا
وابتديت فاطمة تتعلم تبقى احسن واحسن
خاصة ان سارة ورغد متعلمين
وقدروا يساعدوها انها تطور من نفسها شوية
وتبقى افضل فى الاسلوب والتصرفات
حتى تنسيق اللبس
وكانت دايما تقضى يوم اجازتها فى اوضتها بين المصحف
والصلاة
وانها تقرأ الجرايد علشان تقوى نفسها فى القرأة
وتطلع على كل جديد بيحصل حواليها
لكن حياة فاطمة مستمرتش بهدوء
وابتديت تطوراتها تزيد
بس التطورات اللى حصلت
هتكون سبب فى انقلاب حياتها رأسا على عقب

فى يوم من ايام اجازة فاطمة
وهى قاعدة فى اوضتها
ولابسة بيجامة بسيطة
كانت رغد جايباها هدية لفاطمة
باللون الزهرى
ونص كم
وبنطلون ضيق

خبط باب اوضة فاطمة وقامت تفتح اعتقد منها انها سارة او رغد
لكن اتصدمت واتسمرت مكانها فاطمة لما فتحت الباب وشافت قدامها محمد
بوسامته وطوله
وشياكته
ونظراته الجميلة

حسيت فاطمة ان وشها كله بيطلع نار
وارتبكت
خاصة انها واقفة قدامه بهدوم النوم

ومحمد واقف مبتسم وعنيه فى عنيها

فاطمة معرفتش تعمل حاجة غير انها دخلت جسمها ورا باب اوضتها
وطلعت رأسها تبص لمحمد

فاطمة.خير يا استاذ محمد
انا اجازة النهاردة

محمد برقي.مساء الخير يا فاطمة

فاطمة وحاسة ان قلبها بيرتجف.مساء الخير يا استاذ محمد
فى ايه خير
انا اجازة والله

محمد بأبتسامه.انا عارف انك اجازة
بس مالك متوترة كده ليه؟

فاطمة.ايوة متوترة فعلا
هو اصل حضرتك لو مرة تيجي تخبط على باب اوضتى
يعنى اكيد فيه حاجة كبيرة اوى

محمد.لاء مش حاجة كبيرة اوى للدرجة اللى تقلقك
لكن ده ميمنعش ان فعلا في حاجة كبيرة

فاطمة.ماهو انا من وقت ما فتحت الباب وبقول لحضرتك خير
وحضرتك مش بترد عليا

محمد بأبتسامة.طيب هو انا هفضل واقف على الباب

ارتبكت فاطمة اكتر.اه هتفضل على الباب
اومال يعنى هتدخل

محمد بيضحك بصوت مسموع.لاء متقلقيش
مش عايز ادخل
بس لو ممكن انتى تغيري هدومك
وتطلعى
انا هستناكى فى الجنينة

فاطمة.هو فيه حاجة يعنى يا استاذ محمد
ليه كل الغموض ده ما تقولى فى ايه وخلاص

محمد.مش هينفع واحنا واقفين بالشكل ده
غيرى هدومك وتعالى اتكلم معاكي

فاطمة.حاضر

سابها محمد بأبتسامه
واتحرك من قدام الباب
للجنينة
وقفلت فاطمة الباب بسرعة
بمجرد ما اتأكدت ان محمد اتحرك من قدام بابها
ودخلت وسندت على الباب
وهى بتتنفس بسرعة من التوتر والارتباك
والكسوف
والقلق
وابتديت تكلم نفسها.
عايزنى فى ايه ده ياترا
ايه اللى يخليه ييجى دلوقتى يخبط على باب اوضتى
يامصيبتى
احسن يكونوا عايزين يطردونى
استرها معايا يارب
ده انا غلبانة وانت عالم بحالى
وبعدين انا هفضل اكلم نفسى كتير
اغير هدومى واروح اعرف بنفسى

اتحركت فاطمة من ورا الباب
وراحت بسرعة فتحت دولابها
وطلعت منه فستان جميل اسود منفوش وبكم
وسرحت شعرها ورفعته ديل حصان
وخرجت من الاوضة للجنينة
تدور بعنيها على محمد
اللى شافته واقف على مسافة منها
عند النافورة
قربت منه وهى عمالة فى سرها تدعى انهم يكونوا مش هيطردوها من الشغل

محمد حس بخطوتها قريب منه
التفت وبص عليها
وابتسم وهو معجب برقتها وجمالها

فاطمة بخدود حمرا وتوتر.فى ايه بقى انا جيت اهو

محمد.طيب مالك فى ايه
انتى خايفة مني ولا عاملة حاجة وخايفة منها

فاطمة.يالهوى
عاملة حاجة
والله ابدا
هعمل ايه
انتم هتمشونى ولا ايه
والله ما عملت حاجة

محمد بيضحك بصوت عالى.ايه يا فاطمة فى ايه
انتى ما صدقتى تتكلمى
ايه كم الاحباط والسلبية اللى عندك ده
ليه هنمشيكي يعنى

فاطمة.ماهو كلام حضرتك بيقول كده

محمد بأبتسامة.لاء يا ستى
انا عايزك في حاجة مالهاش علاقة بشغلك
ولا لها علاقة بوجودك هنا
دى حاجة خاصة بيا انا

استغربت فاطمة وهى بتبص لمحمد بعدم استيعاب

محمد.بتبصيلي كده ليه؟

فاطمة بتلقائية.وحاجة خاصة بحضرتك انا مالى بيها
تيجي على باب اوضتى فى وقت زى ده علشان حاجة مالهاش دعوة بيا ولا بشغلي ليه؟

محمد.يا فاطمة انا قولت مالهاش علاقة بشغلك
لكن مقولتش انها مالهاش علاقة بيكي
لكن فى نفس الوقت هى لها علاقة بيا انا كمان

فاطمة.طيب ما تخليك دوغرى يا استاذ محمد
وبلاش اللف والدوران ده احسن انا مش بفهم فيه
قولى فى ايه علطول كده الله يخليك

محمد.انا معجب بيكي يا فاطمة
وبفكر فيكي علطول
والنهاردة لما مشوفتش وشك الحلو ده طول اليوم
حسيت انى ناقصنى حاجة كبيرة جدا ومهمة كمان
معرفش ازاى رجليا جابتنى لحد باب اوضتك
ولا عارف كنت بخبط عليكي علشان اقولك ايه
ولحد ما دخلتى دلوقتى عليا
صدقينى كنت موصلتش لأيه اللى المفروض اقوله لما اشوفك قدامى
بس مقدرتش اخبى احساسى من ناحيتك اكتر من كده


فاطمة فاتحة عنيها على اخرها
وواقفة قصاد محمد
ونفسها تقريبا اتقطع
ومفيش اى رد فعل باين على ملامحها ولا اتصرفت بأى شكل من الاشكال

محمد.فاطمة انتى سمعتى اللى قولتهولك؟

فاطمة ساكتة

محمد اتحرك بخطوات هادية وبطيئة من فاطمة
وبيقرب منها

وهى نفسها بيزيد ودقات قلبها صوتها بيعلى
وهو عنيه فى عنيها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي