الفصل الثاني

الفصل الثاني
عقدة حاجبها وهي تعيد كلمته بتعجب ليجيب عليها وهو يهندم قميصه ويرتدي ساعته:
_نعم، فأنا معزوم على العشاء.

ترقرقت الدموع بعينيها قهرًا لتخطو تتخطاه وتقف بعيدًا عنه قليلًا:
_معزوم على العشاء!! وبالنسبه لعشائي الذي قمت بأعدادة لك.

هتف ببرود:
_لو قمتي بأخباري من قبل لكنت أعتذرت منهم.

_حسنا نحن بها، هاتفهم وأعتذر منهم

_للأسف، لا أستطيع فالفتاة أصرت على قدومي وحجزت المكان والطاولة.

ختفت رشا بشراسه وضيق:
_فتاة؟! أي فتاة؟

_ الدكتورة أميرة.

نظرت له رشا بصدمه لا تصدق ما سمعته منه الأن لهتف بتية:
الأن تريد أخباري أنك ستترك عشائي وتذهب للعشاء مع الدكتورة أميرة، فتاة من عمر أولادك، أنت تكبرني بخمسة عشر عامًا وهي تصغرني بعامين أو ثلاثة، الفرق كبير جدًا بينكم!! ولكن على ما يبدو أنها نالت أستحسان وأعجابك.

فتح عينيه بوسع لكلامها وهتف بضيق وغيظ وهو يضغط على أسنانه:
_نعم، نعم أنا أكبرك بخمسة عشر عامًا لهذا أعتبرتك أبنتي ولستِ زوجتي، لهذا وهبتك حنان الأب قبل الحبيب، وهبتك الأهتمام، ودلال وحب الأب قبل العاشق، ولهذا تماديتِ ومازلتِ تتمادي، أظن انك نسيتِ نفسك.

قابلت حديثه بغضب:
_لماذا؟ قل لي ماذا فعلت لأنسى نفسي؟! لأنني قلت أن تلك الفتاة أعجبتك؟! حسناً بدون غضب قل لي ما معنى هذا؟

رافت بعصبية:
_ليس له أي معنى، كنت أضعك داخل عيني وبقلبي ولكن بالأخير صغرتني أمام الجميع جيتِ علي أنا وكبرتِ أخيكِ؛ أذا تحملي ما يأتيكِ

رشا بنفعال من غيرتها وبشىء من التعجب : نعم! أتحمل؟ أتحمل تحب غيري؟ ومن! طفله صغيرة تتعلق بك لتوصل لشيء ما لا أكثر

  
رأفت ضحك بسخرية:
_لماذا؟ برأيك أنا لا أستحق الحب؟ هل كل من يقترب نحوي مرادة أن يصل لهدف ما!؟

صمتت تحترق من غيرتها لا تعلم أنها تجرحه بحديثها .

أسترسل رأفت حديثه بجديه وصوت رخيم:
_الدكتورة أميرة اليوم أجرت ولأول مرة عملية ونجحت بها، ومن سعادتها قررت أن تعزم رئيسها بالعمل وزملائها عماد وهيثم أيضًا...

أكمل حديثه بعتاب واضح:
_أنتِ لم تنتظري أن أكمل حديثِ.

رشا برجاء:
_أعتذر منهم ليس من الضروري أن تذهب.

رأفت ببرود:
_لما أعتذر سأذهب وأن أحببتِ أن ترافقيني فأهلا بكِ.

كتفت ذراعيها أمام صدرها وهتفت بسخط:
_لا أريد، أذهب أنت.

هز كتفيه بلامبالاه وبرود تحرك ليخرج من الباب ولكن توقف عن الحركه ليسمع حديثها وصوتها المختنق:

_ليكن بعلمك أنني لن أتحمل أكثر من ذلك وهذا الوضع لن يدوم.

التفت لها هتف بغيظ وتسأل:
_هل هذا تهديد؟ 

أدارت له ظهرها:
_تحذير، أنا لم أخطأ أنا أستحسنت الفعل مع أهلي من ليس له خير بأهله ليس له خير بأحد، أعتذرت منك كثيرًا حاولت مراضاتك بكل الطرق ولكن بدون فائدة؛ فعلت ما علي سأنتظر الأن ما عليك.

نظر لها بتعجب وعدم فهم يحاول فهم مغزى حديثها:
_وما هو أن شاء الله؟!

ظلت تلتزم الصمت عقد حاجبه ثواني ومن ثم صاح بغضب : 
_لن أرد عليكِ فحديثِ لن يعجبك البته.

تركها وخرج ليضرب الباب بقوة وهو يقوم بأغلاقه لتنتفض مكانها، وهي تشعر بالقهر والغل، لتنظر لأكواب العصير الموضوع على الطاوله بالغرفه لتتجهه نحوها بضيق وتلقي بهم على الأرض ليسقطوا ويتهشموا لقطع صغيرة تنظر لهم وهي تتنفس بسرعه، تتنهد أكثر من مرة لعلها تهدأ ولا فائدة.

دقائق مرت ودخلت الخدامة لتنظر لها رشا بتعجب:
_ماذا هناك؟

وضعت الخادمه الصينيه على الطاوله وهي تنظر لأرضية الغرفه والكاسات المكسورة لتقول بتوتر:
دكتور رأفت حث علي أن أحضر لكِ العشاء وأخررني أن لم تأكلي سأرفد، وأنت تعلمي أنني أحتاج هءا العمل بشدة.

سخرت رشا:
_حنون جدًا دكتور رأفت.

_هيا انهي عشاءك حتي أقوم بتنظف الغرفه فهو أيضًا نهبه علي فعل ذلك.

_هل حقًا أخبرك أن ترتبي الغرفه؟

_نعم فعل، قبل خروجه أخبرتي أن أرافقك حتي تأكلي وأنظف الغرفه قبل خلودك للنوم.

هزت رشا راسها بشرود:
حسنًا، ضعي الطعام بالشرفه هناك على الطاوله، سأكل هناك فأنا بحاجه لبعض الهواء.

تنهدت وهي تتجهه نحو الشرفه بعدما وضعت الخادمه الطعام هناك وجلست معطيه ظهرها للحديقه لو كانت نظرت للخلف لحظه لكانت رأته يجلس بالأسفل وينظر نحوها.

نعم لم يذهب، لم يستطيع أن يذهب ويكسر خاطرها، لم يقوى على فعلها ليهمس "لم تهوني على قلبي أن يجرحك أو يكسرك رغم كل الوجع والألم الذي أتلقاه منك".

ظل جالسًا مكانه ينظر نحوها حتى دخلت غرفتها ونامت وهو غفى مكانه.. 

أستيقظت بالصباح مع ضوء النهار بنشاط كعادتها ولكن اليوم يختلف صباحها عن كل يوم فاليوم نشط بركان كان خامد والأن يثور، لتراه ينام على الأريكه المقابله لها لم تشعر به عندما عاد.

أستشاطت غضب عندما تذكرت فعلته جهزت نفسها وأهتمت بنفسها خصيصًا أن اليوم أول يوم رسمي لها بالعمل.

أهتمت بمظهرها وتألقت بزي رسمي رائع ووضعت كحل جعل عينيها بارزه وفاتنه، وملمع شفاه جعل شفتيها كوردة تريد من يقتطفها.

انتهت وكادت أن تخرج من الغرفه ليقفها صوته وهو يعتدل من نومته:
_أنتظري، أين تظني نفيك ذاهبه؟!

نظرت له بحزن وضيق:
_نعم!

_ما هذا ألمهرجان المفتعل بوجهك!

رشا بتعجب:
نعمممم! مهرجان!

حضرتك ده كحل وملمع ليس إلا
(أكملت بتريقة) أها أعذرني فأنا من عودتك أن لا أهتم بنفسي وأخرج بدونهم. 

رأفت ببرود:
_ أمسحي ما تقولي أنه ملمع وأذهبي بدونه.

رشا بعناد:
_لن أمسحه يا رأفت، لما أنا دون عن كل البنات، الجميع يضع الحمرا والزينه وانا أضع الأهون من كل ذلك، توقف فاليوم هو أول يوم عمل لي وأتركني أذهب بدون أن تعكر صفو مزاجي لن يكون التعكير بالنهار والليل، بعد أذنك...

كادت أن تفتح باب الغرفه لتشعر به يمسك بيدها الموضوعه على المقبض لتسمع صوته الحاد بهمس بفحيح كفحيح الأفعى:
_ لن أكرر حديثِ، أمسحي تلك المهزله التي على وجهك والأ لن ترى الشارع لشهر كامل وهذا قسم مني... ليستطرد بعصبيه: منذُ متى وأنتِ تخرجي بهذا الشكل؟

_ولما أنا بالتحديد؟ الجيمع يخرج هكذا وأكثر والدتك وأختك ياخذون راحتهم على الأخير وأنت صامت لا تتكلم وايضًا تلك الغندورة الدكتورة المبجله، أنا لست أقل منهم، لما أنا من ستحاسب وحدها فقط!!

صمتت قليلا ترى بها تعابير وجهه المبهمه لتتنفس وكانها تستعيد ذمام مشاعرها الفياضه:
هذا عالمكم وأنا سأجاريه بكل شيء الملابس، الزينه، سأعيش حياتك بطولها وعرضها مثلهم، أم أنك تراني أقل منهم؟

نظر لها دقائق بصمت ليتنهد وهو يضغط على يدة بقوة وهتف ببرود مصطنع:
_لن أكرر حديثِ، هيا أسرعي

تذكرت وهي تدبدب على الأرض بحركة طفوليه تراه يهددها أنها لن تخرج أن لم تلبي حديثه ويحثها على أن تسرع وسيقوم بتبديل ملابسه ليخرج ويوصلها أعترضت وأخبرته أن لديها سيارتها وتعرف أن تذهب وحدها ورفض ذلك بكل حزم.

بالمستشفى كانت رشا قد قامت بأختيار فريق العمل الذي سيكون معها وعندما ذهبت اليوم رأت اناس غيرهم وقفت مصدومه من الأمر لتسال كيف حدث هذا وتتفأجا ان دكتور رأفت هو من قام بتغير فريق العمل، تحركت نحو مكتبه بعصبيه وضيق لتدخل المكتب بدون ان تستأذن أو تطرق الباب لتضع الملف أمامه بطريقه عشوائية هاتفه بعصبيه:
_ما هذا؟!

هتف بخطر:
_أنا هنا رئيسك وليس زوجك لن أتحمل تعاملك هذا، أخرجي الأن من الباب مثلما دخلتِ وأطرقي الباب ولا تدخلي الأ عندما أسمح لكِ، وأن لم أسمح لكِ تذهبي على مكتبك، راها مازالت واقفه مكانه تنظر له بصدمه صرخ بعصبيه، هيا نفذي نا قلته.

كانت يتتحرك لتخرج أوقفها وهو يأمرها أن تلتقط الملف وتأخذة معها..

ثانية واحدة وكانت ستبكي أخذت الملف وتحركت خارجه من المكتب تنفذ ما قاله بالفعل طرقت الباب وأنتظرت رده ودخلت تحاول كبح دموعها وأنفعالها تحدثت بهدوء جاهدت أن يظهر بصوتها:

_هل من الممكن أن تخبرني ما هذا؟ يبدو أن هناك خطأ بالموضوع؟! منذ يومين أخترت فريق أخر مختلف عن هذا فقد أخترت عمر وملك وجنا وزيدان، اليوم رأيت فريق مختلف وعندما سالت قالوا أنك من قمت بتغير الفريق!

_لما لم تعترضي عندما كنت أقوم بتغيرهم؟

_هل رايتك وأنت تقوم بتغيرهم!

هتف ببرود وهو يلعب بقلمه ويحرك نفسه بكرسيه يمين ويسارًت بغرور مقصود:

_عندك يا مدام رشا، بمكتب حضرتك، عندم طلبت منك الملفات؛ ثم أكمل بطريقة إستفزازيه"

_ اه، معزورة يومها المدام كانت تائة ومغيبه، مغرمه  بالرجل العجوز بعمر والدها لم تكن مدركه بما أفعلع بعمل، الحق عليكِ لا علي.

_ بانفعال: يكفي يا رأفت، يكفي لم أقصد صدقني بأغلى ما لدي لم أقصد غيرتي عليك أعمتني لم أكن أعلم ما كنت أفعله أو ما كنت أقوله؛ نعم صحيح أنا مغيبة وتائة، تائة بزوجي وهيمانه به أيضًا أشتاق لملامحه المحرومه منها.

كاد ان يجيب على حديثها ولكن دخلت أميرة بنفس التذمر وطريقه رشا من قبل لم تكن بنفس الحدة ولكن كانت بتذمر طفولي وشقاوة طرقت ضربة خفيفه على باب المكتب ومن ثم دخلت الغرفه وهي تتذمر بشقاوة ودلع طفولي:

_دكتور رأفت، لما عماد هو من سيذهب مع دكتورة وفاء المؤتمر وأنا لا؟!
سالته لما لست أنا اخبرني أن حضرتك تخاف علي وأنني مازلت صغيرة، أنا كبيرة دكتور رافت لست صغيرة أريد أن أسافر ليس لي دخل....

والأن، الأن فقط لاحظت وجود رشا لتمد يدها بشقاوة: أوبس .. لم ألاحظ وجودك مدام رشا، أهلا بكِ.

نظرت لها رشا بغيظ ومن ثم نظرت ليدها الممدودة لتتركها معلقه ولا تبادلها المصافحه، تنظر لرأفت بعتاب ولوم، صمتت وترقرقت الدموع بعينيها قهرًا وضيقًا غصه تحرق حلقها؛ تركتهم وخطت بخطوات سريعه لتخرج من المكتب ولكن رأفت وقف من مكانه سريعًا ولحقها قبل أن تغادر ليتكلم بحزم:

_دكتورة أميرة على مكتبك الأن أذا سمحتِ.

هزت أميرة راسها بهدوء واحتراك وتركتهم وهي ترى أن هناك أمر ما بينهم ولكنها لم تعير الموضوع أهتمام، لا تعلم تلك الفتاه أنها سبب تلك المشاحنه بينهم، هي لب الموضوع بالأساس.

مغفله...

بداخل المكتب..

تحاول بكل قوتها أن تبعد يدة الممسكه بخاصتها تدفعه لعله يبتعد عنها ويتركها وشأنها فهي الان تنهار من الداخل تثور وتغلي وهو لا يشعر بها.

_ توقفي عن جنانك هذا، أعقلي أنتِ أكبر من ذلك، ليس من المعقول أن تشعري بالغيرة من طفلة!! هذا كلامك أليس صحيح؟

_ رأفت أتركني وشاني الأن، أنا لا أطيق نفسي ولا اطيق وجودك الأن.

قابت جملتها وهى تحاول أن تبعد يدة عن كفها ليسمع هو كلامها ويبتعد عنها تمامًا، وقف بعيدًا وأعطاها ظهره:
_حسنا، على راحتك.

بدموع: طبعاً، على راحتي، من هذة اللحظه وكل شيء على راحتي، لا أحد أستطاع ان يذلني مثلك، أهنتني وجرحتني، أذا سمحت أعد فريقي، من قمت بأختاره أذا لم تعيدهم لن أعمل معك، ليس لديك الحق ان تتدخل بعملي.

اعتدل رافت بوقفته ونظر لها ببرود وحدة:
أعيدي ما قلته؟ لم أسمعه جيدًا، نسيتِ أنكِ قمتي بالامضاء على عقد به شرط جزائي ب ٢ مليون جنية فى حالة تركك للعمل.

رشا بعصبية:
_أفعل ما يحلو لك حتى وأن قمت بحبسى ورمي بالسجن، بن أعمل معك أن لم تعد فريقي للعمل.

_هولاء ليسوا وجهه عمل.

_ليس لك دخل أنا من أخترتهم وسأتحمل العواقب.

_ بنفاذ صبر: حسنا سأعيد لكِ جنا وملك.

هتفت بسرعه وأصرار: وعمر لو سمحت أيضا قبلهم أنا أريد عمر.

هل ترون تلك الشرارات الهاربه من أعين رأفت؟!
نعم هذة هي..

شرارات تتطاير من عينيه غضب وعصبيه يقترب نحوها بخطوات قاتله وهي تبتعد كلما أقترب ليلتصق ظهرها بالباب لتصبح هي أسيرة الباب وصدرة فهو أصبح أمامها تمامًا يقابها لا يفصل بينهم الا أنشات قليله يهمس بخطر وفحيح وأنفاس حارقه:
_ تريدين من؟! لم أسمعك بوضوح؟

توترت رشا من قربه وأنفاسه التي تخبط بوجهها تحرقها خجلًا:
لا أريد أحدًا، أستأذنك

حاولت الفرار وهي تبتلع ريقها ليقطع لها أخر أمل من الهروب وهو يمسك بكتفها يلمس بيده على وجهها متحسس كل ملامحها التي يعشقها ويحفظها، همس بتيه وسحر فهو مسحور بجمال عينيها:

_ لم أكذب عندما قلت قطة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي