الفصل الحادي عشر

حينما يجتمع العند والغرور والكبرياء معًا، سوف نجني من ثمرة بذور العذاب، وقد يكون العذاب فى ذلك الوقت عذاب حد الجحيم وبحجم وزنه.

كل واحد من رأفت ورشا يشتاق للأخر والعند والكبرياء يمنعهم من الأقتراب أو التواصل عم الثاني، من منهم يتنازل ويبادر بالأول؟ من منهم يغفر ويسامح؟، من منهم يعتذر عن غلطه والغلط مشترك والجرح والألم واحد.

كل واحد منهم يبحث عن الأخر ويراقب الثاني إذا كان على وسائل التواصل الإجتماعي أو بنفس المكان..

رأفت يحاول بكل الطرق ليراها أو يلمح طيفها من بعيد وهي نفس الأمر.

بيوم كان رأفت يسير بممرات المستشفى يبحث بعيناه عنها فشوقة وصل عنان السماء، خرج من المستشفى متجهه نحو المعمل على أمل، بنفس الوقت كانت رشا تخرج ذاهبة لتراه بالممر أو بغرفة العمليات او بأي زاوية بالمستشفى المهم أن تراه، والحجه كانت الذهاب لمكتب وفاء، وكما أرادت وجدت.

تقابلوا بالممر بالدور الثاني رأها رأفت ووقف أمامها يسألها بأستفهام:
_إلى أين؟

قال كلماته وهو يتمعن النظر بها فملامحها أصبحت شاحبة وتحت عينيها متورم شعر بغصه بقلبه وهو يرأها بهذة الحاله، عينيها متورمه والدموع تلمع داخلها تنتظر أذن صاحبتها لتسقط وتتحرر من سجنها..

_أبدًا كنت ذاهبه عند وفاء.

تنهد رأفت بحيرة وحزن:
_أرى انكِ غير سعيدة بمنزل أخيكي! قلتِ أن أعصابك مجهدة وتريدين أن ترتاحين عنده يومين ولكني لا أراكِ مرتاحه أبدًا!

مرر إبهامه على وجهها ملامس يتحسس الورم الموجود حول عيونها وسالها بقلق:

_هل تبكين فعيونك متورمة؟!

أبعدت رشا يده عنها بشىء من الغيظ والحده قائلة:

_إذا سمحت أبعد يدك عني، أبكي أو لا فهذا يهمك؟! هل أهمك من الأساس!

‏تنهد رأفت بعذاب:

‏_نعم تهميني ويهمني أمرك بكل تأكيد وانتِ تعلمين هذا.. السؤال هنا هل أنا أهمك؟

_ إجابة سؤلك تراها بعينيك إمامك تراها واضحة جدًا، وأنت تعلم هذا يا رأفت لهذا تفعل بي ما يحلو لك وعلى راحتك بدون كلل، ولكن أريد أن أعرف هذا الوضع سيستمر لمتى؟ حتى أصع ذلك بحسابي وأعرف إلى متر سأظل أبكي ببُعدك عني وإلى أي مدى ستفارقني الإبتسامة! متى يحين وقت إنتهاء هجرك لي!؟

أخبرني متى؟ صدقني أن طال هذا الوضع وزاد عن حدة فلن تجدني لأنني أموت بالبطيئ وأنت بعيد جدًا عني.

حرك رأفت كفة على وجهها بهدوء وحنان يلامس وجنتيها بأنامله بحنو ويهمس بهدوء وشچن:

_لما لم تأتي لي! هل مكاني بعيد وأنتِ تجهلين الذهاب له؟!

رفعت رشا عينيها عليه بعتاب واضح:
_خائفة، أخاف أن أتِ لك وأعتذر منك وتجرحني بكلامك لي وتخبرني أنني أتيت لك من أجل الفرا..

لم تكمل حديثها وصمتت لبرهمه خجله توردت وجنتيها بحمرة الحياء لتتنهد مسترسله:

_أنا يا رأفت! تقولي لي مثل هذا الكلام!! كلامك جرحني وألمني، قتلتني بهجرك بوقت لم أكن أحتاج لأحد غيرك أنت..

وجعي هو نفس وجعك، وحزني يشبه حزنك كثيرًا، نتألم على نفس الشيء وهو مشترك بيننا ولا أحد كان سيشعر به غيرك أنت فهو إبننا يا رأفت، هل نسيت أنني أم فقدت أبنها!..

وبدل أن تقف لجانبي وتواسيني أتهمتني أنني السبب بموته!

يشهد الله ويعلم وحده أنني لم أقصر او قصدت أهماله وما حدث هو قضاء وقدر وليس لي أي ذنب بالأمر وإرتدائي للكعب لم يكن مقصود به قتل فلذة كبدي، لم أكن أتخيل أن الأمر سيصل لهذا النحو، صدقني المعب الذي كنت أرتديه كان محدودًا جدًا ولا يذكر وليس كما وصل لك، وإن كان هذا سبب تغيرك علي وبُعدك عني ف....


رأفت قطعها بحسم:

_ لا أبدًا، لم أصدق بكِ أي كلمه مما قيلت عنكِ، ولو كان عن إتهامي لكِ وقتها، فإنا أدين لكِ بأعتذار فهذا حقك يا إبنة الناس:

_أنا أسف.

رفعت رشا نفسها ووقفت على أطراف أصابعها وأمسكت بأكتافه، من ثم قبلت رأسه وهمست بصوت مبحوح:
_وأنا أيضًا أسفة، عُد لقلبي ولحضني فقد إشتقت لك، إشتقت لقلبك وليس لوحودك بالفراش كما تدعي.. إشتقت لحنانك والأمان الذي أشعر به بوجودك جواري.

تأملها رأفت ونظر لها طويلًا ثم أبعدها عنه قائلًا:

_هل من الممكن أن أفهم هذا الأعتذار على ماذا بالتحديد؟

رشا بسرعة ودموع ولهفه:
_على كل شيء أحزنك أو أبعدك عني.

تنهد رأفت بتعب:
_من حقي أن أكون رقم واحد بحيات زوجتي فقط أنا.

نظرت له رشا بعيون تلمع بالدموع وهتفت برجاء:
_أرجوك لا تصعب الأمر علي؟ بماذا تريد أن أجيبك الأن؟

تنرفز رأفت وتحدث بغيظ:
_هل هذة مشكله صعبة! لا تعلمي بماذا تجيبي!! رجل تطلب من زوجته أن يكون رقم واحد بحياتها هل هذا الأمر صعب لهذة الدرجة؟

رشا بدموع:

_لا، ليس صعب وأنت تعلم أنك ليس رقم واحد بحياتي بل حياتي بأكملها.


رأفت تنهد وبتحدي:

_ليس بالكلام بالفعل، أحتاج للمس فعل قبل عودتي، مستحيل أن أقبل أن أكون على الهامش بقلب زوجتي!، لقد أعطيتك قلبي كامل ولن أقبل بنصف قلبك، فأنا أريده بأكمله وليس نصفه، وعندما أشعر بهذا سأعود.

كاد أن يتحرك ليذهب عنها ولكن مسكت يدة ورفعت نفسها لمستواه وهمست بجانب أذنه بغموض:
_ على راحتك.. تصرف على راحتك، فقد هان غليك عذابي وهنت عليك.. إذا على راحتك تصرف مثلما شئت ولكن بدون نومك بالفنادق، فأنا ممكن أن أقبل بُعدك عني وتجاهلك لي، لكن مستحيل أن أقبل خيانتك.

_خيانتي؟! أنا يا رشا أخونك!
هتف بصدمه وتعجب لتنظر له ونطقت بصوت مختنق:
_جميع أخبارك تصلني يا رأفت..

ثم أمسكت هاتفه بعدما فتحته ووضعت أمام وجهه:
_تفضل وإلقي نظرة بنفسك.

أمسك رأفت الهاتف وعندما نظر على الصورة المصورة له عقد حاجبه وكشر بوجهه ولكنه تحدث بلامبالاه وبرود وكأن الأمر لا يهمه البته:

_لا أعلم كيف وصلت اكِ هذة الصورة، ولكن حسنًا سأخبرك الأمر..

قبل أن أصعد لغرفتي وقفت لأشرب كأس من العصير الطازج بهدوء والأمر عادي جدًا، وقتها وجدت تلك المصيبه تلتزق بي وتجلس جواري وطلبت عصير لنفسها، وظلت تتحدث كلام لم أسمع نصفه فقد كان وقتها بالي مشغول بالهانم ذا النفسيه المتدهورة وتاركة منزلي وتجلس ببيت أخيها، شربت كأسي وصعدت لغرفتي ومن باب الذوق دفعت لها ثمن العصير.. وهذا كل ما حدث.

‏نظر لها بتعجب وشك وسأل بتوجز:
‏_هل أنا مراقب؟

‏ تنهدت رشا بتعب:
‏_لا يا دكتور لست مراقب ولكن هناك الكثير من أولاد الحلال الذين يطمحون ليروني تعيسه ويتمنوا أن يخبروا بيتي وأنت تساعدهم على هذا فشكرًا لك، بعد إذنك.
. . . .

بعد مرور يومين وبالتحديد بشقة إبراهيم

كانت تجلس رشا مع وفاء بغرفتها، وكل واحدة تشكي وجع قلبها للأخرى..

رفعت رشا رأسها تنظر لوفاء بشيء من الحيرة وعدم الفهم:
_أتعجب لأمرك يا وفاء كيف جاء لكِ قلب أن تطلبي منه الطلاق وأنتِ تقولين بنفسك أنكِ تعلمي إن طلبتيها منه سيلبي الأمر وينفذة بدون أي نقاش!!

تنهدت وفاء بتعب وقصت لها كل ما حدث لتهتف رشا بذهول:
_تخاطري بحياتك فقط حتى لا يقولها يا وفاء هل هذا تصرف تفعليه!!

أكملت كلامها بعتاب ولوم واضحان:
_أوقعتي نفسك وأنتِ حامل؟ فلنفترض أن إبراهيم وقتها لم يلحق بكِ وبدلًا من أن تقعي بحضنه كنتِ سقطي على الأرض!!

تنهدت ثم إسترسلت حديثها بنبرة عتاب أقوى:
_ماذا كان سيحدث وقتها! هل هذا تصرف صحيح تخاطري بحياتك!!


_هل فعلكِ هذا حقًا؟
جاء صوته عند باب الغرفة لينظر نحوه بصدمه هاتفين بأسمه بوقت واحد:

_إبراهيم!!

دخل الغرفة بإنفعال وغضب ليمسك بيدها ويسحبها خلفة ليدخل بها غرفته وقبل أن يخرج من غرفتها نظر لأخته وقال بحزم:
_هذا يكفي جهزي نفسك لتعودي لمنزلك، زوجك قال باخر الأسبوع تكوني هناك، سأذهب لأرى هذا الموضوع وأعود لكِ

دخل غرفته وخلفه وفاء لينظر لها بضيق وعدم إستعاب:

_كيف تفعلين فعلتك تلك؟ من أنا لتفعلي بنفسك هذا!! أنتِ حامل وبطنك أمامك منتفخه كيف فكرتي بأن توقعي نفسك على الأرض لما وما السبب!! من أنا لتخاطري بحياتك لأجله؟!

وفاء بصوت مخنوق بدموع:
_أنت حبيبي، أنت نبض قلبي وروحي أنت الهواء الذي أتنفسه.. البسمه المرسومه على وجههي وبدونك سأظل عابسه كوال الوقت، أنت فرحتي وأول حب ألمسة وأشعر به..

أحبك ماذا علي أن أفعل!! كان يحب أن أثور وأغضب لكرامتي وأطلب منك هذا الطلب، ولأنني أعلم ما تفكر به وما يدور داخل رأسك، لم يكن أمامي غير هذا الحل.. ففعلته وهذا ما أوقفك وقتها غير ذلك كنت لبيت طلبي وطلقتني وأنا لا أستطيع العيش بدونك صدقني، لا أستطيع.

شعر إبراهيم بغصه تحرق قلبه وصوته إختنق فبهذة اللحظه يشعر كم هو شخص ندل وخسيس وهي نظيفة ورائعه بقلب صافي.. يشعر بالقرف من نفسه لا يجروء على الأقتراب منها أو رفع عينيها بها..

لا يجد أي رد يجيب عليها به، لعن غيرته عليها فهي ما أوصلتهم لهذا الحد، حبه لها بدل أن يكون سبب لسعادتها يكون سبب لتعرض حياتها للخطر!!

وقف وكانه مده طويله بنظر لها ويبتلع غصته بمرارة، نزلت دموع إبراهيم بحزن دون إرادته لم يستطع حبسهم أكثر من ذلك..

رأت وفاء دموعه وبسرعه إتجهت له دخلت بأحضانه مختبئه به وهي تغرز رأسها بصدره حتى لا تجرح كرامته ليهمس إبراهيم بصوت مخنوق:

_أنا لا أستحقك يا وفاء.

قطعت وفاء كلامه بسرعه:
_لا تقل هذا، أنا أحبك كثيرًا أحبك أكثر من أي شيء

نفخ إبراهيم بضيق وحرك يده على وجهه بعصبيه لو كان يستكيع أن يضرب نفسه لضربها بدون تردد إبتعد عن وفاء ووقف أمام الحائط ولكمه بقبضته بقوة وهمس بندم :

_غبي.. غبي.

سالته وفاء بصدمه وخوف:
_لماذا! لا تفعل هذا أرجوك فأنت تقلقني عليك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي