الفصل الرابع

الفصل الرابع

بداخل المستشفى، المكان به الكثير من الربكه والتوتر، فاليوم يختلف فهناك الكثير من العمل والكثير من الأمر التي يجيب أنجازها بأسرع وقت ممكن.

أسرع مراد بحملة الدعاية الضحمة الخاصه لمعمل رشا، رفضت رشاء أن يكتب زوجها المعمل بأسمها ورفضت ذلك العرض بحزم، فأصبح المعمل تابع للمستشفى، وفكرة  الدعاية بالأساس فكرة مراد، كل ذلك الأمر ورشا لا تعلم به وليس لديها أي خبر ليقرر هو الذهاب لها ويخبرها بنفسه.

هتف مراد بعدما طرق باب مكتب رشا وتحدث بجدية وعمليه بحته:
_أخبرك لتكوني على درايه بالأمر، هناك لقاء صحفي وبعدة لقاء تلفيزيوني ستقومين به كدعاية للمعمل وأنتِ المديرة الخاصه به ومن جهه أخرى زوجة مدير المستشفى فجهزي نفسك.

نظرة له بصدمه وتكاد تتحدث ليقاطعها بعجرفه:
_وأن لم يكن لديك الخبرة الكافيه أطلبي المساعدة من سلمى.

لم تستوعب ما يتفوة له لتقول بصدمه:
_ماذا لقاء صحفي وتليفزيوني!!

أبتسم مراد ليبعث بها الطمئنينه:
_أهدي، الأمر لا يستدعي القلق، بابأول فقط ستتوترين، بعد ذلك ستعتادين الأمر، فأنتِ زوجة رجل مهم ويجب عليكِ أن تتحدي ذاتك، سلمى كانت مثلك تمامًا بالبداية ولكن الأن لا يقف أمامها شيء

قاله حديثه وهو يعلم تمامًا أنه يضرب على أوتار الثقه لديها، يحفزها ويشجعها لتبتسم هي، فما أرادة قد كان.
_أن شاء الله، أكون عند ثقتكم بي.

_ستكونين.

خرج وهو يبتسم لها بمجامله ليتركها تقف حائرة لا تعلم كيف تتصرف، وبنفس الوقت صدح صوت رنين هاتفها أمسكت بهاتفها تبتسم بسعادة وكأنها كانت تغرق ووجدت طوق النجاة على مرمى يدها لتجيب المتصل بحماس:
_رأفت.

قاطعها هو بهدوء وحنان بالغ:
_أهدى حبيبتي، أنا معك لا تقلقي.

سالته رشا بتعجب:
_ما هذا، هل تعلم بحملة الدعايا التابعه لنظام مراد؟

_بالتأكيد، أعلم بها ولكن مراد تعجل بأمرها، أو ربما القناة هي من حددت الميعاد، هذا لا يهم الأن كل ما يهم هو أن تأخذي نفس طويل وتهدأي، وقد تحدثت مع الصحفي ومعد البرنامج والمذيعة أيضًا، وأخذت منهم فكرة صغيرة عن الأسئله التي يتسألك عنها سأبعث لكِ بكل تلك الأسئلة على تطبيق الواتس أب، فكري بأجاباتهم بطريقه مرتبة ورتبي أفكارك، ثقي بنفسك دائمًا.

حركت عينيها بسخرية:
_هل أجهدت نفسك لدرجة أنك تحدثت مع المعد والمذيعة والصحفي وتناولت منهم الأسئله أيضًا، لترسلها لي!

أستطردت في حديثها بنبرة أشد سخرية:
_كنت أكمل وأحضر لي الأجابات على الأسئله.

حاول رأفت أن يكتم ضحكاته وتصنع التعجب والدهشه:
_أجابات!! أي إجابات تتحدثِ عنها، هذا على اساس أن لسانك قصير ولن تءتطيعي الأجابه، رشا كل ما تملكيه هو لسان ليس هناك على الكرة الأرضية أطول من لسانك.

هتفت رشا بغيظ تمثيلي:
_حسنا رأفت، على العموم أشكرك.

ومن ثم أستطردت بسخرية:
_أخبرني الأن متى وجدت وقت كافي لتفعل كل ذلك! على حد علمي أنك مسافر مع الدكتورة أميرة للعمل؟ متى وجدت وقت لتهتم بأمور زوجتك؟

تنهد رأفت تنهيدة طويله:
_أن لم يكن لدي وقت كافي، سأخترع الوقت لأساندك، ليس لدي بالكون ما هو أهم منكِ، حتى وأذا كان عملى، لكِ الأولوية الأولة.

حديثه معها جعل دموعها تترقرق بعينيها لتتحدث بندم:
_رأفت ...
قاطعها هو بهدوء:
_حبيبتي لا تتفوهي بشيء، موفقة أن شاء الله، لا تقلقي، دائما أنا هنا لجوارك.

أغلقت الهاتف وهي تخرج من المكتب لتقابل في وجهها أمراه جميله تبتسم لرشا بهدوء لتبادلها الابتسامه وهي متعجبه لتعرف السيدة بنفسها، انها تدعى حور وأن دكتور رأفت هو من طلب منها أن تهتم برشا وتلبي طلباتها.

جحظت رشا عينيها:
_أي طلبات!!

هتفت حور بروية:
_حضرتك كل ما أعرفه من دكتور رأفت، هو أن لديك مقابلة عمل وأنا هنا لأساعدك بتجهيز نفسك، الان يجب أن نتحرك لتختاري فستان وبعد ذلك سنذهب لتصفيف شعرك، سافعل كل اللازم، ولكن عليكِ أن تسرعي فليس لدينا متسعةمن الوقت.

النار تتأجأج داخلها الأن بغيظ وضيق لتهز راسها بهدوء وهي تجلب منها أن تمهلها بعض الوقت لتتحدث في الهاتف، ابتعدت خطوتين وهي تدخل مكتبها، تمسك بهاتفها وتتصل بزوجها وبطريقه هجوميه:

_من تلك الفتاة بحقك رأفت! لهذة الدرجه لا أعرف مساندة نفسي! أمرأة تساعدني في أختيار الملابس! بحقك؟ اي عقل فكرت به أخبرني.

استردت بحزم وغضب:
_الأن، لا لا فورًا تهاتفها وتخبرها أن تذهب، أنا سأحل أموري وأهتم بنفسي، لا تقلق سأكون مثلما تريد وأكثر.

رأفت ظل صامت يستوعب ما تقوله او ما تومي اليه لا يفهم سبب هجوهما اللامتناهي هذا ليتنهد بعد دقائق ويجيب بشيء من الجمود:
_أين مشكلتك، ماذا بها أن أهتمت مدام حور بأمرك؟

زمجرت بعناد:
_لا أحتاج لأحد يهتم بي، أنا سأهتم بنفسي شكرًا لك.

_العفو مدام رشا، على راحتك، كل ما أردته هو فقط المساعدة لا أكثر ولا أقل، وأعلم أنكِ قوية وتستطيع مساندة نفسها بنفسها، أعتذر منكِ، سأهاتف مدام حور الأن وأطلب منها المغادرة.

نطقت بتوتر وندم بعض الشيء:
_لا تحزن فأنا لا أريد أن أضايقك، ولكن حركتك تلك نرفزتني، ماذا تفصد بأرسال أمرأه تهتم بي! وأنا!! الست أمرأه مثلها، الن أعرف أهتم بنفسي؟

_هذا تصرف طبيعي، أنتِ من تأخذين الأمور بحساسيه، هذا الطبع جديد عليكِ ولكن أتفهم الأمر وأتهم سبب هجومك، ولكن أشرح لكِ أن تفكيرك كله خطأ، لم يخطر ببألي كل فكرتي به، اردت المساعدة فقط، وحتى أن ظهرتي باللقاء التلفزيوني كما أنتِ لن يفرق الأمر معي، سلام فالمؤتمور على وشك البدء.

أغلق معها وهو ينفخ ويزفر بضيق ويستغفر ربه مرارا وتكرارا،..
ندمت هي من كلامها معه ولكن ماذا عليها ان نفعل فقد أغتاظت جدا من فعلته، الأن هي تتحدها في قرار نفسها أنها ستريه من هي رشا وماذا تستطيع أن تفعل بنفسها.

وبحماس أتصلت على وفاء تعرف منها أماكن معينه لأستايلها المحبب لقلبها، ولكن يبدو أن اتصال رشا أقلق وفاء لتجيب على هاتفها بتوتر وخوف:
_هيما به شيء رشا!

_لا لا تقلقي هيما بخير ولكن كنت أريد سوالك بأمر ما ولكن خجلة منكِ.

تنهدت وفاء براحه وهي تحمد ربها:
_أخبريني ما الأمر حبيبتي.

_ملابسك، هل يمكنني معرفة المكان الذي تشترينها منهم.

_عيوني، سأعطيكي العنوان وأتصل بهم لأخبرهم أن يهتموا بكِ على أكمل وجهه.

_شكرا لكِ، ومن ثم أسترسلت في الحديث بتوتر:
_هل رأفت معكِ، لأنه أغلق الهاتف معي وأخبرني أن المؤتمر على وشك البدء.

باستغراب:
_ لااا طبعا، المؤتمر أنتهى والجميع خرج ولكن تجدينهم الأن يتناقشون.

تنهدت رشا بحزن وهمست لنفسها" بالتأكيد تضايق مني" استطردت بأهتمام وفضول:
_وأنت لما لستِ معهم؟

_ هما ب ندوه بعد المؤتمر وأنا شعرت ببعض التعب والأجهاد لهذا صعدت لغرفتى 

_ سلامتك حبيبتي، هذا لانك حامل والأمر شاق عليكِ، لا أعلم لما أخذتي الأمر بجدية وعند مع هيما ولا تعلمي أنك قبل أن تعانديه تعاندي نفسك، أساليني أنا لا في بعدهم مبسوطين ولا فى قربهم مرتاحين.

وفاء اتنهدت بوجع وهتفت بعتاب:
_الوضع يختلف أنتِ غيري يا رشا، فأنتِ من تجلبين وجع القلب لنفسك، رأفت هنا بجسمة بس وعقله وتفكيرة كله عندك أنتِ، بسبب حملة الدعاية الي  هتتعملك مسابش تليفونه من ايدة لحظه واحده رغم المؤتمر ونشغاله بيه لكن لا، أنتِ أهم عنده من أي حاجة تانيه، الراجل اللى زي ده ميستاهلش منك إعتذار يا رشا؟

رشا بحزن : يستاهل طبعا 
(سكتت لحظه بعدها ) وفاء هو إنا ممكن أشوفة؟

_ حبيبة قلبي إنا وصلت الاوتيل وذاهبة لغرفتي الأن.

_حسنا، سأتركك ترتاحي ..مع السلامه

أغلقت الهاتف وصعدت وفاء لغرفتها بالفندق لترتاح قليلا ولكن دخلت لتنتفض بخضه وفزع فالغرفة كانت شديدة الظلام غير ضيء القمر البسيط المسترسل من الشرفة وما هذا؟؟

الشرفه باباها مفتوح! وما تلك الهيئة الواقفه!

ابتلعت لعالها برعب وهي تقترب من الشرفه بخطوات ثقيله جدا لتكتشف هوية ذلك المتطفل الواقف بشرفة غرفتها مولي لها ظهرة، عندما اقتربت بضع خجوات عرفة هيهته عرفتها تماما فهي لا تريد ان يعطيها وجهه لتعرف من هو...

فقلبها يعرف هويته عن ظهر غيب، روحها تشعر به وبوجوده في محيطها، هميت بشوق واضح بأسمه:

_هيماا.

بعد لحظات بدا عقلها بالعمل أخيرا لتنتبه الي كيفية وصوله هنا ودخوله غرفتها، لينقبض قلبها بقوة وتفتح الضوء وتقترب منه...

ليلتفت هيما لها وهو ينظر ببرود وجمود.. لا يبالي بقلبها المرتعش أثر تفكيرها انه قفز من شرفة الغرفة الجاورة لشرفة غرفتها! كيف له ان يفعل هذا بها.. ماذا وأن كان قد سقط، صمتت تماما لم تستطع أت تنطقها بينها وبين نفسها اقتربت منه وتحدثت بانفعال وشهقات انفعاليه:
_حرام عليك، كيف لك أن تفعل ذلك!!

نظر لها بتعجب وعدم فهم لتضربه على صدرة بكفها ضربات متتاليه وهي تبكي:
_حرام عليك! ما ذنبي لتفعل هذا بي! صدقًا ليس ذنبي أنني أحببتك.

أحتضنته وهي تهمس بأنفعال:
لما تفعل هذا بي، لنفترض انك سقطت او حدث اك شيء، ماذا عساي أن أفعل بدونك.


نظر لها طويلا ومن ثم تنهد وهتف ببرود:
أنتهيتِ؟ انهيتي عملك بهذة البلد أم مازال لديك أعمال اخرى؟!

نظرت له وفاء بتعجب من هدوءة وجبروته وقلبه المتحجر على نفسه قبل أن يكون عليها:
_انتهيت ولكن هنا ندوة ...

قطع حديثها بنفس النبرة الجامدة:
_مهمه جدا تلك الندوة؟

نظرت له بدهشه ولم تتحدث وهو فهم أنها ليست بالمهمه ليمسك بحقيبتها التي لم تفرغها بعد وأمسك بيدها الأخرى خارج من الغرفه بأكملها بدون انتظار رد منها او اي ردة فعل:

_حسنًا أذًا، لنذهب.


خرج من الغرفه يسحبها كالدمية التي لا تملك من القوة والفعل اي شيء لتعترض أو تعبر عن ما تريدة كل ما عليها فعله هي أن تنصاع لأوامر صاحبها حتى لا يتم توبيخها أو ركنها على أقرب رف، ولكن هل هذا الحال سيدوم!.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي