الفصل الثامن

نظر لجسدها بصدمة ودنا نحوها يربت على وجنتيها يحاول أفاقتها، وبسرعة رفعها بين ذراعية يحملها بنفس الوقت شعرت أميرة بالداخل بدربكة خارج مكتبها لتتوجهة للخارج وفتحت الباب وهي تحاول فهم تلك الجلبة.

رأت رافت يحمل رشا، سألته مستفهمة بسرعة:
_ما بها دكتور رأفت أدخلها مكتبي بسرعة.

أعترض رأفت وهو يهز راسه:
_لا ساخذها عندي بالمكتب.

وبالفعل تحرك بها ليدخل بها لمكتبه وبعد وقت وجيز أفاقت وبدات تتحسن بعض الشيء ولم يقصر رأفت معها أبدًا وأهتم بها وقام بفعل كل اللازم ونزلت حرارتها، بنفس الوقت أنتشر خبر تغماء رشا بالمستشفى سريعًا..

أتت وفاء بسرعة البرق وسلمى ومراد أيضًا.

عادت الحراة مرة أخرى ليبث القلق داخل قلب رافت مرة أخرى وأجرى العديد من التحاليل الطبية ليطمئن عليها، إضطر لتركيب محلول ملحي لعدم تناولها للطعام ورفضها التام لتناول أي شيء، وكل ما تدخله بفمهما ترفضة معدتها وتطردة مرة أخرى.

ظلت يومين على تلك الحالة تتابع بأخذ المضادات الحيوية، والخافض مع بعض التراكيب لتتحسن حالتها باليوم الثالث، كانت غرفتها بالمستشفى ممتلئة بالأطباء والممرضات، أيضًا مهتاب وحازم، وچسي ووالدته لم يتركوها فليس بيدها شيء تلك المرة ولا أي حجة لتتغاضى عن الزيارة.

عرف إبراهيم بتعب أخته ولكن للأسف لم يتمكن من زيارتها لانه كان بهذا الوقت مسافر لأسوان مع أبن بدور وتعذر عندما أخبرته وفاء بالأمر وأجابها بأسف وأعتذار:

_للأسف لن أستطيع أن أعود الأن بالكثير يومين وأتي أريدك عندما تءهبين لها بالزيارة القادمة تجعليني أهاتفها وأتحدث معها لأطمئن فأنا اتصل بها ولا تجيب يبدو أن هاتفها ليس معها وزوجها كالعادة لا يجيب على مكالماتي.

طمئنته وفاء على وضع رشا وتحدث مع أخته، ظل يدور بأسوان يلفلف على الأطباء مع بدور للأطمئنان على وضع الطفل وجميع الأطباء أكدُ على إجراء عملية بأقرب وقت ممكن.

أعتذرت رشا من أميرة وهي مستلقية على الفراش بغرفة المستشفى أمام الجميع بقوة وشجاعة غريبه تحدي غير معتاد منها، وكأن ذلك الإعتذار يجعلها أقوى ولا يكسرها كما توقع هو، بالعكس كأنت تعتذر بسلاسة وبساطة وكانها تلقي السلام، إعتذرت وسط دهشة وتعجب رأفت منها وعدم رضاه.


واقف مكانه أمامها يشتغل ضيقًا وغضب، لو كانت النظرات تحرق لكانت أحترقت وأصبعت رمادًا الآن، برهة من الوقت وخرج الجميع من الغرفة، لم يتبقى سواه معها.. ظلةينظر لها بتمعن وعصبية قائلًا بنبرة حادة:

_اظن أننا أنهينا هذا الأمر؟ ما سبب إعتذارك الأن!

حاولت بقدر الإمكان أن تتلاشى نظراته لها وعيناها تدور بأنحاء العرفة كلها عداه هو نطقت بصوت واضح به الخنقة:

_ لا يصح يا رأفت رشا بنت الاسطى الميكانيكي محمد أمين الرجل البسيط وأخت إبراهيم السواق تخطأ بحق الدكتورة المبجلة صاحبت الشأن المرموق لا يصح أن أخطأ بحق فتاة الحسب والنسب ولا أعتذر كما يقال بالمثل "العين لا تعلى عن الحاجب"


حرك يده على وجهه بعصبية حادة، يتنهد بغضب وضيق انفاسة تتعالة من فرط عصبيته، ظل يدور بأنحاء الغرفة بشكل سريع يحاول تمالك نفسة:

_هذا ما فهمتيه من حديثي؟ أتسال لما دايمًا تصممين أن تقللي من ذاتك؟ أنا بحياتي لما أقصد أن أجرحك بكلمه واحدة من كلامي، رشا أنتِ زوجتي.. منذُ تلك الساعة التي كُتبتِ على أسمي يشهد الله أنني أعاملك على انكِ زوجت دكتور رأفت، دكتور رأفت فقط ليس لي علاقة بعائلتك أبدًا، لا توجد مرة عاملتك على أنكِ إبنة محمد أمين الميكانيكي حتى ان هذا أمر ليس عيبً أو عار فالعمل مهما كان ليس عيب...


تنهد وهو يقبض على يدة وينظر لها بحدة هاتفًا بين أسنانه وأسترسل:

_أنتِ خاصة بي، ملكًا لي أنا، أسمك يحمل أسمي أنا ولم أعاملك أبدا كما زعمتي الأن.

تنهدت رشا تنهيدة طويلة بألم وضيق قائلة:
_أسفة، اخطأت ولم أفهم الأمر صحيح.. تحمل عقلي الصغير "نظرت له وهتفت بحسم" مسترسلة بعد تنهيدة ثانية:

_رأفت، كنت تريد مني أن أعتذر والأن أنا نفذت ما تريدة وأعتذرت، قبل ذلك طالبتني بأعتذار واضح وصريح وأنا رفضت ذلك..

أغمضت عينيها وهي تفرك يديها ثم فتحتهم:
_لم أرفض الإعتذار لأنك لا تستحق أو أعاندك من باب العناد فقط، لا أنا رفضت الإعتذار لأنه طابع في لا أعتذر على شيء لم اخطأ به.. ولكن أنا الأن أمامك وأنظر لك وبكل هدوء وصدق أعتذر وأنا أسفة ولكن ليس لك، بل لنفسي التي أحبتك كل هذا الحب وأنت تزلها وتهين بها..

أستطردت حديثها بتعجب وذهول:
_كل هذا الزعل والضيق فقط لانني أخترت إبراهيم أخي وفضلته عليك!؟

رفعت نظرها له مرة أخرى وقالت بتحدي:
_تعلم يا رأفت، أنت أيضًا حدث معك نفس الموقف وأخترت والدك وقبل ان تقول لا فرق فهذة والدتي وإبراهيم أخيكِ سأهتف لك بكل صوتي أن إبراهيم ليس مجرد أخ بل هو أبي الذ رباني وسندي بالدنيا.

ضحكت بسخرية وهي تهز راسها..

_نفس الموقف ولم ألومك أو ضغت عليك مواقف كثيرة وضعنا القدر بها وتختار وتفضل غيري ولا ألومك أو أتحدث بالأمر، هل تتذكر يوم مرض والدتك، ذاك اليوم الذي قررت أن نبيت معها أربع أيام وقتها أنا لم أعاتبك لم أحاول الضغط عليك..

حاول مقاطعتها ليبرر موقفه ولكنها هزت راسها نافية قائلة بحزم:

_دعني أكمل هذا النقاش لنضع حدًا لهذا الوضع السخيف.

اخدت نفسًا عميقًا وكانها تلملم شتاتها مع حروف كلماتها التي تخرج مبعثرة من ثغرها فقد فاض بها الأمر:

_ذاك الوقت لم أعاتبك أو أضغط عليك، لم أخبرك ان نسكن وحدنا بعيدًا عنها وان الوصع لا يعجبني وأنت تعلم هذا جيدًا وتعلم أيضاً ان والدتك تكرهني، لم أتِ إليك واطالبك بان تسكن بعيدًا رغم أن هذا من حقي، ورغم ذلك لم أقولها لأنني أقدس الحياة الأسرية والترابط الأسري مهم جدًا عندي، ترعرعت عليه وافضلة، كبرت بنظري وقتها كثيرًا فمن ليس لدية خير بأهله ليس لديه خيرًا بأحد، اعلم قيمة نفسي كثيرًا لا أستطيع وضعك بأختيار بيني وبين مهتاب وأنت أخطات بالبداية عندما خيرتني ذلك الخيار

رد عليها سريعًا بحده:
_لا، خيريني وأنت أخبرك انتِ ومهتاب بكفة واحدة لا افرق بينكم.

أبتسمت بسخرية وهي تهز راسها مردده:
_هذا هو الفرق بيني وبينك، انت تشعني بكفة مع غيري ولكن أنا أضعك بكفة ليس بها غيرك.

_دائمًا يا رشا ترفعين كفة إبراهيم عن كفتي.
قالها بنبرة تحمل من حزن والأسى ما يكفي لتشعر بحزنه، نظرة له بتمعن وصاحت بنفاذ صبر:

_لا يوجد فائدة، أنظر يا رأفت ما عرفته من تجربتنا وأستطعت إستنتاجه هو ان الحب وحدة لا يكفي، نعم أحبك.. لا لا لقد تخطيت مرحلة الحب معك بمراحل وأعلم انك تحبني أيضًا وكل تصرفاتك تثبت ذلك ولكن ما النتيجه؟ ولا شيء صفر لا تغير.. زواج بدون تكافئ يبقى زواج فاشل لا نجاح به أبدًا.


ظلت تردد وتشرح له كل ما تشعر به من تخبط وكل ما تفهمه من علاقتهم وأن الحديث بينهم يذهب لمحمل أخر وكلامها يفهمه بطريقة أخرى وكل ما يقوله تتحسس منه، وأنها لو خيرت ألف مرة بينه وبين إبراهيم أخيها ستلقي بقلبها وتدعس عليه وتحترق وتحتار أخيها لأن الخيار بيه وبين أهلها غير منصف أبدًا.

كلامها جعله يغصب ليقترب منها صارخًا بعصبيه حادة:
_وأنا!! ما مكانتي ألستُ أهلك أيضًا؟!

أخفضت رشا راسها مطأطاه بخجل:
_ أنت أهلي وكل الدنيا بالنسبه لي ولكن ما يربطني بك ورقة أما ما يربطني بينهم هو الدم، ثم أستطردت بتوتر.. أرى أن بعد كل تلك المشاكل مستحيل أن نستمر فانا جرحتك وأنت ج...

قاطعها رأفت بفحيح أفعى تحاول الثبات حتى لا تبخ سمها وبهمس خطر:

_ هذة المرة الثانية تحاولي التلميح بها ولكن ضعي ببالك دائمًا انكِ مهما حاولتِ لن تتخلصي مني أبدًا مهما طال بي العمر، تريدين التحرر مني تريدين الخلاص أدعي ربك أن ياخذني له، موتي وحدة هو السبيل الوحيد لحريتك غير ءلك سيبقى مجرد حلم، لن أفرض نفسي عليكِ ولكن أن لم أجعلك تأتي راكعة تطلبين السماح مني وتعتذري على ما تلمحين به لن أكن وقتها رأفت محي الدين
سلاااام يا مدام رأفت...

. . .

باليوم التالي..

عاد إبراهيم من أسوان واول شيء فعله عند عودته ذهب لرشا بالمستشفى سريعًا يلهث للقائها والإطمئنان عليها، بنفس الوقت كان رأفت معها بالغرفة يخبرها أن الطبيب كتب لها على خروج وأنها أصبحت بأفضل حال ولا حاجه لبقائها بالمستشفى.

طرق إبراهيم الباب عدة ضربات خفيفة ودخل بهدوء:
_السلام عليكم.

نظر له رأفت وأبتعد ليتجهه نحو النافذة ليعطيه ظهرة بدون أن يتفوة ببنت بشفة، لتنظر له رشا بعتاب ولوم، تلومه على مقابلة أخيها بتلك الطريقة فمهما كان هو ضيف..

نظر لها رأفت يفهم نظراتها له جيدًا، تنهد بضيق وأعتدل ليقابل إبراهيم بجمود قائلًا:
: وعليكم السلام، تفضل.

أقترب إبراهيم من أختة. أمسك بيدها قائلًا بحنان أخوي:
_حمد لله على سلامتك، ألف سلامك عليكِ عزيزتي سلامتك من كل سوء.

تركت رشا يده وأرتمت بأحضانه بعدما جلس جوارها على الفراش، وبدون إرادتها سقطت دموعها متحررة من قضبان جفنيها كالسجين الذي حصل على برائته للتو، بكت بطريقة هستيرية جعلته يقلق عليها ويسالها وهو يبعدها عن صدرة:

_ما بكِ أختي؟

ظلت رشا صامته تبكي دون أن تجيب عليه ليرفع راسه موجهه سواله لرأفت:
_ما بها؟

نظر رأفت لها وعيونه تحمل الكثير والكثير من العتاب والحزن، بكائها بهذا الشكل بأحضان أخيها الأن يؤلم قلبه، دايت على كرامته ببكائها قللت منه دون أن تعلم، جعلته يشعر أنه كان قاسيًا معها، أو أنه كا مقصر بحقها، سيجن حتمًا فمتي حدث كل ذلك التقصير لتبكي بهذا الشكل.

تنهد رأفت وأجاب على إبراهيم وهو مازال ينظر لرشا بعتاب وحزن:
_هي عندك اسالها ما بها إسالها ماءا فعل لكِ رأفت وما التقصير الذي أقترفة لمجرد أن تراك تبكي بأحصانك بهذا الشكل؛ على كل حال هذا ليس أمر جديد.

أستطرد حديثة بنبرة مكسوره:

_من الواضح أنك أنت الأمان والسند الوحيد لها لست أنا، بعد أذنكم ساترككم وحدكم الأن.

كاد أن يتحرك رأفت ليقف إبراهيم من مكانه قائلًا:
_ أنتظر، ما الذي تقوله؟، بالتأكيد ما تقوله خطأ أمان المرأه وسندها هو زوجها وليس أخيها، أنا نفسي أعطتها لك وأستند عليك أنت وأؤمن عليها معك أنت وحدك، ولكن بالوقت ذاته لن نمحي دور الأخ فالأخ سند وعضيد وقت أن ينكسر سندها أو يصبح غير موجود، بالتأكيد هي لا تقصد ما قلته أنت أبدًا.

نظر رأفت لرشا وتنهد بحزن:
_أتمنى أن تكون هي تشعر بذاك وتعرف ما قلته.
ثم أستطرد حديثه وهو يتحرك نحو الباب:
_بعد أذنكم.

خرج رإفت ليترك إبراهيم ينظر لطيفه بتعجب، ثم نظر لرشا وسالها بفضول:
_ما به زوجك؟!..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي