الفصل الخامس عشر

بشقة مصطفى كانت هنا واقفه بالمطبخ تقوم بتجهيز الغداء المفضل لزوجها "ورق العنب"، عاد مصطفى من العمل وقذف بمفاتيحة على الطاولة بجوار باب الشقة فبحث بعينيه عليها بجميع أرجاء الشقة، ظل يبحث عليها من غرفة للأخرى ولم يجدها، دخل المطبخ وقعت عينه عليها جالسة بأحدى زوايا المطبخ موليه له ظهرها، لم يتضح له ماذا تفعل بالتحديد، إتجهه لها سيرًا على أطراف أصابعه بهدوء..

رفع جسده فوقها ليعرف ماذا تفعل ولا تنتبه له، كانت تضع على راسها إيشارب محاولة بأسه منها ان تغطي به شعرها ولكن لا فائدة فهنا بعض الخصلات المتمردة خرجت من لفتها لتضايقها، تحاول إبعاد خصلاتها عن وجهها فهي لا تعرف أن ترى وتلف ورق العنب بسبب تلك الخصرات التي تعاكس الرؤيه لديها، حاولت أبعادهم مرة والأخرة ويدها متسخه لا فائدة من محاولاتها..

هزت راسها يمينًا ويسارًا ليبتعد عن عينها ولكن يعود أدراجه مرة أخرى يمنع عنها الرؤية، تنرفزت بضيق وغيظ فتهز راسها ترفع شعرها عن وجهها فامسة لنفسها بعصبيه وغيظ:
_يا الله هذا كثير.

سقط الايشارب عن راسها أثر حركاتها المستمرة وأنسدله شعرها فوق ظهرها لتهتف بغيظ:
_اووه سأقوم لأغسل يدي وأقوم بالمهمه بنفسي

تعالت ضحكات مصطفى بصوته كله:
_حسناً سأبعده عنكِ فقط أثبتي مكانك ولا تتحركي.

هنا شهقت بخضه:
_مصطفي أتيت! ثم أكملت حديثها بعتاب واضح:
_إرتعبت هل هذا أسلوب بالله!؟

لف مصطفى ذراعه حول خصرها وفن وجهه بشعرها وتنهد بإشتياق وهو بيستنشق أكبر قدر ممكن من نعيم رائحة شعرها يعشقها حد الجنون وبهمس رجولي بحت همس:
_إشتقت لكِ، إشتقت لكِ كثيرًا.. لما ذهبتِ اليوم من المكتب مبكرًا؟ مررت عليكِ وأخبروني أنكِ عُدتِ للبيت.

أمسكت هنا بيدها واحدة من صوابع المحشي الملفوفه تشير له بسعاده عارمة:
_عُدت للمنزل بسبب هذا لأجهزة لك مخصوص فأنا أعرف كم أنت تحبه.

ألتقت مصطفى ملفوف ورق العنب وألتهمها دفعة واحدة لتشهق على أثرها قائلة:
_لم تستوي بعد، هكذا ستؤلم معدتك.

_تسلميلي حبيبت قلبي، معدتي لن تؤلمني من واحدة لقد كنت ألتهم نصف الطبق وأمي تعده قبل أن تضعه على النار.

_لهذة الدرجه تحبه؟

ضمها مصطفى لصدره هامسًا:
_نعم أحبه، لكن أي شيء وكل شيء يأتي بعدك، فأنا أحبك أكثر من أي شيء بالحياة حتى وأن كان ورق العنب يقف أمامك، حبي لك تعدى كل الحدود لا يوجد له شبيه أو مثيل.

هنا أبتسمت بخجل مبتعده عنه بهدوء ورويه:
_حبيبي ملابسك ستتسخ، أذهب وبدل ملابسك حتى أنتهي، وأعدك حبيبي لأنك تحبه لهذة الدرجه سأعده لك مرتين بالأسبوع.. صمتت قليلًا ثم صاحت بحماس، أو أقول لك سأقوم بطهي كل يوم لأجلك.

مصطفي بتعجب مصتنع  قاصد مشاكستها : كل يوم كل يوم هل أنت قد كلامك؟!

هنا بصتله بحب قائلة بصدق:
_ليس هناك ما يغلى عليك يا مصطفى، عيوني لك كل ما عليك هو أن تؤمر، ما رأيك سأطبخه غدًا أيضًا.

تنهد مصطفى:
_حبيبت قلبي تسلمي لي عيونك يا عمري بأكمله " ثم أكمل حديثة بجدية تامة:
_لست وحدي من يحب ورق العني فإبراهيم أيضًا يحبه فلذلك أريدك ان تعديه ولكن ليس غدًا، لا بعد غدً، فمن يوم الفرح ولم نعزمهم ولو مرة واحدة لذلك فكرت وأخبرته أن يأتي بعد غد لإنشغاله التام وسفره أخر الأسبوع أيضًا فليس لديه وقت أخر.

غضبت هنا وولم تعرف ان تخبئ غضبها وثارت قايله بصوت عالي:
_ليس لديه وقت وسيسافر إذا عندما يعود بالسلامه تعزمه.

نظر لها مصطفى بتعجب وإستغراب "ما بها ولما إنقلب حالها هكذا"؟

رغم إنزعاجه رد عليها بهدوء:
_كلن أنا عزمته ومشي الحال، ما مشكلتك؟! ماذا تريدين أنا لا أفهم؟

أبعدته هنا عنها بشىء من العنف، أمسكت بيدها وعاء ملفوف ورق العنب بانفعال وقامت من مكانها بعصبية وحده ثم وضعت الوعاء بقوة جعلته يصدر صوت عالى على الموقد قائلة:

_ما لازمتي هنا أريد أن أعرف هل أنا فازة للزينه؟ ليس لدي أي قيمة؟ أعرف بالصدفه من معزوم فى منزلي، لما لما تسالني ها؟ لما لم تسالني قبل أن تعزمهم؟

تنرفز مصطفى وصوته اصبح عاليًا وهذة كانت أول مرة يصل مصطفى لتلك المرحلة من العصبيه أمام هنا:

_إبراهيم منزلي مفتوحًا له بأي وقت هو وزوجته، هما ليسوا محتاجون للغزيمه من الأساس، فالبيت بيتهم.. خانني التعبير ليس إلا، قلت لهم أن يأتوا للغداء ما المشكلة؟

هنا صوتها أصبح عاليًا جدًا قائلة بانفعال:
_البيت ليس بيتك وحدك يا مصطفى  هذا بيتي أنا أيضًا، ومن حقي قول من يدخله ومن لا يدخلة.

مصطفي بزهول:
_نعم! ما معنى حديثك هذا؟ هل يمكنك التوضيح أكثر!

صمتت هنا أمامه شعرت وكأنها تسرعت وقالت كلام ليس من المفترض أن تقوله، كان من المفترض أن تتحكم بغضبها وعصبيتها.

طال صمت هنا ليسألها مصطفى بترقب وحذر:
_هل لديكِ أي أعتراض لدخول إبراهيم بيتي بأي وقت؟

أخذت هنا وقتًا طويلًا وزفير عاليًا تحاول إسترجاع هدوء أعصابها مرة أخرى وفعلا إستطاعت وأجابت بهدوء عليه:

_لا، إبراهيم أخيك وبيتك مفتوحًا له بأي وقت، أنا أسفه (هنا أبتسمت بتصنع وضحكت )، أعتذر كنت أتمنى أن تخبرني بالأمر فأشعر أنني مهمه عندك والبيت بيتي وأنا ملكته وتأخذ رايها..

أسترسلت بسخرية: ولكن أسفة عشت الدور كما يقولون.

إقتربت منه ورفعت نفسها على إطراف قدميها ثم قبلت جبينه بأسف وندم همست:
_أسفه حبيبي غضبت وصوتي كان عاليًا لم أقصد ذلك أعتذر منك... سامحني


أمسك مصطفى بيدها وقبلها وهمس بحب:
_أنا أيضًا أسف عصبيتي طالتك أعتذر منكِ.

ثم نظر لها وحيرة:
_لكن أريد أن أفهم وأعرف منك أنتِ لما لا تحبين وفاء؟ رغم أنها إنسانه رائعه وليس بها أي خطأ، قمة الذوق والأخلاق.

هتفت هنا بغيرة وتذمر طفولي:
_أنا لا أكرهها يا مصطفي وهي فعلا كما قلت عنها وأكثر ولكن توقف عن مدحها أمامي حتى لا أكرهها حقًا.
إبتسم مصطفى بهدوء:
_حسنا، حقك فوق رأسي أميرتي لن أمدح بها مرة أخرى.

. . . .

عند إبراهيم ووفاء قبل نزولهم القاهرة بيومًا واحد خرجوا مع بعضهم وءهبوا للمول ليشتروا بعض الهدايا لوالدته وأخوته البنات ومصطفى، وجاء إبراهيم عند هدية هنا وطلب من وفاء أن تختارها هي قائلًا:

_ وفاء.

وفاء أجابت عليه وهي مشغوله بإختيار ملابس لأطفالها بلا مبالاه: اممممم

نظر لها إبراهيم ليجدها ليست منتبه له بالمرة قال بإصرار:
_وفاء إنظري لي ثوانِ فقط.

تركت وفاء ما بيدها ونظرت له بإهتمام:
_ نعم يا قلبي

هيما أبتسم:
_سلامة قلبك (ثم أسترسلت كلامه بجديه) ما رأيك أن تختاري هدية لهنا؟ على أساس أنتم الاثنين نفس جنس حواء وتفهمون إحتياجات بعضكم البعض،
أنا أخترت هدايا اخوتي لمعرفتي بما يحبون وما لا يفضلونه.

قطعت كلامه وفاء ببتسامه:
وهنا أيضا إبنة منطقتك ومثل رشا أختك وبكل تأكيد تعرف ما تحبه وما لا تحبه، تعرف ذوقها.

أجاب عليها بحيرة:
_لا أدري يا وفاء، ولكن أظن أن الأمر ليس لطيف أن أحضرت لها ملابس كأخوتي ما رأيك أن نبحث عن أي شيء كانتيكا.

هزت وفاء راسها بتأيد وبالفعل أحضروا زُهرية مصنوعة من الكرستال أختارها إبراهيم فأول ما وقعت عينيه عليها ولفتت نظرة وعندما سأل وفاء عن رأيها لم تجد أي تعقيب عليها فالزهرية كانت رائعه حقًا.

_هل برأيك ستعجبها؟

أجابته وفاء بهدوء رغم نار غيرتها المشتعلة داخلها:
_بكل تأكيد رائعه فذوقك ليس عليه أي غبار حبيبي.
_أعلم أن ذوقكِ رائع ومميز لهذا أنا تزوجتك

وفاء بغيظ مصتنع:
_حسنًا أيها المغرور الوسيم، أسترسلت بجديه:
_لنذهب إذًا لنكمل ما بنقصنا ويكفي هذا على هنا فالجميع أشترينا لهم من مكان واحد وهي إشترينا لها من مكان مخصوص، لنذهب.

_ حاضر يا حبيتي سأدفع الحساب.

_لااا يا أستاذ هات أنا من يأءهب للحساب فتلك الفتاة الواقفه عند مكتب الدفع جميلة وأنا بكل صراحة لم أعد أثق بك فقد ظهرت على حقيقتك ومثلك مثل باقي الرجال رجل تعرف أن تضحك وتبتسم وتعجب وتتغامز مع الفتيات.

نظر لها إبراهيم بذهول مصتنع :
_ أعجب و أغازل! أستغفر الله العظيم يا وفاء حرام عليكِ كل ما فعلته هو أنني أبتسمت بوجهها والأبتسامه بوجهه أخيك المسلم صدقة، لازلتِ تتذكرين، عودي لعقلك يا حبيبتي وثقي بي وبنفسك

وفاء مدت يدخا أمام وجهه قائلة بجدية:
_إبراهيم، أعطني النقود فانا من سيحاسب.

أمسك إبراهيم يدها وأخذاها بزاوية بعيدة نسبيًا، وقف أمامها وتحدث بجدية: ....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي