الفصل السادس

مر يوم يليه الأخر والأخر حتى قضي سبعة أيام واليوم هو يوم عودة مصطفى لمنزله وهنا قامت بترتيب البيت وهندمت نفسها ومن الصباح المبكر إستيقظت لتكمل باقي أمور منزلها حتى أصبح كل شيء على أكمل وجهه.

سعيدة جدا لدرجه إنها ذهبت لصالون تجميل لتغير من إستايلها بعض الشي.

قلبها يقرع كالطبل ولا تعرف سبب تلك الدقات الغريبه عليها، أو سر سعادتها وحماسها، تشعر بالأرتباك والتوتر وكأنها عروس جديدة، مزاجها تحسن مئة وثمانون درجة اختلف تمامًا عما كان مصطفى بالسفر.

هي قضت جميع أيام سفر مصطفى بمزاج متعجر وغير صافي بالمرة عكس مزاجها الأن ظلت تسال نفسها طوال اليوم:
_ هل من المعقول أنني أغرمت به!؟

سمعت صوت متاح الشقة والبار يُفتح وعندنا دخل مصطفي الشقه وهو يغلق الباب أيتدار ليجدها أمامه، فتح عينيه بانبهار فهنا كانت أية فى الجمال بقميصها الأبيض  الجميل، وشعرها البني المموج الطويل، وبياض بشرتها، ومكياجها الهادي وبرفانها المثير.

وما زادها جمال على جمالها  القلب الفضي الذي زين صدرها بسلسلته الذهبيه الطويلة، وقبل أن يصدر مصطفي أي رد فعل كانت هنا تصرخ بأسمة بفرحه غير طبيعية، وبلهفه مجنونة ركضت بأتجاهه وأقتربت منه وعانقته بقوة.. ليبادلها مصطفى العناق ممسك بها بيد واحدة واليد الثانية أستند بها على الحائط وهتف بسعادة:

_تمهلي هنا سنسقط، حبيبتي أهدى سنسقط سويًا وأنا أخاف عليكِ .

لم تستمع له هنا وظلت متشبثه برقبته وتردد أسمه وكأن أسمع كلمة سر سعادتها وفىحتها التي كانت متغيبة عنها.

أبتسم مصطفى بسعادة وهو يحملها ويتحرك بها لغرفتها ويضعها على الفراش بهدوء :
_دعيني أحملك أذا حتى لا نسقط سويًا وأخبريني هل وجدتِ أجوبه على أسئلتك؟

هنا تنهدت بحيرة :
_لا أعلم مصطفي صدقني لا أعلم، كل ما أعرفه هو أنني لم أكن أعيش كل تلك الأيام وأنت بعيدًا عني، كنت أختنق وحدي ولم أكن أطيق نفسي ، حتى الأكل لم أستطع أن أتءوقة جيدا، كنت أموت حرفيًا دونك ودون وجودك..

كنت أنتظر أتصالك لي بفارغ الصبر وبعد مهاتفتك اظل أحسب عدد الدقايق والثواني الساعات لأتصالك القادم...

أن كان هذا الحب الذي يتحدثون عنه! فهكذا ظالمين أحساسنا ومشاعرنا بكلمة تافهه وقليله كهذة، لان ما أشعر به داخلي أكبر بكثير من تلك الكلمة.

سعادة غارمه تدب قلب مصطفى ليجيب بتيهه وعدم تصديق:
_هنا!! ماذا تقولي!! هل حقًا ما تقوليه معقول أحببتنِ؟ وأخيرًا قلبك حن لي واحببتنِ!! هل من الممكن أن تقوليها لي ثريحه يا هنا قلبي؟

هنا أبتسمت وباغتته برقتها المعهودة :
عيوني أخبرتها لك بكل وضوح ..لهفتي اكدتها لك هذا كله لم يكفيك؟

أبتسم مصطفى بفرح وهو يحملها ويدور بها بسعادة كبيرة :
_ كفاية وكفاية وكفاية أوي، أحبك يا بنت عمري كله وليس بنت عمي فقط لاا أنتِ بنت قلبي وعمري كله
أحبك يا هنايا أحبك، أحذرك أن تبعديني عنكِ أو تبتعدي عني مرة أخرى.

هنا همست بما تشعر به في تلك اللحظه بكل صدق:
_ أموت أن أبتعدت عنك يا مصطفى.. أنا كلي ملكك وتحت أمرك

لو كانت هنا راسمة لمصطفى بخيالها صورة حلوة
فوجودها معه جملها أكثر وأكثر، كانت صورة رائعة في خيالها.

اقترب منها وقطع كل المسافات الحاجزة بينهما ليتملكها ويتخطى كل الحدود ليصل لنقطه لا تحق لأحد غيرة هو فقط، دنا منها وقبل ثغرها ومن ثم وجنتيها وعيناها ودنا أكثر يلثم شفتيها بقوة وتملك ليجتاحها بهمسه وقربه ومشاعره الجياشه التواقه لوصالها..

فأسلمت حصونها، تاركه له القياده فى بحر التوق، ليرسو بها فى شاطق العشق ولذة القرب المتاح المتوج بالحلال ليعلن هيمنة عليها وملكيته لها،شعور مصطفى الأن وكأنه طاير بالسماء سعيد فهو كان ملهوف عليها وشغوف بيها وفى نفس الوقت صبور وهادي فى كل تصرفاته معاها، كان يتعامل معاها بمنتهى الرقة وكأنها  قطعة قماش من الحرير الحر يخاف عليها أن تنكسر وتكرمش فى يده..

وبعز  شغفه كان يهمس لها دائمًا بقلق :
حبيبتي أنتِ بخير.

أجابته بحياء وهي تخبئ راسها بعنقة قائلا بشيء من العتاب:
_وكيف أكون بين يديك ولستِ بخير؟!

لينظر بعينيها ويفقد كل ذرة رزانه يتحلى بها ويخط أنفايها بيها قدمها لساعات طويلة جدًا

. . . . .

هيما من يوم خروج رشا من المستشفى وهو كل يوم يتصل يسأل عليها تطمينه عليها، ولكنه ليس مطمئن يشعر بها تخبئ عليه شيء يشعر بصوتها غير طبيعي مكسور وحزين، يشعر وكأن هناك شيء يحزنها.. يرد الذهاب لمنزلها والاطمئنان عليها بنفسه ولكنه لا يستطيع بسبب خلافة مع رأفت، وأمه أيضا لا تطيق الءهاب لمنزل رأفت لعد خلتفهم فأقترح هيما أن يذهب مصطفي ليطمئنهم عليها..

رحبت الأم بذلك وأتصل هيما على مصطفي الذى كان يعيش لحظات ووقت خاص به وبزوجته ولم يجيب على أتصالتها لتهتف هنا بخجل وهي بين أحضان زوجها :
_مصطفى الهاتف.. مصطفى

لم يجيب عليها مصطفي وأكمل ببحر حبه لها فهو كان كأنسان ظل يسير بالصحراء لعدة أيام وأخير وجد أمامه بحيرة.

ظل الهاتف يصدر رنين بألحاح لتهتف هنا وهي تصع يديها على صدرة العاري تبعده عنها:
هيما.

تجمد جسد مصطفي مكانه ونظر لها بزهول:
_هيما!!!

ذعرت هنا مما تفوهت به فهي لم تكن تقصد ان تنطق بأسمه أكيد زلة لسان فهي لم تفكر به وهي على ذمة مصطفي أبدًا، انتفضت وهي تسمع مصطفي ينطق بأستغراب وهو يبتعد عنها ويرتدي ملابسه:

_ : أنا مصطفى يا هنا، ماذا أتى بأسم هيما الأن؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي